تحوّلت من “حنان قهوجي” إلى “بريجيت غابرييل” قصة امرأة لبنانية تدعم ترامب وتحارب المسلمين

“حنان قهوجي” التي ساهمت في التلويح بخطر الإسلام ونشر كراهيته في الولايات المتحدة بين المواطنين وعبر العالم بأكمله.

قصة امرأة لبنانية تحارب الإسلام

من “قهوجي” ثم “سمعان” إلى “غابرييل”، كان لهذه الشخصية مساهمة كبيرة في (تجارة الكراهيّة) بداية من “لبنان” مروراً ب “إسرائيل” ثم استقرت في “الولايات المتحدة”.

رواية غابرييل “الطفولة المعذّبة” في لبنان:

اليوم مع استلام “ترامب” الحكم، يصعد اسم “بريجيت غابرييل” إلى الواجهة كطرف مؤثر  في “اللوبي” الذي يعمل على محاربة المسلمين. تتناقل المواقع دور”بريجيت غابرييل” في تعزيز صورة “ترامب”، وتنشر لقاءها معه الذي أعقبه اختيار “وليد فارس” كمستشار “لترامب” الذي ساندها  في وقوفها وراء صناعة “الإسلاموفوبيا” في “الولايات المتحدة”.

تحولت من  فتاة مغمورة في قرية “مرجعيون” اللبنانية التي تقع على الحدود مع فلسطين إلى فتاة مساهمة في صناعة “الإسلاموفوبيا” مع مجموعة من الأثرياء الأخريين في أمريكا.

تروي “غابرييل” قصتها عن عائلتها المارونية المسيحية، وكيف عانت مع المسلمين في بلدها  لبنان الذين أجبروها على العيش في ملجأ مساحته ثمانية عشر أمتار لسنوات طويلة.

تحكي أيضاً قصص “البربرية” في لبنان، وكيف كانوا يقسمون الطفل إلى نصفين عن طريق ربطه بين أمه وأبيه ثم يبعدونهما في اتجاهين مختلفين.

وتقول “غابرييل” بأنها شعرت بالأمان للمرة الأولى عندما تم نقلها للاستشفاء من قبل الإسرائيليّون بعدما أصيبت، عرفت هناك أنهم أفضل من المسلمين الذين يريدون قتلها لأنها مسيحية.

حب إسرائيل والاستقرار في أمريكا:

بعد سنتين من الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1984، انتقلت “غابرييل ” إلى القدس وهناك عملت كمذيعة للنشرة المسائيّة في تلفزيون الشرق الأوسط  وظهرت باسم “نور سمعان”، وروت تجربة عيشتها في القدس 6 سنوات بكثير من الشغف بالثقافة الإسرائيلية التي تحترم القراءة والثقافة والطبيعة، على العكس للجانب الآخر الأسود التي عاشته مع المسلمين، وفي عام 1989 انتقلت إلى “الولايات المتحدة” بعد زواجها من زميلها “تشارل تيدور” الأمريكي، ليؤسسا شركة للإنتاج.

وفي عام 2001 بعد تدمير برجي التجارة، فزعت “غابرييل” مراراً بقولها “لقد وصلوا إلى هنا”، وقالت في إحدى مقابلاتها لقد خسرت وطني “لبنان”  بسبب الإسلام  ولا أريد أن أخسر وطني”أمريكا” بالتبني لنفس السبب.

وتمكنت “غابرييل” من حشد أكثر من 300 ألف أمريكي في عام 2007 وقامت بتأسيس منظمة “أكت فور أمريكا” على الرغم من تصنيف منظمتها ضمن (منظمات نشر الكراهية)، ثم بعد ذلك أصبحت ضيفة دائمة على قناة “سي أن ان” و”فوكس نيوز” وغيرها ذلك عقب أي عمل إرهابي، وكان لها أيضاً اجتماعات مع أعضاء من “اف بي اي” وبعض أعضاء الكونجرس ذلك لتتمكن من توسعة نفوذها في حربها ضد الإسلام والمسلمين.

تجارة الكراهيّة:

فسرت المؤرخة “إيفون حداد” ما تقوم به “غابرييل” وغيرها ممن يطلق عليهم “المخبرين المحليين” من الشرق الأوسط بأنهم يقومون بذلك طمعاً بملايين الدولارات التي ستتدفق عليهم عندما يقولون أنهم يعرفون المسلمين جيدا ويعرفون ما يخططونه ضدكم أعطوني المال وسأخبركم بالمزيد عنهم، تأكيدا لذلك ما نشره موقع “بازفيد” بأن “غابرييل” تضاعف راتبها بين عامي2010و2011 من 87 ألف دولار إلى 157 ألف دولار.

وحصلت “غابرييل” في عام2012على 223 ألف دولار عن  الأعمال غير الربحية، إضافة إلى 237 ألف عن الأعمال التي تديرها بالشركات،  وقد فسرت زيادة الأموال التي حصلت عليها “غابرييل”  بسبب الكشف عن اسمها الحقيقي، وما ورائه من المخاطر التي شكلها ذلك على حياتها، وأن هذه الأموال من أجل إعادة تنظيم حياتها بشكل آمن.

نشر مجلس “العلاقات الإسلامية  الأمريكية” تقريراً يفيد بأنه تم رصد أكثر من 57 مليون دولار لخلق جماعات صناعة الخوف”تجارة الكراهية”، من قبل ثمانية من المتبرعين الأثرياء جداً لمكافحة المسلمين ومعاداة الإسلام.

وعلى سبيل المثال في انتخابات العام 2008،  تم توزيع 28 مليون نسخة من فيلم معاد للمسلمين في جميع المناطق التي كانت تشهد تنافساً انتخابياً شديداً، وقاموا باستغلال اسم “حسين” والد “أوباما” للترويج ضدّ المرشح “باراك أوباما”، وعلى الرغم من التمويل الضخم لذلك الفيلم إلا أنه لم يمنع “أوباما” من الفوز بالرئاسة.

 

منظمة “آكت فور أميركا”:

وصفت “غابرييل” منظمتها بأنها جماعة تعمل من أجل الأمن القومي، ولا تنتمي لأي  حزّب سياسياً أو دينياً، ولكن تستند هذه المنظمة على ثلاث دعائم حزبية ودينية في الساحة الأمريكية السياسية وهي: “غلاة المدافعين عن إسرائيل من اليهود والمسيحيين”و “البروتستاتينية المحافظة”  وحركة “حفلة الشاي” المتطرفة اليمينية التي يشكل الجمهوريون من أعضائها 80%.

وساهمت “غابرييل” في تحذير الأمريكيين بضرورة الإبلاغ  عن أي مسجد قد يجري افتتاحه في أمريكا، وأطلقت الكثير من الحملات منها “اطّلع على القرآن” حيث قامت بتوزيع نسخ من “القرآن” أمام المكتبات العامة  ودور العبادة غير الإسلامية ومكاتب البريد، تستشهد بأنه كتاب يدعو إلى العبودية والعنف وحرمان النساء من حقوقهن الإنسانية، وأكدت “غابرييل” أن دافعها إلى كل هذا ليس كراهية للإسلام أو خوفا منه، وإنما حبّها لوطنها التي تركته بسبب المسلمين لكن محاضراتها وكتبها تظهر بانطباع معاكس.

وليد فارس وترامب:

الكثير مثل “غابرييل” من أصول عربية اتخذوا موقف العداء من الإسلام والمسلمين وجدوا بيئة حاضنة لهم وهي “الولايات المتحدة”، لكن “غابرييل” تميّزت بقدرتها على جذب العديد من الأسماء التي برزت في الإعلام الأمريكي ذلك باتساع رقعة منظمتها وتأثيرها، وفي أواخر  فبراير العام الماضي قامت منظمة “أكت فور أمريكا”  بنشر صورة لمديرتها مع المرشح “دونالد ترامب”، وقد تم تعيين “وليد فارس” مستشارا لشؤون الأمن القومي”لترامب” الذي كان يعمل في مجلس إدارة هذه المنظمة.

وبعد ذلك بعدة أشهر عيّن “ترامب” مستشاراً لشؤونه العسكرية وهو الجنرال المتقاعد “مايكل فلين” والذي كان أيضاً عضواً في مجلس إدارة “آكت فور أميركا”.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد