القاعدة فى هذا الباب هى أن باب الأسماء توقيفى وباب الصفات أوسع منه , فيجوز أن تشتق من الإسم صفة لله ولا يجوز عكس ذلك , أما باب الإخبار عن الله فهو أوسع من باب الأسماء وباب الصفات , فيجوز ذكر أمر من باب الإخبار عن الله دون ورود نصف فى ذلك , حالة أذا كان هذا الأمر جائز إطلاقه على الله كلفظة ( الوجود ) ,, والتحقيق فى ذلك أنك إذا قلت ( الله موجود ) فإنه ليس من باب التسمية ولكن من باب الإخبار , ومما هو مقرر عند أهل العلم أن باب الإخبار أوسع من باب التسمية , فالله تعالى يمكر بالذين يمكرون بالمؤمنين , ولكن لا يصح أن نسميه بالماكر , وهكذا .. ولذلك ننكر على من تسمى ب ( عبد الموجود) كما ننكر على من تسمى ب ( عبد المعطى ) مع أننا يجوز أن مخبر بأن الله سبحانه يعطى ويمنع , وقد قال ابن القيم رحمه الله فى كتابه الصواعق المرسلة : فصل الطريق الثالث :
إنه قد ثبت بصريح العقل أن الأمرين المتقابلين إذا كان أحدهما صفة كمال والآخر صفة نقص فإن الله سبحانه يوصف بالكمال منهما دون النقص , ولهذا لما تقابل الموت والحياة وصف بالحياة دون الموت , ولما تقابل العلم والجهل , وصف بالعلم دون الجهل , وكذلك العجز والقدرة والكلام والخرس والبصر والعمى والسمع والصمم والغنى والفقر