طبق “الكسكسي” يجمع الدول المغاربية على طاولة واحدة في نواكشوط

استطاع طبق “الكسكسي” الشهير في بلدان المغرب العربي أن يجمع سفراء الدول المغاربية المعتمدين في موريتانيا، في ورشة تمتدّ على ثلاثة أيام، لإعداد ملف مشترك حول هذه الأكلة، وأصولها المغاربية، بهدف تسجيلها لدى منظمة اليونسكو، ضمن التراث اللامادي لدول المغرب العربي.

طبق كسكسي مغاربي

وقبل يومين، وفي العاصمة الموريتانية نواكشوط، اجتمع خبراء التغذية، من دول المغرب العربي، وذلك للاتفاق حول تقديم ملف مشترك “لتراث الكسكسي ومشتقاته”، نهاية الشهر الجاري، بهدف تسجيله في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة).

ملف مغاربي مشترك

وأشرف على افتتاح الورشة “ملف الكسكسي” سيدنا عالي ولد محمد خونا، وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان بالوكالة، وأكد أنّ “هذا اللقاء يأتي ضمن الجهود المبذولة لحفظ وصيانة جزء هام من الموروث الثقافي المشترك المعبر عن وشائج الترابط بين الشعوب المغاربية، حيث تعتبر العادات الغذائية عنصرا من تلك العناصر التي تجسد الهوية الثقافية المشتركة بين بلداننا”.

 

طبق كسكسي2

وقال في نقل لوكالة الآنباء الموريتانية إنّ: “قطاع الثقافة يولي أهمية كبيرة لحفظ وصيانة التراث بشقيه المادي واللامادي”، مبرزًا أنّ “هذا الملف الذي عمل الخبراء على إعداده من خلال جلسات سابقة سيتسنى تسجيله على اللائحة التمثيلية لليونسكو”.

وثمّن الوزير مبادرة الجزائر التي سعت إلى التعريف بإحدى مميزات هذه العادات المتمثلة في وجبة “كسكس” الشهيرة في المنطقة وذلك تنفيذا لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي 2003.

وشارك في هذه الورشة سفراء دول المغرب العربي ومسئولين عن القطاع الثقافي في موريتانيا.

فضّ إشكال مغاربي حول الكسكسي

وكان طبق “الكسكسي” وراء إشكال مغربي جزائري، حيث اعتبر أنه مغربيّ، أو أنه جزائريّ، وقال التونسيون إنّ طبق الكسكسي ذو أصول تونسية، وكذلك الليبيون، وأخيراً أكد الموريتانيون أنّ “الكسكسي” تراث موريتاني.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أكد مسئول مغربي أنّ طبق الكسكسي مغربيّ، قبل أن يردّ رئيس الوزراء الجزائري السابق أحمد أويحي، ويصرّح بأنّ “دولة جارة وشقيقة تحاول احتكار الكسكس وإظهاره على أنه طبق خاص بها”، مشدّدًا على ضرورة تطوير إنتاج طبق الكسكسي لأنّ جذوره جزائرية.

وأضاف أويحي، خلال افتتاحه لمعرض الإنتاج الوطني للمنتجين في مجال الصناعات الغذائية، أنّ “دولة شقيقة وجارة، جعلت الكسكس منتوجها فقط دون غيرها”، داعيًا إلى إثبات العكس، لأننا، حسب قوله: “لا ننسب الكسكس إلينا، بل نقول إنه مغاربي”.

ويعرف طبق الكسكسي كأكلة مغاربية مشهورة، وهي الأكلة الشعبية الأولى، في الدول المغاربية، ولذلك فقد استطاعت أن تجمع سفراء الدول المغاربية المعتمدين في العاصمة الموريتانية نواكشوط، لإعداد ملف مشترك، يتمّ تقديمه نهاية الشهر الجاري إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لتسجيله على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ليكون له الفضل في تقريب وجهات النظر بين بلدان المغرب العربي الكبير.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد