نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية منتدى المواهب منتدى موهوبين الادب والشعر منتدى القصص والروايات



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




يوميات عمر وسارة الجزء الرابع

 

الحلقه السابعه

افاقت ساره لتجد نفسها محاطه بالاجهزه و موصل بذراعيها كانيولا و جهاز قياس للنبضات و
اخر ما تذكرته هو دخولها الحمام ثم الرعب القاتل الذى انتابها عندما فوجئت بنافورة دم تخرج منها
ونادت بصوت واهن يحيى ابنى ......عمر .......ايه اللى حصل
و فى لمح البصر هرع عمراليها قائلا :حمد الله على السلامه يا حبيبتى

ساره :ايه اللى حصل يا عمر
عمر :الظاهر انك بذلتى مجهود جامد فى الشقه يا ساره ، فحصلت لك ولاده مبكره لكن انت احسن دلوقتى و الدكتور طمنا
عليكى
ساره :فين البيبى انا مش سامعه صوت ليه
فجاءت امها مسرعه تقول :مريم بخير و زى الفل الحمد لله بس هى...........
ساره :مريم ؟ انا جبت بنت فعلا .الحمد لله و الشكر لله ,هى فين يا ماما ، شكلها ايه ، .......
سارع عمر :هى فى الحضانه يا حبيبتى عشان ناقصه نمو شويه لكن ان شاء الله حاتبقى كويسه
ساره باكيه :يا حبيبتى يا بنتى انا عايزه اشوفها عايزه ارضعها و احضنها
و طفقت ساره تتلمس بطنها فى شوق كانما انتزعت منها قطعه من قلبها ، لا لقد انتزعت منها فعلا
عمر :لا يا ساره ما تعيطيش كده هى ان شاء الله بخير و بكره ياما تشيليها و ترضعيها . و.......
ساره :بكره ؟ انا عايزه بنتى دلوقتى و دينى يا عمر عندها
و حاولت القيام من سريرها لكنها كانت اضعف من ان تتحرك فارتدت واهنه فى مكانها
وهنا جرى اخاها اليها :يا حبيبتى ما تخافيش عليها هى بخير و شبهك و زى القمر ما تخافيش مش شبهى هاها
ساره :انت هنا يا احمد خدنى ليها عشان خاطرى نفسى اشوفها ارجوك يا احمد
تدخل عمر :انتظرى ثوانى انا حانادى للدكتور أجيب كرسى متحرك ثوانى
خرج عمر من الغرفه لكن ساره لم تطق الانتظار فنزعت الكانيولا من ذراعها و جهاز النبضات بشده و صاحت باكيه :شلنى يا
احمد و دينى اشوف بنتى دلوقتى
فاحتار احمد ماذا يفعل لكنه فوجىء بامه تامره :معلش يا احمد ريحها الحضانه قدامنا
وطى احمد و شال ساره زى الطفله و تعلقت هى فى رقبته و هى بتفتكر لما كانت بتشيله و هو لسه بيبى صغير و دلوقت ما
شاء الله بقه راجل
وهناك امام زجاج الحضانه طلبت منه الا يدلها على طفلتها لانها ستهتدى اليها وحدها بقلبها
وفعلا لم يخبرها احمد اين طفلتها
وفى وسط الاطفال نزلت دموع ساره و هى تبحث بعينى راسها عن مريم بعد ان راتها بعينى قلبها
وجدت طفله نائمه مستكينه و براءه الدنيا فى وجهها الصغير
و سالت احمد و هى تشير اليها
هى دى يا احمد ؟ هى دى مريم ؟
رد احمد من بين دموعه :ايوه يا حبيبتى شفتى بقه انها كويسه و نايمه زى الملاك يا للا نرجع بق ه
ساره :انت بتعيط يا احمد ........للدرجه دى متاثر
احمد :لا لا انا بس دراعى اتملخ يا للا بقه نرجع ماشى
فكرت ساره :
دايما الرجاله كده يكرهو حد يشوفهم متاثرين و دموعهم نازله ، لا تقريبا هوه فعلا دراعه واجعه مانا لسه والده ووزنى بتاع
تمانين كيلو مش شويه يعنى و اشفقت عليه و طلبت منه اننا ترجع الاوضه
و سبحان الله رجعت ساره غرفتها فى حال غير الحال كانت مبتسمه و هادئه بمجرد ان رات صغيرتها و اطمانت عليها
و فوجىء عمر بها عندما دخل تجلس على الكرسى و ليس على السرير و الدموع فى عينيها و هى تقول انا شفت بنتنا يا عمر
انا شفت مريم ، اللهم لك الحمد و الشكر
رد عمر :حمد لله على سلامتك انت دى اهم حاجه عندى ، ماما كلمتنى دلوقتى و بتقول يحيى عايز يشوفك ضرورى
ساره :خليه ييجى حد يجيبهولى احسن انا حاسه انى بقالى سنين ما شفتوش
ساره :طيب انا حاروحلها تانى دلوقتى
عمر :لا لازم تلبسى لبس تانى معقم و تستعدى عشان تدخلى عندها الحضانه
و فى اللحظه التى لمست ساره خد مريم الناعم بيدها ، و احست بمعجزة الميلاد للمره التانيه فى حياتها ، امنت اكثر بالايه
الكريمه ) و فى انفسكم افلا تبصرون )
فعلا سبحان من اخرج كيانا من كيان
اللهم انى اعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم ، اللهم اهدها يا رب و اجعلها من الهادين المهتدين
عندما ولدت يحيى تخيلت انى لن اقدم على هذا العمل مره اخرى اطلاقا فى حياتى
لكن هانذا و مريم بين يدى

عمر:الحمد لله ساره و مريم تجاوزن مرحلة الخطر ، لقد ابيض شعر راسى خوفا عندما ابلغنىعندما ابلغنى الطبيب ان هناك خطوره على حياة
ساره لو استمر الحمل ، و تمنيت من الله ان يحفظهما الاثنتان من كل سوء ، و ما هو على الله ببعيد ، اللهم لك الشكر و الحمد
يا الله
شقه جديده و ابنه فى نفس اليوم
انا حاسس ان مريم دى حاتكون وش السعد على ابوها
لكن يحيى محتاج لى اوى اليومين دول
لما رحت البيت لقيته زعلان و بيعيط و حاسس ان الدنيا فضيت حواليه
برضه احنا محتاجين نعامله معامله خاصه الايام الجايه عشان ما يحسش ان هوه اتركن على الرف
برضه الاطفال ما يفهموش

اخيرا خرجنا من المستشفى و معانا القموره مريم ، دى جميله اوى ، ده راييى انا بس ؟ مش عارفه بس ما حدش يستجرى
يقول عليها نص كلمه ؟ هما عايزين البنت تبور من اولها و لا اييه ؟؟
حبيبى يحيى و حشنى اوى ، و تصرفاته بقت غريبه اوى
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل


أصر ينام جنبى رغم انه بقاله سنه كامله بينام فى اوضته
و كمان شافنى بغير لمريم الحفاضات راح عملها على نفسه رغم انه معملش الموضوع ده من مده طويله
كمان دخلت الحمام و خرجت لقيته بيحاول يشيل مريم من سريرها!!
انا حاسه انه عايز اربعه و عشرين ساعه مراقبه
ده صحيح زى ما بيقولو الخلفه التانيه غير الاولى خالص فى كل حاجه
عشان بيكون فى طفل اول عنده مشاكله و عنده احساس بعدم الامان بعد ما كان الكل فى الكل
عشان كده طلبت من عمر يشترى مرجيحه ليحيى و يقوله ان اخته هى اللى جابتها
و كان رد يحيى:
دابتها منين دى اثاثا مث بتعلف تمثى ( جابتها منين دى اساسا مش بتعرف تمشى)
رد عليه عمر :لا هى اللى قالت لنا نجيبها عشان يحيى
يحيى :هى مث بتعرف تتكلم بلدو ايه ده ؟؟
و جرى غاضبا و تركنا
طب نعمل ايه بس ما عدش فيه حد اهبل خااالص
لكنى بعدها اقنعته ان اخته بتحبه اوى عشان هوه اخوها الكبير الجميل و حياخد باله منها لما تكبر
كمان قللت من حملى لمريم طالما هى ما بترضعش او بتغير
و باشيل يحيى و ساعات كمان اطلب من عمر ياخده يخرجه و يوديه الملاهى او النادى عشان يغير جو
و جاء عمر اليوم يطالب ان ياخذ مريم ليحلق لها راسها
ساره :بص يا عمر ايام يحيى انا رضيت عشان قلت اهو راجل و الراجل ما يعيبوش الا جيبه
لكن الا بنتى لو حلقت لها يا عمر حاكتئب و كل ما اشوفها قرعه حاعيط عشان خاطرى بلاااااش تحلق لها و حيات اغلى حاجه
عندك
و انضمت لى حماتى لاول مره فى التاريخ المعاصر و قالت لعمر
لا يابنى شوف انت تصدقت بكام فضه عن يحيى و ادفع نفس
القيمه من غير ما تحلق للبنت خليها كده دى شعرها جميل و ناعم خساره.................









المقال "يوميات عمر وسارة الجزء الرابع" نشر بواسطة: بتاريخ:
رنيم
الحلقه الثامنه

عمر :لاول مره اجد نفسى حائراً ، صحيح البنت صعبانه على و مش عايز احلق راسها لكن دى سنه يا ناس ، بس اللقب اللى
اطلقته عليها ساره (الشحاته الصغيره ) خلاها تصعب على ، ساره سمتها كده عشان لما اتولدت ما كانش عندها و لا اى حاجه
تلبسها و اخو ساره نزل من المستشفى اشترى لها سالوبيت عشان تروّح بيه بدل ما نلفها فى ملايه و ده بسبب الولاده المبكره
طبعا و ظروف العزال

ساره :انت لو حلقتلها قرعه حاتبقى شحاته رسمى، ده حتى الايس كاب بتاع اخوها ضاع فى العزال ،و مش فاضل غير اننا
ندهن لها راسها مرهم كبريت و تنزل بيها الموالد نشحت
عمر ضاحكا :ايه يا ساره ؟ جبت الكلام البيئه ده منين ؟ بصى هى بصراحه راسها صغيره و طريه اوى عشان كده بلاش نحلق
لها و انا حاتصدق بضعف ما تصدقت به عن يحيى
ساره :ربنا يخليك لى يا عمر يا حبيبى و يكرمك عشان كمان التصوير وكده الحمد لله انك اقتنعت بس انا عايزه منك طلب
عمر : انت تؤمرى يا ام العيال ،حاجيب لها كل الهدوم اللى انت عايزاها باذن الله
ساره :حلوه اوى ام العيال دى هاها ، و مش باكلم ع اللبس ,بص يا سيدى انا مش عايزه اعمل علب و لا بونبون و لا اى
حاجه من دى ، نعمل عقيقه شرعيه و بس ، و عايزاك تخرج الفلوس اللى كان المفروض تتصرف فى الحاجات دى كلها لوحدة
رعاية الاطفال ناقصين النمو .الحضّانات يعنى ،ما تتصورش اليومين اللى قعدتهم مريم شفت مآسى لامهات مش قادرين على
دفع مصاريف الحضانات ،دى بتوصل حوالى ميتين جنيه فى اليوم لما يكون الطفل حالته متاخره و محتاج انابيب تغذيه و تنفس
و كده ,تخيل ان انسان ممكن يروح منه ضناه عشان مش قادر يدفع للحضّانه و ده كمان لو لقى واحده فاضيه
عمر : طيب يا حبيبتى ما نتبرع و اعمل برضه السبوع
ساره :خلينا واقعيين يا عمر احنا لسه عندنا اقساط الشقه و انت ما دفعتش قليل فى الولاده عشان كانت قيصريه و عشان كده
عايزين نلم نفسنا شويه و عموما يا سيدى كل ما تزود الصدقات يكون احسن ،تخيل لو ما كانش ربنا لطف بى انا و مريم كان
زماننا فى المستشفى لسه و كان زمانها فى الحضانه عايزين نشكر الله على اللطف الكبير ده
عمر :عندك حق انت طول عمرك قلبك كبير يا ساره ربنا يخليكى لى
و فى هذه الاثناء دخلت ساره غرفتها لانها سمعت صوت مريم تبكى و فوجئت بيحيى يحملها ,كادت تفقد النطق من خوفها ان
تقع منه و لكنها لم تصرخ او تستفزه فقط اقتربت منه فى هدوء شديد و بمنتهى اللطف
وقالت :بص يا يحي يا حبيبى دى لسه نونو ممكن تقع منك و تتعور عشان خاطرى حط ايدك فى ضهرها كده و انت شايلها و
تعالى اقعد جنبى على السرير
يحيى : حاضر يا ماما ححط ايدى اهه انا كت بث بثكتها عثان كانت تعيط ،مث انت قلتى انا اخوها كبير و ثاطر
ساره :شاطر بس ما تشيلهاش لوحدك لما تعوز تشيلها تعالى قولى و انا احطهالك على حجرك اوكى حبيبىو رد يحيى و هو سعيد :بجد تخلينى اثيلها
ساره :ايوه بس و انا جنبك اتفقنا
و فى هذه الاثناء كانت ساره استخلصت مريم من بين يدى يحى و دخل عمر و عندما هم بتوبيخ يحي اسكتته ساره بنظره عرف
معناها
و بعد ما خرج يحيى من الغرفه
عمر :لا الولد ده ما ينسكتش عليه يا ساره كان ممكن البنت تتعور هى ناقصاه ،ايه رايك اقدمله فى حضانه
ساره : اولا الحمد لله انك ما زعقتلوش انا مش عايزاه يتعقد و يحس انها سبب عذابه فى الحياه و لاحظ انه كان ملك متوج فى
البيت يعنى هى خدت برضه جزء كبير من اهتمامنا ، و لو حاولنا نوديه حضانه دلوقت حايفتكر ان ده عقاب ليه و ان مريم هى
السبب و يكرهها انا راييى نستنى شويه و كل الامور ان شاء الله حاتتظبط
و في هذه الاثناء دق جرس الباب فخرج عمر ليفتح
و كانت والدة ساره و اخاها و معهم حقيبه كبيره
فاستقبلتهم والدة عمر :اهلا اهلا اتفضلو
والدة ساره :اهلا بيكى يا حبيبتى
والدة عمر :انتى بايته معانا النهارده و الا ايه تنورينا و الله
والدة ساره ضاحكه :لا مش حاينفع بقه عشان امتحانات احمد و مش قادره اسيبه و البركه فيكى انتى ،انا عارفه انك حاتحطى
ساره فى عينيكى و هنا دخلت ساره و قبلت امها و كلها فضول ايضا لتعرف سر الحقيبه
احمد :مفاجاه يا ساره ما تخطرش على بالك اسراء بعتت لك الشنطه دى من دبى مع مامة واحد صاحبى لسه واصله
ساره :فيها ايه الشنطه دى
احمد :دى مش عشانك دى عشان البرنسيسه الصغيره حبيبة خالها كلها هدوم ايه بقه سينييه
ساره :لا ما تهذرش يعنى مش حاتبقى الشحاته الصغيره خلاص
احمد :شحاتة مين دى حاتبقى نجمة سينما ،اه و الله كلهم بيعملو شوبنج فى دبى ،استنى بس لما اخوكى يتخرج و ان شاء الله
يشتغل هناك ،ندر عليا لاغرقكم هاهاها
وفتح احمد الحقيبه و انبهرت ساره بما رات ,فساتين صغيره و معها احذيتها المنمنمه مثل قطع البون بون و فيونكات شعر و
سالوبيتات و بيجامات ايه ده كله احمدك يا رب
و نظر اليها عمر نظره ذات مغزى فهمتها على الفور
كان عمر يحس ان ساره اطيب انسانه فى الدنيا ،تنازلت عن سبو ع ابنتها ، وحتى لم تطلب ملابس جديده لها ،حتى لا تثقل
عليه فكافاها الله فى لحظتها
عمر :بس اسراء كده تعبت نفسها اوى و الله
ام ساره :هى بتقول من بعد خيرك يا عمر و هى ما تنساش وقفتك انت و ساره معاها و مشاوير الجهاز اللى تعبت قلبكو فيها
عمر :ربنا يكرمها و تترد لها فى الفرح دايما يا رب
ام عمر :مانا برضه كنت باكلم اختك النهارده فى البحرين و قالت لى انها حاتجيب حاجات لمريم و هى جايه
تمتمت ساره رجعت ريمه لعادتها القديمه
ساره : ربنا يخليهم لنا كلهم يا ماما و يقدرنا على رد جمايلهم دى
هنا دخل عليهم يحيى مقتحما و هو يصيح الحئى يا ماما ، الحقى مريم...................


رنيم
الحلقه التاسعة


عمر : جرينا كلنا استجابه ليحيى و دخلنا غرفة النوم و حملت ساره مريم التى كانت قد ارجعت بعض اللبن و الظاهر انها كانت
على وشك الاختناق به فقد كانت تكح و شرقانه ,قامت ساره وامها بالتربيت على ظهر البنت و النفخ فى راسها و غسلن وجهها
حتى ارتاحت و عادت الى حالتها الطبيعيه و الحمد لله
ووجدت نفسى احمل يحيى و اقبله و اقول :يا حبيبى يا يحيى انت شاطر اوى انت انقذت اختك

يحيى :ماما قالت يحيى ثاطر ياخد باله من اخته عثان كده أعدت خادى بالى عليها جامد و انتو كلكو بله فى الصاله طلع من بق النونه لبن و أعدت تكح تكح بس كحتها زوغيله زيها عشان كده ما حدس سمعها غيلى انا بث

احمد :ربنا يخليك يا يحى انت بطل
يحيى :لا انا مث بطل انا باثمهندث زيك انت و بابا يا خلّولى
احمد :ايه بقه خلّولى دى هاهاهاها
يحيى :بادلعك يا خالو مث انت تقولى يويو ثاعات كده

ساره :كاد قلبى ينخلع عندما وجدت مريم على هذه الحال ، لكن الحمد لله تنفسها انتظم و اصبحت افضل ، و اخذ عمر يحيى
حبيبى ليشترى له بعض الحلوى لكى يكافئه و ايضاً ليزيل شعوره بالذنب ناحيته ، و الله ياما قلت ادفع بالتى هى احسن حتى مع
الاطفال مش بس مع الكبار و بعد قليل لاحظت ماما ان وجه مريم ليس على ما يرام و انه مائل للزرقه قليلا

فقالت :ايه رايك يا ساره اخدها انا و احمد و انزل للدكتور سعيد جنبنا هنا و يطمنا عليها دى من ساعة ما خرجت من الحضّانه ما
حدش شافها و لازم يتعمل متابعه برضه زى ما كنتى بتعملى مع يحيى

ساره :طيب نستنى عمر و البس وأجى معاكم

احمد :لا انتى لسه تعبانه و ما فكتيش سلك العمليه تنزلى فين ؟ كلمى بس عمر قولى له ان البنت خارجه مع خالها عشان ما
يصحش برضه تخرج من غير اذن ابوها

ساره ضاحكه :بس سوق على مهلك يا خلّولى عشان خاطرى
احمد :عيب عليكى ده انا عمرى حتى ما حكيت العربيه ................

و كلمت ساره زوجها فعلا و نصحها ان ترسل معهم ملف مريم الذى كان معها فى المستشفى

ساره :تاخرت ماما و احمد حوالى ساعه عند الطبيب و عند عودتهما لاحظت انهما لم يكونا على ما يرام رغم ان احمد استمر
يضحك معى و يلاعب يحيى ، كما طمأنتنى ماما ان الطبيب وجدها بخير الحمد لله و اعطاها دواء للمغص عند اللزوم فقط ,ثم
فوجئت بماما تطلب بابا و تطلب منه ان يحضر حقيبة ملابس صغيره لها وهو قادم لزيارتى لانها تريد ان تمكث معى

ساره :ليه يا ماما انامش عايزه اعطلك و انا عارفه ان احمد عنده امتحانات و محتاجلك
الام :لا ماهو قاللى انه حايذاكر مع صحابه و حايسهر يعنى انا زى قلتى فى البيت لكن انت لسه حركتك بطيئه و محتاجالى
ساره :كان ميعاد فك السلك فى اليوم التالى و حضرت الطبيبه بنفسها لفكه فى المنزل و قضيت ساعات الصباح و انا مرعوبه
و خايفه موت من فك السلك ,انا اصلا خايفه عشان فى سلك ، حاسه انى فرخه كده و حاشينها و مخيطينها ايه ده ؟ ,اول مره
فى حياتى اعمل عمليه و يكون فيها خياطه ، و كل ما ابص على شكل السلك ده ادوخ لوحدى ,رغم انه عليه بلاستر من بره و
مش باين ، يا رب فك السلك يكون سهل يا رب

عمر :غبت عن شغلى النهارده عشان فك السلك اللى ساره عاملاله قضيه ، كلنا قلنالها انه مش مؤلم لكن هيه خايفه موت و
حاسه انها و العياذ بالله ممكن تفقد حياتها اثناء العمليه الانتحاريه بتاعة فك السلك
وجاءت اللحظه الحاسمه و حضرت الطبيبه و سالتها ساره عن امكانية تخديرها فضحكت بشده
واغمضت ساره عيناها بشده وكزت على اسنانها و امسكت بيدى من جهه و يد امها من جهه اخرى
و قامت الطبيبه بتعقيم مكان الجرح و ساره لا تزال على وضعها ثم ....
خلاص يا ساره
ساره وهى لا تزال تكز على اسنانها و تغمض عيناها :خلاص طهرتى الجرح
الطبيبه :لا يا حبيبتى خلاص فكيت السلك
ساره و قد فتحت عيناها مشدوهه :و النبى صحيح ده حضرتك ايدك خفيفه اوى
ضحكت الطبيبه و اتكسفت من نفسى كسفه بعد ان لميت العيله كلها و طلع الموضوع سهل الحمد لله .......
فى الايام رغم تحسن صحتى و قدرتى على الحركه ظلت امى معنا ، و تحملت مناغشات حماتى مع ان لكل منها غرفه
الان حيث نزلت ماما على غرفة يحيى و حماتى فى مقرها المفضل كما هى
و لاحظت انه كلما بكت مريم جاءت ماما مسرعه و حملتها و هدهدتها
رغم انها كانت ايام يحيى تامرنى بعدم حمله كثيرا عشان ما ياخدش على الشيل
ايضا هى حريصه جدا على مواعيد رضاعتها و على طعامى انا شخصيا و طول النهار تعمل لى مغات و حلبه عشان اللبن يزيد
لا فيه حاجه غير طبيعيه ، صحيح البنت الحمد لله كويسه ، لكن انا مش مطمئنه
حضر احمد مساء بعد ان انهى امتحانه و احضر هديه لمريم و لى ,كانت عباره عن جهاز اتصال يوضع فى حجرة مريم و معه
سماعه لاسلكيه تكون معى فى المنزل بحيث كلما بكت اسمعها و اذهب اليها
كانت هديه رائعه بحق
ساره :شكرا يا احمد يا حبيبى ربنا يخليك لى ، بس دى غاليه و انا كده كلفتك كتير
احمد :يا ستى اصل انا ابويا راجل مرتاح يعنى الحمد لله هاها
ساره :انا فى حاجه عايزه اسالك عنها و انت عمرك ما كذبت على يا احمداحمد و قد بدا يضطرب :عينينا دا انت تامرى يا جميل هى ماما فين بالحق
قالت ساره و هى تحاول ان تجعله يعترف
ساره :ماما نايمه شويه و ما تحاولش تهرب من كلامى و بص فى عينى ، انا حاسه ان فى حاجه مش طبيعيه و ماما كده
لمحت لى ان الدكتور قالكم حاجه بس انا مش فاهمه منها ممكن تفهمنى
احمد :افهمك ايه بس البنت مالها ماشاء الله زى الفل ، بس ماما مهتمه بيها عشان كانت مولوده صغيره شويه بس اد ى
الحكايه ، كمان الدكتور قال ما حدش ينرفز مريم عشان صغيره و بنت سبعه و نص و ممكن تكون عصبي ه
ساره :انت مش اخويا يا احمد انت ابنى ، و انا مربياك مع ماما ، و مهما حاولت مش حاتدارى على
و اسهل حاجه انى اخدها اوديها تانى للدكتور او حتى لدكتور تانى عشان اطمئن لكن انا عايزاك انت تقولى الحقيقه ، كمان انت
عارف انى ست مؤمنه و حاتقبل قضاء الله مهما كان ،عشان نعم ربنا على كتيره وما أقدرش اصلا اعدها ، فلو حتى ابتلانى
بمرض او حاجه فى جسمى او فى جسم اولادى حارضى و حاصبر
عند هذه النقطه بدات دموع ساره فى النزول رغما عنها و هنا قال احمد وقد ظهر عليه التاثر الشديد
ما تعيطيش يا ساره ارجوكى انا حاقولك على كل حاجه ............


l0vely girl
لا يا رنيم متسبنيش متعلقة كده
عايزة اعرف فى ايه
يا رب الحلقة الجديدة تنزل بسرعة
رنيم
الحلقه العاشره



عمر :دخلت من باب المنزل اليوم وجدت زوجتى الغاليه تبكى و شقيقها الاصغر يربت على كتفيها و يحاول تهدئتها و امها تجرى
من داخل المنزل لتعرف ما يبكى ساره

ساره :عمر الحمد لله انك جيت يا عمر ياللا ننزل دلوقتى حالا لدكتور سعيد
عمر :خير يا ساره حد من الولاد فيه حاجه
ساره :لا بس انا متاكده انه قال حاجه لماما و احمد و هما مش عايزين يقولولى
ام ساره :يا بنتى اهدى ما حصلش حاجه انا حاقولك
عمر :خير يا طنط انا قلقت كده اوى
ام ساره :بص يا عمر يا بنى الدكتور قاللى بالنص كده البنت مولوده ناقصه نمو و ده ممكن يكون هوه السبب فى عدم انتظام
ضربات قلبها اللى بيقولو عليه لغط فى القلب
ساره :يا خبر لغط فى القلب
و اغشى على ساره فى لحظتها
لحسن الحظ كانت لازالت بجوار احمد و ان كانت واقفة على قدميها فالتقطها احمد و جرت ام عمر التى حضرت من الداخل هى
الاخرى لتحضر بعضا من الكولونيا
احمد :اهو عشان كده ما كناش عايزين نقول حاجه دلوقتى يا ابيه عمر الدكتور قال الحاله دى غير مؤكده ممكن تكون بسبب
الولاده المبكره حتى نصح ما نعملش اشعات و لا اى فحص تانى الا بعد لما البنت تتم اربعين يوم عشان يكون الفحص دقيق
رد عمر و هو يهوى على ساره محاولا افاقتها :انت متاكد يا احمد ؟ طيب ما قلتوش ليه من الاول
ام ساره :مانت شفت اهه لما قلنا حصل ايه ، احنا قلنا نستنى يمكن الفحص يطلع سلبى و ان شاء الله نتجنب المشاكل دى كلها
و نتجنب اننا نتعب ساره نفسيا لحد بعد اسبوعين و ده الميعاد اللى اخدناه من الدكتور و احمد حجز فى القصر العينى لان جهاز
القلب ده مش موجود غير عندهم بس و الحمد لله اننا لقينا حجز
و جيت بنفسى يابنى انفذ تعليمات الدكتور مع مريم لحد ما الاسبوعين دول يعدوا على خير
كانت ساره قد بدات تفيق و تحرك راسها يمنه و يسره و دموعها تجرى بلا انقطاع :
عمر مريم يا عمر ياللا نروح للدكتور
اعاد عمر عليها ما قالته امها ثم قال احمد وهو يحاول تلطيف الجو :
شفتى بقه انتى عملتى ايه و الله الموضوع مش مستاهل كل ده و ان شاء الله يطلع كله على فشوش ،امال فين بقه الصبر و انا
صابره و انا جامده و الكلام المتين ده حرام عليكى نفسك و الله يا ساره
ماما كان عندها حق لما فضلت نسكت لحد ميعاد الفحص عشان ما تعيشيش فى القلق ده
ساره :ايوه و عشت انت و هى فى القلق يا حبيبى و سبت مذاكرتك و كل يوم و التانى جاى و كمان ماما سابتك انت وباب ا, انا
فعلا كويسه دلوقتى والله بس انا دخت بس عشان ما كلتش و كده
لازم ترجعى البيت يا ماما دلوقتى لو سمحتى و انا اقدر اخد بالى من مريم كويس لحد ميعاد الفحص و اللى ربنا رايده لينا يكون
باذن الله
ردت ام ساره وقد المها انت تترك ابنتها :طيب يا بنتى اللى تشوفيه بس انا عايزاكى تاخدى بالك منها و من نفسك الاولو التفتت الى ام عمر :و النبى ساره و مريم امانه فى ايديكى
ام عمر :انا عارفه انها حاتبقى زى الفل باذن الله ، مش انا مبشراكى بيها يا ساره لما كنت باعمل عمره انا و بنتى و قلت لك
ربنا حايديكى مريم انشاء الله ، اللى اداهالك مش حايضيعها منك باذن الله
جرى ايه يا ساره ده انت اللى كنتى بتعلمينا الحاجات دى يا بنتى
احمد :انتى محسسانى انك رايحه الحجاز ياماما انا حاجيبك بكره الصبح و انا نازل الجامعه ياحبيبتى والله ، بس اصلى انا و
بابا خلينالك البيت .......و للا بلاش حاتشوفى دلوقتى بنفسك ، بعدين كلها كام يوم و اخلص امتحانات و نبقى براحتنا ع
الاخر
ام ساره :ياللا يا حبيبى انا هاحضر شنطتى اهه خللى بالك من نفسك يا بنتى
ساره : يا رب ، يا من انت ارحم من الام بوليدها ، احفظ على نعمتك يا رب و احرس مريم و يحيى و ابوهم يا الله ، اللهم لا
تسئنى فيهم يا رب العالمين ، اللهم اجعلنا عبيد رخاء لا عبيد ابتلاء يا رب ،و ان حكمت علينا بالبلاء فافرغ علينا صبرا يرضينا
بقدرك يا الله
عمر: ما كنتش فاكر ان غلاوة مريم عندى بقت كده ، كل شويه ادخل اوضتها و اتحسس وشها الصغير و اتخيل هل ممكن يوم
ادخل يكون المهد ده فاضى ؟ اللهم لا نسالك رد القضاء و لكنا نسالك اللطف فيه يا ارحم الراحمين, انا دخلت على جوجل
النهارده و طلعت قايمه بالامراض التى تصيب الرضع و تكون عيوب فى القلب سواء ثقب او ضيق فى الصمام الميترالى و
حاجت تانيه كتير ، كلها بتبدا باللغط ده
زمان كان يا اما ربنا يحكم بالشفاء ، يا اما تعيش عمرها مريضه لحد امر الله ما ينفذ ، لكن العمليات تطورت دلوقتى ولله الحمد
,انا حتى راسلت مكتبنا فى هولندا و طلبت من السكرتيره هناك تعملى بحث عن المستشفيات لو اضطريت اسفرها بره ,دلوقت
بس فهمت ، لما كنت باشوف حد بيبيع عفش بيته عشان ابنه يتعالج , فعلا ما فيش اغلى من الضنا
مرت الايام بطيئه و ساره تراقب مريم مراقبه اكثر من لصيقه ، و تلاحظ لون وجهها و اظافرها حتى لو تحولت الى الازرق
تجرى الى الطبيب كما قالت والدتها ، كذلك حرصت على غذائها حتى ان وزنها تضاعف بامر الله و اصبحت جميله كالقمر ,و
بدات تناغى و تبتسم ، و كلما مر يوم ، ازداد تعلق ساره بها اكثر ، و حتى يحيى احس ان شيئا غير طبيعيا يجرى ، فقلل من
شقاوته و اصبح يشترك فى الاطمئنان على الننه كل حين كما علمته امه ,حتى لم يعد يغار منها ، كان يخاف عليها و يحس بامه
تبكى بجواره ليلا ، اذ هجرت غرفتها و انتقلت لغرفة يحيى حتى تتيح لعمر ان ينام ليصحو مبكرا لعمله
وهيهات ان تسمح مريم لاحد بالنوم ,كانت تغفو لحظات فقط و تصحو معظم الليل ، و كانت ساره تحرص الا تتركها تبكى لحظه
واحده فتهدهد و تحنو و قد تعطيها حماما دافئا كى تهدأ و لا ترهق قلبها و رئتاها

و فى اليوم المحدد للكشف حضر احمد ووالدته و اخذهم عمر جميعا فى سيارته للقصر العينى
وفى الطريق طلبت ساره طلبا غريبا ,طلبت ان تذهب الى استديو تصوير و تصور مريم ، احست انها تريد ان تحتفظ بذكرى هذا
اليوم سواء كانت حزينه او سعيده ، كل ما يتعلق بمريم يجب ان تحتفظ به
و نفذ لها عمر رغبتها
وفى القصر العينى
بهتت ساره مما رات , مئات الاطفال و اهلهم ، لا يرجون من الله الا شفاء اطفالهم ، و يبدو عليهم البؤس الشديد ، حتى عندما
اخذت ساره تتجول بعينيها بين الاطفال ، كلهم مشتركون فى البؤس و الهزال و الضعف ، و منهم الرضع و منهم على اعتاب
المراهقه ، اللهم اشفى مرضانا جميعا يا رب
طالت فترة الانتظار واخيرا جاء دور مريم
دخلت ساره و عمر بالطفله ووضعها عمر على سرير الكشف
و كان الطبيب يجلس وظهره لساره وامامه شاشة كبيره , وما ان مر بالماسح على صدر الطفله ، حتى ظهرت امامه خطوط و
احصائيات و رسومات بيانيه ، لم تفقه منها ساره شيئا و اغمضت عينيها وبسطت كفيها امام وجهها تدعو الله و قلبها معلق بما
سيقوله الطبيب
و بعد لحظات مرت كالدهر قال :
انا قريت تقرير الدكتور سعيد على فكره و هو كان تشخيصه صحيح ، حالة اللغظ كانت كاذبه بسبب الولاده المبكره ، لكنها
اختفت تماما دلوقتى , ما شاء الله البنت زى الفل و تقدرو تروحوا و ما تحملوش هم الحكايه تانى ابدا
لم تدرى ساره بنفسها الا و جبهتها تلمس أرض العياده التى تبللت بدموعها
دموع الشكر ،انها لم تتصور ان تستجاب دعواتها ، كم انت رحيم يا الهى

اللهم انى احمدك حمدا كثيرا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك يا رب العالمين يا الله

رنيم
الحلقة الحادية عشر


ساره : الحمد لله اطمنا على مريم ، و كلما مرت الايام ازدادت بحمد الله جمالا و شقاوه ,لكن الجمال مش كل حاجه ، المهم
الاخلاق , انا مش مصدقه اللى بتعمله فى ده ، اخدت على الشيل و الهدهده و الدلع ، و عايزه كل ما تقول واء ، تلاقى نفسها يا
اما اتشالت يا اما اتفرجت ع التلفزيون ، يا خدت حمام و قعدت تلعب فى الميه ,الفتره اللى كنا خايفين فيها عليها دى ، الظاهر
هى دى فترة تكوين الشخصيه ، و صدقونى الشخصيه اللى تكونت مش عاجبانى خالص خالص ,اه يا يحى يا حبيبى ، ده انت
كنت لقطه و الله ، بس انا كنت باتبطر ,اهى جاتلك اللى تربيكى يا ست ساره ,اولا ما بتنامش اكثر من ساعه متصله ، و
بالنهار ، و الساعه دى هى اللى بتحددها يعنى مش حاجه معروفه و هى ملتزمه بيها ,وساعات تسرح كده شويه و تغفل و
تحسبها على نومه ,واخر الليل ، حيلى يتهد لحد ما تنام ,وانا بس اصلى العشا و اغير هدومى و.......لسه باحط راسى على
المخده
اسمع
اهىء اهىء
اكدب نفسى و اقول لا يا بت ده عند الجيران فوق لكن انتى بنتك نامت الحمد لله و احاول اغمض
اسمع تانى
اهىء اهىء اهىء
يا مرك يا ساره ,معقوله حسبت العشر دقايق دول نومه ,قال ايه ماما بتقولى سيبيها تعيط
اصل العياط ده مش عياط و خلاص ,ده مستويات مختلفه و طبقات صوتيه غير بعض
يعنى لو طنشت بقه ، تسمع سارينة الاسعاف علطول ،و يحيى يصحى وعمر مش بيصحى عشان انا لسه سايباله الاوضه ينام
براحته، وشاطر بس يقولى ، مالها مريم و الله انتو ظالمينها ماهى ساكته اهيه
عشان فعلا هى طول النهار سعيده و جميله ، و طول الليل .........يا رب اهديها

عمر :البنت مريم دى عسل ، حبيبة ابوها ، اول ما تشوفنى ادخل من الباب تيجى جرى بالمشايه على و تضحكلى و ترفع ايديها
عشان اشيلها ، و بقت تحط خدها على وشى عشان ابوسها ، صحيح زى ما قالوا البنات حنينين ,لكن حبيبى الاولى يحيى
برضه ، ما برضاش اشيلها الا لما ابوسه و اسلم عليه ، و البجاحه بقه انها هى اللى بتغير منه وتعيط عشان عايزانى ، ايه ده
البنات غياره ليه كده ؟
بس مش عارف ساره بتشتكى منها ليه ، رغم انها لذيذه و بتضحك ,اول مره احس ساره بعيد عنى كده
وقال ايه انا كنت باشتكى من انشغالها لما ربنا ادانا يحيى ، امال دلوقتى
انا تقريبا ما باشوفهاش غير يا اما بتحط الاكل ، يا اما بتشيله ، يا بترضع مريم ,خاصة ان ماما ضغطها عالى اليومين دول و
صحتها مش ولا بد عشان كده ساره شايله الحمل كله ، بس برضه مش كده ، ده انا نسيت يعنى ايه نقعد مع بعض قدام
التلفزيون ، اما عن الخروجات و الفسح ,دى بقت من الخيال العلمى خلاص ,و بعد تفكير طويل قررت احاول اعمل حاجه
اساعدها بيها

مفاجاه

عمر داخلا من باب الشقه :السلام عليكم ، ساره يا ساره عندى ليكى مفاجاه
ردت ساره من المطبخ بصوت خفيض :وطى صوتك انا ما صدقت البنت نايمه عشان احط الاكل ، مفاجاه ايه ؟
عمر :معلش كنت بادور عليكى ، انا جبتلك شغاله يا ساره ، و مقيمه كمان
ساره وهى تحاول استعادة ذاكرة الابتسام :لا والله ،احلف ، ربنا يخليك لى يا عمورتى ، الحمد لله ، عالم بحالى و غنى عن سؤالى ، بس انا مارضتش اتقل عليك عشان اقساط الشقه و انت مش ناقص
عمر :لا مانا موصى البواب من اسبوع يجيبلى واحده من بلدهم ، من الصعيد ، ما تضربشى فى العالى و زمانه طالع بيها و
ترجعي بقه تفضى كده و تروقى
و بعد قليل رن جرس الباب و فتحت ساره وجدت البواب و معه طفله صغيره ظنتها ساره فى البدايه ابنته
ساره :اهلا يا عم رجب ، بنتك دى ؟
عم رجب :لا يا هانم دى الشغاله اللى موصينى عليها البيه
صعقت ساره من رده :الشغاله ، دى صغيره اوى يا عم رجب ، انا يا دوب اربيها مع مريم و يحيى
تدخل عمر :عندها كام سنه دى يا عم رجب
عم رجب :دى عمرها اتناشر سنه ولهلوبه يا بيه و اشتغلت فى بيوت قبل كده كاتير وعاتعجبك خالص ، بس ما تنسانيش فى
الحلاوه ,واستدار عم رجب و ترك الفتاه و مضى
ساره :اسمك ايه يا حبيبتى
البنت :اسمى نهى و انت اسمك ايه
ساره :اسمى مدام ساره ,عاشت الاسامى يا نهى
البنت :لا ماهو ده مش اسمى الحجيجى ، اسمى الحجيجى ريهام
ضحكت ساره فى سرها و قالت ايه ريهام اللى بيدلعوها نهى دى امال فين زكيه و فتحيه و ام السعد و الناس دى ؟
سالتها ساره و قد بدات تبدو مثل ماما ساميه فى برنامج عروستى :عندك كام سنه يا نهى
ردت نهى :انى مش عارفه بس انى هناك من زمان
تمتم عمر و كمان هبله ربنا يستر
اشارت ساره لعمر انها تريد الحديث معه على انفراد :بص يا عمر دى طفله يعنى حرام و الله ، انا قلبى مش حايطاوعنى
اشغلها ، و شكلها ما يزيدش عن تمن سنين ، ده تشغيلها جريمه

عمر :مايمكن صحيح كبيره وشكلها كده ، و بعدين يا ستى على الاقل انتى حاتكونى طيبه معاها و تعامليها كويس ، لكن غيرك
ممكن يبهدلها ، نجربها بس و لو ما نفعتش نمشيها مش حانخسر حاجه
حضرت ساره الغداء و وضعت لنهى طعامها الذى انهته بشهيه كبيره ، بعد ان طلبت بصله من ساره لتاكلها معه ،ثم اخدتها
للحمام لتبدا مهمه مستحيله فى نظافة نهى
ساره :لا صحيح البنت دى مش عندها عشره اتناشر سنه ، ده ممكن تكون عندها تلاتين سنه ، ده كم القذاره دى لا يمكن يكون
اتعمل فى عشر سنين بس ,وبعد الحمام خرجت نهى من الحمام مختلفه تماما ، و طلبت من ساره كرسى لتقف عليه و تعمل
المواعين
ساره :حاتعرفى و لا حاتكسرى الدنيا
نهى :حاعرف يا مدام بس جوليلى السلك فين والصابون و حاتشوفى
قامت ساره بعمل الشاى لها و لعمر و لحماتها ، و لاول مره منذ فتره جلسوا جميعا فى غرفة المعيشه يتناولون الشاى
ثم تطوعت ام عمر ان تتابع مريم ، حتى تنام ساره قليلا
و بعد ساعه صحت ساره لتجد نهى فى المطبخ و قد انزلت جميع الاوانى و الحلل ، و تغسل بهمه شديده جدا
و سمع كل من بالمنزل صوت ساره وهى تصرخ ,ايه اللى عملتيه ده يا شيخه ، الله يسامحك
لم يعرف عمر حين راى المنظر هل يضحك ام يبكى
نهى غسلت بعض اوانى التيفال بالسلك الالمونيوم ، و ازالت الطبقه السوداء من عليه ، و كانت فى طريقها لانهاء الباقى

عمر :ليه يا ساره ما حذرتيهاش
ساره :وانا كنت اعرف منين انها حاتفتح الدواليب و تطلع الحلل اللى لسه جديده و تغسلها ، لا حول و لا قوة الا بالله ، ليه كده
يا بنتى بس
نهى :معلش و النبى يا مدام ، و الله ما كنت اعرف ، و النبى اضربينى بشويش ، بلاش بالجامد والنبى احسن الناس اللى كنت
عندهم كانو بيضربونى بالجامد
ساره و قد صعب عليها حال البنت :انا مش حاضربك خالص ، ما تخافيش ، بس ما تعمليش حاجه من دماغك عشان خاطرى
ماشى
نهى :حاضر والله خلاص سماح النوبه
اما يحيى فقط ظل طول النهار ينظر لنهى و لا يكلمها ، كانه يريد ان يسال من هذا المخلوق الغريب ، احنا ناقصين ، مش كفايه
السارينه التانيه
و فى المساء اعدت ساره لنهى مكانا صغيرا لتنام فيه ، عباره عن حجره صغيره ملحقه بالمطبخ و ضعت فيها ساره فرشه
صغيره
وقبل الفجر صحت ساره لارضاع مريم ، فاحست باحد الى جوارها فى السرير ، ظنته يحيى ، فاذا بها
يانهار ابيض
نهى
اصحى يا بنت ايه اللى جابك هنا
ردت نهى :معلش و النبى يا مدام اصلى بخاف جوى جوى ، و مش باعرف انام لوحدى واصل ، و انكسفت انام جنب الاستاذ
عمر ، و حماة حضرتك غالجه الباب على نفسها

تمتمت ساره :جنب مين يا حبيبتى ، اه و حماتى صحيح ما هى اروبه و عارفه ان فيه نفس غريب فى البيت
لم ترد ساره على نهى بكلمه و لكنها قامت لتوقظ عمر ليصلى الفجر و همست :خلاص والله العظيم ، بعد كده حاتلاقى مكنه فى
قلب البيت ، حاعمل كل حاجه و كمان حاتزوق و اسرح شعرى ، عارف حتلاقى فنانه استعراضيه مستنياك ,بس عشان خاطرى
يا شيخ
بلاش نهى

رنيم
الحلقه الثانية عشر



الحمد لله اخيرا اقتنع عمر بانه يمشى نهى بالمعروف وده مش بس عشان كلامى معاه
لا ,لانه رجع من الشغل فى نفس اليوم لقه يحيى بيغنى , ييجى ع المحطه ييجى , وادبحله البطه ,ييجى و يصفق بكلتا يداه ثم
يزغرد و يقول لولولولى ,ابويا ايجه تعالى يا به يا ماريم ابوكى ايجه
و لما عرف ان الست نهى خلتنى نايمه جنب مريم الصبح و خرجت
اه خرجت ,ولولا البواب لقاها ماشيه فى الشارع كانت حاتتوه و تجيبلنا داهيه ,كانت تلك هى القشه التى قصمت ظهر البعير
كانت رايحه فين ؟
سؤال كويس ,انا برضه سالتها السؤال ده فاجابت : جعت يا مدام نزلت اجيب طعميه من البتانونى
و لما سالت عن كنه هذا البتانونى عرفت انه بتاع الطعميه اللى عندهم فى البلد و انها كانت متاكده ان حدانا قصدى عندنا
بتانونى فى القاهره ، حاجه بديهيه يعنى يكون فيه بتانونى لكل مواطن
و كان القرار النهائى باعادتها الى البلد حيث البتانونى و كل المتع التى اعتادتها
و حاولت انا انظم حياتى اكتر ,يعنى بدل ما ادفع مرتب نهى ، اشتريت غسالة اطباق بالقسط ، و اتفقت مع ماما تبعتلى شغالتها
مرة اسبوعيا ، و بدات اغرس فى يحيى مبادىء صغيره ، زى انه ممكن يشيل لعبه فى الصندوق بعد ما يخلص ، يعلق هدومه
بعد ما عملتله شماعه مناسبه لطوله خلف باب غرفته ، كمان بيساعدنى احيانا بانه يناولنى ملابس او حفاضات لاخته ,والله
مش عيب ، البنت زى الولد و ممكن اى انسان يضطر فى وقت من الاوقات انه يعيش لوحده ,اقل حاجه يقدر يخدم نفسه ,حتى
عمر بدا يحس بى اكتر ، و يشيل هدومه فى الدولاب و حذاءه فى مكانه و الله الموضوع مش عقده و بالتعاون كل شىء ممكن

عمر : مع مرور الوقت مريم ابتدت تهدى شويه ، و ساره بدات ترجع تانى شويه شويه زى زمان ، و الله ساعات تصعب على
لدرجة انى انا عمر باشا اشيل حاجتى و هدومى ، و اعمل لنفسى الشاى و كمان الفطار المتين .؟
عجبت لك يا زمن ، بس بتصعب على اصحيها الصبح و انا عارف انها قضت سهره سعيده مع الحان الاستاذه مريم ، برضه لما
باحس انها سايبه اوضتها عشان لما مريم تصحى ما تزعجنيش ، ده بيخلينى احس انه عيب على اصحيها تعملى الفطار ، ربنا
بس يقدرها على البيت و العيال ، ولو ماما صاحيه بتقوم معايا بالواجب ، و ان ماحصلش ، امرى لله ، فطر نفسك يا عم عمر
و طبعا موضوع نهى ده انتهى تماما ، لانى روحت فى يوم لقيت يحيى بيردد اهازيج غريبه غير انها كانت حاتتوه و تجيب لنا
داهيه الحمد لله ربنا ستر

ساره : رن جرس الباب عصرا واذا به احمد جاء بعد ان انهى اخر امتحانات الترم الثانى ، منذ ان كبر و اضحى رجلا ، اصبح
دخوله منزلى عيدا بالنسبه لى ، و الله لا ادرى متى كبر هذا الطفل الذى كنت اشارك امى فى حمله و تربيته ، و كذلك كنت
اساعده فى مذاكرته ,كل ما اعرفه ، انه فجاه اصبح رجلا يعتمد عليه ، و بعد ان قضيت سنوات طفولتى اتمنى وجود اخ اكبر
لى ، يخرج معى و يذهب بى الى النادى و المدرسه كصديقاتى
و جدت اخى الاكبر اخيرا ,انه فقط اصغر منى سنا ,لكنه فعلا يجعلنى احس ان لى سندا و عائله ، خاصة بعد سفر اسراء الى
دبى
دخل احمد كعادته محملا بالحلوى للطفلين و استقبلاه بالمظاهره المعتاده ، واخذ يداعبهما و يدللهما
ثم طلب منى ان يتكلم معى انا و عمر فى موضوع

احمد :ابيه عمر انت عارفه انك انت وساره بالنسبه لى بقيتو نموذج للزيجه الناجحه باسم الله ما شاء الله ، و انا كان نفسى
من ساعة ما وعيت عليكم ، ان ربنا يرزقنى بزوجه صالحه تكون لى سند زى ساره و انى اكون مراعى ربنا فيها زيك يا ابي ه
عمر :ياه يا ابو حميد ، انت كبرت للدرجه دى و كمان عايز تتجوز
احمد :مش بالضبط يعنى ، مش ضرورى جواز ، ممكن تقول حتى خطوبه او ارتباط ، حاجه تحمى الواحد فى الزمن ده ، انت
لا تتخيل يا ابيه الدنيا اتغيرت ، و اصبح الولد اللى مش مصاحب او مضبط مع بنت , عرة صحابه ، و انا بصراحه ما عنديش
استعداد اعشم حد من غير ما اكون قد كلمتى
ساره :يا حبيبى يا احمد ، انت حقيقى كبرت و فاضلك سنه واحده و تتخرج ، بس مش كان احسن تستنى بعد التخرج عشان ما
تنشغلش

احمد :ماهو ده اللى انا عايز رايكم فيه ، دلوقت انا حاسس بميل معين ناحية زميله لى و صديقه عزيزه فى الكليه ، و حاسس
انها كمان بتبادلنى نفس الشعور بس خايف
عمر :من ايه ؟
احمد :من حاجات كتير ، اولا انا حاسس ان اى زيجه مبنيه على الحب بتفشل ، و الاتنين ما بيكونوش سعداء ، بل بالعكس بقه
الزيجات اللى بتتم عن طريق المعارف و الاهل زيكم كده هى اللى بتنجح
ساره :لا طبعا يا احمد ، مش معنى انى انا و عمر الحمد لله سعداء مع بعض ان ده النموذج اللى الكل لازم يمشى عليه ، انا
وعمر سعداء عشان طلبنا السعاده ، طلبناها من ربنا و عملنا عشان نوصلها ، فربنا ساعدنا على بلوغ هدفنا ، و اى اتنين
ممكن يعملو زينا ، احنا مش بنشترى العلاقه جاهزه يا احمد
لا دى زى الغزل ، اللى لازم تسهر علي خيوطه يوم و را يوم عشان يكمل ,لكن فكرة ان العلاقه لو بدات بحب بتختم بنكد و
التخريف ده مش صحيح
احمد :طيب تفسرى بى ايه شكوى اسراء كل شويه انها مش مبسوطه و انها عايزه ترجع ، رغم انها اتجوزت عن حب ، و
حازم كان زميلها فى الكليه و عارفاه من سنين
عمر :انا متفق مع ساره يا احمد و تفسيرى لموضوع اسراء ، هو عدم تعودها على الغربه ، او عدم تعودها على حازم شخصيا
، لان الحب و الخطوبه حاجه ، و الجواز و العشره حاجه تانيه
ساره :استنى هنا ، مالها اسراء ، مانا لسه مكلماها و ما قالتليش حاجه يا احمد
احمد :انتى عارفه يا ساره انها ما بتحبش تشكى بس انا حاسس بيها ، لما باكلمها على النت باحس من بين كلامها انها مش
سعيده ، يعنى مثلا راحت لقته محضرلها شغل عشان تنزل بعد ما وصلت دبى باسبوع واحد تشتغل ، و حاجات تانيه يعنى ممكن
تكلميها فيها ، بس هى عارفه انك مش فاضيه عشان ظروفك و ظروف الولاد ، و كمان مش بترضى تقلق ماما ، فكان دايما
الكلام معايا انا اسهل ، و انت عارفه ان سننا قريب من بعض و هى كانت صاحبتى ، و بصراحه هى اللى قالتلى اوعى تتجوز
اللى بتحبها
عمر :ده كلام غريب يا احمد ، اللى ينفع فى حاله مش لازم يطبق على جميع الحالات ، و اللى ترتاح معاها و ترتاح معاك اكيد
حاتكون احسن من اللى ما تعرفهاش اصلا
احمد :انا خايف كمان من اعتبارات السن المتقارب ، و انها يعنى تكون واخده على اوى ، و مش مديانى احترام ى
ساره :لا الاحترام بين الزوجين ما لوش اى علاقه بالسن اهم حاجه الشخصيه ، هى اللى تدفعك لاحترامها مش سن الشخص
احمد :يعنى يا ساره فكرك اتوكل على الله و افاتحها بعد الامتحانات ؟ اهلها محترمين اوى و فيه تكافؤ بيننا فى كل شىء تقريب ا
عمر :اهو دى برضه حاجه من اهم اشتراطات الزواج ، التكافؤ ، يعنى كله تمام انا مش فاهم ترددك يا احمد
احمد :طيب انا عايزك يا ساره تكلمى ماما و بابا فى الموضوع عشان انا محرج اوى ، و كمان مش حاقدر اكلم البنت فى اى
حاجه الا لما اكون فعلا عارف انى ممكن اخطبها
ساره :اطمئن يا حبيبى انا حاكلم ماما و هى تتصرف ، ياه يا احمد انا مش مصدقه انك كبرت اوى كده !
و بعد ان انصرف احمد
قال عمر :كل يوم باصدق قول الرسول صلى الله عليه و سلم :لازال الخير فى امتى الى يوم يبعثون
رغم كل البلاوى اللى بنسمع عنها من الشباب و كم الانحراف و الاستهتار
الاقى حد زى احمد يخلينى احس ان الدنيا لسه بخير ، انت عارفه يا ساره انا باعتبره زى اخويا بالضبط عشان انا ماليش اخ و
عشان اتربى وسطينا انا لما خطبتك كان لسه طفل

ساره :هوه برضه بيحبك يا عمر و عاملك مثله الاعلى ، انت تستاهل تكون كده ، ربنا يخليك لى و لولادك ، بعد اذنك بقه
حاشوف السماعه فين وادخل على النت شويه يا عمر عشان اكلم اسراء احسن احمد قلقنى عليها اوى
و بعد قليل من اتصال الاختان و بعد الكلام المعتاد فوجئت ساره بصوت اسراء يتهدج و تبدا فى البكاء
اسراء :انا تعبانه يا ساره اوي
ساره :مالك يا حبيبتى ، احمد لمحلى عن حاجه كده بس انتى عمرك ما اشتكيتى لى ، فيكى ايه ؟

اسراء :حاسه انى غلطت و استعجلت فى الجوازه دى ، من ساعة ما جيت و انا باتعذب و باكتم فى قلبى عشان ماما ما
يزديدش قلقها على ، لكن خلاص ما عدتش قادره استحمل ، انا عايزه ارجع مصر النهارده قبل بكره ، باختصار شديد ، عايزه
اتطلق
l0vely girl
جامدة جدا
و نهى دى طلعت مشكلة
تسلم ايديكى و مستنية الجديد
spring rose
مشكوره جدا يا قمر و فى انتظار الباقى
تقبلى مرورى
رنيم
جامدة جدا
و نهى دى طلعت مشكلة
تسلم ايديكى و مستنية الجديد
ميرسى ليكى يا قمر

واسفه لتاخيرى عليكى بس ظروف الامتحانات
رنيم
مشكوره جدا يا قمر و فى انتظار الباقى
تقبلى مرورى
شكرا على مرورك
رنيم
الحلقه الثالثة عشر


ساره :الطلاق دى كلمه دى كبيره اوى ، و يتهز لها عرش الرحمن و مش محتاجه اقولك ان الست اللى تطلبها دون بأس
،تحرم عليها ريحة الجنه ، انا مش حادلعك اكتر من كده ، و لا حاقولك مالك، بس اللى بتقوليه ده لا يصدق ، ايه اللى ممكن
يحصل بين اتنين فى مده ما تتجاوزش سنه عشان يقرروا ينفصلوا

اسراء :حازم ما قررش حاجه ده قرارى انا ولازم يوافق عليه انا ما تجوزتش عشان اعيش تعيسه و متبهدله و كمان بعيد عن اهلى

ساره :و الله ده كان اختيارك ، انتى قلتى لماما و بابا بصريح العباره كده باحبه و مش حاتجوز غيره ، و لو ما تجوزتوش
حافضل طول عمرى من غير جواز

اسراء :ده انسان ما عندوش ريحة الاحساس ، ما فيش مشاعر خالص ، فين الكلام اللى كان هارينى بيه ايام الخطوبه ، فين
الاغانى اللى كان بيبعتهالى كل شويه على الموبايل ، فين كلمة بحبك اللى كان يقولها فى اول المكالمه و يختم بيها كمان ، كل
ده اختفى ، بقه انسان بشع كل همه الفلوس ، و حتى مرتبى بيخلينى احوشه كل شهر فى حسابى و ما يسمحليش اصرف حاجه
، و قال ايه اصل البلد هنا مغريه ، و ممكن نصرف اللى بنكسبه و اكتر و نرجع يا مولاى كما خلقتنى
و الشقه اللى عايشه فيها ، خانقانى زياده ، صحيح هى نضيفه و مفروشه كويس ، لكن اوضه واحده ، يعنى اخرج من
اوضتى الاقى نفسى على باب الشقه خلاص

ساره :يا اسراء انا معظم صحباتى مسافرين اوروبا و كمان الخليج و اللى كلهم متفقين عليه ، ان الايجارات غاليه جدا فى
البلاد دى ، و برضه الواحد ما عندوش ضيوف زى مصر و لا حاجه ، ايه احيتاجاتك يعنى فى الدنيا غير اوضة نوم و ترابيزة
اكل و انتريه تقعدى عليه انتى و جوزك ، و بعدين اللى تطلب الطلاق دى يبقى لا سمح الله جوزها بيخونها ، بيستغلها ،
بيضربها ,لكن ده الراجل حتى فلوسك بيخليكى تحطيها فى حسابك انتى ،ليه بس البطر ده ؟
انتى فاكره نفسك فى مصر عايزه شقه اربع اوض و صاله ، انتى نسيتى ان ماما هى الى اصرت يكون ليكى شقه فى مصر ان
شالله ايجار و تتفرش قبل ما تمشى ، و حضرتك كنتى مش عايزه حاجه غير حازم ، و فين و فين لما سمعتى الكلام ، ايه اللى
غيرك دلوقتى ، فين الحب العظيم ، انهار عند اول مطب ؟ دلوقتى بقت الشقق مهمه ؟

اسراء :ماهو المصيبه ان الحب ما عادش موجود استحمل ليه بقه ؟

ساره :انا مستغربه اوى يا اسراء ، الحب ده يا ماما مش الكلام و الخروج و الفسح و التسبيل زى ما السينما بتصوره ، الحب
ده شعور عميق جواكى بتكنيه لبنى ادم ، و تفضلى حاسه بيه طول عمرك مهما حصل ، و بعدين تعالى هنا ، انتى عملتى ايه
عشان تغذى الحب ده ، حاولتى تمشى له خطوه يمكن يمشى هوه خطوتين ؟

اسراء :انتى بتتكلمى ازاى انا لى كرامتى برضه ، حاتعملى زى ستى و ستك بقه لما كانت تقعد متزوقه لجوزها و لابسه الى على الحبل ، و محضره العشاء و مستنياه ، اللى بيحبنى يحبنى زى مانا فى اى حاله
مش عشان عامله فى نفسى العمايل

ساره :يوه جتك وكسه يا منيله ، انتى مش بتعملى العمايل ؟ اتارى الراجل طهق منك و ده عشان ايه ؟ عشان كرامتك ؟ ده
كرامتك فى انك تكونى زوجه صح ، و حكاية الاكل دى مش النقطه انه ياكل ، المهم انه يحس انك تعبتى نفسك و فكرتى هوه
بيحب ايه و عملتيه عشانه ، و زينتك لجوزك دى حاجه ترفع قيمتك عنده و عند الله كمان ، و لا انتى شاطره تتزوقى بس و
انتى خارجه ؟ طيب جربى تعملى العمايل كده ، و انتى تلاقى امير الرومانسيه معاكى فى البيت .

اسراء :هاهاها انتى سهل تقولى كده عشان متجوزه راجل مثالى

ساره :على فكره ما فيش حاجه اسمها راجل مثالى ، كل انسان فيه عيوب و ميزات ، و اكبر ميزه فى عمر انه متدين و
بيراعى ربنا فى كل تصرف ، اما انا ياستى ممكن احكيلك قصايد عن اللى كنت باعمله لعمر و احنا لسه فى شهر العسل ، ده انا
مره فرشت البيت كله ورد و حطيت اسهم على الارض تشير للاوضه اللى انا فيها ، عشان يحس انى مستنياه على نار ، هل
فكرت فى كرامتى بقه و قلت انا لسه فى شهر العسل ، لازم يكون عبد ذليل لجمالى و حلاوتى ، لا طبعا ، بالعكس انا كبرت فى
عينيه اكتر و اكتر

اسراء :بس انتى عمرك ما حكيتى لى عن حاجه زى دى

ساره :ايوه عشان دى اسرار بين الست و جوزها ، لكن ربنا عالم انى باحكيلك الوقتى عشان غرضى خير ، نفسى تعرفى ان
الحياه اللى انتى شايفاها ناجحه و براقه من بره دى ، ياما تعبنا عشان نوصلها ، انا و عمر كمان ، انا برضه لى عيوبى و هو
استوعبها ، و قدرنا نمشى مع بعض الايام ، و اهم حاجه كل واحد فينا يراعى ربنا يا اسراء ، انتى عارفه لما تقفى حتى تغسلى
الاطباق و انتى موجهه نيتك لله ، كده كده انتى حاتغسليهم ، لكن اخلاص النيه ده ، هو سبب كل نجاح فى الحياه
بصى يا اسراء ، بابا دايما كان يقول ان سنه اولى جواز دى بتكون زى المكنه الجديده اللى لسه التروس فيها ما لانتش و ما
خدتش على بعضها و بتحتك ببعضها و بتعمل مشاكل ، و مع الايام التروس بتنعم و بتلين و الحياه بتكون احسن ، بس لازم ندى
نفسنا فرصه ، انتى ما انكرتيش على جوزك لا خلق و لا دين ، بس مجرد انه مش رومانسى ، و عايز يعمل قرشين فى غربته
دى عشان يرجع و ينتهى من الهم ده ، و ده حقه

اسراء :ما الناس حوالينا اهم عايشين حياتهم ، و بيصرفوا باليمين و الشمال و عربيات ايه و شوبنج ايه و فسح كل يوم

ساره :يا ريت ما تقارنيش نفسك بحد ، دى اكبر مصيبه فى الحياه ، ظروفهم ممكن تكون مختلفه ، ممكن يكونوا اكبر منك
بكتير و لهم وضعهم فى البلد مش زيكم لسه بادئين ، ممكن يكونوا حايعيشوا فيها علطول ، لكن اللى اعرفه ان حازم نفسه يبنى
نفسه عشان ترجعوا و تعملوا حاجه هنا فى بلدكم ، اللى فهمته من حازم ان غربته دى مرحله ، عايز يعديها باقصى سرعه ،
عشان يكون له مستقبل فى بلده

اسراء :بس مش معنى كده ان احنا نموت هنا عشان نعيش بعدين

ساره :يعنى ايه تموتوا ، ما بتاكلوش مثلا ؟

اسراء :لا مش كده ، بس يا ساره انتى لو جيتى دبى حاتلاقى وهم حاجات ما شفنهاش فى حياتنا ، نفسى اعيش الجو ده ، وانسى التحويش و انسى الفلوس ، و افتكر بس انى مع حبيبى

ساره :و الله انا كنت بابقى سعيده مع حبيبى و احنا فى شقه خاله فى اسكندريه ، اكتر من اى مكان فى العالم ، اطلبى السعاده
يا اسراء ،اطلبيها من ربنا ، و اعملى اللى عليكى عشان توصليلها ، و بعد كده ارمى اللوم على غيرك

اسراء :حاضر يا ساره ، هاحاول ، و خليكى معايا ارجوكى احسن انا فعلا حاسه بالوحده اوى اوى

ساره :انا معاكى على طول بقلبى و حادعى ربنا يوفقك و ينور طريقك ، ويوم ما تعوزى تكلمينى ابعتيلى مسج بس ع الموبايل
، فى ثوانى اكون معاكى ع الشات ، و بلاش الكلام ده تقوليه لماما عشان هى اى كلمه حاتسمعها بخصوص حازم ، حاتقولك
علطول ، مش قلت لك ، ارجعى بقه يا ختى ، و ياريت بلاش تكسرى مجاديف المسكين اخوكى بخصوص الحب و جواز الحب ،
العيب فينا احنا مش فى الحب ، بنتوقع حاجات كبيره و نبنى امال جامده جدا ، على الحب ده ، مع ان الحب ده مجرد شعور
يكفى لبدايه موفقه ، لكن مش لحياه كامله موفقه ، دى ربنا بس اللى يقدر يوفقنا ليها .

اسراء :طيب هاجرب نصايحك يا ست الحكيمه ، و ان شاء الله نتكلم قريب

اشترت ساره كارت اتصال و كلمت حازم على الموبايل وهو فى عمله ، و اوصته خيرا باختها ، و طلبت منه ان يعطف عليها
لكونها وحيده فى الغربه و تحتاج الى كل لمسه حنان منه

حازم :و الله يا ساره انتى عارفه انا باحبها قد ايه ، بس الشغل ما بيرحمش ، و التفكير و الضغوط مخليه الواحد فعلا قرب
ينسى يعنى ايه مشاعر ، بس دى حاجات تتحس لازم هى برضه تحس بى

ساره :ايوه يا حازم ، انا عارفه انك بتحبها ، لكن الكلمه الطيبه صدقه يا اخى ، يعنى بدل ما الواحد يقول سلام عليكم ، يقول
سلام عليكم يا حبيبتى ، مش حاتفرق كام حرف ، اسراء طول عمرها رومانسيه و بتحبك موت ، و انا متاكده انك ممكن تاكل
عقلها بكلمتين حلوين

حازم :هى اشتكت لك من حاجه يا ساره

ساره :ابدا ، انا بس حسيت فى صوتها بالوحده و الغربه و انها محتاجه قلب حنين ، انت عارف فى كلمه كانت الفلاحه تقولها
لجوزها زمان ,تقوله ليلة الدخله :تركت اهلى و ملت لك ، و النبى تعطف ع الغريب
وهى فعلا غريبه ، و انت كمان ، لكن انت الراجل اللى تقدر تحتوى مشاكل الغربه والبعد عن الاهل ، ربنا يسمعنا عنكم خير يا
حازم ، وبالمناسبه انا عارفه ان اجازتكم قربت ، عايزين بقه نقضى اسبوع مع بعض كلنا عيله واحده فى المصيف ، ايه رايك ؟

حازم :يا ريت و الله انا مش قادر استنى الاجازه تيجى ، لو حجزتم فى مكان يا ريت تشوفولنا معاكم عشان نصيف كلنا و
سلامى للباشمهندس عمر

ساره :هوه بيسلم عليك كمان يا حازم ، مع السلامه

و بعد انتهاء المكالمه ، دخلت ساره على عمر الغرفه

ساره :انا عايزه اكلمك فى موضوع مهم جدا

عمر :عينينا يا ام يحيى

ساره :تسلم عينيك ، لازم نبتدى نقدم ليحيى فى المدارس

عمر :مدارس ؟ هوه يحيى حايروح كام مدرسه ؟

ساره :انا توقعت برضه انك ما عندكش فكره ، بص يا سيدى ، فى تنسيق للمدارس عشان الاولاد يدخلوا كى جى وان ، و
امتحانات للقدرات ، و اختبارات للذكاء ، و مقابلات شخصيه ليه و لينا احنا كمان ، عشان كده لازم نقدم فى اكتر من مدرسه ،
بس انت ادعى ربنا يوفقه و يتقبل فى واحده منهم

عمر :و مين قال بس انى حادخله مدرسه ببلاش ، يا حبيبتى انا حاوديه مدرسه خاصه لغات ، و بعدين قدرات ايه و بتاع ايه ،
انا ابنى شديد شديد يعنى .

ساره :هاهاها ، و انت فاكر كل ده عشان المدرسه ببلاش ، ده الكلام ده بيحصل فى المدارس الخاصه اللى مصاريفها شىء و
شويات بس

عمر :يعنى ادفع فلوس ، وانا وابنى نتبهدل اختبارات كمان ؟

ساره :ده اللى بيحصل فعلا ، وعشان الشديد على المدارس ، ده المدارس الكويسه هى اللى بتعمل كده ، وانت عارف
اهم حاجه دلوقت ان الواحد يعلم ولاده احسن تعليم ممكن

عمر :طيب ان شاء الله على اول السنه الدراسيه نقدم و خلاص

ساره :يا عمر و الله انت واخد المواضيع ببساطه زياده عن اللزوم ، احنا لازم نقدم من دلوقتى ، ده حتى كده اتاخرنا ،و بعدين
فيه حاجات تانيه لازم نعملها عشان حاتبقى كويسه فى السى فى بتاعة يحيى
غرق عمر فى الضحك و هوه يردد السى فى هاهاها هاهاها

ساره :بطل ضحك بقه ، ده انت و انا لازم نكتب احنا خريجين كليات ايه و مدارس ايه ، و مشتركين فى انهى نادى ، و كمان
لازم نصيف السنه دى ان شاء الله فى مارينا .

عمر :مارينا ؟؟؟
رنيم
الحلقه الرابعة عشر



ساره :ايوه مارينا ، مره نشوفها فى حياتنا يعنى يجرى ايه ؟

عمر :يا ساره يا حبيبتى انتى واحده زرتى بيت الله تقولى كده بمنتهى البساطه ، نروح مارينا ؟ معقوله

ساره :و الله بدات تفكرنى بزكى رستم ، لما قال لفاتن حمامه ، و مش مكسوفه من نفسك يا هانم و انتى بتقولى مارينا قصدى اللونا بارك ايه اللى حايتغير فينا لما نروح مارينا ، رب هنا رب هناك و عمرنا ما نعمل حاجه تغضبه ابدا

عمر :لو عايزه مصيف اوديكى شقة خالى فى اسكندريه ؟؟ و ايه علاقة مارينا بمدرسة يحيى ,انا مش فاهمك النهارده خالص

ساره :احنا بنروح هناك كل سنه يا عمر من يوم ما اتجوزنا ومش معقول يعنى نتقل على الناس اكتر من كده وبعدين انت مش
عارف ان يحيى حايسالوه فى المدرسه بنصيف فين ، ده ابن بنت خالتى ما اتقبلش فى مدرسه عشان قال انهم صيفوا فى
جمصه ، و ابن بنت عمتى ما اتقبلش عشان كتبوا فى السى فى انهم اعضاء فى نادى السكه الحديد

عمر :و مالها جمصه يعنى ؟ و عيبه ايه نادى السكه ، و المدرسه علاقتها ايه بالحاجات دى اساساً

ساره :مش ستايل ، لازم نصيف ستايل السنه دى بقه و كمان حازم و اسراء و ماما و بابا و احمد ، ،كلنا عايزين نصيف سوا
و كمان ناخد مامتك تغير جو .فرصه بقه نشوف مارينا دى بتتكلم عن ايه عشان خاطرى يا عمر
مره واحده بس و مش حاطلب تكرارها ، لمجرد العلم بالشىء

عمر :بس انا اعرف ان ايجارات الشقق هناك نار واحنا بالمنظر ده حانعوز نأجر عماره من بابها عشان الجيش الجرار ده ،
اسالى كده عن الايجارات ، بس ما عتقدش ماما حترضى تيجى معانا

ساره :سيب مامتك على انا ، واحنا حانقسم الايجار علينا ان شاء الله
و بعد ايام من البحث و الاستعانه بصديق واتنين كادت ساره تفقد الامل عندما عرفت ان الايجارات تتراوح
من الف الى ثلاثة الاف جنيه .........................فى اليوم
يالهوى ، لا ربنا ما يرضاش كده برضه ، ده حتى لو عمر رضى يدفع انا مش حاوافق ، ده حتى يبقى حرام علينا

وبينما هى تفكر فى مصيف اخر وجدت اخاها احمد يتصل على الموبايل

احمد :لقيتلك حتة فيلا ، جميله و بجنينه ، صحيح مش ع البحر علطول ، بس ترى البحر بوضوح ، صحيح هى لزق جنب
البوابه ,بس اهى اسمها فيلا و بجنينه عشان تكفينا ، و جنبها حمام سباحه حلو ينفع العيال ، و ايجارها مناسب جدا ، حتى
بابا قرر يدفعه كله و يعزمك انت و ابيه عمر و كمان اسراء و جوزها ، و فرصه نلطف الجو معاه شويه

ساره :و دى لقيتها ازاى يا اروبه انت

احمد :دى بتاعة والد واحد صاحبى و هما مسافرين بره الصيف ده و مش رايحين مارينا اصلا ، الاول ما كانش راضى ياخد
منى فلوس خالص بس انا اصريت ، فمامته بعد محايله وافقت اننا ندفع يعنى مبلغ رمزى كده ، و كمان هما مش بياجروها بس
قالوا اكيد احنا حانحافظ عليها عشان معرفه ، و بالمره ندفع شوية استحقاقات هناك صيانه و ميه و حاجات كده عشان ماحدش
فاضى يروح يدفع .

ساره :ندفع اوى يا سيدى ، ربنا يكرمهم يا رب انا مبسوطه اننا حانكون مع بعض اكتر ما انا مبسوطه بمارينا ، دى اسراء
وحشتنى موت

احمد :بتقول انها دلوقتى احسن و حازم اتحسن معاها اوى من ساعة ما فتحت قلبها و كلمته على اللى مضايقها و حسنت
معاملتها معاه ، فاستعادت بقه ذاكرة الحب الضائع هاهاها

مرت الايام و عادت اسراء من دبى ، و اول ما رأت امها و اخوتها بدا الجميع فى البكاء ، عجيب امر المصريين ، يحزنوا يبكوا
و يفرحوا يبكوا ، فى اللقاء و فى الوداع برضه لازم يبكوا
و حملت اسراء مريم و رفضت ان تتنازل عنها لاى احد ، اذ كانت اول مره تراها ، اما المفاجاه ان يحيى تذكر خالته رغم الوقت
و انه كان صغيرا حين سافرت و تعلق بها و قبلها `
وفى الطريق الى منزل عائلة ساره اخبرتهم اسراء انها فى بداية الحمل ، فطارت الام من السعاده وانشرح صدر ساره عندما
وجدت اختها بدات تتقبل حياتها و تسعد بها ، و كان احمد اكثرهم فرحه بعودة اسراء
و بعد الغداء فى منزل الام ، طلب حازم من اسراء التوجه لمنزلهم

اسراء :حاضر يا حبيبى انا جايه اهه

ام ساره :طيب يا بنى ما تخش تريح الاوض كتير و انا محضرالكم اوضة اسراء القديمه عشان لما تيحى تبقى براحتك

رد حازم فى اقتضاب :معلش يا طنط عشان بس افضى الشنط و اكون براحتى

همست ساره لامها :سيبيهم براحتهم يا ماما ، استحملنا سنه ممكن نستحمل كمان يوم

و بعد نزول اسراء كانت الام تستشيط غضبا من حازم الذى حرمها من ابنتها طوال عام كامل ، و ايضا ابى الا ان ياخذها الان
فقالت ساره تهدىء امها :
معلش يا ماما اعذريه ، ده جاى من سفر و تعبان ، و لسه كمان حتلاقيه عايز يروح يشوف اهله ، ده انا ما كنتش مصدقه لما
وافق ييجى من المطار علينا الاول ، و بعدين يا جماعه احنا حناخد وقت لحد ما حازم ياخد علينا و يحبنا ، ما تنسوش المشاكل
بتاعة الشقه و الجهاز و الفرح ، اكيد لسه ماثره عليه ، يا ما نصحتك يا ماما و قلت لك ان المشاكل دى حاتعدى و مش حايفضل
الا مرارتها بعد الجواز

الام :يا بنتى انا كنت خايفه على اختك ، و زى اى ام كنت باحاول اامن مستقبل بنتى ، كنت اسيبه ياخدها و يسافر من غير شقه
و لا جهاز ، اهى الشقه نفعته و خلته يتنطط علينا اهه

ساره :عايزين يا ماما نزيل الرواسب دى كلها و نفتح قلبنا لحازم ،عشان خاطر اسراء مش اكتر

الام :و الله انا باحبه ، و كل كلمه قلتها كانت فى مصلحتهم الاتنين ، و مادام بنتى سعيده و مرتاحه معاه ، انا مش عايزه حاجه
من الدنيا

عمر :ساره دى ، اول ما تحط حاجه فى دماغها لازم تعملها ، لقت فيلا فى مارينا ، و بسعر كويس ، و بدات استعدادها للمصيف
قال ايه عايزه تجيب مايوه لمريم ، انا ما عنديش بنات تلبس مايوهات ، بس مش حازعل ساره المره دى ، لكن اول ما تتم
تلات سنين ممنوع منعا باتا ، و يحيى طول النهار يتمرن سباحه ، بيلبس العوامه الجديده و يقعد فى البانيو
بس اللى غايظنى ان ساره رايحه جايه تشترى حاجات كده زى ما يكون رايحين الصحرا ، صحابها حذروها من الاسعار هناك
فقررت تاخد خزين العمر كله ، اللى ما توقعتوش بقه ، فرحة ماما بالمرواح لمارينا ، انا كنت متخيل انها مش حاترضى تروح ،
لكن لقيتها فاقت كده و صحتها اتحسنت و ايدها بايد ساره فى الشراء و عمل المنين و الطقوس الغريبه اللى شغالين فيها دى ،
الاقوى من كده بقه
اختى دينا جت هى وطارق جوزها من بره ، و لما ماما قالت لها على مارينا ، قررت هى و جوزها و ولادها ييجو هما كمان فى
نفس الوقت معانا ، و لما مالقوش حجز فى حته ، ساره و مامتها اصروا انهم ينزلوا معانا ، الطف بينا يارب ، ده احنا محتاجين
كده ناجر شارع بحاله مش عماره

ساره :ما كنتش فاكره ان الاعداد للمصيف مرهق كده ، انا هلكت عشان اشترى لمريم المايوه ، انا واسراء ودينا بقه اكتشفنا اختراع
جديد ، عمرى ما شفته فى حياتى قبل كده ، مايوه شرعى هاها
فى الاول استغربت ، منين مايوه و منين شرعى ؟ بس لما شفناه لقيناه فعلا مغطى الجسم كله و له طرحه كمان بتتلبس على
الراس ، و فستان صغير فوقه ، رحنا اشترينا تلاته ، ده احنا مانزلناش البحر من زمن
اما مايوه مريم اللى فيه اتنين سنتى قماش طلع اغلى من المايوه بتاعى اللى استهلك توب كامل عشان ينفذوه
كمان عملنا حسابنا انا و ماما و وحماتى و قسمنا شغل الامن الغذائى علينا ، حضرنا حاجات كتير عشان الوقت هناك يبقى كله
فسحه .
و فى فجر يوم الجمعه انطلقنا كلنا انا مع عمر و والدته بسيارته و احمد يحمل معه امى وابى و اسراء و زوجها و دينا اخت
عمر و زوجها و ابناءها فى سيارتهم
و كان الطريق طويلا ، و توقفنا عند ماستر لزوم العيال تفطر و تروح التواليت ، و وصلنا اخيرا لبوابات جمهورية مارينا ، كان
معانا كارتين فقط لدخول مارينا ، اصر احمد انه عمر ياخد واحد و طارق زوج دينا ياخد التانى ، و قال :
احمد :عيب عليكى ، كروت ايه بس ,هاتخلى الاولاد ياخدوا عليا كده فى مارينا

المفاجاه انه فعلا دخل كده هاهاها
رفع يده بكل ثقه للحارس ، فخاف ان يساله عن الكارت

عمر :الواد اخوكى ده عسل و الله ، ياما عملها قبل كده فى
المعموره و المنتزه ، و دايما بتفلح معاه ، على رايه ، المهم الثقه

ساره :وصلنا اخيرا للفيلا التى يبدو انها لم تفتح منذ عام مضى ، انها واسعه و مريحه لكنى احترت ادور على البحر اللى تراه الفيلا
بوضوح .

احمد :واضح انها ترى البحر فعلا ، فى التلفزيون هاها ، مش تحمدو ربنا ، مش كفايه انكم فى مارينا
و بعدها ذهب الرجال لصلاة الجمعه ، وبدانا المهمه المستحيله فى تنظيف الفيلا و فرشها ، و قسمنا انفسنا على الغرف ، مثل
المعسكر الكشفى ، و انطلقت امى تردد
مافيهاش حاجه حصيرة الصيف واسعه
و ذلك حتى تخفف الحرج عن حماتى و دينا
يا رب يخليكى يا امى

عمر :احيانا الواحد بيحمد ربنا على انه راجل ، ذهبنا لصلاة الجمعه و تركنا شئون التنظيف و التوضيب للسيدات ، حماهم الله ، و
صلينا فى الجامع القريب من الفيلا ، و الله عمار يا مصر ، انا قلت حلاقى الجامع فاضى ، لكن ما شاء الله كان ممتلئا عن اخره
، و كمان فيه ناس فارشه فى الشارع
وعدنا و كنت اول من دخل الفيلا
فوجئت بمنظر غريب جدا
و صرخت
حراميه حراميااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
رنيم

الحلقه الخامسه عشر



ساره : بمجرد عودة الرجال من الصلاه كان الاطفال قد استعدوا ولبسوا المايوهات ، وكذلك انا و دينا و اسراء
دخل عمر ثم فوجئنا به حين رانا يصرخ : حراميه
جاء باقى الرجال جريا على صوت عمر الذى دقق قليلا

ثم قال : ايه ده بس انا كنتوا حاتموتونى من الخضه ، ضفادع بشريه فى البيت ليه ؟

احمد وهو يلتقط انفاسه: حرام عليكم اللى عملتوه فينا ده ، النينجا ترتلز فى مارينا ؟

اسراء : جرى ايه يا سى احمد يعنى احنا مالناش نفس ننزل الميه

ثم توالت التعليقات

طارق : ايه بدل الغوص دى ؟ ايه يا دينا حاتفضحينا فى وسط المايوهات بتاعة مارينا كده ؟

والد ساره : ايه يا بنات الحاجه دى انا عمرى ما شفتها

فاصابنا الاحباط و كدنا نعود لنغير ملابسنا

حتى انقذنى احمد حبيبى : بص يا ابيه عمر فى شاطىء خاص هنا للسيدات بس ما بيخشوش ولا راجل ، اسمه يشمك ، و اشتراكه حاجه بسيطه اوى ، يعنى الثلاث سلاحف دول كده حوالى الف و خمسميت جنيه

تنحنح بعدها عمر : تصدق هوه المايوه مش وحش يعنى لو الواحد اتعود عليه ؟ و بعدين فيه ميزه برضه ، مايوه و عوامه فى نفس الوقت ، يالا بينا ننزل البحر

و نزلنا كلنا طابور كبير من البشر و معنا الاطفال فى طريقنا للبحر و كان احمد هوه دليلنا حيث انه سبق له المجىء مع اصدقائه

ساره : ايه كم الاجانب اللى فى مارينا دول يا عمر الحمد لله السياحه بخير

عمر : و لو ان يعنى هدومهم فضايح ، بس اهو دخل كويس للبلد

احمد : سياح ايه بس يا ناس ، دول مصريين و عرب ،انتم مش سامعين مارينا بتتكلم عربى اهيه

ثم دار حوار جانبى بين السيدات تعليقا على احدى الفتيات :

اسراء : يا خبر ابيض ، ده حتى فى دبى عندنا الاجانب بيحترموا تقاليد البلد عن كده ، بكينى فى الشارع كده ؟؟

دينا : نفسى اعرف ايه الفرق بين المايوه البكينى و الملابس الداخليه ،و الست اللى لابسه بكينى و ماشيه بيه فى الشارع و فرحانه اوى ، لو دخل عليها حد و هى بالملابس الداخليه تلطم و تصوت ، ليه ،عجايب ؟

ساره : بلاش غيبه و نميمه بقه ، احنا مالنا ، ده احنا كمان لازم نغض البصر والله ، يا للا ياللا ننزل مع الولاد الميه

و بعد قليل ، ابتعد يحيى بعوامته قليلا عن المجموعه و سهت ساره عنه ، ثم سمعوا جميعا صوته يصرخ ، انقلبت به العوامه و اصبحت ساقاه فى الهواء و راسه لاسفل

صرخت ساره و حاولت التوجه له و كذلك فعل كل الرجال فى البحر

لكن احمد كان سباحا ممتازا ، استغرق ثوان معدوده ليصل الى يحيى و يحمله خارج الماء محاولا تهدئته ، اذ كان يحيى مذعورا لدرجه كبيره

و جرت ساره لتحمل يحيى و هى تقبل احمد و تبكى قائلة : ربنا يخليك يا خويا ، ربنا يكرمك يا حبيبى

ثم تبعها عمر واخذ يحاول اخراج الماء الذى ابتلعه يحيى من جوفه و هو يقول : الحمد لله ربنا ستر ، الله يكرمك يا بو حميد ، عرفنا قيمة وجود سباح فى العيله

و منذ تلك اللحظه اصررت ان اعلم يحيى السباحه ، و ايضا الرمايه و ركوب الخيل ، كوصية السلف

ساره :الحمد لله هدأ يحيى بعد وقت قصير ، و نسى الموضوع و عاد ينزل مره اخرى للبحر لكن تلك المره لم يحاول الابتعاد عن والده و خاله

عمر :الحمد لله ان يحيى رجع الميه تانى ، انا كنت خايف يتعقد ولا حاجه ، و ايام مارينا عدت بسرعه كبيره ، معظمها نزول البحر نهارا ، و بالليل للاسف ما فيش غير القهاوى ، لكن لقينا ملعب كوره قدم جميل اوى ، و اتعرفنا على بعض الشباب ، و اصبحنا نلعب الكره ليلا ، و فوجئت مثلا مره بمحمد فؤاد بيلعب معانا ، مره تانيه فريق واما بحاله (انا مش عارفهم احمد اللى نورنى هاها) و مره تالته لقيت كابتن حسام حسن ، ايه النجوم دى كلها ، يا نجومك يا مارينا ، بس كله بحسابه كيلو العنب اللى فى مصر باربعه جنيه هنا بخمستاشر ، و طبعا لو فكرت تاكل بره تبقى اكيد بتهزر ، الحمد لله ان الستات عملوا حسابهم فى موضوع الامن الغذائى ده .

ساره :يا عينى على مصاريفك يا مارينا ، نفطر فول و طعميه بخمسين جنيه ؟ صحيح عددنا كبير ، بس لو فكرنا نفطر كرواسون و جبنه شيدر حاندفع كام ؟ ده غير لقينا الفيلا عليها مصاريف ميه و كهرباء سنه كامله ، و صيانه و زراعة الجنينه ، و كان طبيعى نتطوع ندفع الحاجات دى عشان بابا حايدفع الايجار ، بس الحمد لله ادى الواحد شاف الدنيا ، لاول و اخر مره يا مارينا

ام ساره :هوا ايه اللى جايين نشمه ده ، الحل الوحيد عشان نشم هوا ، اننا ما نخرجش من الفيلا ، لكن اول ما الليل يهل ما بنشمش غير الشيشه ، و دخان الشيشه
و للاسف بالليل ما فيش فسحه غير القعاد ع القهاوى
و حازم و طارق نازلين شد انفاس لما هرونا ، لكن احمد ابنى ، اصمله عليه ، ادب ايه و كمال ايه ، و كمان عمر ربنا يحميهم يا رب

المفاجاه بقه ، البت دينا اخت عمر ، رخره جوزها اداها تشرب شيشه ، يادى الكسوف
و كله كوم و حساب القهاوى دى بقه كوم تانى خالص
ايه موضوع مينيمم تشارج ده
مين اللى اخترعه , يعنى عشان اقعد اشرب شاى بس ، ما ينفعش لازم طلباتى تكمل خمسه و اربعين جنيه
يا عم احنا متعشيين و الحمد لله
لا مافيش فايده لازم نطلب و الا ندفع من غير ما نطلب

حازم :ايه الناس دى ،ايه الاسعار دى، ايه القصور دى
لما واحد يكون قصره الصيفى ثمنه خمسه مليون امال بيته الحقيقى تمنه كام
يلزمنى كام سنه فى دبى عشان اجيب اوضه فى مارينا ، يا نهار ابيض ده الواحد ما كانش عارف حاجه خالص ، فاكر نفسه حيلم قرشين و يرجع بلده يحط رجل على رجل
ده حتى عربيتى اللى انا فخور بيها اوى ، و اللى لسه ما دفعتش جمركها ، اللى اغلى منها بالمناسبه ، ما تجيش تمن كاوتش عربيه راكبها عيل ماريناوى
انا مش باحقد و الله ، بس الناس دى بتجيب الفلوس منين ؟

امال الناس اللى بتموت من الجوع و فى طوابير العيش و بتنتحر فقرا ، دى مراية العربيه الهامر دى تأكل شارع بحاله ، لا و اسعار الاكل هنا ، ولا يوم ما طارق بيه عزمنا ع الغدا ، مطعم فى وسط البحر ، و انا كنت حاسس بمصيبه جاياله ، بس تمنميت جنيه ، يا نهار ، بس انا ماليش صالح بالحاجات دى ، هوه حر ، انما انا جايب هدايا بالشىء الفلانى و انا جاى من دبى ، ده حتى ما يرضيش ربنا لما ابعتر تعبى و شقايا كده على الاكل و الشرب .

طاق : والله احلى اسبوع الواحد قضاه من زمان ، ربنا يكرمك يا عمر يا اخو مراتى على الفسحه دى ، حتى العزومه اللى عزمتهالهم ما تجيش تمن ليله واحده فى اى حته فيكى يا مارينا
والله انت واد مبخت يا طارق ، لا و ايه الماء و الهواء و الوجه الحسن ، مش وجه بس ، ده كله كله حسن .
بس لو دينا تروح تلعب بعيد شويه ، كانت عايزاك و انت عازب مارينا دى يا طروق والله ، كانت فين دى ؟ ياللا حناخد زماننا و زمن غيرنا .

احمد :
مش تاعبنى فى مارينا دى الا موضوع غض البصر ده
يعنى الواحد بيحاول و الله على قد ما يقدر لكن اللى البنات عاملينه ده اوفر اوفر اخر حاجه
الواحد بيكون بيتامل فى جمال الشاطئ و الطبيعه و فجاه يلاقى مصيبه سوده طلعاله من قلب الطبيعه
ظاهره طبيعيه طالعه م البحر ، او صناعيه شويه ، المهم انها ظاهره ، اه و الله كلها ظاهره مافيش حاجه خالص مستخبيه
و قال ايه كنا خايفين على طقم الضفادع البشريه اللى معانا لحسن حد يبصلهم ، دول ستات كمل و الله العظيم
يعنى لو كل واحده لمت نفسها شويه ، مش كانوا ساعدونا على موضوع غض البصر ده
بس ايه ده عمرى ما شفت اخواتى فرحانين كده ، ما شاء الله زى ما يكونوا رجعوا اطفال تانى و بيلعبوا فى الميه مع العيال الصغيره ، احلى حاجه فى الاجازه دى ، يحيى و مريم ، و الله شعور الخال ده مختلف خالص ، انا كنت فاكر نفسى حازهق عشان متعود اكون مع صحابى فى المصيف ، لكن فعلا امتع حاجه اللمه و العيله ، و ابقه اجى تانى مع صحابى برضه هااها ،
اهم حاجه حصلت بقه النهارده انى شفت مروه هنا ، انا من ساعة الامتحانات و مش باتكلم معاها الا كل فين و فين ، مره سالتنى ع النتيجه و مره تانيه كانت بتهنينى عشان الاهلى خد الدورى .
امبارح فوجئت بيها هى و مامتها بيتمشوا فى الشانزلزيه ، وقلبى رفرف كده شويه ، ما كنتش فاكرها وحشتنى اوى كده
و سلمت عليها و على مامتها ، باين عليها بتحبنى و الله ، فرحت اوى لما شافتنى ، و مامتها قالت لى اسلم على ماما و اعزمها عندهم فى الشاليه
ولما حكيت لساره ، اصرت اننا نعزمهم عندنا يشربوا شاى ، فى جنينة الفيلا
و قد كان
وقعدت ساره تتكلم مع مروه كتير ، و خدوا على بعض فى ثوانى
احسن حاجه فى مروه انها فعلا بتفكرنى باخواتى البنات ، طيبه و محترمه ، و دمها خفيف زيهم

و بعد القعده الحلوه دى :


بعت لمروه اغنيه على الموبايل جايز توصل لها احساسى
( خايف اوعدك ما اوفيش )

و بعد ربع ساعه فوجئت ان جايلى رساله من مروه
ردت على بالاعنيه دى
( بكلمه منك )
رنيم

الحلقه السادسه عشر



ساره : دخلت على احمد اخى ، فوجدته سارحا ، لدرجة انه لم يلحظ دخولى ، ثم اكتشفت ان سماعة الموبايل فى اذنه و ناديت :
احمد هيه ، انت فين

احمد : انا موجود ، اهوه انت دخلت امتى ؟

ساره : لسه حالا ، بس انت من ساعة زيارة مروه و مامتها ما اتكلمتش ولا كلمه ليه ؟

احمد : صحيح , ايه رايك فى مروه؟

ساره : الحقيقه ، زى العسل ، و تدخل القلب فى ثوانى ، ربنا يكتب لكم الخير يا خويا يا رب ، وانا اتكلمت مع ماما ، و هى موافقه بس رايها نستنى بس السنه دى لما تخلصوا الكليه ، عشان يعنى ما نروحش لاهلها نقولهم ده طالب ، نقول الباشمهندس عايز يخطب بنتكم

احمد : صح ، انا شايف كده برضه ، و اظن هى لو بتحبنى فعلا ، ممكن تصبر السنه دى ، و لو اتقدملها حد ، و اضح ان مامتها ست متفهمه ، و مش حاتضغط عليها
ياللا بقه النهارده اخر يوم فى مارينا ، مش حاتلبسى المايوه السبعتاشر قطعه بتاعك عشان تنزلى الميه

ساره : صحيح ايام عدت هوا ، و الله يا احمد الفكره مش فى مارينا ، الفكره اننا لاول مر ه من زمان احنا متجمعين مع بعض ، احسن حاجه لمة العيله ، حتى لو المكان ضيق ، تخيل لو كل واحد نازل فى شاليه لوحده ما كناش حاننبسط كده ، صح ؟

احمد : هاهاه ليكى حق طبعا ، مانتى ليكى حته تمليك تنامى فيها ، لكن انا لازم استنى لما ماما تصحى بدرى من النوم عشان اغرز نفسى مكانها بارت تايمر يعنى هاهاهاها
بس صحيح عندك حق ، و الله احلى ايام ، ان شاء الله تتكرر تانى

ساره : اه بس مش مارينا الله يرضى عليك ، فاكر لما خدتنا القريه اللى جنب مارينا علطول دى ، و الله حلوه ، و اسعارها ربع مارينا و اللى عايز بقه ، و احنا مالناش غرض فى قهاوى ولا كرة قدم ، يبقى يدخل مارينا بالليل يلعب كوره و لا يقعد ع القهوه زى ماهو عايز

ثم دخل عمر و طلب منهم الاسراع فى الاستعداد لاخر نزهه فى البحر


ساره :اوحش حاجه فى المصيف بقه ، انه بيخلص ، ماما بتقول انه ايام اجدادنا كانت الناس بتصيف الصيف كله ، يعنى تلاته اشهر فى اسكندريه مثلا ، ايه الفضا ده ؟ او على الاقل شهر يعنى للى ما يقدرش ع الصيف كله ، طبعا لو الواحد قعد فى مارينا شهر ، ممكن يروح بيتهم بالمايوه ، عشان حايكون باع هدومه قبل ما يمشى
المهم اقدر احفظ يحيى كام كلمه :
قول يا يحيى :
بورتو مارينا ، بنانا بوت ، بيتش باجى ، سينابون ........ا

ما ان يهم يحيى بالكلام حتى يقاطعه احمد : قول يا بنى :

صيفنا فى عين الصيره ، امى بتعملى شاندوشتات جبنه اسطمبولى ، لعبتى المفضله البلى

فيثيرنى و يغيظنى لكنى لا اتمالك نفسى من الضحك قائله :
حرام عليك يا احمد سيبه يحفظ له كلمتين ، حيستجوبوه فى المدرسه هاهاهاها

وفى طريق العوده كانت الوجوه مختلفه تماما عنها فى طريق الذهاب ، وجوه مسمره لفحتها الشمس ، و ظهر عليها الملل و الحزن لانتهاء الاجازه ، لكن كل الاوقات تنتهى ، الحلوه و المره على حد سواء ، و تبقى ذكراها فقط فى النفس ، و لقد حملت لى هذه الرحله اجمل و اغلى الذكريات.

عمر :بعد العوده ، بدات ساره تكثف جهودها فى التقديم للمدراس ، و كانت العديد منها قد اغلقت باب القبول بالفعل ، مما اورثها الكثير من الضيق ، و كانت تدور دورتها كل يوم على عدد من المدارس ، تترك اوراق يحيى ، و المفاجأه التى لم اكن اعمل لها حسابا ، ان كل مدرسه يتم التقديم فيها ، ندفع مبلغا يتراوح بين مائه و ثلاثمائة جنيه لمجرد ملء الاستمارات ، او السى فى ، و لو لم يتم قبول الطفل ، راحت عليك الفلوس يا خفيف ، يعنى انا لو صاحب مدرسه ممكن اقضيها استمارات بس ، و اعيش ملك
و بعدين يعملوا امتحانات للولد ، حيث يدخل غرفه مغلقه ، و يتم استجوابه بدقه شديده ، و الله انا خايف يكونوا بيحطوا فى وشه لمبه كبيره كده زى المخابرات ، او بيغرقوا وشه فى جردل الميه عشان يعترف ، حبيبى يا بنى ، كان مستخبيلك فين الغلب ده ؟
الاصعب من كده وضع ساره بعد كل زياره للمدارس ، تفضل قاعده جنب التليفون ، زى ما يكون يحيى مرشح لوزارة المراجيح

ساره : لا خلاص اعصابى تعبت ، انا خايفه يكون ابنى فيه عيب ، عشان كده ما فيش مدرسه ردت على لحد دلوقتى، يمكن عشان كتبنا فى الاستماره ان عمر خريج مدرسه عربى ؟ ليكون ما ردش ع الميس لما سالته ع الالوان ؟ مع انى محفظهاله
و كمان وديته مارينا اعمل ايه تانى يا ربى
، ربنا يستر و يقبل فى اى مدرسه منهم انا خلاااص تعبت

عدت ايام زى ما يكون سنين لحد ما مدرسه منهم الحمد لله اتصلت بينا و قالت لنا انه تم القبول ، مدرسه جميله و فيها حمام سباحه و كمان قريبه من البيت ، يعنى ممكن نوفر الباص

احمدك يا رب


عمر :يا نهار ابيض مصاريف المدرسه ستلاف جنيه فى السنه غير شامل الباص و اللبس و الكتب و المايوه

ساره : يا سيدى الحمد لله الواد عنده مايوه

عمر : يا ساره انتى عارفه ان وضعى فى الشركه مؤقت عشان دى شركه اجنبيه ، و ممكن فى اى يوم المشاريع تخلص و الاقى نفسى فى الشارع زى ما كان حايحصل ،اضمن منين ساعتها انى اعرف ادفعله ؟

ساره : خلينا نتامل خير فى وجه الله ، و ان شاء الله ربنا مش حايخذلنا

عمر : بالذمه كى جى وان دى حايتعلم فيها ايييه ده ، انا حاجى معاكى يا ساره بس انا مش مقتنع ، يعنى مش حاسس ان الموضوع يسوى كل المبالغ دى ، و تذكرى ان ربنا حيسأل كل واحد عن ماله فيم اكتسبه ، و كيف انفقه
و دخل عمر و ساره المدرسه و قابلتهم سيده فى غاية الاناقه و الاستعلاء ، ابلغتهم انها المسئوله عن العلاقات العامه

السيده : اهلا يا فندم و مبروك لنجلكم القبول فى مدرستنا

عمر : الله يبارك فيكى ممكن نعرف يعنى مطلوب مننا ايه ؟

السيده : شهادة الميلاد بالكومبيوتر و ست صور للطفل و خمسة الاف جنيه

عمر : هوه احنا حاندفع المصاريف من دلوقت ده احنا لسه فى شهر سبعه

السيده : لا يا فندم دى مصاريف تسجيلregistration fees
تدفع مره واحده فقط عند القبول


عمر : تسجيل ايه يا مدام هوه انتو حاتسجلو الولد على دى فى دى ؟؟

السيده : لا يا فندم غيرنا بياخد تبرع بالاف لكن احنا بس بناخد مصاريف تسجيل

نظر عمر لزوجته نظره فهمتها و ارخت عينيها فى الارض ثم اكمل كلامه مع السيده المسئوله


السيده : حضرتك كمان لازم تسدد القسط الاول فى خلال عشر ايام من النهارده

عمر : يا فندم لسه شهرين و نص على بداية الدراسه

السيده : ده القسط الاول بس لكن الثانى لسه فى شهر عشره

عمر : طيب ممكن اعرف قيمة الاقساط دى

السيده : القسط الاول خمسة الاف و خمسمية جنيه و الثانى خمسمية جنيه ، و فى زياده سنويه ثابته عشرين فى الميه للمصاريف .

عمر : طيب يا فندم اصل الحاجات دى كلها ما كانتش مكتوبه فى النشره اللى فى الرسبشن عندكم ، فانا محتاج اخد وقت عشان افكر و اعرف حاعمل ايه

كادت الدموع تطفر من عينى ساره و هى تعتذر للسيده و تطلب منها ابقاء مكان يحيى محجوزا لمدة يومين لا غير ، و هى تجرى لتلحق بعمر الذى انصرف غاضبا.
و فى طريق العوده كان عمر ثائراً حانقاً ، و لاول مره منذ عرف ساره ، عندما راى دموعها ، لم يهدأ و لم يتعاطف معها ، لكنه ازداد حنقا

عمر : اقدر افهم بتعيطى ليه دلوقتى ، انت مش فاهمه يا ساره ، مدرسه بالمنظر ده ، حيهرونا مصاريف طول السنه ، مانا كمان لى اصحاب و سالتهم ، الطفل بيتكلف كل اسبوع من خمسين لميت جنيه ، مره رحله ، و مره حفله ، و مره سيرك فى المدرسه ، و طبعا لو دخلناه ، يبقى لازم نخليه زيه زى زمايله ، و الا يتعقد ، و بعدين انت ناسيه ان عندنا لسه بنت لسه وراه عايزه تتعلم هى كمان لما تكبر ، ولا يعنى نعلم يحيى و هوه يقول لاخته و خلاص ، ولا ابيع هدومى انا بقه عشان العيال تتعلم

ساره من بين دموعها : انا عمرى ما عارضتك فى حاجه يا عمر ، بس كل المدارس كده ، و كلهم بياخدو تبرعات ، و انا على استعداد ابيع جزء من دهبى عشان يحيى يدخل المدرسه ، عشان خاطرى يا عمر ، انا كل امنيتى اوفر لابنى احسن تعليم

عمر : طيب احسن باحسن بقه ليه ما نوديهوش الشويفات او الامريكيه ، يعنى بتاع تلاتين اربعين الف فى السنه ، يا ساره لا يكلف الله نفسا الا وسعها

ساره مقاطعه : انا ما قلتش تلاتين و لا اربعين ، انت قلت بنفسك الا وسعها ، و انا عارفه انك تقدر ، بس مش عايز تفهم اهمية ان الولد يروح مدرسه حلوه يحبها ، و ينبسط فيها مش يتعذب

عمر : يا سلام ، امال لو كنت باقول نوديه مدرسه حكوميه بقه كنت عملتى ايه ، رغم انى اتعلمت فى مدارس حكوميه ، و طلعت مهندس زى الفل اهوه ، و العقد اللى عندك دى عشان خريجة لغات مالهاش اى داعى ، عملتى ايه باللغات يا ستى ؟ و كنت بتاخدى كام يعنى لما كنتى بتشتغلى ؟

ساره : مدرسه حكوميه ؟ قول بقه كده ، بالذمه مين اللى عنده عقد ؟ الواحد بيبقى عايز ابنه يكون احسن منه ، مش يحقد و عليه ، للدرجه دى ابنك يهون عليك ؟ عايز تدخله المدرسه مع ابن عم رجب البواب .

عمر : طيب يمين بالله يا ساره لو ما سكتى و قفلتى ع الموضوع ده دلوقتى ، لانا مدخله مدرسه حكومه و عربى كمان ، و حاطلب يقعد جنب الواد مسعد ابن رجب بالذات بقه ايه رايك ؟

spring rose
هههههههههههه يقعد جمب رجب
ربنا يعدى المشكله دى على خير
مشكوووووووره يا قمر على المجهود
رنيم
هههههههههههه يقعد جمب رجب
ربنا يعدى المشكله دى على خير
مشكوووووووره يا قمر على المجهود
شكرا على المرور
رنيم
الحلقه السابعه عشر



ساره :ايه ده ، عمر بقاله كتير ما انفعلش على كده ، اسكتى يا بت يا ساره و لمى نفسك بقه المره دى انا حاعمل بالنصيحه اللى بقولها للناس كلها .
فى اى موقف بينك و بين حد ، حاول للحظه تنسى انك نفسك ، و تكون ع الحياد ، و فكر لمدة دقيقه واحده انك ممكن تكون انت الغلطان
صح ممكن اكون انا غلطانه ، مهما كان مرتب عمر مش حايكفى ده كله ، غير ان حمام السباحه مش ضرورى اوى فى التعليم ، بس برضه مش مدرسه حكومه
مانتى اللى استفزيتيه يا ساره ، ما الراجل كان موافق معاكى على كل حاجه و دفع رسوم التقديم فى كل المدارس بدون مشاكل ، و الله المدرسه دى فعلا كانت مستفزه
انا مش حافكر دلوقتى ، حاستنى لما بالى يروق و ساعتها حافكر ان شاء الله و ربنا حايهدينى لحل .

عمر :ياه يا عمر ، كان لازمتها ايه الغاغه و الحلفانات دى ، مانت عارف ان ما فيش حاجه حاتحصل الا برضاك ، هى ساره عمرها خالفتك فى حاجه ، من ساعة ما حلفت سكتت خالص فعلا ، ده حتى دموعها سكتت
صدقت يا حبيبى يا رسول الله ، خير متاع الدنيا الزوجه الصالحه و من صفاتها اذا اقسم عليها زوجها ابرته .
انا كنت سامع صوتى و انا بحلف عليها زى ما يكون صوت واحد تانى مش انا ، صوت جدى الباشا او سى السيد مثلا
اعوذ بالله من الشيطان ، الحمد لله ان ساره سكتت ، عشان يمينى ما يقعش ، ما هوبرضه مش معقول اخلى يحيى الى بيقرف من خياله يقعد جنب مسعد ،اللى عمره فى حياته ما مسح مناخيره
انا قصدت مدرسه تجريبى من اللى بنسمع انها كويسه برضه و لغات و مصاريفها حنينه شويه ،
انا حاسال اصحابى و قرايبى بكره و ربنا يسهل ، ماهو غلطتى برضه انى رميت الموضوع كله على ساره ، و فى الاخر ما عجبنيش تصرفها كان لازم يكون لى ضلع برضه فى الحكايه

عاد ساره و عمر الى المنزل و قابلتهما ام عمر التى اعلنت مجىء دينا و زوجها مساء ، فاتجهت ساره مباشرة الى المطبخ لتصنع طبق حلويات للضيوف

دخل عليها عمر المطبخ و نظر اليها و لم يتكلم ، نظرت اليه هى الاخرى ، و هى تقلب السكر فى اللبن ، ثم ابتسما هما الاثنان فى نفس اللحظه و هما يقولان فى نفس واحد ، صافى يا لبن

ساره :مهما عمل عمر ، برضه انا مقدرش على زعله ، ربنا يخليه لى ، دخل على المطبخ و كان ممكن يطنش و يروح يرتاح ، و بمجرد ما ابتسملى ، حسيت الدنيا كلها ابتسمت ، انا بحب عمر اوى ، يارب فوت الازمه دى على خير و اهدنا لما تحب و ترضى

عمر :و الله ساره دى اطيب زوجه فى الدنيا ، يعنى لسه مزعقلها و معيطها ، واول ما سمعت ان اختى جايه ، دخلت جرى تعمل حاجه للضيوف ، مع انها كان ممكن رخامه برخامه بقه تقول ابعت هات حاجه لضيوفك ، ربنا يخليكى لى يا ساره ، احسن حاجه فيها ، قلبها الابيض ده ، يا رب نلاقى حل يرضيها و اقدر عليه .

جاء الضيوف مساء و انفتحت مناقشه طويله حول التعليم و المدارس

ام عمر : انا مش مصدقه اللى باسمعه ده ، المصاريف بقت حاجه جنان ، و اللى اعرفه برضه ان المدارس ام بلاش دى ما عادتش زى ايام ما كنتو صغيرين ، ما عادش فيها تعليم اصلا

دينا : انتو زعلانين من المدارس هنا ، تعالوا شوفو المدارس فى الخليج بقه ، اقل حاجه عشره خمستاشر الف مصرى ، و دى مدارس هندى و باكستانى ، لكن عايزين تعليم بريطانى او امريكانى بقه ، حاجه تانيه خالص خالص ، ندخل بقه فى اربعين الف مصرى و كده ، و طبعا اختراع المدرسه الحكوميه ده لابناء البلد فقط ، عشان الدوله هناك بتدعمه دعم كبير اوى

ساره : يا خبر ابيض امال انتم عاملين ايه فى الغلاء ده

طارق : الحمد لله انا متفق على باكدج فى شغلى ، شامل تعليم الاولاد ، و تذاكر الطيران ، و السكن ، لولا ولاد الحلال نصحونى بكده قبل ما اكتب العقد ، كنت اللى حاقبضه من هنا ، حادفعه هنا

دينا : لا و انا كمان باشتغل محاسبه فى نفس مدرسة الولاد فعشان كده باخد خصم حوالى عشرين فى الميه ، لو كنت مدرسه كان الخصم ممكن يوصل خمسين فى الميه ، اهو الخصم مع اللى شغل طارق بيدفعه بيغطى المصاريف تقريبا ، و بنزود حاجه بسيطه الحمد لله ، بس تصدقى الولاد فى سنتين بس بقوا بيتكلموا انجليش هايل ، مدرسينهم معظمهم اجانب

عمر : طيب و العربى يا ست دينا ، اخبارهم فيه ايه؟

دينا : لا العربى فى المدرسه ضعيف جدا ، عشان كده انا باجيب شيخ اسبوعياً ، يحفظهم قران و يديهم درس عربى زى المنهج المصرى بالضبط ، اصل افرض اضطرينا نرجع مصر ، عمرنا ما حانقدر على مصاريف الامريكان هنا ، فلازم برضه نكون مستعدين ، و الولاد حفظوا الحمد لله اجزاء من القرآن و دى اهم حاجه

ساره : ما شاء الله ، لا قوة الا بالله ، انا معجبه بيكى يا دينا و الله ، خدتى احسن حاجه من اللغات ، و كمان حفظوا القران ، انا كمان ان شاء الله حابتدى احفظ يحيى فى المسجد اللى جنبنا ، من الشهر الجاى

عمر : بس برضه انا مش قادر اصدق ان كلام الحكومه بخصوص التعليم ، و الميزانيه اللى بتتصرف عليه ، كل ده غير حقيقى

ساره : لا مش بالضبط ، بس انت ما تضمنش انك تلاقى الناس كلها عندها ضمير ، خاصة ان المدرس لما يدخل الفصل ، لا رقيب عليه الا ضميره ، ما حدش يقدر يجبره يشرح كويس ، ده غير ارتفاع كثافة الفصول ، وانخفاض مرتبات المدرسين ، امال الناس بتهرب للمدارس الخاصه ليه ؟ عشان اعداد الطلبه فى الفصل اقل ، و بالتالى المدرس يقدر يهتم بيهم اكتر

دينا : بس والله كل اللى اعرفهم بياخدوا دروس فى الاخر و خلاص ، يعنى انا راييى دخلوا يحيى مدرسه تجريبى ، و افتحوله المدرسه فى البيت بعد الظهر بقه ، كل صحابى عاملين كده ، مصاريف التجريبى مش بتكمل خمسميت جنيه ، انما بتوصل بالدروس اربع او خمستلاف زيها زى المدرسه الخاصه

عمر : لا معلش ، لو كلامك صح ، تبقى المدرسه الخاصه احسن ، معقوله اضيع عمر ابنى ، الصبح مدرسه و بالليل دروس ، و يذاكر و يحل الواجب امتى ، و اهم من كده يلعب امتى و يعيش طفولته ازاى ، و لو عايزه يتمرن على رياضه معينه مثلا يلاقى وقت منين للتمرين و كل وقته موزع بين المدرسه و الدروس

ابتسمت ساره و هى تحمد الله لاحساسها بفرج قريب و لم تعلق بكلمه
و بعد انصراف الضيوف ، وضعت الاولاد فى غرفتهم ، حيث اصبحت مريم تنام معظم ساعات الليل الان ، مما سمح لساره بالعوده لغرفتها ،مع وجود الجهاز اللاسلكى الى جوارها ، و اذا سمعت صوتها ، تذهب لارضاعها و اعادتها للنوم

دخلت ساره على عمر مندفعه و هى تقول :

وجدتها يا عمر ، وجدتها و الله

عمر : ايه يا ارشميدس ، هاها و جدتى ايه ؟

ساره : هو كان ارشميدس اللى وجدها ولا نيوتن ؟ عموما مش مهم انا لقيت حل لموضوع المدرسه يا عمر و الله

عمر : خير ، ربنا يستر

ساره : فى مدرسه كنت مقدمه ليحيى فيها ، كان المفروض نروح لهم بكره ان شاء الله ، هى مصاريفها اقل بكتير ، و كمان شفت اعلان متعلق عندهم طالبين مدرسين للابتدائى بشرط اتقان اللغه الانجليزيه ، ايه رايك لو رحت بكره قدمت و عملت مقابلة يحيى بالمره ؟ و زى ما دينا قالت ، المدرسات بيكون لهم خصم كبير

عمر : ايه الكلام ده يا ساره ، شغل ؟ تانى ؟ ده مريم لسه صغيره جدا

ساره : لا مش تانى ، المره دى الشغل حايكون مختلف يا عمر ، اولا حاروح واجى انا و يحيى فى وقت واحد يعنى ممكن نستغنى عن موضوع الباص ده و نروح معاك الصبح ، و نرجع بتاكسى ، ثانيا وجود مامتك معانا حايخلينى مطمنه على مريم ، خاصة ان مريم ما بتصحاش بدرى ، و ثالثا و ده الاهم ، التدريس ده رساله يا عمر ، و انا طول عمرى كنت باذاكر لاخواتى وهما صغيرين ، و لو اشتغلت مدرسة ابتدائى حايكون فى مصلحة ولادنا على الاقل اكون عارفه بياخدوا ايه ، و اساعدهم فى مذاكرتهم

عمر : مش عايزين نسبق الاحداث ، روحى بكره و شوفى ، ولما يوافقوا على تعيينك نبقى نتكلم

و لم تكذب ساره خبرا ً ، صحت مبكرة ، و اتمت ارتداء ملابسها ، و طلبت من عمر توصيلها فى طريقه ، حتى تبرهن له على قرب المدرسه ، وسهولة ان يوصلهما سويا فى الصباح

و فى المدرسه ، لم تذكر موضوع ملف يحيى و لا التقديم له ، بل ركزت فقط على انها اتيه للتدريس ، و احضرت معها سيرتها الذاتيه و اوراقها

و عندما قابلتها المسئوله عن التعيينات ، سالتها ان كانت تحمل مؤهلا تربويا ، فاجابت ساره بالنفى ، و ان كان ذكاءها قد اسعفها لتقول انها ستقوم بعمل تلك الدبلومه بمجرد بداية الكورسات بالجامعه ،و كلمتها السيده باللغه الانجليزيه ، التى كانت ساره لحسن الحظ تتقنها تماما ، فردت عليها بثقه ، ثم طلبت منها اعداد درس لتشرحه امام لجنه من المدرسين غداً ، ليقيموا قدرتها على الشرح و التوصيل

اسقط فى يد ساره ، فهى لا تعلم شيئا عن تحضير الدروس و لا كيفية توصيل المعلومه بشكل سليم ، انت الظاهر غلطتى يا ساره ولا ايييه ؟؟ يا فضيحتى قدامك يا عمر ......

بعد تفكير سريع ، تذكرت ان ابنة خالتها امانى مدرسه فى مدرسه خاصه منذ سنوات ، فاتصلت بها على المحمول ، و سالتها ان كانت تستطيع مساعدتها

ردت ابنة خالتها بالايجاب ، و اخبرتها انها ممكن ان تمر بها الان لو ارادت ، استاذنت ساره من زوجها و توجهت من فورها الى ابنة خالتها

و هناك عند امانى ، اكتشفت ان هناك ما يسمى دفتر التحضير ، و الوسائل المساعده ، و وسائل الايضاح ، و اهداف الحصه ، و اهداف الدرس
و كانت امانى مخلصة جدا فى مساعدتها لدرجه انها امدتها ببعض الوسائل الخاصه بها ، و طلبت اليها استخدامها فى المقابله غدا

كانت وسائل الايضاح عباره عن لوح وبرى يثبت عليه كروت ملونه ليتعلم منها الاطفال الكلمات و الحروف .

و طلبت امانى من ساره ان تشرح لها درسا ، ففعلت ، و اندهشت امانى من قدرة ساره الطبيعيه على التوصيل و الشرح ،

امانى : يا بنتى انتى مدرسه بالغريزه ، طول عمرك ذكيه و الله ، الموضوع مش محتاج اكتر من شوية ذكاء ، و الاكتر منه كياسه فى التعامل مع الطفل و انك تخليه يحس انك بتقولى حاجه لذيذه و ينبسط بيها

ساره : يعنى فكرك لو شرحت كده بكره فى المدرسه انجح ؟ و ممكن يقبلونى

امانى : طبعاُ ، و انت بتتكلمى انجليش هايل و دى اهم حاجه ، كل اللى بعد كده حاتكتسبيه بالخبره

ساره : ادعيلى يا امانى ، احسن الموضوع ده حايتوقف عليه حاجات كتير اوى

امانى : طبعا حادعيلك ، و مستنيه منك تليفون بكره ان شاء الله بعد ما تخلصى المقابله

علم عمر بما فعلت ساره فى يومها ، و اشار عليها باستخدام الانترنت ، للبحث عن وسائل ايضاح اكثر تاثيرا ، خاصة ان الطفل فى هذا العصر اتسعت مداركه بشكل مذهل ، مما جعل التاثير عليه امراً صعباً
اخذت ساره بالنصيحه ، و جلست مده تستخدم محركات البحث ، و قامت بطباعة بعض الصور ، ثم ذهبت لغرفة يحيى و قامت بجمع بعض الحيوانات الصغيره البلاستيكيه و ثبتت فيها قطع صغيره من اللباد لتصبح قابله للالتصاق باللوحه الوبريه ، و اعدت الدرس باستخدام الورد و طبعته.

واتصلت بوالدتها و اخاها و اسراء و زوجها ليحضروا للسهر معهم و اجلستهم جميعا بالاضافه الى حماتها وعمر و معهم بعض اللب و السودانى و المسليات كى يوافقوا ان تشرح لهم الدرس الذى ستشرحه غدا كعرض للمدرسين

كان عمر فى غاية السعاده بها ، اذ ابدعت من عندها عرض شرائح على الكومبيوتر ، ( باستخدام باور بوينت ) قررت ان تبهر به لجنة الاختبار غدا

لقد سخرت ساره كل معرفتها بالحاسب لخدمة هدفها فى الشرح و ذلك ما جعل عمر يوافق على اعارتها الحاسب المحمول الخاص به ( اللاب توب) ليساعدها فى هذا العرض

و داعبها احمد : لو كانوا بيدرسولنا كده و احنا صغيرين ، كان زماننا دخلنا هندسه و الله

استغرق الجميع فى الضحك لان احمد بالفعل طالب فى كلية الهندسه
اما اسراء فاثنت عليها بشده ، و ذكرتها بايام كانت تذاكر لها وهى طفله و كيف كان لها اسلوبا لطيفا فى الشرح يثير الخيال ، و يبعد الملل
و نامت ساره ليلتها و هى تدعو الله ان يوفقها ، و تطلب من زوجها الدعاء لها بالتوفيق
توجهت ساره للمدرسه فى الصباح ،و جاءت لحظة الحسم ، فبعد انتظار طويل جاء دور ساره ، التى طلبت توصيل جهاز الحاسب الخاص بها بشاشة العرض بالقاعه ، و خيم على الحضور الصمت فى انتظار بدء الشرح ................


رنيم
الثامنة عشر


بدات ساره الشرح بصوت مرتعش ، لم تكن تدرى ان الموضوع ممكن ان يكون صعبا و محرجا بهذه الطريقه
فخرج صوتها ضعيفا فى البدايه ، ثم ما لبثت ان لمحت استحسانا فى اعينهم فرفعت صوتها قليلا و قررت ان تنسى وجودهم و تندمج فى الشرح بكل كيانها
و استخدمت اللوحه الوبريه و الوسائل التى معها ، و بينما هى مندمجه تماما ،اذا بصوت احد المدرسات الجالسات تسالها :

انتى فاكره نفسك حاتقدرى كل حصه تعملى كده فى الحقيقه يعنى فى الحصص العاديه

فردت ساره بادب : و ليه لا ، اللى اعرفه ان الطفل لما يشوف الحاجه قصاده بتدخل دماغه اكتر من مجرد انى اقول اسمها بس

المدرسه : بس انتى حاتكونى ملخومه فى الكراسات و التصحيح و دفتر الدرجات و عدد العيال فى الفصل اللى بيوصل اربعين ، هل شايفه ان اللى بتعمليه ده حاجه براكتكال (عمليه ) فى مصر

ساره : ايه الفرق بين مصر وغير مصر ، فصل و تلامذه و وقت الحصه هوه هوه فى اى مكان و على العموم انا هاحاول ، و ربنا يوفق ان شاء الله

اكملت ساره الشرح و قد اغاظتها هذه السيده

ثم اندفع وكيل المدرسه : يا مس ساره انتى صوتك واطى اوى احنا سامعين عشان ساكتين ، لكن فى الفصل لازم تعلى صوتك على صوت الولاد ، عشان يقتنعوا باللى بتقوليه

ردت ساره و قد بدات تتضايق من المقاطعه : ماهو المفروض يا فندم يكونوا فى الفصل ساكتين برضه ، عشان اقدر اشتغل ، و علو الصوت عمره ما كان وسيلة اقناع
و بعدين لو هما علوا صوتهم و انا عليت عليهم و كده ، حايبقى مولد مش فصل ، و عموما زى ما حضرتك قلت انا باتكلم على قد اللى قاعدين خمسة افراد لكن فى الفصل اكيد فى كلام تانى

و اكملت ساره شرحها فانبرت مدرسه اخرى بعد قليل :

حضرتك مديانا ظهرك و باصه للبورد ، و دى مش طريقه ، افرضى عيل مشى و ساب الفصل دلوقتى ، حاتحسى ازاى بيه لازم تحاولى تبصى للولاد و تكتبى و انتى مدياهم وشك

ساره بنفاذ صبر : حاضر ان شاء الله احاول

ثم سالت عن اذا ماكان تم توصيل اللاب توب الخاص بها بشاشة العرض

فاجابتها المديره : لا مفيش داعى للكومبيوتر ، انتى مش حاتستخدميه اساسا ، احنا ما عندناش غير شاشه واحده للمؤتمرات و الضيوف بتوع المدرسه مش للطلبه ، و احنا اكتفينا من حضرتك كده يا مدام ساره و حانتصل بيكى

شكرتهم ساره بصوت مرتعش ، و هى تحس بهزيمه داخليه بشعه ، لم تكن تتوقع كل هذا المناخ العدائى لمجرد انها ارادت التجديد ، و لم تذكر ملف يحيى و لا التحاقه بهذه المدرسه ، اذ كان يكفى ان ترى اداريي و مدرسى هذه المدرسه لتحكم على مستواها التعليمى ، و قالت لنفسها : انت حاتزعلى نفسك ليه ، دى مدرسه اى كلام ، ده حتى كان مرتبها تلتمية جنيه ، مايجيش تمن المواصلات ، الحمد لله على كل حال

حملت ساره حقيبتها حزينه و كانت تهم بالذهاب لمنزلها ، لكن راودها خاطر مفاجىء
قررت الذهاب للمدرسه الاولى التى كانت قد قبلت يحيى ، و سالتهم عن حاجتهم لمدرسات للمرحله الابتدائيه فاجابت الموظفه انه الان يتم اختبار عدد منهن فى القاعه المخصصه لذلك الغرض
م تكن ساره قد قابلت مديرة المدرسه ، لكنها حين راتها قابلتها بابتسامه و كلمتها بمنتهى اللطف و طلبت منها ان تملا طلب التحاق
ملات ساره الطلب و وجدت فيه اسئله لم ترها من قبل فى اختبار المدرسه السابقه
كان السؤال المحورى
Why do you want to teach ?and what's your highest ambition?

و كانت اجابة ساره
I would love to teach because teaching touches hearts , opens minds , and the look of appreciation and merit in my students eyes means the world for me
my highest ambition is to become a facilitator and to make the process of learning as interesting as possible

و طبعا كان مطلوب معرفة سنين الخبره ، فاجابت ساره انها تود و يشرفها ان تكتسب خبرتها من هذا المنشأ العريق
اعجبت المديره بردود ساره على الاسئله و طلبت اجراء مقابله لها و عرض درس لو كانت مستعده
و ردت ساره انها على اتم الاستعداد

و على عكس المدرسه السابقه ، و جدت ساره المناخ مبشراً فى هذا المكان ، و لاحظت نظرات اعجاب من الجميع بما فيهم طاقم التدريس الموجود ، و اخذت بعضهن يدونن الملاحظات
و تضاعف الاعجاب حين قامت بعرض الكومبيوتر الخاص بها ،و المحت الى ان طفل اليوم يقضى معظم وقته امام الوسائل المسموعه المرئيه سواء للتسليه او الثقافه ، فلا يجب ان يكون اسلوب تعليمه جافا و عقيما بل يجب ان يرقى الى اساليب تسليته و تثقيفه .

لم يبد اى من الجالسين ملاحظه واحده طوال شرح ساره ، و عندما انهت كلامها ، قامت المديره بالتصفيق لها
مما حدا بجميع الجالسين الى التصفيق اعجابا بما بذلته من جهد

و قالت المديره : مبروك يا ساره ، انت ان شاء الله معانا خلاص ، و ممكن نمضى العقد دلوقتى

فوجئت ساره و اندهشت من سرعة قبولهم لها و ترددت قليلا لكونها لم تبلغ عمر بعد ، ثم حسمت امرها و توكلت على الله ، و خاصة بعد ما ابلغتها المديره ان راتبها سيكون حوالى سبعمائة جنيه اى ضعف المدرسه الاولى

دخلت ساره للموظفه المسئوله عن الحسابات قبل ان توقع العقد و سالتها على استحياء

ساره : لو لى اطفال عايزه ادخلهم المدرسه ، ممكن اعرف ليهم خصم ولا ما لهمش

الموظفه : طبعا ليهم خصم ، بس لازم يخوضوا الاختبارات زيهم زى غيرهم الاول

ساره : هو يحيى ابنى عمل كل الاختبارات فعلا و قبل فى المدرسه ، و ملفه موجود عندكم بس احب اعرف نسبة الخصم

الموظفه : بصى يا ستى ، مصاريف التسجيل حاتكون الفين جنيه بدل خمسه و ممكن تقسطيهم من مرتبك لو حبيتى ، اما المصاريف عليها خصم اربعين فى الميه ، يعنى حاتكون حوالى تلات الاف و ستمية جنيه ، و انتى كمدرسه من حقك باص المدرسه يعدى ياخدك صباحا لو حبيتى ، و يروحك كمان حست ساره ساعتها باحساس ابو تريكه لما بيجيب جون ، و لولا ان الغرفه كان بها رجالا ، لسجدت على ارض الملعب فى لحظتها

خرجت من المدرسه الرائعه و هى فى غاية السعاده ، و عيناها لاتكفان عن الدمع من شدة سعادتها ، و قررت ان تذهب لمنزلها مشيا من شدة سعادتها و قالت تحدث نفسها :

يار ب لو حبيت اعد نعمك على لا احصيها ، كان كل املى فى المدرسه التعبانه الاولانيه ، وفقتنى للاحسن منها ميت مره ، و بمرتب اكتر ، و فوق كده و كده ، حبة قلبى يحيى حايخش المدرسه اللى اتمنيتها ، قد ايه يار ب انت عالم بحالى و غنى عن سؤالى ، الحمد لله انى اطعتك يا عمر و ما زعقتش و لا ركبت راسى ، كان زمانى جنيت على ابنى و على نفسى
و من يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب

و بينما ساره فى تاملاتها و دعاءها ، وجدت محل صائغ قريب ، و بدون تردد ، دخلت و باعت اسوره من اساورها الذهبيه ، و اخذت مبلغا محترما ، و خرجت من عند الصائغ الى مركز طبى ملاصق له
فوجدت سيده عجوز فقيره و معها ابنتها على موعد مع الطبيب ، و طفل مريض على كتف امه ، و بنت صغيره موضوعه على جهاز غسل الكلى ، قامت بكل ما قدرها الله عليه ، و لم يتبق معها الا ثمن بعض الحلوى و تورته صغيره اشترتها فى طريق عودتها للمنزل

و فور وصولها

فوجئت بمريم تجرى لاستقبالها بالمشايه و حماتها تجرى مسرعه ملهوفه ، انتى كنتى فين يا ساره يا بنتى

احنا اتخضينا عليكى ، ما بترديش على تليفونك ليه ؟

حملت ساره ابتنها و قبلتها وهى تعتذر لحماتها و تذكرت انها فى غمار احداث اليوم نسيت ان تفتح الجرس الخاص بمحمولها بعد انتهاء المقابله الاولى
لذلك وجدت حوالى عشرين مكالمه من عمر فاسرعت تتصل به

ساره : حبيبى عمر ، ابو عيالى ، مهما قلت لك مش حاتصدق

عمر : ايه يا ساره اللى حصل انا قلقت عليكى موت

ساره : مش حاينفع الا لما تيجى انا مستنياك

و عندما عاد عمر كانت ساره قد غيرت ملابسها و حضرت المائده مع حماتها و اعطت كل من مريم و يحيى حماما
دخل عمر فتعلقت ساره برقبته مسابقة ابنتها فى ذلك ، ثم اطلقت سراحه ليبدا دور مريم و يحيى
ثم حكت ما حدث اثناء يومها على مائدة الغداء

عمر : بس انتى ما قلتليش يا ساره انك رايحه المدرسه التانيه دى

ساره : معلش يا عمر و الله انا كنت طالعه منهاره و خفت يحصل نفس اللى حصل ، فقلت ادارى على خيبتى لحد ما اشوف حانرسى على ايه

عمر : خيبتك ، مين دى اللى خايبه ، ده انتى ست الستات ، انا مش مصدق ان يحيى حايخش المدرسه اللى كان نفسك فيها من البدايه ، انت عارفه يا ساره انا بجد حاسس ان بينك و بين ربنا عمار

ساره : عمرى ما دعيته و ظنى خاب ابداً الحمد لله

قالت حماتها و قد اغاظها اطراء عمر لساره :
ايه ده ، يعنى موضوع الشغل ده بجد ؟ ده انا قلت نسيبك كده تجربى حظك ده احنا لما صدقنا بطلتى شغل الكومبيوتر ده و تلتفتى لبيتك و جوزك ، انت فاكره انى صحتى حاتستحمل ده كله ، لا انسوا ، و بعدين مريم بنتك بقت متعبه و بتغلبنى و انا ما قدرش اشيل مسئوليتها لوحدى ابدا ، و بعدين فرضا و احده من بناتى حبت انى اروح ازورها ، ارد اقول ايه يعنى ؟ معلش اصلى قاعده بمريم عشان ساره هانم فى الشغل ؟
و حايدوكى كام يعنى يا ست ساره فى الشغل ده ؟

ردن ساره و قد صدمت من رد فعل حماتها :
مش حكاية فلوس يا ماما ، اولا دى اكتر مهنه انسانيه و ليها اجر كبير عند الله ، ثانيا الخصم اللى حايتعمل ليحيى فى المصاريف و التبرع ، و غير انى حاقدر اودى عمر كل يوم بباص المدرسه و ارجعه تانى ، يعنى توفير من كل ناحيه ، و المرتب مش وحش برضه ، ده حوالى سبعميت جنيه

ام عمر : سبعميه جنيه ، و لا اكتر انا ماليش دعوه ، اعملى حسابك انى مش شغاله فى البيت هنا ، و انى ممكن فى لحظه تلاقينى سافرت لبنت من البنات سواء دينا فى الخليج او حتى داليا فى امريكا عشان هى كمان عماله تتحايل على من فتره
، يعنى ما ترتبوش حياتكم على اساس وجودى معاكم .....
رنيم
الحلقة التاسعة عشر والأخيرة



فكرت ساره :اه يا خالتى ام عمر ، عايزه تحدفى كرسى فى الكلوب ، ماشى ، و انت يا عمورتى حبيب ماما عمرك ما حاتتكلم طبعا ، و لو اتكلمت حاتدافع عن منطق مامتك
الحمد لله انى علمت حسابى على اللحظه دى ، و اخذت ساره نفسا عميقا ثم قالت بهدوء

ساره : لا يا طنط ، ما عاش و لا كان اللى يقول على حضرتك شغاله ، ده حضرتك تقعدى و احنا كلنا خدامينك ، انا اصلا من الحاجات اللى خلتنى افرح اكتر بالمدرسه دى ، ان فيها داى كير لابناء المدرسات ، و اللى عندها طفل لسه تحت التلات سنوات ممكن تسيبه فيها مجاناعشان كده عملت حسابى قلت لو حضرتك مضايقه من مريم اخدها معايا الصبح وانا نازله ، و بين الحصص ممكن اروح اشوفها ، و تكون برضه تحت عينى .


احس عمر ان ساره انتشلته من بئر بلا قرار و قال بمرح :

طيب الحمد لله يا ماما اهوه ، و حضرتك تقضى وقتك فى قراءة القرأن او تعملى اللى بتحبيه ، بس عشان خاطرى ما تسافريش و تسيبينى ، و الله ده ساره بتحبك زى مادينا و داليا بيحبوكى واكتر ، غير ان بيوت اخواتى مهما كانت بيوت رجاله أغراب ، لكن ده بيتك و مكانك .

و كأن ساره قد اطفات النار قبل اندلاعها ، صمتت والدة عمر و لم تعقب بكلمه واحده

و فى الايام قررت ساره ان تدرب نفسها على عمل اطعمة اليوم التالى ووضعها فى الفريزر ، و على الاستيقاظ مبكرا و تنظيف المنزل و الاطفال نيام قبل ميعاد المدرسه ، و كلما امعنت فى الاهتمام بالمنزل و الطعام ، تجد حماتها اصابتها الغيره و حاولت مساعدتها ، و مد يد العون لها ، بالرغم من عدم طلب ساره لاى مساعده و لو صغيره منها .

و كانت قد بدات التدريب فى المدرسه بالفعل ، حيث وفرت تلك المدرسه دوره تدريبيه للمدرسات الجدد ، قبل بداية العام الدراسى ، و احست ساره انها اختصرت خطوات كثيره ، و تعلمت اشياء لم تكن تحلم بها خلال تلك الدوره .

ثم فوجئت ساره بمعاملة حماتها تلين معها و تتحسن تحسنا كبيرا اذ بعد ان انتفت عن ساره شبهة استغلال حماتها اصبحت ام عمر تسعى بنفسها لمساعده ساره و الاخذ بيدها
و قالت لها بعد ان لمست تعبها البالغ كل يوم فى العمل و اخذها الطفلان معها الى الداى كير لان الدراسه الفعليه كانت لم تبدأ بعد

ام عمر : بصى يا ساره با بنتى ، انت بتتعبى اوى كل يوم فى المدرسه و انا راييى تبقى تسيبى مريم معايا ، اهى تسلينى ، ده انا مش بلاقى حاجه اعملها الصبح ، و بتوحشنى اوى ، كمان الطبيخ مش لازم تشيلى همه كله لوحدك ، انا طول عمرى احب المطبخ و مش باتعب من عمايل الاكل ابدا ، يعنى مثلا سيبيلى المحشى انا الفه و انا قاعده قدام التلفزيون ، اقطع الخضار ، كده يعنى الحاجات دى .

قامت ساره و احتضنتها بحب قائله : ربنا يخليى لينايا ماما ، انا و الله حاعمل اللى ربنا يقدرنى عليه عشان ما تتعبيش نفسك ، بس تصدقى انا اكتشفت حاجه فى الايام اللى فاتت دى ، اكتشفت ان النشاط بيجيب نشاط ، و الكسل بيجيب كسل ، لما كنت قاعده فى البيت ما كنتش متخيله انى هارجع تانى اصحى بدرى و اروح شغل ، لكن لما حصل فعلا ، لقيت نفسى عادى ، مش تعبانه ، بالعكس ، بحس انى نشيطه و سعيده انى اخر اليوم بكون انجزت حاجه ، بدل النوم لحد متاخر و الكسل اللى مالوش فايده ده

ام عمر : على ايامنا ما كانش مسموح لنا بالشغل ، حتى الست اللى تشتغل دى بتكون عيبه فى حق جوزها ، رغم انى معايا ليسانس ، لكن ابو عمر الله يرحمه عمره ما سمحلى اشتغل ، بس دينا و داليا بناتى الاتنين بيشتغلوا والله و بيقولوا زيك كده النشاط بيجيب نشاط

اما عمر ، فكان يرقبها فى سعيدا بكل ما تحققه ، سعادته بانجازاته الشخصيه ، انه فى بعض الاحيان يحس انها طفلته ، رغم ان فارق السن ليس كبيرا بينهما ، الا انه يشعر ان اجزاء كبيره من شخصيه و كيان ساره تكون على يديه ، كما تكونت ايضا اجزاء من كيانه على يديها ، و اصبحت الحياه بينهما اكثر استقرارا و نعومه ، و هذا لا يحدث الا للقليل من الازواج الذين يسبغ الله عليهم من ضمن نعمه الكثيره ، نعمة التفاهم و التعاون على اسعاد بعضهما البعض
فكم من بيوت غلفت ابوابها ، و ظاهرها السعاده ، لكن نقص التفاهم و الحب ، يجعلان من المال و البنون و كل مظاهر الحياه السعيده ، مجرد مظاهر جوفاء لا تحوى داخلها سكناً و لا مودة و لا رحمه بالرغم من كونها الهدف الاساسى من الزواج.

و قبل بدء الدراسه بايام دخل عمر المنزل عصراً ، ليجد مريم تجرى عليه بالمشايه و واضح على شعرها المبتل انها خرجت لتوها من الحمام ، و يحي ، لا زال يرتدى ملابسه بعد ان انتهى من حمامه ، ثم خرجت ساره لاستقباله قائله : ا
ازيك يا حبيبى ، احضر الغداء

عمر : اغير هدومى و اصلى ، لحد ما تحضريه براحتك

ثم دخل غرفته ليغير ملابسه و بعد فروغه من صلاته ، فوجىء بيحيى يقف و يطرق بابا غرفته

يحيى : ممكن ادخل يا بابا

عمر : اتفضل يا حبيبى ما دخلتش ليه من بدرى

يحيى : ماما قالت لازم خبط اول بعدين ادخل الاوضه

عمر : ماما دى جميله

يحيى : اه ماما جميله انا باحبها اوى ، عارف يا بابا ، ماما قالت خلاص حاروح المدرسه الحقيقيه يوم الاحد الجاى

عمر : ان شاء الله

يحيى باصرار طفولى : لا و الله حاروح ماما قالت

عمر : بس لازم برضه نقول ان شاء الله ، عشان ربنا لو مش عايزك تروح ممكن اى حاجه تحصل و ما تروحش ، حاجه بسيطه اوى ، مثلا المنبه ما يضربش ، الباص ما يجيش ، كلمة ان شاء الله و باذن الله دى لازم تقولها يا يحيى عشان ربنا يحبك و يعرف انك مستنى اذنه ، مش انت استاذنت و انت على الباب ، مع انك عارف انى حادخلك؟ ؟

رد يحيى وقد بدا انه فهم : خلاص يا بابا ان شاء الله اروح المدرسه يوم الاحد ، صح كده ؟

قبله عمر و هو يدعو له ان يكون من الهادين المهتدين بامر الله
و جاءت مريم و دخلت مثل الطلقه على مشايتها و هى تبتسم ابتسامه عذبه ، و تمد ذراعيها الصغيرين لاباها كي يحملها ، مما جعل قلب عمر يذوب حنانا ليحملها عاليا و يقبلها

يحيى : بابا ، مريم مش استاذنت و لا خبطت

عمر : هى لسه صغيره يا حبيبى لما تكبر زيك تتعلم منك عشان انت شاطر ، يعنى انا مش حاقول كل الكلام ده تانى ، هى حاتشوف يحيى جميل و بيعمل حاجات جميله ، تروح عامله زيه على طول


الى هنا و نادت ساره على يحيى ليبلغ اباه ان الغداء جاهز

جاء يحيى مره اخرى و قال : بابا ، انشاء الله الغدا جاهز ع السفره

ضحك عمر من قلبه و هو يجد يحيى يطبق تعليماته بحذافيرها
كما انه انتشى بتحسن العلاقه بين امه و بين ساره بعد ان كانت تنذر بهبوب عواصف ، و حمد الله كثيرا على هذه الزوجه الصالحه
انه منذ بدأت العمل لم يلمح تقصيراً لا فى المنزل ولا فى الاولاد
بل بالعكس اصبح للاولاد مواعيد ثابته للنوم و الاستيقاظ بعد ان كانوا يسهرون للفجر و ينامون للضحى
حتى ميعاد حمامهم اليومى اصبح منضبطاً كالساعه
و جاء اليوم المرتقب ، و كان عمر قد استعد لذلك اليوم باحضار كاميرا فيديو من احد اصدقائه ، ليسجل لحظات دخول يحيى المدرسه للمره الاولى
لم يكن يحيى هائبا للموقف لكونه جرب الذهاب مع امه للداى كير الخاص للمدرسه قبل ذلك
لكنه كان لاول مره يرتدى اليونيفورم ، و يحمل الحقيبه التى امتلات بادوات سبايدر مان
مقلمه و استيكه و برايه ، كانت عينا عمر نفسه تلمع بفرحه طفوليه كلما راى سعادة ابنه بهذه الاشياء
و يعود و يتذكر ايام كان طفلا ، و كانت هذه الاشياء الصغيره تتسبب فى سعادته القصوى ، و تامل فى حال الدنيا
و كيف انه كلما كبر الانسان ، ذابت المتع الصغيره ،و راحت الدهشه و البراءه الجميله حتى الاشياء الكبيره لا تسعده نفس تلك السعاده الصافيه التى نعم بها ايام كان طفلاً غريراً مطمئناً للدنيا فى كنف ابويه
فى اول يوم ليحيى فى المدرسه احس عمر ان فصلا جديدا من حياته ا الزوجيه على وشك ان يبدأ
لذلك اصر على تصوير بداية هذا الفصل ، لتبقى ليحى دليلا على جمال الذكريات و براءتها .
و اصرت ام عمر فى ذلك اليوم على الا تذهب مريم مع والدتها
كى يتفرغ كل من عمر و ساره ليحيى و للاهتمام به
و فى المدرسه ، كان المنظر يستحق التصوير
عشرات الاطفال فى سن يحيى ، يخطون اولى خطواتهم فى الحياه العريضه ، وحدهم ، و لاول مره ، دون الاعتماد على اهلهم
كان عمر ينظر بعينيه لكن يرى بقلبه ، يرى هؤلاء الاطفال ، و قد اصبحوا شابات و شبان كبار ، يبدأون وضع لبنه جديده فى مجمتع واعد ، دعا الله ان تكون ايامهم خيراً من ايام اباءهم و اسعد

و انطلقت المدرسات فى همه ، تنظمن الصفوف و ترشدن كل ولى امر الى مكان طابور ابنه ، و مكان فصله ايضا

فقد كان مسموحاً فى اليوم الاول لاولياء الامور بالتواجد مع اطفالهم حتى يألفون المكان

و انطلق بعد التلاميذ يضحك و مرح ، و اصاب بعضهم الاخر الذهول ، و قليل منهم انخرط فى البكاء متشبثاً بوالديه

و عندما تجول عمر فى المدرسه ، احس ان تعبه و تعب ساره لن يضيع هباء باذن الله ، ليس فقط من جمال الافنيه و نظافة الفصول

بل من الاهتمام المرتسم على وجه كل مدرسه ، و هى تحس ان مهمتها فى كى جى وان ، لا تقل بل من الممكن ان تزيد اهميه عن مهمة دكتو ر الجامعه

و هى بالفعل لا تقل

بل تزيد

لان كيان الطفل و مستقبله ، يتم تشكيله فى سنى عمره الاولى

التى يكون فيها عقله مثل فيلم الكاميرا ، قابلا للالتقاط و التخزين باقصى سرعه ممكنه

اللهم اهد ابناءنا و انشئهم على الايمان

و ابتسمت ساره و هى تراقب فرحة عمر بيحيى ، و هى ترى ثمرة قلبها يقف فى الصف
و يحيى العلم
و يردد --------- تحيا جمهورية مصر العربيه
--------------------------------------------------------------------
l0vely girl
الحلقات جااااااااامدة جدا يا رنيم
و القصة كلها تحفة بس يا ريت يكون ليها تكملة تانى لانى اتعودت عليها اوى
تسلم ايديكى ع المجهود ده
spring rose
جمييييييييييييييييييل
رنيم
الحلقات جااااااااامدة جدا يا رنيم
و القصة كلها تحفة بس يا ريت يكون ليها تكملة تانى لانى اتعودت عليها اوى
تسلم ايديكى ع المجهود ده
رنيم
جمييييييييييييييييييل
أمواج البحر

القصة اكتر من رائعة وأحداثها جميلة
وبتدينا مثال لحياة زوجية جميلة وهادئة قلما نجدها الأن ..
وأكتر حاجة بتعجبنى ذكاء سارة وتعاملها مع المشاكل..
تسلم ايدك يا رنيــــــــم ... خلتينى أتعلق بيها جدااا..



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
صور كاريكاتير من مصر - الجزء الرابع
يوميات عمر وسارة
الجزء الخامس ( يوميات عمر و سارة)
مهدى يوسف ينتهى من الجزء السابع لـ«يوميات ونيس»

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية