نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام المنتدى الإسلامي والنقاشات الدينية القرآن الكريم



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




القرآن الكريم وتمزيقه لحواجز الزمن

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا استطيع ان احدد من اين ابدء المهم انا تعمدت ان اكتب هذا الموضع لان حاسس ان كلنا غافلين
عنوهو الاعجاز العلمى فى القرآن (إعجاز القرآن بتمزيقه حواجز الزمان)على وجه التحديد:
رسالة الى كل من يقراء او يسمع او يحفظ القرآن تمهل وتدبر ان القرآن يخاطب كل الازمنه
وبوضوح تام





من وجوه إعجاز القرآن الكريم إخباره عن الأمور الغيبية وتمزيقه لحواجز الزمن، وذلك برهان ساطع ودليل قاطع على أن هذا القرآن ليس من كلام بشر، إنما هو كلام علام الغيوب· ولكي يتجلى لنا بوضوح دلالة حديث القرآن عن المغيبات الماضية والمستقبلة على ربانية مصدره يجب اعتبار ما يلي:

1 ـ أن الحديث عن تلك المغيبات قد جاء على لسان محمد عليه الصلاة والسلام وهو رجل أمي مهما سمت مكانته لا يخرج عن كونه بشراً لا علم له بالغيب (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) الأعراف:188·

2 ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم يُشيع الحديث عن تلك المغيبات بين أعدائه الذين يتربصون به الدوائر، ينتظرون بحماس صدور أي كلام مناقض للحقيقة والواقع للتشنيع عليه وتنفير الناس منه·

3 ـ أن القرآن يتحدث عن غيب الماضي وغيب المستقبل حديث الجازم المتأكد، وإذا بالواقع يوماً بعد يوم يكشف عن صدق كل ذلك·

ولا شك أن هذا الوجه من وجوه الإعجاز القرآني ليس بالأمر العام في كل سورة من السور، ولا بمناط التحدي، إذ من المعلوم أن كثيراً من الصحابة قد آمنوا في بداية الوحي المحمدي دون انتظار تحقق آيات الإخبار عن الغيب، كما أن سور القرآن التي جعل سبحانه وتعالى قضية الإعجاز في كل واحدة منها مهما قصرت لا تتضمن جميعها هذا الوجه من وجوه الإعجاز القرآني، يقول الإمام الخطابي: >وزعمت طائفة أن إعجازه إنما هو فيما يتضمنه من إخبار عن الكوائن في مستقبل الزمان نحو قوله سبحانه: (ألم· غلبت الروم···)، قلت: ولا يشك في أن هذا وما أشبهه من أخبار نوع من أنواع إعجازه، ولكنه ليس بالأمر العام في كل سورة من سور القرآن، وقد جعل سبحانه في صفة كل سورة أن تكون معجزة بنفسها لا يقدر أحد من الخلق أن يأتي بمثلها<(1)·

إن القول بالإعجاز الغيبي هو أحد الوجوه التي أجمع عليها الأشاعرة في الإعجاز(2)، فالقرآن قد مزق حواجز الغيب الثلاثة وهي حاجز الزمن الماضي وحاجز المستقبل وحاجز المكان·

تمزيق حاجز الزمن الماضي

إذا قرأنا القرآن وجدناه يمزق حاجز الزمن الماضي فيخبرنا بما حدث للأمم السابقة، ويروي لنا قصص الرسل السابقين، ويحكي لنا أشياء لم يكن أحد يعرفها، وعلى لسان نبي أمي لا يقرأ ولا يكتب، وقد تمثلت غيوب الماضي في القصص الرائعة التي أنبأ بها القرآن ومنها قصص الأنبياء التي كان يعبر عنها بعبارة >وما كنت<، ففي قصة نوح مثلاً قال تعالى: (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا) هود:49، وفي قصة موسى عليه السلام جاء قوله تعالى: (وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين ولكنا أنشأنا قروناً فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاوياً في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلهم لعلهم يتذكرون) القصص: 44 ـ 46، ومن ذلك قصة عيسى عليه السلام وأمه، حيث جاء في بعض منها قوله تعالى: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكلف مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون) آل عمران:44)·

من جهة أخرى كان أهل الكتاب كثيراً ما يسألون عن هذا فينزل من القرآن ما يتلو عليهم منه كقصص الأنبياء مع أقوامهم وبدء الخلق وما في التوراة والإنجيل وأمر الروح وقصة ذي القرنين وأصحاب الكهف وما حرم على بني إسرائيل، ثم إن الإعجاز في تمزيق حجب الماضي قد جاء أيضاً في تصحيح ما حدث من تحريف الكتب السماوية التي سبقت القرآن، وكان محمد صلى الله عليه وسلم يتحدى بالقرآن أخبار اليهود ورهبان النصارى ويقول لهم: هذا من عند الله في التوراة والإنجيل، وهذا حرفتموه في التوراة أو الإنجيل، ولم يكونوا يستطيعون أن يواجهوا هذا التحدي أو يردوا عليه، ذلك أن التحدي للقرآن في تمزيق حجاب الزمن الماضي وصل إلى أدق أسرار الرسالات السماوية الماضية فصححها لهم وبين ما حرفوه منها وما أخفوه وتحداهم أن يكذبوا ما جاء في القرآن فلم يستطيعوا، ومن ذلك قوله تعالى في سورة مريم: (ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون) مريم:34(3)·

تمزيق حاجز الزمن المستقبل

كما مزق حاجز الزمن الماضي مزق القرآن الكريم أيضاً حجاب المستقبل، ومن هذه الأخبار الغيبية المستقبلية:

1 ـ إخباره عن الحرب التي سوف تقع بين الروم والفرس، وسوف تكون الغلبة فيها للروم بعد انهزامهم·

في الحرب السابقة، يقول تعالى: (ألم· غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغبون· في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون· بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) الروم: 1 ـ 4·

لقد قامت الحرب بين دولتي الروم والفرس فهزم الروم وانتصر الفرس وكانت الروم أمة مؤمنة تؤمن بوجود الله ولو أنهم لم يصدقوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، أما الفرس فكانوا أهل كفر وإلحاد لا يؤمنون بأي دين، لذلك كان الروم أقرب إلى قلوب المؤمنين باعتبارهم أهل كتاب، وكان المشركون يحبون أن يغلب أهل فارس لأنهم أهل الأوثان، وذكروا ذلك لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، فذكره أبوبكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: >أما إنهم سيُهزمون<، قال ابن عباس: فذكر ذلك أبوبكر للمشركين قال: فقالوا: أفنجعل بيننا وبينكم أجلاً خمس سنين قال: فمضت فلم يُغلبوا، قال فذكر ذلك أبوبكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له: >أفلا جعلته دون العشر< قال: فغُلب الروم غَلَبته قال فذلك قوله (ألم· غُلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون· في بضع سنين) قال: البضع: ما دون العشر<(4)·
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل



لذلك جاءت آيات الروم متضمنة للبشارات والبراهين المعجزة :

أ ـ أن الروم سينتصرون على الفرس في مدة أقل من تسع سنين وهو ما حدث كما تنبأ به القرآن·

ـ ب ـ أن المعركة بين الروم والفرس ستقع لا محالة، وهذا في حد ذاته إعجاز غيبي، لأنه ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم تحدث المعركة أكان بعد ذلك يصدق أي إنسان القرآن أو يؤمن بالدين الجديد؟(5)·

جـ ـ تنبأ القرآن بأن المسلمين سوف يفرحون بنصر عزيز في نفس الوقت الذي ينتصر فيه الروم على الفرس، وهذا بالرغم من قلة عدد المسلمين في مكة، وكان يوم انتصار المسلمين المبشر به هو يوم بدر·

2 ـ التنبؤ بانهزام المشركين في وقت لا مجال فيه لفكرة الحرب قال تعالى: (أم يقولون نحن جميع منتصر· سيهزم الجمع ويولون الدبر· بال الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) القمر:43 ـ 45، فقد نزلت سورة القمر في مكة والمسلمون قلة وأذلة حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أي جمع هذا الذي سيُهزم ونحن لا نستطيع أن نحمي أنفسنا، فيتنبأ القرآن بأن الإسلام سينتصر في مكة على الجمع الذين تجمعوا لمحاربته وهو ما وقع فعلاً لأن الله تعالى الذي أنزل الآية وفيها تحدٍّ وإعجاز غيبي هو القادر على تحقيق ذلك·

3 ـ قوله تعالى في سورة المسد: (تبت يدا أبي لهب وتب· ما أغنى عنه ماله وما كسب· سيصلى ناراً ذات لهب· وامرأته حمالة الحطب· في جيدها حبل من مسد)·

هذه السورة نزلت كاملة في أبي لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وموطن الإعجاز فيها هو أن أبا لهب ـ وقد نزلت فيه ـ كان بإمكانه أن يحارب الإسلام بها، لكنه لا يستطيع، كيف ذلك؟ إذا كان القرآن يقول بأنه سيموت كافراً وسوف يعذب في النار فقد كان يكفي أبا لهب أن يذهب إلى أية جماعة من المسلمين ثم يعلن بينهم إسلامه نفاقاً ورياء، لا لشيء إلا لإدخال الشك في النفوس بهدف هدم الإسلام، لقد كان بوده أن يقول أمام الملأ من الناس: إن محمداً قد أنبأكم بأنني سوف أموت كافراً، ويقول بأن هذا كلام الله يبلغه عنه، فها أنا ذا أعلن إسلامي لكي أثبت لكم بأن محمداً كاذب، ومع ذلك لم يستطع أبولهب أن يفعل شيئاً من ذلك، ولا حتى أن يفكر فيه، وهنا نجد القرآن الكريم قد تحدى أبا لهب في أمر اختياري يسهل فعله لو رام تحدي القرآن، لكن الله العليم القدير يبين لنا من خلال الإعجاز الغيبي المتضمن في السورة أن شيئاً من ذلك لن يكون وأن أبا لهب سيبقى على كفره وعناده إلى أن يموت·

تمزيق حاجز الزمان الحاضر

لعل أبرز ما يمكن أن نمثل به في تمزيق التنبؤات القرآنية لحاجز الزمان الحاضر ما كان متعلقاً بأمر من أدق الأمور وهو حديث النفس، فقد تحدى القرآن المشركين والمنافقين وكأنه يقول لهم: سأخبركم بما في أنفسكم وبما في داخل صدوركم، وكان يكفي لكي يكذب هؤلاء محمداً عليه الصلاة والسلام، أن يقولوا إن أنفسهم لم تحدثهم بذلك، لكنهم أذعنوا للتحدي الذي بهرهم، وبهتوا من أن القرآن مزق حجاب نفوسهم فلم يستطيعوا رداً على مثل الآيات :

(ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير)· المجادلة:8، فهنا فضح القرآن الكريم ما يدور في أنفس غير المؤمنين· وهل هناك أكثر من هذا تحدياً لحجاب المكان، إنه تحدٍّ فوق اختراعات البشرية التي بلغ إليها العلم الحديث الآن باختراق حجب المكان والزمان الحاضر·

ـ ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: (ويحلفون على الكذب وهم يعلمون) المجادلة:14، (يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك) أل عمران:154، (وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون) التوبة:42·

إذاً فالقرآن الكريم قد أخرج ما في نفوس الكفار والمنافقين وفضح ما في صدورهم من كذب ونفاق ورياء، لقد أهانهم أمام المجتمع كله وتحداهم بكلام لا يمكن أن يكون من عند غير الله ولو كان ذلك غير صحيح لقالوا: إن ما جاء به القرآن في حقنا غير صحيح، فنحن صادقون ولسنا كاذبين، ولكن القوم بهتوا من أن القرآن مزق حجب نفوسهم فلم يستطيعوا رداً أو دفعاً لما تحداهم به القرآن الكريم، ولم يفعلوا شيئاً أكثر من أنهم تواروا بعدما اكتشفت حقيقتهم وافتضحت سرائرهم· فهل هناك إعجاز أكثر من هذا وأكثر دلالة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم·






المقال "القرآن الكريم وتمزيقه لحواجز الزمن" نشر بواسطة: بتاريخ:



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
فضل القرآن الكريم
قصة القرآن الكريم
هجر القرآن الكريم
نسبية الزمن في القران الكريم

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية