السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اولا : قبل ان اقول اى شئ خالص التعازى للشعب المصرى فى حادث رفح الاليم الذى وقع من اناس لا يعرفون ملة ولا اخلاق ولا ضمير يقتلون الجنود الصائمين فى وقت افطارهم بعد يوم شديد الحرارة
بينما اليهود لم يصب منهم اى اذى هذا وان دل على ان هؤلاء الارهابيين ليس لهم ضمير فضلا عن دين

ثانيا :
طبعا دى اول مشاركتى فى المنتدى الجميل ده ولى الشرف انى اكون مع الاعضاء المحترمين والادراة والاشراف المتميز

ثالثا : نبذة بسيطة عنى انا اخوكم عبد الرحمن خليل طالب فى كلية الهندسة الالكترونية انسان بسيط جدا احب الادب والقصص والشعر واتمنى ان مشاركتى تنال اعجابكم ومنتظر ارائكم القيمة



وشكرا

======================================


وكان القمر شاهداً عليهم

كعادتهم محمود وباهر وعلاء فى يوم العطلة يخرجون معا للتنزه وفى اثناء حديثهم ..

قال باهر : انا لا اؤمن بهذه الاشياء , وانتم ترددون نفس كلام زوجتى !
قال محمود : يا باهر الجن والشياطين حقيقة ولهم ذكر فى القرآن الكريم بل ويقال انهم يتلبسو بالبشر ويسيطرو ا على عقولهم
قال باهر : انا اعلم ان هناك جن ولكنهم يقبعون فى الخفاء عن البشر وغير متصلين بعالمهم ولا يستطيعوا ايذائهم ولا حتى الدخول باجسادهم , هل تعلمون ان لفظ جن جاءت من الجنة اى من الخفاء والستر ؟
قال محمود : يا باهر كفى جدالا ,, هناك امور حدثت ورائها الكثير من الناس ,, وما رأيك فيما يفعله السحرة من تسخير للجن والشياطين لايذاء الناس والسيطرة عليهم ؟؟
قال باهر : دعك من الخرافات والدجل هل لشخص مثقف ومتعلم مثلى ان يصدق هذا ؟ انهم
دجالون يستغلون جهل الناس ومصائبهم ..
قال محمود يائسا : والله لقد يأست من الحديث معك ( واراد ان يشرك صديقهم علاء معهم فى الحوار ) فقال : مارأيك يا علاء ؟
فخلع علاء رداء الصمت عنه قائلا : والله هذه الاشياء لا احب الحديث فيه لانها من باب الغيب , فعقل الانسان مهما يكن له حدود وعلمه نسبى مقتصر على الزمان والمكان الذى يعيش فيه .
قاطعه محمود قائلا : وماذا عن بحيرة الجن ؟؟!
ولم يكن يعرفها علاء فسأل مستغربا : وما هى بحيرة الجن ؟
قال محمود : يقال ان بعض الناس ذهبوا الى هناك ولم يعودوا مرة اخرى والذى نجا منهم عاد خائفا مرعوبا يحكى عن عجائب لا يصدقها عقل عن مملكة للجن تحت سطح المياه .
قال باهر : يا محمود الناس تبالغ , وانا من طبعى لا اصدق اى شئ بدون دليل ملموس ولكى اثبت لكم تعالو معا سويا نذهب الى هناك ونقضى وقت ممتع …

***************************************

الشمس قررت الذهاب لتشرق الى اناس اخرين ,, بينما الرفاق الثلاث مازالو فى طريقهم الى تلك البحيرة الغامضة التى سمعو ا عنها الكثير والكثير ولولا تحدى باهر لهم لكانو فى بيوتهم الان .

قال علاء : لقد مشينا كثير حتى الشمس تركتنا وغربت !!
قال محمود ضاحكا : صبرا جميلا , سنعبر ذلك الشريط الحديدى ونسير قليلا ,, هناك قصر مهجور والبحيرة على مقربة منه
وبعد ما يقرب من ساعة ,,
قال باهر لمحمود : ( قليلا ) هذه كلفتنا اكثر من ساعة ياله من وصف دقيق !!
ثم ,
رأو ذلك القصر , قصر كبير مكون من ثلاث ابنية متصلة بممرات عالية يتضح من معالمه انه من طراز قديم وهجره اهله من زمن بعيد ويثير تساؤلات كثيرة ,
قال باهر لرفاقه : انظرو ها هى البحيرة السعيدة !!
تفحص علاء ومحمود البحيرة بخوف , تحت نور السماء الخافت ,
قال علاء : انظروا شجرة تظهرمن وسط المياه
باهر باستغراب : لا ارى شئ
قال محمود : وانا ايضا ,, ما بك يا علاء ؟
قال علاء : لقد رأيت شجرة ليس لها اوراق ظهرت فى البحيرة وكأنها معلقة ثم اختفت مرة اخرى
قال محمود : ولكن لماذا انت الوحيد الذى رآها ?
حاول باهر ان يقول شئ ولكن قا طعه محمود : مارأيكم ان نغادر الان لقد تأخر الوقت ولدينا اعمال غدا .

ولكن باهر العنيد لم يتوقف عند هذا الحد بل مشى امامهم وعاد بظهره قائلا لهم هل تعلمو انه لا يجد شئ , هذه تخيلات ساذهب والمس المياه بيدى لاقضى لكم على اسطورة تلك البحيرة ,,

تسمر محمود وعلاء فى اماكنهم بل وتسمر القمر معهم ايضا الذى كان ينظر اليهم من السماء بترقب
واقترب باهر من مياه البحيرة التى تزداد سوادا كلما اقترب منها وقال : انظرو لا يوجد شئ انظروا هاهى يدى بداخل تلك المياه !!

شعر باهر بشئ غريب , المياه شديدة البرودة تتحول بسرعة الى السخونة بطريقة غريبة وهمّ ان يعود ولكن صرخ بذعر فجأة …. هناك ثمة شئ يجذبه الى الاعماق ..
جرى الأصدقاء نحوه بسرعة لينقذوه
قال علاء لمحمود : انتظر انت هنا على البر
قفز علاء الى المياه وصراخ باهر يزداد ويزداد ...
شعر علاء بحرارة المياه الغريبة وسمع اصوات صراخ داخل المياه غير صوت باهر ولم يستطع ان يميز صوت باهر وكاد الرعب ان يقفز بقلبه خارجا ,
وفجأة ظهر شخص بجواره , انه محمود لم يطق الانتظار على البر وجاء هو الاخر من اجل صديقهم !
قال علاء : حسنا لنفترق ولنبحث عنه والله معنا , ,

وكان علاء يسبح بصعوبة شديدة ويشعر بضيق فى التنفس ورقبته تدور مثل البوصلة فى جميع الاتجاهات بحثا عن اى اثر لباهر , وشريط زكريات صديقه منذ الطفولة الى الجامعة الى العمل يعاد مرارا وتكرارا فى عقله الذى يكاد يجن ,, ماذا عن زوجة باهر ؟؟ ماذا عن ابنته ؟؟
دقائق تمر كدهور ولحظات كسنين واختفى اى اثر لصديقهم

توقف لحظات لالتقاط الانفاس ,, ولمح تلك الشجرة مرة اخرى ,, فسبح بسرعة مرة اخرى اليها , ليس فضولا ولكن انتقاما حتى ما كاد ان يقترب منها حتى طفا جسد بالقرب منه
صاح علاء : يالله ,, باهر باهر !
لا يرد

حمل علاء جسد باهر المنهك بكل قوة واصرار , للخروج من البحيرة ناسيا تعبه والامه وخوفه ,, و شعر بجفون باهر تتسع بتثاقل ومن ورائهم عيون منهكة يتملكها الرعب
باهر باهر هل انت بخير ؟؟
استرجع علاء الكثير من الماء ثم غاب عن الوعى مرة اخرى ………

*************************************

أفاق باهر تحت ضوء القمر الهادئ الذى يجلب الى النفس الطمأنينة والهدوء وبالكاد استطاع ان يجلس فى مكانه على حشائش ارض البحيرة العجيبة ,,

وتذكر كل ما حدث له برعب وخوف حتى انه لم يستطع ان ينظر الى البحيرة مرة اخرى وقام يجرى مبتعدا فى خوف حتى من شدة الخوف نسى صديقيه علاء ومحمود

علاء ؟ محمود ؟ اين هم ؟ مالذى حدث لهم ؟

هل اعود واتركهم قابعين فى البحيرة هنا ؟ فرد على نفسه لايهم
انا من جئتهم الى هنا بحماقتى وعندى وانا من تسببت فى هلاكهم
فرد على نفسه : وماذا افعل هل اعود وانتحر فى تلك البقعة السوداء
انه قدرهم

هرول باهر ولم يكن هناك احد يلاحقه الا قمرا فى السماء ,,,,

**************************************

عاد باهر الى منزله , ,
فسارعته زوجته قائلة : لماذا تأخرت لقد انتظرناك انا ومريم على العشاء حتى نامت دون ان تأكل
حاول ان يكون طبيعيا ولكنه لم يستطع ودون ان ينبس باى كلمة ذهب مسرعا الى حجرة ابنته الصغيرة ورآها نائمة مثل الملاك وقبلها ثم اغلق النوافذ والانوار و لاحقته زوجته التى استغربت امره ,
ما بك يا باهر ؟ عيناك تخبرنى ان هناك ثمة شئ ما جرى والعين لا تكذب
فقال : الحمد لله لا شئ ولكنى مرهق فقط , وكدت ان اموت اليوم من حادث طريق والحمد لله انا معكم بخير , والاعمار بيد لله ,
تناول باهر العشاء مع زوجته ساهما وكان كلما تذكر صديقيه القابعين الان تحت البحيرة وسط الاموات شعر بخناجر تطعن فى صدره فلم يستطع ان يأكل واستأذن زوجته وذهب ليخلد الى النوم
اصوات هطول الامطار تضرب نوافذ حجرته والقمر المضئ نفسه يلاحقه من خلف الستائر بنظرته القاسية
وهرب النوم من عينيه كهروب سجين من حبسه ,, تتنازع الافكار فى رأسه وتتحارب كجنود المعارك ,, هل يعقل هذا ؟ لا انه حلم بل حلم طويل يا ليته كان حلم ضاع اصدقاء عمره فى ذات مساء يوم كئيب فى تضحية من اجله , , ماذا على ان افعل ؟
هل ابلغ اسرهم لا .. لا هل اخبرهم انه بحماقتى من جعلهم يذهبون الى ذلك المكان اللعين وماتو فداء من اجلى لا لا لا ان اخبر احد ماذا افعل ؟ هل ابلغ الشرطة ؟ ومااذا ستفعل لهم الشرطة انه عالم غير العالم وتذكر ما رآه تحت الحيرة مملكة كائنات عجيبة وغريبة وبيوت تظهر وتختفى وجثث اموات وكائنات عجيبة بكلابيش تربطه وتسحبه الى المجهول حتى اضاءت بقعة بضوء اصفر متقطع فتركوه ولا يعلم لماذا تركوه فطفا جسده الى سطح المياه تذكر هذه الاشياء برعب وخوف وذهول ….

***************************************

للقصة تتمة , ,
تتبع باذن الله ان كان فى العمر بقية ,,

قصة رائعة ومشوقة
متى ستكمل القصة اخي العزيز
انتظر بلهفة