يقول أحد الحكماء : " إن الإنسان الذي يظن أنه يستطيع أن يكون سعيداً طوال حياته ليس إلا مجنوناً .. فنحن جميعاً نعرف أن الدليل الوحيد على تمتعنا بكامل قوانا العقلية يكمن في قدرتنا على الشعور بالتعاسة , عندما نفاجأ بحدث يُعكر صفو حياتنا ويغير جو حياتنا وصفاءها .. إن الحياة الحقيقية هي السعادة التي نشعر بها من بعد حزن .. هي في صفاء النفوس من بعد خلاف .. هي في الحب بعد العراك الذي ينشب بين الزوجين .. هي في النجاح الذي نصل إليه من بعد فشل .. هي في الأمل الذي يملأ صدورنا بعد أن نكون قد يئسنا من حياتنا وكل ما تحمله لنا الحياة من مآسي وآلام .. هذه هي الحياة , وهذه هي فلسفتها وعلينا تقبلها كما هي..".
فلا وجود لشيء مطلق في هذه الحياة , فلا راحة مطلقة, ولا صحة مطلقة, ولا لذّة مطلقة .. والسعادة ليست استثناءً من تلك. صحيح أن الإنسان يرغب دائما في الوصول إلى المطلق, ويتوق إلى امتلاك كل ما يخطر على باله من الأسباب التي تجلب له السعادة, ولكن من الأفضل للإنسان أن يستعيض عن البحث عن السعادة المطلقة , ببوارق الأمل المطلق .. إن الأمل بيوم أفضل من يومك, وغد أفضل من حاضرك, وحياة أكرم وأرقى من حياتك, ليس مجرد وقود للحركة والنشاط فقط, بل ويشكل أيضاً سبب رئيسي للسعادة ولتحققها في حياة كل فرد.