يوما ما كنت اجلس حزينا عما أراه في التلفاز وبعد قليل رن تليفوني وكان المتصل صديق عزيز لي.
وسألني هل لديك وقت لنذهب إلي سباق الخيل وفكرت وقلت له نعم واتي بسيارته وذهبنا إلي سباق الخيل.
ونزلنا من السيارة ومشينا علي أقدامنا فوجدت كثير من الناس أمام شباك التذاكر وكل منهم يعتقد بأنه سوف يفوز بالسباق.
ونظرت في وجوههم وكل منهم فرحان علي الحصان الذي لعب عليه وجاءتني الحيرة ما هو الدليل إن حصانه سوف يكسب؟
ولماذا يسمي بسباق الخيل هل من شيء في الحياة متأكد من تأكيد كامل؟ ولكن المحيط بهذا الشيء له اندفاعات وعوامل أخري تتقابل معه
وإذا كسب السباق أو خسر الرهان. ودخلت مدرج السباق وبعد قليل بدء السباق.
ونظرت إلي البشر جميعا وجدتهم واقفين ينظرون إلي المكان الذي يأتي منه الخيول منهم من ينظر بالعين المجردة ومنهم من يحمل بالنظارة المكبرة.
ليتعاملوا مع السباق وكلهم يحلمون بالنصر أو بالكسب وكلما تقترب الخيول واسمع أصوات عالية كأنهم يرمون الحجر في الماء.
لكي تتحرك كلما تقترب الخيول يعلي الصوت يصرخون ويهللون كأنهم يدفعون حصانهم إلي الأمام ونسوا أن لكل حصان له قوة وله اندفاعات هو والجو كي الخاص به.
والشيء الغريب الذي لاحظته أن الجو كي يضرب الحصان بقسوة لأنه يتخيل أن بهذا الطريقة الحصان يكسب حتي نسي إن هذا الحصان مخلوق له قوته وله انفعالاته.
وعندما اقتربت الخيول من النهاية وكان الفائز حصان اقتربت انفه من انف الحصان الأخر سمعت الصراخ.
منهم من يصرخ بالفوز ومنهم من يصرخ بالخسارة وجاءتني أفكاري هل هم لا يعلمون ما يحدث الآن داخل السباق يوجد فائز ويوجد خاسر وكيف يتقبل الخسارة بروح عالية أو يتقبل الفوز بنفس الروح.
بدون جرحا لمشاعر الآخرين وسباق الخيل هو مثل سباق الحياة عندما يكون الإنسان لا يعطي الأخر فرصته ونجاحه بصدر مفتوح.
أو أعطي بيد الأخر عندما يعلم انه في صف الخاسرين هذه هي لعبة الحياة لم يكن في ضمان كامل. اليوم لك وغدا عليك وهذا ما يفعله الخالق معنا أن نتقبل الحياة كما هي ولا نحول أشياء مصنوعة وكأنها هي الحقيقة لان الحقيقة في الواقع أكثر من شيء يصنع ويتلاشي والواقع هو الواقع
" ربي أبصر أنظارنا وأعطينا الاطمئنان في القلب وأهدنا إلي الطريق المستقيم "
مع تحياتي
د / سمير المليجي