قال ماهر: "المشكلة الأن هي أن هناك موجة من الجنون. الناس يقولون: "يجب علينا القضاء على أنصار الجانب الآخر ". و قال أن مثل هذه المواقف ظهرت على كلا الطرفين. مؤكداً أنه "يجب أن يكون هناك صوت ثالث"
جاء هذا التحليل من واحد من أقدم النشطاء في مصر وأكثرهم شهرة مؤكداً توقعات قاتمة لهذه البلد التي ألهمت ثورتها العظيمة في 25 يناير 2011 العديد من الثورات المؤيدة للديمقراطية في أنحاء العالم العربي
يقول ماهر (32 عاما) أنها قد يتغير جيل آخر قبل أن تحقق الثورة أهدافها و هي الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية
وتحدث من مكتب قديم في القاهرة تغطي جدرانه ملصقات تحمل أدلة على نشاط متواصل منذ عام 2011 : الحملات الأولى ضد الجنرالات الذين حلوا محل مبارك، و حملات لاحقة ضد حكومة الإخوان المسلمين المنتخبة.
الأعمال الاحتجاجية نفسها أصبحت ضحية أحدث إراقة الدماء حيث أعلنت 6 أبريل إلغاء وقفة يوم الجمعة ضد الافراج عن مبارك خوفاً من أنها قد تتعرض إلى العنف
وقال ماهر:"نحن نرى أنفسنا مرة أخرى في بداية الثورة، لكن ما يحدث الآن يمكن أن يكون أكثر خطورة وأكثر تعقيدا من ما كان هناك قبل 25 يناير 2011"
وأضاف "إننا لا نفهم تماما ما يحدث في النظام الجديد وهناك مخاوف من عودة النظام القديم برموزه وأساليبه" مع حقيقة أن هناك أيضا جماعات مسلحة متطرفة"
حركة 6 أبريل اللتي أسسها أحمد ماهركانت إحدى حركات الشباب التي حشدت المصريين خلال الانتفاضة التي استمرت 18 يوما و انتهت عندما أجبر الجيش مبارك أن يتنحى في 11 فبراير 2011.
ولم تترك بصماتها في الساحة السياسية بعد سقوط مبارك مثل معظم الجماعات المدنية،وهذا ساعد في فوزالإسلاميون انتخاب بعد انتخاب، وصولاً للانتخابات الرئاسية العام الماضي التي جلبت محمد مرسي إلى السلطة.
دعمت 6 أبريل مرسي في تلك الانتخابات، ولكنها تحولت لاحقا عبر شبكة أعضائها فى أنحاء مصر لتعمل ضد نظام حكمه، و لإقتناعها أن جماعة الاخوان كانت تسعى لترسيخ سلطتها حتى مع فشلها في الحكومة وقد قامت الحركة بتجميع حوالى مليونى توقيع فى حملة تمرد التي مما ساعد على حشد الاحتجاجات ضد مرسي.
وأضاف ماهر "عندما جاء الجيش إلى السلطة بعد 25 يناير، كان البديل له الإخوان .ثم جاءت جماعة الإخوان المسلمين، وكان البديل لها الجيش . المشكلة أنها معادلة بين الطرفين من البداية. ولابد أن يكون هناك بديل حقيقي."
وتواجه جماعة الإخوان الآن واحدة من أصعب عمليات القمع عليها في تاريخها الذي يمتد 85 عاما. منذ سقوط مرسي، قامت قوات الأمن بقتل ما لا يقل عن 1،000 من أنصاره، ومعظمهم في الاسبوع الماضي عندما استخدمت الشرطة القوة لتفريق اثنين من ميادين احتجاجاتهم في القاهرة.
وقتل أيضا نحو 100 من الجنود والشرطة في أعمال العنف التي أثارت مخاوف من استمرار تمرد إسلامي مسلح تمرد إسلامية مسلحة ، حتى مع استمرار جماعة الإخوان لنبذ العنف. الشرطة تقوم بالقبض على قادة وأنصار الإخوان في جميع أنحاء البلاد. وتقول وسائل إعلام الدولة أن مصر تحارب الإرهاب.
قال ماهر أن الكراهية لجماعة الإخوان تعمقت لدرجة أن أصبح من الصعب على الناشطين أن يتحدثوا عن إجراءات مثيرة للقلق مثل إعادة فرض حالة الطوارئ. "يتم توجيه الجميع نحو فكرة الحرب على الإرهاب ، وإذا كانت هناك انتهاكات، يتم تجاهلها".
وفى إطار الإفراج مبارك يوم الخميس الذى يعد نصرا رمزيا لأنصار المخلوع. بالرغم من انه يجري محاكمته لاصداره أوامر بقتل المحتجين في ثورة 2011، لم يعد هناك أي أساس قانوني لاحتجازه.
قال ماهر "هناك مخاوف، خصوصا بعد الإفراج عن مبارك. لكن مع بداية الثورة، كنا نعرف في البداية أننا قد نواجه العديد من العقبات ... وكنا نتوقع صعوبات، ولكن لا أحد ان يعتقد أن الأمر سيكون معقدا إلى هذا الحد"
وأضاف "يفترض أن أكون مكتئب، ولكن لا يزال لدي الأمل، حتى مع هذه التداعيات والعنف والمخاوف لا يزال لدي ثقة أننا سوف نرى مصر جديدة في يوم من الأيام . جيلي قد لا يرى هذه التغييرات. لكن قد نكون نحن من يمهد الطريق للجيل القادم الذي سيرى هذه التغييرات"
رابط الخبر
http://uk.reuters.com/article/2013/0...97M0M220130823