نزار قباني يعكس الأحداث المأساوية في حياته بمدرسة شعرية فريدة

نزار قباني هو ذاك الشاعر الذي تعلمنا منه كثيراً ما يعنيه الحب، والذي ربما عرفناه أكثر من خلال تحويل قصائده الشعرية إلى أغاني لكبار المطربين العمالقة في البلدان المختلفة، ويحتفل محرك البحث جوجل اليوم بالذكرى الـ 93 لميلاد نزار قباني الذي ولد عام 1923م، وقد توفي عام 1998م، لقد كان قباني من إحدى الأسر السورية المشهورة في المجال الفني والمسرحي فالجد الأكبر أبو خليل القباني عرف بريادته للمسرح العربي.

نزار قباني

نزار قباني بين انتحار شقيقته ووفاة ابنه ومقتل زوجته

تعليم نزار قباني، وعمله قبل الشعر

درس نزار بن توفيق القباني في كلية الحقوق في إحدى الجامعات بسوريا، وقد تخرج عام 1945 م، والتحق على الفور بالسلك الدبلوماسي كسفير لسوريا في عدد من البلدان المختلفة، ولكنه أقدم على الاستقاله بعد 21 عام من توليه هذه المناصب السياسية ليتفرغ لكتابة الشعر فقط.

تأثير الأحداث المأساوية في حياة نزار قباني

لعبت الكثير من الأحداث المأساوية التي مرت على نزار دور كبير جداً في تشكيل نمطه الشعري، وتأثره الشديد بها في كتاباته وابياته، ولعل بداية تلك الأحداث كانت في مرحلة الطفولة، وهي ” انتحار شقيقته “، ولم يكن يريد نزار أن يفصح عن ذلك، وقرر أن يبرر وفاتها بأنها كانت مصابة بمرض القلب الذي أودى بحياتها، ولكن جاءت إحدى الشاعرات السوريات، وهي كوليت خوري لتكشف الحقيقة الكاملة التي كان يخفيها قباني.

أكدت كوليت أن وصال قباني شقيقة نزار قد اقدمت على الإنتحار بعد أجبرتها العائلة على الزواج من شخص لم تحبه قط، ولم تجد حل غير أن تنتحر تاركه كل شيء وراء ظهرها، وجرح عميق في قلب شقيقها نزار الذي بلور تلك الحادثة في شعر يوضح معاناة المرأة في الحصول على ذاتها، وتحقيق أحلامها.

و قد كتب نزار في مذكراته عن واقعة انتحار شقيقته، وقال عنها:

“صورة أختي وهي تموت من أجل الحُبّ محفورة في لحمي.. كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدويّة”

البداية الشعرية لنزار قباني

بدأ قباني موهبته الشعرية في عمر صغير فلم يكن يبلغ إلا 16 عام فقط، حيث استطاع أن يعبر عما بداخله في ابيات شعرية تصف جمال الطبيعة حيث كان في رحلة بحرية تابعة للمدرسة في مدينة روما، وعقب التخرج من كلية الحقوق فقد قام نزار بنشر أول ديوان خاص به، وقد أطلق عليه ” قالت لي السمراء “.

و لكن كانت المفاجأة التي لم يتوقعها نزار هو الهجوم الشديد عليه نتيجة هذا الديوان الذي طبعه على حسابه الشخصي حيث وصل الإنتقاد إلى وصفه بـ ” شاعر إباحي “، وهو ما أحزنه كثيراً في ذلك الوقت، وقام بالتعليق على ما اتنشر من أخبار حول ديوانه الأول بتلك الكلمات البسيطة:

” قالت لي السمراء” حين صدوره أحدث وجعًا عميقًا في جسد المدينة التي ترفض أن تعترف بجسدها أو بأحلامها.. لقد هاجموني بشراسة وحش مطعون، وكان لحمي يومئذ طريًا “.

دور السيدة فايزة آقبيق والدة نزار في حياته الشعرية

لقد تأثر نزار كثيراً في أعماله بحبه لوالدته فقد كانت العلاقة وطيدة بينهم على الرغم من أن هناك أشقاء وشقيقات أخريات منهم (وصال – هيفاء – معتز – رشيد – صباح) إلا أن نزار كان هو المتربع الأول في قلبها، وهي كانت كل شيء بالنسبة له حيث تؤكد بعض المصادر أن من شدة تعلقه بها ظل يرضع منها حتى كان في عمر السابعة، وكتب لها الكثير من القصائد الشعرية منها ” الرسم بالكلمات “.

مرحلة حزينة في حياة نزار قباني الزوجية

على الرغم من زواج نزار مرتين إلا أن في كل زيجه يحدث حادث مؤلم يؤثر عليه، ففي زواجه الأول من قريبته زهراء أنجب ابنه هدباء، وابن توفيق الذي كان متفوقاً، واستطاع أن يلتحق بكلية الطب في جامعة القاهرة، إلا أنه في السنة الخامسة وافته المنية، وقد كتب له نزار قصيدة بعنوان ” الأمير الخرافي توفيق قباني “.

أما في الزيجة الثانية، والتي تزوج فيها من إحدى السيدات العراقيات، وهي ” بلقيس الراوي “، وقد أنجب منها ابن عمر، وابنه زينب، ولكن في عام 1982 م وافتها المنية في إحدى الإستهدافات الإنتحارية لمقر السفارة العراقية التي كانت تعمل بها في بيروت، وذلك اثناء الحرب الأهلية في لبنان، وقد كتب لها نزار قصيدة بعنوان ” بلقيس “.

أشعار نزار قباني التي تحولت إلى أغاني

لقد كانت قصائد نزار أمل كبير، وحلم لكل مطرب حتى يقوم بتحويلها إلى أغنية رائعة، والكثير من عمالقة الفن الجميل كان لهم الحظ الوفير من تلك القصائد، ونذكر منهم:

1- السيدة أم كلثوم قامت بغناء قصيدة ” أصبح عندي الآن بندقية “، وقصيدة ” رسالة عاجلة إليك “.

2- عبد الحليم حافظ قام بغناء أجمل القصائد التي اشتهرت كثيراً عند المستمعين وهم ” رسالة من تحت الماء “، و” قارئة الفنجان “.

3- أما الفنانة الجميلة نجاة الصغيرة فقد قامت بغناء 4 قصائد، وهم ” ماذا أقول له “، ” متى ستعرف كم أهواك “، و” أسألك الرحيلا “، و” أيظن “.

4- أما المطرب القدير الذي كان له النصيب الأكبر في غناء قصائد نزار قباني هو كاظم الساهر، والذي غنى تلك القصائد (قولي أحبك – زيديني عشقاً – حافية القدمين – الرسم بالكلمات – صباحك سكر – احبيني بلا عقد – دلع النساء – فاكهة الحب )، والكثير ايضاً.

الدواوين الشعرية التي قام نزار قباني بكتابتها

#

اسم الديوان

تاريخ النشر

1

قالت لي السمراء

1944

2

طفولة نهد

1948

3

سامبا

1949

4

أنت لي

1950

5

قصائد

1956

6

حبيبتي

1961

7

الرسم بالكلمات

1966

8

يوميات امرأة لا مبالية

1968

9

قصائد متوحشة

1970

10

كتاب الحب

1970

11

مئة رسالة حب

1970

12

أشعار خارجة عن القانون

1972

13

أحبك أحبك والبقية تأتي

1978

14

إلى بيروت الآنثى مع حبي

1978

15

كل عام وأنت حبيبتي

1978

16

أشهد أن لا امرأة إلا أنت

1979

17

اليوميات السرية لبهية المصرية

1979

18

هكذا أكتب تاريخ النساء

1981

19

قاموس العاشقين

1981

20

قصيدة بلقيس

1982

21

الحب لا يقف على الضوء الأحمر

1985

22

أشعار مجنونة

1985

23

قصائد مغضوب عليها

1986

24

سيبقى الحب سيدي

1987

25

ثلاثية أطفال الحجارة

1988

26

الأوراق السرية لعاشق قرمطي

1988

27

السيرة الذاتية لسياف عربي

1988

28

تزوجتك أيتها الحرية

1988

29

الكبريت في يدي ودولاتكم من ورق

1989

30

لا غالب إلا الحب

1989

31

هل تسمعين صهيل أحزاني؟

1991

32

هوامش على الهوامش

1991

33

أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء

1992

34

خمسون عاماً في مديح المساء

1994

35

تنويعات نزارية على مقام العشق

1995

36

أبجدية الياسمين

1998


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد