( صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري ) الجزء الرابع >> 96 - كتاب الفتن. >> 23 - باب: خروج النار.
6701 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: قال سعيد بن المسيب: أخبرني أبو هريرة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى).
[ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار..، رقم: 2902.
(لا تقوم الساعة..) هو كناية عن تحقق وقوع ذلك، لا أن هذا من علامات قرب قيام الساعة. (تضيء..) وهذا كناية عن قوة النار وسعة انتشارها.
(ببصرى) بلدة من بلاد الشام. وقيل: إن هذا قد وقع سنة أربع وخمسين وستمائة هجرية].
( صحيح مسلم. الإصدار 2.07 - للإمام مسلم ) الجزء الرابع. >> 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة >> 14 - باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز
42 - (2902) حدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب. أخبرني ابن المسيب؛ أن أبا هريرة أخبره؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. ح وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث. حدثنا أبي عن جدي. حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب؛ أنه قال: قال ابن المسيب: أخبرني أبو هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضئ أعناق الإبل ببصرى".
[ش (تخرج نار من أرض الحجاز تضئ أعناق الإبل ببصرى) هكذا الروية: تضئ أعناق. بنصب أعناق، وهو مفعول تضئ. يقال: أضاءت النار وأضاءت غيرها. وبصرى مدينة معروفة بالشام. وهي مدينة حوران. وبينها وبين دمشق نحو ثلاث مراحل].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
شرح الحديث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
فى هذا الحديث الشريف إشارة علمية دقيقة إلى حقيقة من حقائق أرض الحجاز لم تدرك إلا فى منتصف القرن العشرين حين بدئ فى رسم الخريطة الجيولوجية لأرض شبه الجزيرة العربية و كان من نتائج ذلك إثبات انتشار الطفوح البركانية على طول الساحل الغربي لجزيرة العرب من عدن جنوبا إلى المرتفعات السورية شمالا عبر كل من الحجاز و الأردن و فلسطين مغطية مساحة من تلك الطفوح تقدر بحوالى مائة و ثمانين ألفا 180,000 كم2 من الكيلومترات المربعة و مكونة واحدا من أهم أقاليم النشاط البركانى الحديث فى العالم و يقع نصف هذه المساحة تقريبا فى أرض الحجاز حوالى تسعين ألفا من الكيلومترات المربعة موزعة ف ثلاث عشر حقلا بركانيا تعرف باسم الحرات و أغلب هذه الحرات تمتد بطول الساحل الشرقى للبحر الأحمر ممتدة فى داخل أرض الحجاز بعمق يتراوح بين 150كم و 200 كم و يعتقد بأن هذه الطفوح البركانية قد تدفقت عبر عدد من الصدوع الموازية لاتجاه البحر الأحمر و من فوهات مئات من البراكين المنتشرة فى غربي الحجاز كما يعتقد بأن تلك الصدوع و البراكين المنتشرة فى غربي الحجاز كما يعتقد بأن تلك الصدوع و البراكين لا تزال نشطة منذ نشأتها و إلى يومنا الحاضر و أنها قد سببت العديد من الهزات الأرضية كما تم مشاهدة تصاعد أعمدة من الغازات و الأبخرة الحارة من عدد من تلك الفوهات البركانية التى لا تزال نشطة حتى اليوم .
و الحرات الثلاث عشرة المنتشرة فى أرض الحجاز هى من الجنوب إلى الشمال : حرة السراة ، البرك ، البقوم ، النواصف ، هادان ، الكشب ، رهط ، حلة أبو نار ، خيبر ، إشارة ، العويرض ، الشامة و الحماد بالإضافة إلى عدد آخر من الحرات الصغيرة فى مساحاتها .
و تقع المدينة المنورة ( على ساكنها أفضل الصلاة و أزكى التسليم ) بين حرة رهط فى الجنوب و حرة خيبر فى الشمال و تمتد حرة رهط من جنوب المدينة المنورة شمالا إلى وادى فاطمة بالقرب من مكة المكرمة جنوبا عبر مسافة تقدر بحوالى 310 كم فى الطول و 60 كم فى متوسط العرض لتغطى مساحة تقدر بحوالى 19830 كم 2 و بسمك متوسط يقدر بحوالى المائة متر و إن كان يصل إلى أربعمائة متر فى بعض الأماكن .
و يوجد فى حرة رهط وحدها أكثر من سبعمائة فوهة بركانية و يعتبر الجزء الشمالى من حرة رهط الذى يقع إلى الجنوب من المدينة المنورة مباشرة من أكثر أجزاء تلك الحرة نشاطا لأنه قد شهد أكثر من ثلاث عشرة ثورة بركانية و تدفقا للحمم خلال الخمسة آلاف سنة الماضية ( بمتوسط ثورة بركانية واحدة كل أربعمائة سنة تقريبا ) منها ثورة سنة 21 هجرية ( 644 ميلادية ) و ثورة 654 هـ ( 1256 م ) و اللتان سبقتا بعدد من الهزات الأرضية العنيفة و أصوات الانفجارات الشديدة .
و قد كونت الثورة البركانية الأخيرة ( 654هـ / 1256 م ) ستة مخاريط بركانية جديدة و دفعت بطفوحها لمسافة زادت على ثلاثة و عشرين كم من الشمال إلى الجنوب و امتدت حتى الطرف الجنوبي لموقع مطار المدينة المنورة الحالى ثم تحولت إلى الشمال لطفا بأهل المدينة و كرامة لساكنها بعد أن أصاب الناس كثير من الذعر و الهلع بسببها .
و يوجد فى حرة خيبر أكثر من أربعمائة فوهة بركانية تضم عددا من أحدث تلك الفوهات عمرا و أكثرها نشاطا فقد تم تسجيل أكثر من ثلاثمائة هزة أرضية خفيفة حول إحدى تلك الفوهات البركانية فى سنة من السنوات القليلة الماضية سنة 1420 هـ / 2000 م مما يوحى بتحرك الصهارة الصخرية تحت ذلك المخروط و يهدد بإمكانية انفجاره بثورة بركانية عارمة فى أية لحظة من الآن .
و تشير الدراسات العلمية التى أجريت على منطقة الحجاز إلى أن الثورات البركانية التى كونت حرة رهط قد بدأت منذ عشرة ملايين من السنين على الأقل و أنها تميزت بتتابع عدد من الثورات البركانية التى تخللتها فترات من الهدوء النسبي و نحن نحيا اليوم فى ظل إحدى هذه الفترات الهادئة نسبيا .
و معنى هذا الكلام أن المنطقة مقبلة حتما على فترة من الثورات البركانية تندفع فيها الحمم من تلك الفوهات و الصدوع كما اندفعت من قبل بملايين الأطنان فتملأ المنطقة نارا و نورا تصديقا لنبوءة المصطفى صلى الله عليه وسلم التى قال فيها :
(لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى)
وبصرى مدينة فى جنوب بلاد الشام ( سوريا ) .
كذلك فإن حرة خيبر تعتبر أكبر هضبة بركانية فى أرض الحجاز حيث تغطى قرابة العشرين ألف كم2 بسمك يتراوح بين الخمسمائة و الألف متر و تمثل هذه الحرة عدة طفوح بركانية متتالية يتركز أحدثها فى وسط الحرة حيث تنتشر غالبية الفوهات البركانية الحديثة فى حزام يمتد بطول تمانين كم موازيا لاتجاه البحر الأحمر و بعرض 15 كم فى المتوسط .
و قد تم تسجيل زلزالين كبيرين وقعا فى حرة خيبر أحدهما فى سنة 460 هـ و الآخر فى سنة 654 هـ و قد سبقت الزلزال الأخير أصوات انفجارات عالية تلتها ثورة بركانية كبيرة و صاحبتها هزات أرضية استمرت بمعدل عشر هزات يوميا لمدة خمسة إلى ستة أيام قدرت شدة أكبرها بخمس درجات و نصف الدرجة على مقياس ريختر و قد كونت هذه الثورة البركانية الأخيرة عددا من المخاريط البركانية و دفعت بملايين الأطنان من الحمم فى اتجاه الجنوب ولا تزال تلك المخاريط تتعرض لأعداد كبيرة من الرجفات الاهتزازية الخفيفة التى توحى بأن الصهارات الصخرية تحت المخروط البركانى لا تزال نشطة مما يؤكد حتمية وقوع ثورات بركانية عارمة تخرج من أرض الحجاز فى المستقبل الذى لا يعلمه إلا الله و ذلك تصديقا لنبوءة النبى الخاتم و الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم و شهادة له بالنبوة و بالرسالة و بأنه عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم كان موصولا بالوحى و معلما من قبل خالق السماوات و الأرض .