استفتاء كردستان ومهاباد هي الورقة العربية الرابحة في مواجهة المخطط الفارسي للهيمنة على الشرق العربي

استفتاء كردستان وحلم الدولة الكردية، والورقة العربية الرابحة في يد العرب الآن، فهل يحسنوا استخدامها في مواجهة المد الفارسي الذي اجتاح الشرق العربي خلال العقدين الماضيين، أم كالعادة ستفلت من أيديهم أهم ورقة يمكن أن تقلب الطاولة على رؤوس بني فارس وأطماعهم، وهذه الورقة الرابحة الآن والتي تهيأت كل الظروف لاستخدامها هي دولة مهاباد، والتي سيكون لها بالغ الأثر في انكفاء الدولة الفارسية على شئونها الداخلية، وتحاول أن تتجنب انفراط عقدها لدويلات  صغيرة نظراً لتعدد الأعراق بها حيث تتكون الدولة الفارسية من نسيج عرفي مهترئ  قابل للتفكك.

استفتاء كردستان العراق

استفتاء كردستان العراق

أولا يجب أن نعي جيداُ طبيعة الصراعات الحالية بالإقليم الذي نعيش فيه، كما يجب أن نعي أيضاً المخطط الصهيوأمريكي والذي تزامن وتطابق مع المخطط الإيراني والذي يخطط ويعمل على هدم الدول من الداخل قبل أي مواجهات مسلحة.. كما هو حادث في كثير من الدول الآن.

حلم دولة مهاباد
الهيمنة الإيرانية على العواصم العربية

لذلك يجب على العرب استخدام نفس السلاح لمواجهة أعدائهم ومن يتربص بهم ويعمل على إضعافهم وتفكيك بينان المجتمعات العربية باستخدام الطائفية والمذهبية تارة، والعرقية والإثنية تارة أخرى، ولهدم إيران من الداخل وإضعافها يجب اتباع الأتي:

يجب استخدام الورقة الكردية بالتزامن مع الورقة الأحوازية، لكن الورقة الأهم والأقوى والأخطر والجاهزة للاستخدام  حاليا هي ورقة أكراد إيران حيث يتمتع أكراد إيران بعمق استراتيجي ولوجسيتي عرفي وقومى كردى بشمال شرق العراق على امتداد جغرافي متصل بلا فاصل وهذه ميزة كبرى في الصراعات العرقية والقومية لا يتمتع بها عرب الأهواز بإيران.

استفتاء كردستان يحرك أحلام أكراد إيران بدولة مهاباد

أكراد إيران هم لمن لا يعرفهم هم منظمة مجاهدي خلق.. وهم مسلمين سنة.. وهم مقاتلين أشداء أشاوس.. فهم أحفاد الناصر صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبين ومحرر القدس الشريف، لذلك يجب ألا يفسد بعض قادة الأكراد الطامعين في الثروات العربية أمثال برزاني العلاقة العربية الكردية التي يمكن أن تكون علاقة مثالية وهامة للأكراد وسط عداوات تركية وإيرانية.

حلم دولة مهاباد
حلم دولة مهاباد

استفتاء كردستان ولذلك يجب علينا استغلال ورقة أكراد إيران من قبل العرب فهي من أهم الأوراق الرابحة الآن والتي من الممكن أن تزعزع الاستقرار الداخلي الإيراني الهش ويجب اللعب مع إيران بنفس قواعد اللعبة التي تمارسها في صراع أطماعها في البلدان العربية، حيث تزرع إيران القلاقل والنزاعات داخل البلدان العربية لزعزعة استقرار وأمن هذه البلدان متخذه الورقة الطائفية المذهبية وسيلة لذلك وعلى الرغم من ضعف وهشاشة هذه الورقة الطائفية بين أبناء العمومة العرب من سنة وشيعة، إلا أن إيران استطاعت تأجيج هذه النزعة الطائفية لتصل لحد الصراعات والحروب.

أحلام بني فارس بعودة امبراطورية غابرة

حيث أصبح لإيران ذيول وتابعين يحاربون لها بالوكالة لإضعاف هذه البلدان لتنقض عليها بعد ذلك دون عناء، والأمثلة على ذلك الآن، حزب الله في لبنان وسوريا، والذي أصبح ذراع عسكري قوى بالشام، والمرجعيات الشيعية المتعددة بالعراق والتي أصبح لها ذراع عسكري أقوى من الجيش العراقي ذاته وهو ما يطلق عليه الحشد الشعبي الذي هو يماثل الدواعش الإرهابيين

حلم عودة الإمبراطورية الفارسية
حلم عودة الإمبراطورية الفارسية

نعود مرة أخرى لأكراد إيران المختلفين عرقيا وقوميا وطائفيا ومذهبيا عن القومية الفارسية الصفوية الشيعية الإيرانية، والظروف مهيئة بمساعدة القومية الكردية على أن تكون أول معول في هدم وتفتيت الدولة الإيرانية الفارسية حتى تنكب على أمورها وشئونها الداخلية، وحتى تشتد وطأة عدم الاستقرار على إيران يمكن أن نعمل على أن يتحد عرب الأهواز مع أكراد إيران في دحر وهدم الأحلام الفارسية بأطماعها الشريرة في العالم العربي، وسنتحدث لاحقا في مقال منفصل عن عرب الأهواز

لذلك يجب أن نلقى الكثير من الأضواء ونتعرف عن قرب عن أكراد مهاباد، وهم أهم ورقة هيئتها الظروف خلال هذه المرحلة، من هم أكراد إيران؟ ويجب أن نلفي نبذه تاريخية عنهم

تابع باقي المقال في الصفحة التالية بالضغط على كلمة التالي بالأسفل

نبذة تاريخية عن أكراد إيران

بعد انهيار السلطنة العثمانية، كرست الخريطة الجديدة للمنطقة، التي رسمتها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى صعوبة إقامة “الوطن الكردي”، بعد أن بات الشعب الكردي متشرذما في بقعة جغرافية تتقاسمها سوريا والعراق وتركيا، بالإضافة إلى إيران، وخاض أكراد إيران مواجهات مع السلطات الإيرانية المتعاقبة منذ مطلع القرن الماضي، ضمن عناوين وأهداف اختلفت وفق الظروف السياسية الإقليمية والدولية، وذلك على غرار “نضال” الأكراد في العراق وتركيا، الذي اعتبرته أنظمة هذه الدول “تمردا”.

ورغم الأهداف الكثيرة التي اختلفت بين الانفصال لإقامة الدولة الكردية المنشودة، وتحقيق الاستقلال الذاتي، ربما تمهيدا للاستقلال النهائي، واستعادة الحقوق من الآنظمة كاعتراف الدول الأربع باللغة الكردية، إلا أن الثابت الوحيد في معاناة الأكراد، هو الحرمان والمعاناة.

النسيج الاجتماعي المهترئ لإيران
النسيج الاجتماعي المهترئ لإيران

ففي إيران، حيث تبلغ نسبة الأكراد، وفق موقع الاستخبارات الأميركية على الإنترنت، 10 بالمائة من أصل أكثر من 75 مليون نسمة، هم مجموع الشعب الإيراني، اتسمت العلاقة بين الأكراد والأنظمة المتعاقبة بالمد والجزر، ولم تخل من صدامات دامية.

إعلان دولة مهاباد وقمعها من قبل إيران

فأكراد إيران، الذين ينتشرون على وجه الخصوص في محافظات كر دستان وكرما نشاه وأذربيجان الغربية وإيلام في شمال إيران وغربها، كادوا، بعد عدة نزاعات، يحققون حلم الدولة عام 1946، حين أعلنوا “جمهورية مهاباد” في عهد الشاه الإيراني، محمد رضا بلهوي.

لكن السلطات الإيرانية نجحت، بعد أشهر قليلة، في القضاء على الدويلة الوليدة، لتستمر علاقة المد والجزر مع نظام الشاه، وصولا إلى عام 1979 حين أطاحت ما تسمى بالثورة الإسلامية بنظام الشاه وسمحت “لولي الفقيه” الخميني بقيادة البلاد.

ورفضت الأحزاب الكردية في إيران الدستور الإيراني الجديد، بعد أن اعتبروا أنه يكرس العنصرية والتفرقة بين المواطنين، مما دفع الخميني إلى إصدار فتوى ضد الأكراد تعتبر أن “الأكراد كفار”، وقصفت الطائرات عدة مناطق كردية.

وأسفر قمع السلطات الإيرانية لانتفاضة الأكراد وكفاحهم المسلح، الذي استمر من 1979 إلى 1988، تاريخ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، عن مقتل 3 آلاف كردي، حسب مسؤول العلاقات العربية في حزب الكوملة الكردستاني الإيراني.

وأقدمت السلطات الإيرانية على اغتيال عدد من قادة الأكراد، من أبرزهم زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، عبد الرحمن قاسملو، الذي قتل على يد المخابرات الإيرانية في فيينا عام 1989، حيث كان يخوض مفاوضات مع النظام الإيراني نفسه.

واستمرت السلطات الإيرانية في اغتيال قادة الأكراد، وفي القمع السياسي المتمثل بمنع الأكراد من المشاركة في الحياة السياسية بشكل مستقل وحظر الأحزاب الكردية، وأهمها حزب الكوملة والحزب الديمقراطي الكردستاني، التي لا تهدف إلا إلى إقامة نظام فيدرالي في إيران.

الأمر شرحه يطول وسنتناوله بالتفصيل في مقالات قادمة، كما ستناول أطماع بعض قادة الأكراد بعد استفتاء أكراد العراق كردستان في الأراضي العراقية، وبسبب هذه الأطماع قد يفقدون الصديق المستقبلي الوحيد، وهو الصديق العرب.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد