اليوم سوف نذهب سوياً برحلة ممتعة إلى داخل الثقب الأسود/ Black Hole..!

مبدئياً فإن الأمر لن يكون مريحاً لكنه جنوني للغاية وممتع حقاً..
في البداية وقبل كل شيء يجب أن تتفق معي على شيء وهو بأننا نستطيع تحويل أي شيء إلى ثقب أسود أنت وأنا وحتى هذا الجهاز الذي أكتب أنا الآن من خلاله وأوصل لك هذا العلم الرائع بواسطته ممكن جميعنا أن نتحول إلى ثقب أسود وأنا الآن أحدثك بشكل رياضي..اسمح لي بأن أتنبأ بالسؤال الذي يدور الآن في رأسك وهو كيف لنا أن نحول الأشياء إلى ثقب أسود وكيف أننا يمكن خلق هذا الشيء الغريب والمهول..؟

يمكننا خلق الثقوب السوداء بتحويلها إلى أجسام بالغة الصغر كل شيء في هذا الكون لديه “سوارتز تشيلد” وهو حجم صغير جداً إذا ضغط كتلة أي جسم إليها فستتعاظم كثافته بسبب قرب الجزيئات من بعضها البعض ويكون مركز جاذبيته هائل القوة لدرجة أنه حتى الضوء بسرعته الكبيرة لن يستطيع الفرار منه أبداً بتلك الحالة ستكون تمتلك الثقب الأسود الخاص بك.

إذا أخذنا جبل إفرست العظيم وضغطناه إلى حجم أقل من واحد نانو متر فسيكون لدينا ثقب أسود.

وإذا أخذنا الأرض بشكل كامل وضغطناها إلى حجم حبة من الفول السوداني فسيكون لديك ثقب أسود.

لكن ولحسن الحظ.. لا يوجد طريقة معروفة تمكننا من تحويل ايفرست أو الأرض بذلك الشكل ولكن النجوم التي يبلغ حجمها حجم شمسنا بكثير لديها “سوارتز تشيلد” ضخم للغاية وحين ينفذ وقودها ولا تصبح قادرة لأن تبقى ساخنة فإنها تنهار حرفياً وتودي إلى نقطة غاية في الصغر تعرف ب”الوحدة” وستكون كثافتها لا متناهية حينها وبالتالي سيكون مركز جاذبيتها قوي جداً لدرجة أن لا شيء يقوى على الفرار منه ولا حتى الضوء..

دعونا نتوقف عن الكلام بطريقة تشكيل الثقب الأسود وهيا بنا نقفز داخلاً إلى إحداها.

السؤال الأول الذي يخطر ببالك كيف سيبدو شكل الثقب من الخارج.؟

جميعنا يعلم بأن مجال الجاذبية يقوم بإحناء الزمان والمكان “الزمكان” لذا تبدو النجوم من الأرض وكأنها خلف الشمس لان مجال جاذبية شمسنا يقوم بإحناء الضوء القادم منها وحينما يتعلق الأمر بمجال جاذبية أجسام أكبر كالمجرة مثلاً فإن التأثير يكون أشد لذا فإن الضوء القادم من خلفنا يكون مشوش بشكل عنيف مكوناً بقع مضطربة.

والآن إليكم هذا التصور الطريف.. ماذا لو كانت الأرض تدور حول ثقب أسود..؟

بالأول يبدو الأمر طبيعيا ولكن بمجرد أن تصل إلى خلف الثقب الأسود فإن الجاذبية حينها ستشوه الضوء المنعكس من الأرض منتجة الأرض كإطار حول الثقب.

هل أنت جاهز لدخول الثقب..؟ هيا بنا..

سنقفز داخل ثقب ثابت وغير مشحون ولم يمتص أي نوع من المادة بعد، كل ما اقتربنا تشوه السماء بشكل أكبر جزء كبير من مجال رؤيتنا سيمتلئ بالسواد نصف مجال رؤيتنا الغارق في الظلمة سيصل إلى مجال الفوتون في هذه النقطة السحرية سيدور الضوء والفوتونات حول الثقب إذا توقفنا هنا للحظة ونظرنا جانباً نظرياً سنتمكن من رؤية مؤخرة رؤوسنا لأن الضوء المنعكس منه سينتقل بشكل دائري في مدار حول الثقب ليعود إلينا.

مجال الجاذبية لا يشوه المكان فقط بل الزمان أيضاً لان الجاذبية تكون قوية جداً بجانب الثقب لدرجة أنه أي أحد يراك وأنت تقفز بداخله سيراك بشكل غريب فلن يرى شخص يدخل الثقب سريعاً بل سيراك وأنت تتباطأ بشكل تدريجي كل ما اقتربت منه إلى أن تبلغ “أفق الحدث” حينما نعبر تلك النقطة فلا سبيل للعودة أبداً هنا تنتهي رحلتنا بالنسبة للمراقب ستبدو وكأنك تجمدت في الفضاء وسينعكس منك ضوء ميالاً للاحمرار شيءاً فشيء حينها ستتلاشى للعدم  ولن يراك وأنت تعبر “أفق الحدث” أما بالنسبة لك سيبدو الأمر طبيعي إلى أن نستمر بالعبور إلى حتفنا الأكيد ونحن نعبر فستكون الرؤية تضائل تدريجياً على أن ترى الكون كنقطة خلفك لن نموت سريعاً ولن نشعر بالألم لأننا لم نقترب من “وحدة” الثقب ولكن ما إن نبدأ بالاقتراب ستطرأ علينا تأثيرات عنيفة على الجاذبية وسيتمدد جسمنا نحو مركز ال”وحدة” ويطلق عليه اسم ال”تحول اللولبي” وحال ما نصلها سنكون ميتين حتماً ستتمزق زراتنا وتتمدد بشكل عنيف وعندما نصل إلى وحدة الثقب نفسها في الحقيقة لا نعلم ما الذي سيجري تحديداً فقد اختلف الفيزيائيون في هذا منهم من قالوا أننا سوف نختفي محطمين جميع قوانين الفيزياء خلفنا ومنهم من قال أننا سوف نذهب إلى ناحية أخرى من الكون أو إلى كون آخر حيث انه من المعتقد أن الثقب الأسود ينشأ بداخله ما يسمى بثقب الدودة وهذا الكلام لا يكسر أي قاعدة من قواعد الفيزياء بل على العكس إنها طريقة لاستغلال أبعاد الكون.

لابد أننا بالمستقبل القريب سوف نستغل الثقوب السوداء بشكل كبير فيومياً نتقدم ونتطور بعلمنا الرائع.. …

المصادر..

من هنا.

ومن هنا.

ومن هنا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد