القهوة وتحريمها في مصر والحجاز عند ظهورها

بالرغم من أن القهوة من الأمور الأساسية لدى الكثير منا، فهي المذاق والتأمل والنشاط، ولكن كيف كان موقف الناس من القهوة عند بداية ظهورها، هل تعلم أن القهوة تم تحريمها عند بداية ظهورها في مصر والحجاز، وكان الناس يتداولونها كما يتداولون الخمر، وأن سلطانا مصريا شن حربا على القهوة في بداية ظهورها.

القهوة وتحريمها في مصر والحجاز عند ظهورها
القهوة وتحريمها في مصر والحجاز عند ظهورها

وإليكم القصة:

عند ظهور القهوة في بداية الأمر صاحبها الكثير من الأشياء الغريبة، إذ أن الناس في بلاد الحجاز كانوا يتجمعون في حلقات ويشربونها في كؤوس، وكانوا يتداولون الكأس فيما بينهم، كما أنهم كانوا يشربونها كثيرا في الخمارات والحانات، فكان الناس يتعاملون معها على أنها مسكرا، والسبب غير معروف في هذا التدأول الغريب لمشروب من المفترض أنه عكس الخمر تماما، المهم أنه عند قيام سلطان مصر قانصوه الغوري بالسفر لمكة للاحتفال بالمولد النبوي هناك عام 1511 لاحظ هذا الأمر، وظنه خمرا بالطبع، فقرر أن يلعن هذا الشراب.

بداية التحريم في مكة:

ولم يكن سلطان مصر هو الوحيد المتأزم من الأمر، فقد اتجه أيضاً صاحب الحسبة بالحجاز في يوم بجمع الكثير من أهل العلم وممن يقتدى بأفعالهم، ويصدق الناس أقوالهم لبحث أمر القهوة، ومناقشة اجتماع الناس عليها بهذه الطريقة، وقد اجتمع العلماء الأجلاء على التفريق بين أمرين، الأول هو اجتماع الناس بهذه الصورة، وطريقة تناول القهوة، وما صاحب ذلك من أمور تخالف الشريعة، فاجتمعوا على أن هذا حرام حرام، أما القهوة في نفسها فقد اجتمعوا على أنها مستخلصة من نبات البن، والبن نبات كباقي النباتات، والأصل فيه الإباحة، إلا إذا اكتشف الأطباء فيه ضررا على العقل أو البدن، فأتى صاحب الحسبة بالأطباء في مكة، وأقروا أن هذا المشروب المتخذ من نبات البن مفسد للبدن المعتدل، وبهذا صارت القهوة حراما وتم منعها في مكة.

تحريم القهوة في مصر:

ولما بلغ الأمر السلطان قانصوه الغوري أمر تحريم القهوة في الحجاز أصدر مرسوما جاء فيه “أما القهوة فقد بلغنا أن أناسًا يشربونها على هيئة شرب الخمر ويخلطون فيها المسكر ويغنون عليها بآلة ويرقصون ويسكرون، ومعلوم أن ماء زمزم إذا شرب على هذه الهيئة كان حرامًا، فليمنع شاربوها من التظاهر بشربها والدوران بها في الأسواق”.

ولكن كان هناك ردود أفعال مختلفة للناس في مصر، فهناك المؤيد وهناك المعارض، ويصف المؤرخ عبدالقادر بن محمد الآنصاري في مخطوطة بعنوان “عمدة الصفوة في حل القهوة”ردود أفعال الناس آنذاك.

القهوة حلال:

وظلت القهوة محرمة، ويتم تتبع متعاطيها ومعاقبتهم، حتى أحلها الأزهر بعد ذلك بمائة عام تقريبا، ولكن هذا في قصة أخرى قادمة بإذن الله.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد