نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية منتدى المواهب منتدى موهوبين الادب والشعر منتدى القصص والروايات



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




رواية فيروس نحن ..رؤية زين العابدين عبد المنعم

 




رواية فيروس نحن ..رؤية زين العابدين عبد المنعم


مقـــــدمة


في هذه الرواية اراء قد نتفق او نختلف معها وشخصيات نغرم بها واخري نكرهها

وحوارات جيده واخري ليست علي المستوي الذي نتمناه ..واسلوب كتابه يدمر ما

في مخيلتنامن احلام ورؤي حول الواقع الذي نعيشه ..وقد يكون في الرواية ما يجذبنا

نحوها وقراءة كل حرف فيهاوالاستمتاع بها وربما فيها ما يجعلنا نرفضها جملة وتفصيلا

لان في بعض الحوارات بين الابطال ما يحطم المثل العليا لدينا او يكون العكس ولكنها في

النهاية لاتعبر عن راي كاتبها في كثير او قليل ولكنها بعض الصفحات المنسية والاراء المتناثرة

حول حياتنا التي نجوب فيها اركان الدنيا لنعلم انه ليست هناك حقيقه لاي راي او اسلوب حياة

سوي ما نراه باعيننا وان الشخصيات الزائفة والحقيقية ليست سوي رتوش من حياة مريضه

نحياها سواء اردنا او لم نرد لان الشريط الذي يدور في الماكينه لابد ان يلتف واننا بعض صوره

المنسوخة لان طريقا ما يجب ان ينتهي عنده الشريط الذي مع التفافه تدور معه حياتنا بسعادة

بشقاء لا يهم ما دمنا نعيش .. ما دمنا ننعم بفضل الله




زين العابدين عبد المنعم




تحت رقم 15690 _ 2011


رؤية .. زين العابدين عبد المنعم



البــاب الاول


د/هشام عالم في المجال الزراعي سافر الي امريكا ورجع , كان من قبلها قد سافر الي اليابان وقصد

اوروبا في جولة بدولها ورغم ما رأه وسمع عنه من التقدم العلمي الرهيب الذي لمسه بعينيه وجاب

اطرافه من الشمال والجنوب والشرق والغرب الا انه لم يستطع ان يقدم شئ ذي قيمه لانه لم تكن لديه

القدرة علي التفكير في غير بلده ، لم يكن المناخ المتاح له حتي يبدع

ويخرج ما في جرابه من افكار ورؤية ربما لان الجو المشبع بالطاقة والافكار المتجددة لم تنمو بعد عند

النفسية الخاصة لد/هشام

فالرغبة في انتاج المزيد تعطلت وتولدت لديه تلك الحالة الشعورية برفض الواقع العلمي الذي يعيش فيه

هناك للبعد الشاسع بين ما يراه والواقع الذي زرع فيه ، قد تكون الافكار وليدة الصدفة بل غالبية

الاختراعات وليدة تلك الصدفة والذي يحقق هذه الصدفة يحقق التوازن النفسي والاخلاقي لنفسه قبل

ان يحققه للمجتمع والناس الموجودين حوله لان هذا الاختراع او ذاك حقق

لهم الهدف من البحث

هل العلم حقا هو نتاج فكر .. او عبثية فكر يحاول كشف منتج خلاق ..وحين يتم الاكتشاف وتتضح

الامور ان الاختراع لذي تم انما هو نتاج انساني وانه من المفترض انه يخدم الانسان ولكن حين يصطدم

أي انسان ان الخدمه الموجة اليه هي تدميره واننا حين وضعنا الاسس التي تحقق ذلك كان بغرض هذه

الخدمة الجيدة لنبحث عن السؤال ، هل هو عالم حقا من يخترع ما يدمر


هل الذي اكتشف القنبلة النووية عالم تم له ما اراد ام ما اراده المجتمع ..العالم له فكر خاص به لا

يستطيع احد ان يتجه به الي حارات واتجاهات سوي ما يريده العالم لنفسه ورغم قصر هذا التفكير عن

الحاضر الا ان احيانا يصيب ولا يخطئ



عندما عاد د/هشام اخيرا الي مصر احتضن اولاده وزوجته وهم يهنئونه علي سلامة الوصول بعد هذا
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل



الغياب الطويل .. وفكرالاولاد في نوعية الهدية التي سوف ياخذوها من الوالد ...وكانت المفاجأة جري

الاولاد بشدة الي الحقيبة ليستطلعوا ما فيها من الهدايا قال لهم وهو يضحك


: علي مهلكم يا اولاد هوه فيه ايه

: قالت ايمان زوجته : سيبهم بقالك شهور بره ولم يروك

: هوه انا قلت حاجه بس فيه اوراق خايف عليها

: اوراق .. اوراق.. هوه انت ما فيش فايده فيك ..حد يذهب لاوروبا كل المده ديه ويرجع باوراق بس لاشئ

مهم للاولاد لغيتهم في رحلتك

: انا كنت في رحلة عمل ولم يكن لدي أي وقت للبحث عن هدوم او أي حاجه للاولاد وكانت كل الرحلات

الي معاهد البحوث والي المصانع وكله كان علي حساب اننا نقدر نعيش

: المهم فيه فلوس في الرحله دي ؟

: طبعا فيه فلوس ولو انها مش كتيره الا انها تكفينا

: كام مليون ولا حتي كان الف

: مليون ايه والف ايه دا كلهم خمسه

: خمسة الاف طبعا هوه انت الفلوس تشوفك تغور من وشك

احترميني شويه هوه كله هجوم هجوم :


: اعملك ايه ما انت تجنن كل الرحلة دي وكله خمس الاف بس

ضحك هشام ولكنه عندما رأي وجهها العبوس سكت واضاف

: انا اسف مش خمسة الاف .. دول دول خمسة بو ... خمسة بحوث

احست ان الدنيا تدور بها وكادت ان تسقط مغمي عليها وهي تردد

: خمسة بحوث .. يانهار خمسه ..وبكام الكيلو منها ؟ طبعا ولاتسوي قرش صاغ ماانا عارفه كل البحوث

في البلد دي بتسوي ايه

هيه دي مسئوليتي ؟ مسئوليتي تنتهي بانتهاء البحث ووضعه موضع التنفيذ :

: وانت مالك ومال التنفيذ انشالله ما اتنفذ .. هو احنا ح نعتل هم الناس كمان ..وبكام الكيلو منها

لو فيه شوية حظ يبقي الكيلومنها بملايين :

واندهشت وهي تنصت بانتباه الي حديث الملايين، كانما افاقت من اغمائة قصيرة

: ملايين .. ملايين ازاي.. دا حقيقي ؟ لاتكذب عليه معقوله انت يجي من وراك مليون ..حتي مليون مليم

: صدقيني

: : لا طبعا انا اصدقك بعد العمر دا كله معاك ..كنت فاكره ان يوم ما اخذت الدكتوراه انك ح تجيب الديب من

ديله .. لاجه الديب وحتي ديله خاف منك

: بكره تصدقي


يلتمس د/هشام كل العذر لزوجته فهي تربي خمسة اطفال يريدون ملابس وطعام ولعب وحلوي

ومصروف يد وهي تتحمل كل هذا بمفردها كثيرا ما طالبته بخادمه تساعدها في حربها الخاصة التي تبدأ

منذ الخامسة صباحا حتي العاشرة مساءا بتواصل دون انقطاع يسقط مجهودها ويستنزف

يوميا وبلا مقابل وتتحطم عوامل مقاومته اليومية تستسلم احيانا واحيانا تسقط كوابح مقاومته

وتتهاوي مفردات القوة والمنعة التي تتفرد بالموقف الصعب الذي تحاول ان تخرج منه ولكنها اسيرة

قضبانه الذي افرد لها وحاصرها في الواجب الذي يجب ان تقوم به وان تكمله بالواجب المقدس الذي

يتحطم يوميا لان الطاقة التي تنفد لم يعد لديها الامداد من جديد لاعادة الشحن فتغرق يوميا في التوجيه

للاولاد وتقصي دروسهم وواجباتهم اليوميه المملة التي تقضي علي الامل فيهم فضلا عن ايجاد الحل

المستقبلي للخروج من المأزق .. دوام الحال هكذا جعل ايمان غير مدركة لدور الزوج الذي يحاول هو

الاخر ايجاد الحل ربما لها ايضا ولكن عذره الرهيب انه وامثاله من العلماء لن يضيفوا جديد الي الحاله

المستعصية التي تدعم وتؤيد يوميا بخطوات داعمة للانبطاح في كافة المجالات الحياتيه التي توسمت بها

حياتنا الكئيبة .. اما هشام رغم انه يعيش غالب وقته بعيدا ويتصل يالتليفون ليطمئن عليهاوالاولاد ورغم

الحالة البائسة التي هو فيها لعدم فائدة بحوثه ورغم البحث الجاد والمضني الذي يواصله ويتابع ما يرد

اليه من جديد البحث ليستفيد منه ورغم قله الجديد بالنسبة له لانه يتفوق عليه ويكتسب


ثقتة منة بانه الافضل وان ما يرد اليه انما هو اضغاث ابحاث تتساقط عند قدميه بلا فائدة سوي انه يحقق

مكتسبات يوميه ..

عندما رجع د هشام الي مصر كانت رحلته مثار جدل في معهده ..ليقول البعض بانه مقرب من رئيس

المعهد البحثي لذلك قام باجراء اتصالاته ليمده بهذه الجولة العريضه علي نفقة المعهد .. ومنهم من اراد

هذه الجولة لنفسه خصوصا انه اقدم منه في الدرجة العلمية ومنهم من وصف الجوله بالكوسة

والمحسوبية وعدم توخي المصلحة من هذه الرحله .. اما اخطر التعليقات هو


مدي اهمية الابحاث التي تقدم بها سابقاليحصل علي درجاته ولماذا يتقدم هو ويتاخروا هم ..



في هذا المناخ المشحون بالكراهيه والحقد الذي اضاف الي د هشام هما علي همه انه لم يجد بعد

البحث المفتاح ..وفي هذا المناخ مفروض ان ينتج .. ان يبدع ..ان يبتكر ..ان يحقق لنفسه علي اقل تقدير

طموحه او جموحه


رغم قلة الدخل المادي انشئ معمل خاص به في شقته الصغيرة .. ليقوم ببعض التجارب الخاصة ..وقد

حصنه جيدا حتي لا يدخله احد سواه ويتقي عبث اولاده ويحذر شر بعض التسربات الغازية الضارة للجيران

او الاولاد الا انه عاهد نفسه للانتقال من هذا المعمل الي احدي البيوت المهجورة في منطقة صحراوية

ليست بعيدة عن مسكنه ليخرج من المنطقة السكنية ..باعه

صاحبه بثمن بخس الا انه غال جدا علي هشام اعطاه نصف الثمن ووعده بالنصف الاخر بعد ستة اشهر ..

بيت واسع فسيح محاط بسور ضخم بالجريد .. بعض الاموال تبقت مع د هشام اشتري بعض الحجارة

ليدعم سور البيت .. بالداخل شيد جدار خرساني ضخم واحضر ابواب حديدية ليقيم ما يشبه الخزينة

الجدارية ليضغ فيها المواد القابلة للاشتعال .. وفي جانب محصن خرساني يضع الابحاث ..هذا بالدور الاول

..رغم ذلك احضر خزينة اخفاها بالدور الثاني ليضع فيها كنوزه البحثية .. التي اذا عرضها للمؤسسات

الخاصة بذلك ما اشترتها بجنيه واحد ..هذه المصاريف الضحمة انكرها عن ايمان نظرا لانها لن توافق ابدا

علي شراء أي شئ من هذا .. الاولاد اولي من هذا المعمل بالمصاريف.. رغم هذا المجهود المضاعف لم

ينس ان يتفقد اولاده، ان يراهم وهم نيام ، انه ليقدر هذا العمل الشاق الذي تقوم به ايمان في راب

الصدع بغيابه المزمن عن البيت ..وان لها كل

العذر في عدم التقدير لدوره لان المردود منه قليل جدا لايستحق منها أي شكر له


في مفاجأة خطيرة له.. كان كعادته مشغولا بالبحث عن نوعية جديدة من الحبوب التي تجود زراعتها

بالارض الصحراوية بالاضافة علي عدم حاجتها الماسة الي المياه ..وجودة تلك الحبوب ، اذا به يفاجئ

بمادة تؤثر بشكل واضح علي درجة نمو النبات فتجعله بوضع غير طبيعي عن النبات العادي .. بدا باجراء

تجاربه الكثيرة والمريرة ، لهذه المادة علي الحيوان لم يظهر لها

تاثير مرضي علي أي من حيوانات التجارب او أي اثر جانبي ولو ضعيف علي وجود خطر ما ..

من عادة د هشام انه عندما ينتهي من بحث ما وينجح هذا البحث ان يضع اموالا لعدد من الفقراء رغم انها

ليست كثيرة الاانها ترضي نفسه القلقة دائما.. في طريقه الي ذلك تفاجئ باحدي النساء تبحث باحدي

صناديق الزبالة للبحث عما يؤكل توقف يراقبها من بعيد وحتي لايلفت الانتباه سألها


هشام : بتبحثي عن ايه ؟

كانما لدغت بالسؤال الفجائي .. ثم نظرات باحتقار مشوب باستخفاف ولم ترد .. فلم يكن منه الا

الاستفسار لكنها بنفس الاجابة والقاء النظر ثم عدم الرد .. اكثر من محاولة لجذب أي رد منها دون جدوي

ثم اخيرا

قالت : ماليكش دعوه .. انت واللي زيك سبب اكلنا من الزباله .. الله ينتقم

ولم تكمل الحديث وظلت تبحث بكد لان الوقت قد اوشك علي الذهاب بشمسه ليوشك الظلام علي

الاسترسال

قال : ياامي انا عايز ليكي الخير وعايزك تيجي معايا

عندما قال لها ياامي ضحكت ولكنها صمتت ونظرت باحتقار وربما بحقد ولم تجب فاضاف

قال : انا عايزك تيجي معايا ..ممكن لوسمحت ..ممكن تيجي معايا ياامي

نظرت اليه مرة اخري ولم تجب ..

حار هشام في امر هذه المرأة كيف يخاطبها كيف له ان يقنعها هي لم تر أي شخص منذ ان ولدت

علي ما يعتقد لم يمد لها أي يد للمساعدة ..هي لاتصدق انه من الممكن ان يساعدها احد الان ..بعد ان

تعودت علي تلك المائدة التي يقولون عنها انها زباله


.. انها كنز لها ..فكثير من بائعي الفاكهة يلقون ببقايا الفاكهة التي قد تكون فاسدة الا ان بعضها لم

يكن قد فسد بعد ..عينها الخبيرة تعلم الفاسد من الغير فاسد ..والعمر الطويل هكذا قد ضاع في البحث عن

الطعام الغير فاسد فقط الطعام ..


ظل هشام يخاطبها: ياامي ..ياامي وهي لاتجيب


وبهدوء وفي شبه رجاء قال لها


: ارجوك ياامي ردي علي ..ممكن

قالت : انت عايز ايه مني ..انا ست كبيره في السن ..انت عايز ايه ؟

قال لها : ماتخافيش انا عايزك تيجي معايا من الشارع دا للشارع اللي هناك وح نمشي في الشارع

قالت : بس يكون مشي مش في عربيه .

ضحك وقال لها : عربيه ياريت يكون عندي عربيه .. ادعي ليه يكون عندي عربيه

لم تهتم لكلامه .. تركت الزبالة والبحث فيها وذهبت خلفه، مرة تسير خلفه ومرة تسير امامه واحيان الي

جانبه بمسافه كبيرة والناس تنظر الي هذا الشكل الغريب رجل رغم انه غير وسيم ولكن عليه وقار شديد

.. وهذه الشاكلة الغريبة من القمامة التي تمشي علي رجلين.. هل لانها مكثت كل عمرها تبحث فيها

فاصبحت علي شاكلتها؟ كئيبه مثلها حتي اكتسبت رائحتها ..

ذهب د هشام الي محل الجزارة ..نظرت باهمال وهي تري هذا المحل

قال هشام : السلام عليكم ..هذه السيدة ستأتي لك كل شهر مرتين اعطها كيلو كل مره .. هوه العدد اللي

معاكي كام ؟

ردت في تردد غير مصدقه

لا.. لا انا .. انا يابني انا لوحدي :

قال للجزار : طب سوف تاتي لك ثلاث مرات في الشهر كل مره اديها كيلو لحم ..والحساب عندي .






المقال "رواية فيروس نحن ..رؤية زين العابدين عبد المنعم" نشر بواسطة: بتاريخ:
زين العابدين عبد المنعم



قال الجزار : ياه الوليه دي .

قال هشام : ياراجل كلمها كويس.. ولية ايه مش كفايه الايام عليها حتبقي انت كمان

معلهش اصل انا كل مره اديها مواسير .. وكل مره اديها كده لله .. كمان ح تاخد لحمه :

: وانت مالك انت مش بتقول لله

: صح انا اسف . اصل

مين اللي ح يدفع انا ولا انت :

انا مالي صحيح ؟ربنا يكتر من امثالك :

خلي بالك منها . كل شهر ثلاث مرات :

وجعل الجزار يقطع في اللحم وهي تنظر لم تكن تصدق انها ستاكل هذا ..تراقب اللحم وتراقب

جيب هشام لم تكن تصدق معقول ما تري ليست نائمة وهي لاتحلم . هي لاتصدق حلمها القريب لسانها

يسيل لعابه ..ولكن .. ولكن.. ليس لديها ما تنضج به اللحم

فكرت كيف ستاكله ربما تبيعه ربما ستجعله لغيرها لمن هو اشد منها فقرا ..

فاقت من حلمها علي صوت هشام وهو يقول للرجل : اقطع من هنا واقطع من هنا ، خلي بالك كل مرة

تقطع فيها اللحمه ساكون موجودا .. وعندما اكون غائبا سوف اراقب من بعيد ، ياشيخ اتقي الله ، علي

العموم المراقب موجود وهومطلع .

: يابيه كون مطمئن ما تخافش انا حاقطع مضبوط :

: : علي العموم انا ح اعرف الست ، وتحدث لها شوفي اللحم اللي هناك ده لحم ممتاز خدي بالك واللحم

ده مش اوي وده مفروض انه يترمي في الشارع خلي بالك ، ده ايه .. وده ايه

قالت وقد نال منها الجهد : انا ح اخد بالي ، بعد كده لو قطع لحمه مش كويسه .. ربنا يخليك ربنا يهديلك

اولادك ..ربنا..ربنا .. ربنا ومكثت المرأة تدعو له وتبكي ، وحاول ان يعرف منها لماذا تبكي

قالت له: انها ليس لديها ما تنضج به اللحم

معقول أي انسانة هذه بلا معالم بلا أي رحمه ، في أي دولة تعيش مثل هذه في العالم غير مصر ..

سلمها كيلو اللحم ونادي تاكسي دعاها للركوب لم تستجب في اول الامر للركوب ولكنها عندما نظرت

الي اللحم دفعها دفعا الي الركوب .. توجه بها الي البيت المهجور .. ازداد خوفها

ورعبها .. القت اللحم وجعلت تجري وكادت ان تصرخ الا ان هشام طمئنها قال لها

: قفي هنا لاتدخلي معي ، ولكني ح اغيب لاني حابحث لسه علي انبوبه صغيره تنفع بوتاجاز ، يعني

ممكن تسوي بيه اللحمه .. وبعدين ياست انت مش اطمنتي علي نفسك .. خليكي هنا

نظرت حولها خافت ان تقف بمفردها ليس هناك أي انسان في هذا العالم المهجور .. السكون يغلف

العالم من حولها في شك مريب والظلام اتي علي فجعلها لونا شديد الاظلام ، جعلت تمشي

خطوة بخطوة حتي سارت خلفه مرغمة، الظلام الدامس يحيط المكان تحاول ان تتقدم خطوات .. اثار من

الهجوم علي المكان باديه للعيان تحسس هشام جيبه اخرج انبوب طويل ورفيع صوبه الي الظلام الدامس

يخرج رجلان من قلب الظلام يحاولان الاعتداء علي هشام صوب نحوهم ذلك الانبوب

خرج خيط رفيع من غاز ما نحو اللصان سقطا مغشيا عليهما ..والمراة العجوز تشاهد بخوف هذا الموقف

الرهيب

سوء التفاهم الدائم بين د هشام وايمان دائما بسبب المال ، فالزوجة تكون مطالبه ببذل المزيد من

المجهود في البيت.. فهي التي تصرف فيزيد بذلك عليها .. الي جانب الغياب الدائم للزوج الذي ما

هو الا مجرد جامع للمال مما يؤدي الي سؤ التفاهم المزمن .. الزوج ياتي بالمال ، والزوجة تصرف ولا

تشبع ابدا والزوج يضن احيانا ويدفع مرغما احيانا مما يضطره الي

المغادرة الدائمة للبيت ، للحصول علي المزيد من الاموال وكلما اتي بالمزيد قل الرصيد المنتهي من الحب

ايمان : انت ليه مش عايز تزود المصروف ؟

هشام : انا ح اعمل ايه بس ..هيه دي امكانياتي

: دكتور زيك ومعروف يقول كده .. امال لو كنت مجهول كنا اكلنا طوب

هي لا تعلم انه غير معروف لدي الناس الا المتخصصين وليس لهؤلاء أي قيمه مثله

علي الاقل كنتي ح تعذريني وتحبيني رغم اني فقير :

ياعالم دكتور ازاي وفقير .دا انت غني مش بتصرف ليه علي الاولاد .. يادوب علي الاد :

: انا غني .. غني منين ياريت ابقي نص غني .. وكنت علي الاقل خليتك تسكتي ..انا مش عايز اصرف

علي الاولاد اول امبارح كنت في المدرسة .. خلي بالك المصروفات ..غير مصاريف الاولاد والكتب

الخارجيه ..بقت نار وكمان التبرع للمدرسه

: تبرع ايه ونيلة ايه الله يخرب بيت دي مدرسه ، احنا لسه اول السنة يعني لا فيه مباني ولا مواصلات

ما هو كل حاجه لازم تندفع مره واحدة المصارف الكتب وكمان التبرع . هو فيه مدرسه من غيرتبرع ؟ صح

النوم

ما يقولوا بدل شحاته ويخلصونا

شحاته مش شحاته فين الفلوس ؟

: اهه .. انا مضطر ادفع طبعا وخصوصا التبرع مش مهم الكتب ، مش مهم في الاخر ينجحوا .. مش مهم

التعليم اساسا .

الدكتور هشام كان في بداية طريقه للشهرة ورغم هذه الشهرة الضعيفه التي لم تضفي عليه مال فوهو

في مازق حقيقي بشراؤه

لهذا المنزل اذ عليه ان يدبر اشياء كثيرة بالشراء بالتقسيط مره وبعمل جمعيات من وقت لاخر لدفع الثمن

فورا.. يحاول بشتي

الطرق ان يوفر كل مليم لشراء بعض الاجهزة المستعملةوالغير مستعمله .. والفاسده التي تحتاج الي

اصلاح ليكشف العيوب

فيها يصلحها عند المتخصصين ..فكان ضيف دائم علي سوق الكانتو واحيانا علي بائعي الروبابيكيا ان وجد

عندهم شئ .. كل

هذا كان يرهق كاهل ميزانيته المرهقة اصلا ..

توصل لحل ولو انه ضعيف ، ان يعمل بالترجمة لبعض المجلات والجرائد الخاصة حتي يحصل ولو علي

القليل من الاموال التي تقيل عثرة جيبه الفارغ

بعض المكاتب كان يلزمه بالمرور اليومي عليه حتي يحصل الايراد اليومي منه عن مجموع ما تم ترجمته

لاسابيع كانما يعطيه اجره بالتقسيط الممل ..رفض ذلك في بداية الامر ولكنه يحتاج الي هذه الجنيهات

اليسيرة فاتفق معهم علي ان ما يترجمه يتم دفع

اجره في التو واللحظة حتي لايضيع وقته في المواصلات وايجاد الوقت اللازم للترجمه .


السفر بالنسبة للدكتور هشام اشبه برحلة مدمرة لن يعود منها حيا ..منزعجا منها مرة ومرة مرغما علي

امل البحث المفتاح

الذي طال انتظاره . ولن يسافر الا مضطرا ومصدر المنع انه يحب اولاده ان يكون بالقرب منهم يتلمسهم

يتحسسهم يتحمل تبعة

تربيتهم مع زوجته التي تشكو دائما من المصاريف .. المال الضرير الذي لايلتمس الطريق اليه ابدا يضل

مرات ويخطئ مرة

المجئ تحت اسم انه مال ولم يكن ابدا بهذا الاسم الا احتيالا من جانبه يسلم نفسه لهشام ولم يسلمها

طوعا بل لانه يدرك انه بلا

قيمه مثل المليم الذي يزن اليوم مقدار الجنيه المعدني فلم بعد لهذا ولا ذاك أي قيمة ترجي سوي هم

حمله ليثقب الجيوب ..هكذا

ياتي المال الي هشام ليزيد همه .. انه عند كل بحث يجريه يحاول ان يوفر ثمنه ليكمله بالبيت المهجور

..الكيماويات غالية الثمن

والمنشورات البحثيه .. وكم مرة فكر في اقتناء غفير حتي يحرس المكان واحيانا يساعده في حمل

الاشياءالثقيله ..بالاضافة الي

غلو ثمن حيوانات التجارب هذه المشاكل اليوميه بل كل ساعه.. تتجدد المشاكل و تتراكم حول راسه

وبجانبه تحيط به كحبل

عشماوي ، حتي حزم امره علي السفر.....

فكان اول اكتشافاته الضحمه ..هذا الاكتشاف اثار الكثير من اللغط وحيرة الكثيرين ممن حوله الذين لم

يصدقوا اكتشافه الرهيب

ليتحدثوا عن رحلاته الفاشله في اوروبا وامريكا بلا كشف حقيقي .. وبعد تلك الشهور البسيطه يكتشف

هذا الامر الخطير رغم

ضعف الامكانيات وقلة الانفاق ..كيف له هذا الكشف المدوي ..

في احدي المجلات العلمية ادعي احد العلماء ملكيته لهذا البحث وانه تم نشره منذ سنوات عديده وان له

الحق في هذا البحث

وانه سوف يقيم الدنيا لسرقة بحثه الذي اخذ منه مجهود ضخم فيه .. سيرفع دعوي لاثبات حقه ولن

يتواني في ذلك، كيف لاحد

سواه ان يتجرأ عليه ويأخذ حقه العلمي ..

وانبري اخر ليقول ان هذا البحث لم يضف جديدا الا علي اساس انه يعقب علي بحوث قديمه وان هذا

البحوث المستقاه تجاوزتها بحوث اخري حتي صار اثر تاريخي .. ورغم تقدم هذا البحث بعض الشئ عن

سابقه بمقدار طفيف الا انه لم يضف جديدا الي المعترك البحثي الوثاب الذي يصقل البحث ليضعه في

سابقة تاريخيه ..وهو مالم يتحقق به هذا البحث .

لم يهتم د هشام باي من هذه المعارك وواصل بحثه حتي توالت بحوثه الضخمة التي لم يستطع احد ان

يهاجمها من منطلق ان توالي البحوث والاكتشافات جعل من منتقدي د هشام اكثر سخرية كلما تحدثوا

الي أي شخص في رايهم الشاذ عن بحوث د هشام

وعلي الرغم من توالي بحوث د هشام لم تتقدم ميزانيته مليما ..نفس الراتب الضعيف ونفس الفلس .

كانت زوجة د هشام تتحدث اليه عن توالي تلك الاكتشافات وتدني اجره رغم ذلك ..هذه البحوث اجلت

تفكير د هشام في كيفية السفر الذي سيكون طوق النجاة الذي سوف ينقذه من الغرق في الديون حتي

يصبح همه ان يخرج من ديونه ..ليترك البحث والعلم الذي لاياتي الا بمقابل ضئيل

انه يخاف ان ياتي هذا الوقت سريعا خصوصا انه يفكر كثيرا كيف يخرج من عنق زجاجة يضيق عليه ويكاد

يخنقه ولكن الامل

الضخم بداخله لم يكن ابدا ليسرب اليه ياسا من أي اتجاه ..

اخيرا جاء الفرج اليه باحدي الصحف قرأ ان زيزي عنبه ،احدي الراقصات قد قررت افتتاح مسجدا باسمها ..

فكر ان من يبني

مسجدا بامكانه ان يبني معملا محترما والصرف السخي عليه . لماذا لا يجرب ، هل يتصل بها ..لم يتردد

يوما مثلما هو الان

اتصل بها حدد ميعاد معها وكانت قد سمعت به من احد المحبين او احد المكتشفين

زيزي عنبه احدي النساء الذين تربوا علي ان اقرب الطريق الي الغني والمال هو الهز .. ولانها خريجة

كلية العلوم فقد تاكد لديها ان البحث العلمي يجب ان ينتقل من الطبيعه الي احدي الملاهي .. جيوب

الرجال هناك تسيل كما يسيل ماء الحنفيه بشكل رتيب .. الاف الجنيهات تلقي تحت الاقدام الناعمه الغضه

الطريه

مثار الجدل الحادث عن الصراع حول بحث د هشام نشرته احدي الجرائد خطأ فثار تندر وفكاهة الشارع

ولانها من هذا القطاع ربما يكون احد المريدين لها قد حدثها او انها لم تزل بعد تجنح الي البحث

عن ماضي دفنته تحت ارتال الفلوس الساقطة تحت الاقدام الغضة الطريه .. لم يعرف الطريق الذي

استقت منه معلوماتها حول د هشام

صحيح انه لايشاهد أي من الراقصات لانشغاله المزمن .. ونتيجة الفشل المزمن ايضا في البحث او ايجاد

الوسيلة لمواصلته

كان لابد من مخرج وهو البحث عن ممول وهذه هي الممولة ..اتصل بها علي امل ان توافق ربما لن تجد

غضاضه في

الصرف عليه وابحاثه ..وتتحول شهرتها من عالم الرقص الي عالم الكشف ..ربما الكشف اليومي الذي

تبرع فيه باتقان يتحول

الي اتجاه اخر ربما تريده هي ..ان يرتبط اسمها بعالم غادرته رغما عنها ..هي تحاول ان تتصور هذه

الدعايه الضخمة لها

ودون دفع أي اموال سوي اموال البحث في زيادة ايراداتها وفيما تكسبه يوميا ..هي تتصور كيفية الاعلان

المقترن باسمها

الراقصه زيزي عنبه التي تم بفضل رعايتها الكريمه والمجهود السخي الذي اضاف الي البحث الشهرة

وقد تم اكتشاف انواع كثيرة من .. ومن.. ومن .. فكره عبقريه ان تنفق .. وهذا الانفاق يعود اليها ليلتها ..د

هشام يطرق باب التفكير عقله ليري هل تستمر النجمة في الصرف ..والي متي .. هل يتحول كرمها

الفجائي الي سراب بعد ان تكتشف ان الاموال التي تكسبها لا تكفي

لقاء بحث واحد ..هل تضج من الصرف ، شيطان الفن أي فن احيانا يهتدي ويطالب بمنحه فرصة لطلب

الراحة والغفران ..فاي راحة له بعد ان ترفع يدها بل كل جسمها والاهم خزينتها عن الدفع بعد ان تكون قد

نالت شهرة بانها مكتشفة الاعاجيب ..انه

يفكر في هذا رغما عنه بعد ان يكون قد سلم نفسه ومعمله ..وقد تحول المعمل الي كباريه هل يامن علي

نفسه منها ..فتنه تسير

علي قدمين غضه طريه .. هل يحجم عن هذا اللقاء المرتقب معها .. هل يتحمل مرارة ان ينظر الي

الزجاجات والاحماض

ونباته المسكين من عبث يديه ..بعد ان يكون قد راي الجمال الناعم الرقيق ..الرائحة الفواحة التي تقتحم

القلب قبل الانف

الدلال المسترسل الذي يخرج وقار الحكيم من اتزانه ليدنيه في التراب يقبل الارجل الغضة الطريه .. وبدلا

من البحث العلمي

يبحث عن كيفية الخروج من اسرها وسجنها الاخاذ المتسربل في نعيم النظر اليها .. وتقبيل يديها وربما ان

تكون امنية حياته ان

يقبل اقدامها لتكون النهاية له ولبحثه الكئيب تحت الاقدام الغضة الطريه

سوف يؤجل هذا اللقاء بعد الاعتذار لها لبضعة ايام حتي يجد الوسيله للاعتذار الدائم لها ..

ارسلت له شيك ..بعد اعتذاره .. انها امراة ..هذا خلاصة الامر..ادركت حاجته الشديده والماسة للمال.. هذا

الطريق اليهباختصار

عشرة الاف جنيه قيمه الشيك ..

000

هل الافكار المجنونة وليدة الاختراع .. هو لم يلبث يحدث نفسه كثيرا عن التراجع عن فكرة التمويل

الهزازي بعد ان اكتملت الفكرة واصبحت علي بعد خطوة

لن يتحدث التاريخ ان الكشف الكبير كان عن طريق زيزي عنبه بل سيقال ان الكشف كان عن طريق

العالم فلان ..

ففي حياة العلماء الكثير من الصور المشوهة التي ارتبطت بحياتهم فلم تهدم صورة واحدة او حتي الاف

الصور هذا التمثال الضخم من الانجازات ..وكونه تعامل مع زيزي لن يكون المعوق الوحيد في حياته الذي

يشده الي اسر الفشل الذي يلاحقه

وزوجته التي لها كل حق بالمطالبة بحقوقها الماليه المتعسرة ..امور كثيرة تصطفق في وجهه وتحيله الي

متلق للضربات رغم عدم احساسه بها الا انها عميقة الاثر لتترك له الكثير من الندوب ..

تامل د هشام البيت المهجور .. صحيح هناك مساحة كبيرة من الارض حول البيت المحاطة بالسور..ولكنها

ليست كافية لينفذ فيها مشاريعه الضخمة .. حتي تتنفس بحوثه في بطن الارض ..

في الفترة الاخيرة عندما وجد نفسه في هذا المحيط الضخم من العراء تعاهد نفسه ان ياتي بخفير لديه

ببندقيتة مسئول عنها ليحرس بيته المهجور .. نادي د هشام علي خضر الغفير ليتصل او



زين العابدين عبد المنعم



يبلغ اصحاب الارض الصحراوية المحيطه ببيته ..

د هشام : مين اصحاب الارض اللي حوليه ياخضر

خضر: يابيه دول ناس بدو جوا الصحرا ومعروفين في المنطقه كلها ..

: انت عارفهم.. اقصد عندك فكره بيهم .

: هوه حد ما يعرفش الشيخ عزب ولد صالح .. دول ناس واصلين وليهم كل الارض اللي انت شايفها ..

معقول :

: دول ناس عندهم ملايين

: طب اعدين ليه في الصحرا ؟

: اعدين جنب اموالهم .. وحارسينها

: خذلي منهم ميعاد

: حاضر

في عربه قديمة الطراز وهي تسير علي الطريق الي تلك القبيله.. احس د هشام كانه في خلاط

للسوائل .. تموج به العربه حتي تجعله في كارثه لن ينقذه الا ان يقفز منها ..وبعد عذاب وضيق حال وصل

الي تلك القبيله .. مجموعه من الخيام والحيوانات الاليفه

منطقة بدوية بكل معني لكلمة بدوي ..لا اثر لحضارة او نمو تاريخي .. رجل عريض الكتفين طويل

يميل لونه للاسمرار

وبصوت رفيع .. رحب ب د هشام عندما راي الخفير

: مرحبا .. مرحبا ..

: السلام عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :

كثير من الرجال حضور حول الشيخ ود هشام لمشاهدة الموقف .. وعلي البعد بضعة من الرجال يغادرون

في عربات جيب عند وصول د هشام .. انواع من الفاكهة مدت امام د هشام وخفيره .. مد الخفر يده اخذ

بضع ثمرات .. نظر له د هشام بتحذير

: طبعا حضرتك عارف أني اريد شراء الارض حول بيتي

: خضر قال ليه ..انت عايز ايه .. وخلي بال حضرتك البيت كمان من حقنا وعايز منه فلوس


: ياشيخ الله يخليك انا دفعت تمن البيت بالعافيه ولسه نص التمن بعد شهور .. وانا مش غني عشان ادفع

تمن البيت مرتين

وانا مش عايز البيت للسكن ولكني عايزه لحاجات تانيه

: استغفر الله العظيم ..

لا متفها مش غلط .. اصل انا بحب الزراعه وواخد البيت عشان ازرع كام حته ارض ..وبجرب شوية حبوب

جبتها من بره

هوه انت بتعمل التجارب دي ليه ..

: اصل انا ليه ارض بس بعيده اوي وقلت اجرب هنا قريب عشان ابقي اجرب الحبوب دي لو نجحت في

الصعيد .

وكان خضر قد اخبر د هشام ان الشيخ يحب اهل الصعيد لانهم اخبروه مرة بان هناك عندهم اسره لها طار

عنده تريد ان تقتص

منه فحذروه بموعد وصولهم ..فاحبط محاولة اغتياله علي ايدي اناس لايعرفهم ولم يسئ اليهم ..وحتي انه

لم يقتل منهم احدا

وفي نفس الوقت تخوف د هشام ان يقول الحقيقه حتي لايكون منهم سارق افكار ..وخصوصا انه يشك

في رجال العربات الجيب

ماذا يوردون للقبيلة ..بدو رحل بماذا يتاجرون ؟..لديهم بعض الحيوانات والاليفة وهي لاتقيم بالتاكيد اودهم

..والصحراء من حولهم مترامية الاطراف لا تحقق لهم أي شئ

: انت عايز كام فدان

: فدان ..ايوه .. ايوه فدان

كان ظنه انه ساخذ كام متر ربما الف او الفين

:انا عايز فدان واحد

ضحك الرجل : ياه دا انت غريب بشكل .. اللي ييجي هنا بيعوز الف فدان الفين .. مائة فدان اقل حاجه

: طب ماشي وسعر الفدان علي كده كام


: الفدان بخمسين جنيه يعني الميه بخمسة الاف

ضحك هشام حتي تعجب الشيخ من ذلك

: ياشيخ حضرتك مش شايف خمس الاف جنيه كتير اوي علي ارض في الصحرا يعني انا برمي الاف

الجنيهات في رمال

الصحرا لا ميه ولاكهربا ولا أي حاجه ..لا شكرا

هم د هشام ان يرحل غير ان الشيخ استوقفه قائلا

: امال حضرتك عايز ايه ؟

: يعني حضرتك تسهل عليه ..مش كده

: ازاي وعلي فكره دي مش صحرا دي كلها كنوز ..تعرف اللي قبلك اخد كام فدان ..اخد الف فدان ..وانت

عشان راجل طيب

عايز تدفع كام ..

: الفين .. في الميت فدان الفين

ضحك الشيخ كثيرا حتي ابتلت عيناه بالدمع

: الفين بس .. ياه انا عارف ان ظروفك.. بص انت راجل طيب ..الفين دلوقت والفين بعدين

: ياشيخنا انا عندي التزامات تانيه وجاي علي اساس كام متر مش فدان وعامل حسابي اني ادفع جزء

وبعدين جزء مؤجل

: خلاص اللي انت عايزه

: الف دلوقتي ، والف ونص بعدين

: لا الف ونص دلوقتي وبعدين الف

: ماشي .. نمضي العقد ..

: عقد ايه ..ياه انت صعب اوي ..ياه القرش يخرج منك بصعوبه

: معلش ياشيخ انا عملت كده طمعا في كرمك وخضر قالي انك راجل مهذب وبتحب الناس وبتسهل عليهم

وخصوصا ان الارض كبيره وبلاش ، وبعد كده ممكن ادفع للحكومه


: ولا قرش ..ما تدفعش للحكومه ولاقرش الارض دي من جدود الجدود والحكومه ملهاش دعوه وحتي في

المحافظه اسمي عندهم وفيه خرايط بكده ..يعني متخافش .. وسبب اني اتساهلت معاك انك صعيدي

ودول الناس انا بحبهم ..ولو عايز الارض ببلاش انا موافق

: يعني اسجل الارض دي ..

: سجل ..انت مش واثق الارض دي كلها ملك ايدي واولادي .. ملايين الافدنه ..صحرا زي ما انت شايف

: والعقد ياشيخ

: برضه العقد ، كلمتي هيه العقد انت ممكن تملك متر هنا بعقد دي وضع ايد .. وخلي بالك دا اقوي من أي

قانون

: طب يا شيخ لو حد تعدي علي الارض ح اقوله فين العقد

: انت الظاهر ولامؤاخذه خام ..فيه حد يقدر ياخد ارضك طب ييجي جنبها ..دي مضمونه زي الجنيه الذهب

: يعني اطمن ..اصل انت مش عارف الفلوس دي جايه منين

طمأنه الرجل ..ولكنه تضايق من اصرار هشام علي المطالبه بالعقد وتاكيده علي ضمان الارض .. فاتي له

بطفل واشار اليه

وقال : تعرف الوليد دا حفيدي حيضمن ليك الارض ..يقدر حد يقوله دي ارضي وهوه ما دفعش ..والله ادفنه

فيها ولو كانت الحكومه نفسها

وكمان عشان خاطرك الارض جنب بيتك رغم ان البيت عليه مشاكل بس انا عازرك وكنت حالف ان الراجل

صاحبه ما يدخلوش لانه واكل عليه فلوس ..وانت لو ليه فلوس ما تدفعش انا بقولك كده..

مشاكله هكذا تحل لمجرد شراءه بدلا من الف او الفين متر يشتري الاف الامتار وفوق هذا ليست عليه

ديون كثيره

اه لو عرفت ايمان بامر هذه الاف التي دفعها في ارض بالصحراء لاقامت الدنيا كما تقيمها في كل مرة

ولكن هذه لارض هي المستقبل بالنسبة له سوف يتحرر اخيرا من قيد الفشل الذي يلاحقه باصرار وداب

كانه كلما اكتشف شئ صنع نوعا جديدا من

الفشل ليلاحقه .. لن يعلم احد بامر هذه الارض سوي خضر الذي سوف يقوم بحراستها .. وحتي يكافئه

اعطاه فدانين في اخر الارض حتي يزيد اهتمامه بالحراسة


ولم يكن خضر مهتما بالارض لانه يقول وماذا سوف تفيده الاف الافدنة وهي صحراء قاحله وقال ذلك

لدكتور هشام الذي نبهه


ان لايفرط فيها بالبيع ابدا واذا باعها ان يخبره بذلك حتي لا يضع له غريب بجانبه في الارض ، لان هذه

الارض من الممكن ان تضيع في ايه لحظه ..فليس هناك ثمة عقود او أي اثبات .


000


الـــــــباب الثاني


الفرق بيننا وبينهم البحث العلمي ..وهو الفرق الرهيب الذي يتسع بشدة رهيبه كل يوم بل كل ساعه

يزداد هذا الفارق امتدادا في

مجتمعات الندره وبين المجتمعات النكته ..ولكنها نكتة تبعث علي الاسي والالتياع من الهوه السحيقه التي

نحفرها بايدينا ونتحكم في مصائرنا التعسه مختارين ان لا نكون سوي قطيع ..


هذا ما يفكر به د هشام لم نحن تحت التحت ..فلنحاول .. هكذا يتصور انه يمكنه وامثاله الف ولا الفين ان

يغيروا المعادله ولو

قليلا ولكنه كل يوم يصطدم بمعوقات تصنع له بل وكل ساعة يحاول ان يتفرغ لما هو فيه .. ولكنه لايستطيع

ان يقاوم كل يوم وكل ساعة تلك المؤثرات وعوامل الهدم ..

التمس من احدي الدول العربيه الخليجيه ان يحاول عندهم بعد ان استقطبت غيره الكثيرين ..جامعات

متخصصة هناك تحتاج

الي عقول تديرها المحت اليه بحاجتها اليه والي اصدقاءه ان اراد ان يجتذبهم ..من العديد في الدول

العربيه التي يكثر فيها

هجره العقول التي تبحث عن فرصتها ..احدي اصدقاء د هشام القلائل ابلغوا احدي رؤساء الجامعات بازمة

د هشام الماليه

وان اقامته ببلده اصبح مستحيلا بعد تعذر المال اللازم له للبحث بالاضافة الي الضغوط الشخصية التي

تجعله مقل في مواصلة البحث ..هناك نقطة تؤرقه بلاده الاصلية لن تستفيد باي من ابحاثه القادمة ولكنه

يضحك عندما فكر في ابحاثه السابقة حبيسة

الدولاب ..وربما الامكانيات المادية لهذه البلاد الناشئة تحقق له النجاح اكثر واكثر مما هو فيه بتطبيق

ابحاثه السجينه..فليس

المهم ان يكون الكشف مصريا او عراقيا لكنه علي الاقل سينمي قدرة الوجود العربي علي الساحة

العالمية التي تتجشم العمل

لصالح المواطن العربي الكسول رغم وفرة الامكانيات والمواد التي تساعده في النهوض بمقدرات تلك

البلاد النايمه ..

ولكنه فكر في اولاده الخمسة انهم لم يزالوا في مراحل تعليمهم الاولي واكبرهم في الثانوي وكلهم

اطفال .. واناس ترزق من خلاله كيف سيتركهم ..

اما اصدقاء د هشام كان منهم الذي يثبطه ومنهم من يطلب منه بيع البحث للصرف علي الابحاث الاخري

ومن يقول له المهم

الفلوس كيف ستسدد باقي تمن المعمل ..ومن يقول اللخص لك الجرائد واهتم لك بالملابس رغم كونها

ملابس بسيطة مما اثر في


نفسية د هشام ان يسافر ويترك هؤلاء ..بعض من اصدقاءه طلبوا منه اسماء من يعطيهم اموال ..في اول

الامر تردد لانه بينه وبين الله كيف يطلع صديق .. ثم وافق بعد ان اشار عليه بوضع المال في ظرف مغلق ..

ثم الجزار والبقاله .. ثلثي مرتبه يصرفه علي الجزار والبقال ..وحين يتذكر اولاده كيف له ان يغير اسلوب

حياتهم بعد ان تعودوا ولو قليل ..هل يغير مدارسهم


واصدقائهم ..انهم خمسة اولاد

الاول عصام لم يزل في اوائل المرحلة الثانوية وعلي وشك دخول الجامعة ليس له طموح لا طب ولا

هندسة ..


الثانية احسان وهي ايضا بلا طموح في المرحلة الاعدادية


الثالثة مني في المرحلة الابتدائية متوقدة الذكاء والجمال ..رغم قلة مذاكرتها وغير متحمسه للتعليم ..

الرابع خالد في ابتدايئ ايضا

الخامس رجاء رغم صغر سنها الا انها حادة الطباع ولا يستطيع احد ان يقنعها بشئ لاتقتنع هي به اقرب

ما تكون الي ابيها

استغرق د هشام التفكير كيف يترك هذه التركة الضخمة من المشاكل ليحل مشكلته هو ..لو سافروا معه

كيف سيتوفر لدي أي

منهم مدرسة او عمل..هل يتكفل بهم مريدونه الذين يريدون له الانتقال اليهم ..تكون نصف المشاكل قد

حلت .. والنصف الاخر

كيف سيكون البحث هناك .. تغير المناخ المحيط احيانا يكون سببا في عدم التواصل وقد جربها د هشام

..ولكنه عزم امرا
karam fox
متابع الرواية يا زين العابدين, شكرا ليك ووفقك الله
baha23
القصه كبيره ومتنوعة الاحداث..ولكنها لا تخرج عن واقع مصر الاليم هذا العصر الذي لا ينتج عنه الا الفساد وليس الاخلاقيات فكل القيم اختلطت بعضها ببعض ويشوبها الغموض ولكن هذا لايمنع ان في قيم نادره باختراعاتها القيمه
التي لا تجد لها طريق الا طريق الظلام في هذه البلد المظلم الكئيب ولكن لا مانع من الامل ومن تمسك بالامل
اكيد سيجد نهايه لطريقه
زين العابدين عبد المنعم




عندما ركب الطائرة مع اولاده وبعض من اصدقاءه اطمان ولو قليلا رغم حالته الدائمة القلق ..وصل الي

محطته الجديده

اتاح لاصدقاءه العمل اولا حتي يطمئن نفسيا حتي يطرد عن نفسه وهم التفكير ..

ثم جاء دوره ليلاقي مدير المعهد البحثي ..نظر د هشام الي المحيط الذي يتكون منه المركز شتان ما بين

هذا وهناك ..هل كان

حقا في مركز بحثي ام .. ام ماذا .. الخضرة تحيط المباني الموجودة هناك بشكل اخاذ ..انواع من الزهور

المتراصة تحتضن

الطريق امام المركز بطبيعة خلابه ..مناظر ساحرة.. أي انسان هذا الذي يري ذلك ولا ينتج ..الارضية

الخارجية حتي هذه ليست

ارضية لمركز حكومي .. كان الحكومة من المفترض انها تحيل كل جمال الي فوضي وتحيل الحياة الي

جحيم والوان الطلاء

هل كانت هناك الوان غير التي يراها هنا .. أي جمال هذا .. واي قبح عايشه وكابده وكان يتحمله ولم

يتحمله احد هناك


وهذا المعمل هل هذا حقا معملا للابحاث انه ليتذكر تلك الحادثة التي كانت علي وشك ان تؤدي بحياته..

ولكنه كان يتمسك

بفرصته فلم يجد غيرها ..وهذان اللصان الذين هاجما البيت المهجور املا في غنيمه ان امتدت ايديهما اليها

كانت ستحرقهما ..


احماض وقلويات تضفي علي المكان غابه من دمامه بعد الذي رأه .. بعد ان هاجمه اللصان ووجه اليهما

الغاز المخدر كانا قد اطلقا رصاصة استقرت في قدم المرأة المسكينة وبدلا من ان تأكل اللحم تمزق لحمها

بالمستشفي لعملية اخراج الرصاصة ..

يومها كانت قد نظرت اليه كانما تقول له وداعا ..ومعك لحمتك ..وجزارك .. واموالك الي من تجاهد وحولك

نصابين .. وبعد ان


ماتت توقف عن اجراء ابحاثه ومكث في البيت لم يدري احد ساعتها بقصته مع المرأة العجوز.. والكل

يدرك انها لحظة من

لحظات شطحاته ..حتي زوجته كانت الوحيدة السعيدة بهذه الجلسة الا انها بعد يومان فقط بدأت تتذمر من

وجوده الدائم كأنه

يكتم انفاسها ويجعلها في سجن وهو سجانها..فبدأ يخرج الي أي مكان عدا البيت المهجور حتي لايفكر

في تلك المرأة العجوز

ليس مصدر كل هذا الا الخوف من تلك الرصاصة الطائشة التي كادت ان تصيبه يومها عقد العزم علي

استقدام خفير بل وربما السفر بعيدا عن هذا الوطن الذي يعد الحروب لابناءه باشد ضراوة من العدو خارج

الحدود


قال مدير المركز : اهلا وسهلا بك د هشام ..اهلا بك في بلدك الثاني واحنا هنا نقدر أي عالم بقدرك يقدم

ولو لمحة بسيطه لمجتمعنا

: : شكرا دكتور عندما اتيت الي هنا لم يكن لدي ادني فكرة عن محاولتكم الجادة في النهوض ببلدكم

..ربما لان اوروبا وامريكا

تحاول دائما ان تستحوز علي كافة العلماء العرب للاسف فلا يتجهون الوجهة الصواب

: انا اتفق معكم حضرة الدكتور لان النهضة التي يجب ان تقوم في البلاد العربية لا بد ان تكون نابعة من

ابناءها.. والغرب لن يقدم لنا الا ما يريده هو ان يقدمه هو من علوم لم يعد يعتمد عليها لانه اكتشف الجديد..


: نعم .. نعم فالعلم متجدد عندهم يوميا والتكنولوجيا ..والتفكير فرضا عندهم بقد ر ما تعمل تأخذ ولم يعد

لدينا الفرض سوي في تعطيل من يحاول ان يصلح

: ولكن هناك الكثير الذي يحاول جاهدا ان يقدم الحل لتلك المشكلات التي تترسب فينا ليوقظ شبح النوم

من جفوننا وانتم في مصر تقولون المسحراتي

: انا اوافقك الراي جدا ليس عن طريق مقاربة وجهات النظر بل لانه رغم وجود المعوقات الا اننا تقدم برضه

الحل


: ربما الحل في وجودك معنا يا دكتور

: لا لا دا المفروض الحل في العشرا ت بل المئات مثلي او اكثر مني انتاجا لاني للاسف مقل

: سوف تكون معنا باذن الله كثير الانتاج وانا لا اعتقد اننا سوف نتعامل مع كم عدد البحوث في السنه بل

بقيمة ما يقدم وعلي كده لابد ان تطلع علي العقد لو سمحت حتي تحفظ حقوقك ..

: ياسيادة المدير انا فعلا ابحث عن المقابل المادي

ظهر الاندهاش علي المدير

: ايوه انا ابحث عن ذلك ولنفسي ولا انكر ولكني ابحث بشكل مضاعف عن ميزانية البحث لان شح


الصرف يجعلني لااستطيع ان اقدم الا القليل .. يبقي يابو زيد لا رحت ولا جيت اعذرني في المثل دا

: لاعليك يادكتور فانا اري فيك خفة دم المصريين وجدية العالم ايام الفراعنه اللي بنوا الاهرامات نريد ان

نبني اهراما هنا بفضلك دكتور من بعد فضل الله طبعا ..والمتاح لدينا كثير ان شاء الله ولن تجد أي قصور

في الانفاق علي الاجهزة او المواد

المستخدمه او الكيماويات او أي شئ تريده دكتور ..ومساعديك النصف منهم من اهل البلد لاكسابهم

الخبره والنصف زي ما تريد

:60% هذا ما اريده ..ولكن ان يكون البحث لي حرية التصرف فيه بنسبة .

: لا . لا يادكتور دي اول نقطة خلاف ستكون النسبه مناصفة بيننا علي ان ياتي بتكاليف اخراجه الي

التنفيذ واذا لم يكن تنخفض نسبتك.

اعذرني .. واذا اتي بضعف تكاليفه فما هي النسبه المخصصة لي:


: ستكون النسبة مرتفعه لك اكثر من النصف .. ومن الضروري ان تطلع علي العقد وتوقعه في أي وقت

شئت بحيث تعرضه علي المحامي الخاص بك .. فيه تفاصيل كل شئ

: سوف اوقعه ان شاء الله في ظرف يومين اوثلاثة علي الاكثر ..

: ازاي بالسرعه دي

: لي صديق جاء معي له خبره في هذه العقود

: ممتاز احنا عايزين محامين ليهم خبره في المجال دا

: اقول له .. وشكرا دكتور علي تلك الحفاوة

: بعد اذنك دكتور هشام هل لديكم رؤية حول خطتكم حول مشروعاتكم او حتي عناوين

: انت تعرف دكتور ان البحث وليد اللحظة وليس وليد خطة ..فالخطة احيانا كثيرة لاتصيب ولكن لدي بقية

مكتشفات بدات بها هناك بمصر والحمد لله لم انس اوراقها ولم تستكمل لشح الميزانية .. ببعض الجهد

البسيط ممكن ان تكون باكورة بحثنا هنا

ولعل الله يوفق

: هذه مرحلة ممتازه لان مؤسستنا تحاول ان تستجلي ما يدور في المعامل حتي تكون علي بينة مما تم

اولا باول ..ام تريد ان يتغير هذا الاسلوب ليكون بعد الانتهاء من البحث


: انا احب هذا الاسلوب بدلا من الاطلاع علي ما عندي نقطه نقطه

: شكرا دكتور علي حسن حديثك وانا في انتظار الموافقة لاني اريد ان تكون احدي قطع الجواهر التي

تتلألأ في سماء بلادنا

: شكرا سيادة المدير وانا ممتن جدا لتلك الحفاوة ..وسعيد لاني معكم ساحقق الكثير ..

بعد ان غادر الدكتور هشام لمدير المعهد تفقد المعمل بعد ان اعطاه المدير رقمه والدور والموجود به

واوضح له انه اتصل باحد الفنيين الموكلين بصحبته ليقف له بالمفتاح امام المعمل حتي يكون اول من

يدخله ويشرف عليه ..وفتح المعمل وكان نظيفا

ومتسعا به بعض الاجهزة وليس كلها خاصة ان هناك جهاز مهم جدا يحلل العينات بالملي جرام ..بدأ من

اول يوم في اجراء تجاربه وكانت تلزمه بعض الاجهزة والمعدات الضروريه

اتصل بمدير المعهد لياخذ منه ميعاد وفي اليوم

قال : اهلا د هشام ما الاخبار ..لعلها تكون طيبة ..قررت التعاقد ام انه لم ياتي لك رد الزميل المحامي

: لا ..لا انا ليه ملاحظات ان المعمل لسه فيه بعض الاجهزة وخلي بال حضرتك فيهم جهاز غالي جدا مليون

دولار وانا طبعامبسوط جدا بمجمل المعمل لانه روعه ..

: والاجهزة دي مهمة لدرجة انشغالك بوجودها او عدم وجودها ..



: طبعا سيادة المدير لاني اضع عليها غالبية النتائج واقيس نسب المواد بها خصوصا المفترض بها سوف

تؤدي الي نتائج عكسية بالاضافة الي انها تعطي نتائج ايجابية او سلبية العينة علاوة علي نتائج اخري

متعددة لهذا الجهاز ..وهناك بعض الاجهزة

المساعدة واليك قائمة بها

: سوف اسال لك عنها اذا كان لها وجود بالمخاذن من عدمه

: كما سبق بعض الاجهزة هذه غالية جدا ..

: الغالي هوه وجودك معنا يادكتور ..ليس المهم قيمة الجهاز مادام من يعم عليه اكثر قيمة منه لاني اعرف

ومتاكد ان سعر الجهاز بسيط جدا بالمقارنة بما سيكتشف بواسطتة من ابحاث ..

كان لقاء د هشام مع المدير بمثابة بعث جديد لهشام الذي بدأ ميزان الثقه فيه يخبو الي درجة انه لم

يقرربعد انه سوف يمكث هنا

ام لن يمكث .. رغم العوامل الكثيرة التي يجب ان تجذبه الي هنا في هذا الجو المشبع بالثقة ..وانه ليس

وحده الحالم


اعاد تنظيم المعمل حسب خطة العمل لديه قسم المعمل الي قسمين بقطوع في الثلث الاخير له حتي

ينفرد بنفسه لمراجعة مايتم يوميا ..


نظر د هشام الي العقد ولم يتصور انه سيقبض هنا في شهر ما ياخذه ببلده في نصف عام ..ستة شهور

في شهر واحد ومع توالي البحوث يصبح الاجر مضاعفا بتوحش .. اخذ يفكر لحظة انه لم يهتم بالمال ابدا

في حياته الا ليحقق بحثه ولكن اين كان ؟

توجه الي المعمل ..معه اربعة فنيين ادخل واحد واحد عليه حتي يتعرف عليهم ، شهاداتهم .. مدي الخبرة

التي لديهم ، مقدار


زين العابدين عبد المنعم



اخلاصهم حالتهم المادية .. متزوجون .. تفاصيل حياتهم المملة .. ثم انفرد بكل منهم علي حده ليخبر كل


واحد فيهم عن خطة البحث ونقطة ما حتي ياخذ حذره من المحيطين حوله الاينقلوا اسراره ..حتي لمدير

المركز ، واخبرهم عن نقط لكل واحد فيهم نقطة ما..وان هذا البحث سوف يقلب الزراعة راسا علي عقب

..ولم يلبث النهار حين تنفس ان وجد د هشام ان اصداء عن البحث قد سربت ..

والمفاجاة لمن نقل انه لم تكن أي نقطه حقيقية .. واستفسر عنها فوجد اكثرها قد سرب .. طلب من المدير

سحب من سرب معلومات عن البحث السراب وابقي معه اثنان من خمسة اشخاص .. كان د هشام قد

تعلم هذا من خضر عندما روي له حكاية

ان امه سربت خبرا ولكل شخص نقطة ما حتي تعرف .. وامه كانت معروفة بانها قصاصة للاثر في البلد..

الناس يستنجدون بها

في معرفة من سرق دوابهم من اثر حوافرها .. ذا عقلية ممتازة .. وكان خضر يروي دائما ان امه عملت كذا

وكذا ..رغم كونه في الاربعين لايخجل من ذكر امه ..

البعد النفسي الذي فرغ من الاولاد لانتقالهم الي بلد اخري ..رغم نظافتها الشديدة الي حد رهيب اوجد

نوعا من عدم

الامان للاولاد لكونهم تربوا في بيئة ثم انتقلوا فجاة الي بيئة اخري قد تكون احسن حالا من حيث

الشوارع وطريقة المعيشة

بالمدارس والكتب الدراسية .. جودة في كل شئ عدا الجانب النفسي الذي جاء مسافرا معهم علي

الطائرة فالاطفال وان كان كبيرهم قد اعتاد علي عدم وجود الاصدقاء ..اوجد ذلك الشعور بالغربة ضياعا

وتوهه ، وقد لاحظت الام ذلك فطمئنتهم الي ان

هذا شئ عارض .. وانهم سيعتادون علي الجو الجديد وانها سوف تحاول معهم ايجاد المزيد من الرعاية

والغوص داخل ارواحهم القلقة من الجديد لتهدأ تلك القلوب المشتتة التي زاد معدل دقاتها عن ذي قبل

لجهلهم بما هو مخبئ لهم يسفر عن وجه لا يعرفوه

هل سيكون لهم اصدقاء هل سيكون لهم معرفة باي احد ..وهكذا تحاول الام جاهدة ان تجد لهم سبيل ا

الحياة ,, ولكن من سيسكن روعها وهي ايضا اشد قلقا من الجو الجديد ..هي لن تشكو من قلة المصاريف

ولن تغضب ثانية من عدم تلبية مطالب الفم

والملبس والسكن الفخم والحياه بعد ان فتحت ذراعيها وخزائنها لتغدق وتروي ظمئ لم ترتوي به بعد من

اثار الفقر الذي غمست في اتونه وانطفئ بالمجئ الي هنا ..ولكن لم تدرك ان بعض المشاكل التي كانت

تعاني منها ضئيل الحجم جدا بجانب ما تعانيه الان وهي بعيدة كل البعد عن الوطن .. اين الاب ؟ انه بعيدا

عنهم مشغول غارق كعادته في البحث الجديد لن تتغير ابدا

حاجته الي البحث لا تشبعها مكوثه ليلا ونهارا ..صحيح هناك امورا اختلفت كثيرا عن سابقته .. الاموال

الغزيرة التي تنفقها وتستثمر بعصها رصيد المال كل يوم يزداد غزارة عن ذي قبل ، وتغير الوضع للافضل

بعد ان اصبح لديها رصيد مالي كبير

..في شهر واحد ..ادخرت ما تنفقه في اربع او خمس سنوات ..وتمني النفس بالمزيد ..


كبر الاولاد في هذا الجو المشحون بمتناقضات الفرح بالغني المادي والتعاسة الروحية ..ورغم حبهم

لابيهم الا انهم يدركون

كيف جني عليهم بان تركهم بلا اصدقاء .. وتحولت حياتهم الي غربه لعدم وقوف احدا بجانبهم

صحيح ان اصدقاء ابوهم كانوا يحاولون جذب اهتمامهم الا انهم لم يرضوا بديلا عن ابيهم .. ورفضوا أي

محاولة ليجذبهم احدا الي ناحيتة .. رغم ان د هشام اخبرهم انه يغار ولا يريد لاصدقاءه ان يذهبوا الي بيته

وهو ايضا لايتصل يصديقه الا بعد ان يخبره بانه سيتصل به من الساعة كذا الي كذا .. فهو يدرك ان تغيبه

ليس بالامر الهين .. وان تغيبهم ايضا ليس منه سبيل

انهم يعرفون بعضهم وادركوا انهم يعرفون هذا من اجل .. د هشام ..هو سعي لكثير منهم ان ياتي الي

حيث الغني وله الفضل


في ذلك وهم يعلمون انه لايريد لهم الا الخير ولم يحدث ابدا ان اتصل باحدهم دون ان يدري ولم ياتي

الي بيت احد دون ان يدري و يحترم اصدقاؤه جدا فعرفوا ذلك منه فلم يشذ منهم احدا

كبر الاولاد وتخرج بعضهم من جامعات البلد المضيف لم يدفع د هشام مليما في تعليم الاولاد .. الخدمات

الجليلة التي اداها د هشام لبلده الجديد لاتعد .. اثارا من الزراعة الضخمة في البلاد ينمو .. سلالات ضخمه

من النبات تظهر بالاسواق .. اشجار

زينة تغدو املا في خضرة دائمة وروائح عطرة .. تفتح مجال البحوث لياتي بالمزيد من العلماء العرب الي

دول النفط .. ليس

النفط فقط هو الناتج المحلي للدول العربية .. كوكبة جديده من العلماء العرب تنضم الي د هشام في بعث

الا مل الجديد في لم الشمل المتبعثر علي امل ان ينهض الجسد الواهن من التراب .. اثرا ضخما من

الطين الذي لم يزل يتنفس في الوجوه



000


تخرج عصام من الجامعة حاول ان يعمل مع ابيه ..فشل ولا يدري لماذا فشل حاول ولم يوفق في النجاح

..ساعده والده ان ينجح لكن اسباب النجاح لم تكن موجودة عنده

واحسان فرغم الهدوء في شخصيتها الا انها لاتعرف سبب ميلها الي العزلة ورغم تخرجها من الجامعة

بتفوق تريد ان تكون ربة منزل .

ومني البنت التي تخالف كل الموجود بالمنزل ..مرحه ..خفيفة ..تملا البيت بالكلام والاحاديث

عما يحدث لها بالمدرسة وفي الطريق ..وتزيد البسمات في كل ركن بالمنزل فجمالها الاخاذ اعطاها نوعا

من الثقة الممزوجة بشئ من الغرور ورغم كونها

دبلوم تجارة ومتعسرة في التعليم تريد ان تكون صحفية ..واختصرت هذا الطريق من ناحية صديق ابيها

الذي يعمل رئيس

لتحرير احدي الصحف وكان عملها تدوين نشرات اخباريه مقتطفه لتدون بالصحيفة ..فكانت تعترض علي

عدم وجود اسمها مع النشرات . بعض الزملاء يمدون لها يد المساعدة في تعليمها كيفية تحرير المقالة

واسلوب الكتابة

اما خالد الذي تخرج من معهد السينما ببلده والذي يريد ان يكون مخرجا رغم عدم وجود الموهبة او حتي

ثقافة ..الا ان الظروف ساعدته بشكل مؤثر ان يعمل مع مخرجين جيدين ..وتحمل كثير من الضغوط منهم

لما يوكلونه من اعمال ليست في الاخراج


اما رجاء التي نجحت في الثانوية العامة بتفوق تود ان تكون دكتوره ..ورغم انها كتبت في بطاقة الرغبات

هذا الا انها اثناء


توجهها لتقديم الاوراق حولت مسارها الي معهد التمريض ..فقد علمت ان مرتب اثنان من الاطباء لا يوازي

مكافاة ممرضة وهي في اثناء التدريب

هذه هي المشاكل التي يعاني منها د هشام الذي صدم في غالبية اولاده ان لايكون لديهم المستقبل

الذي يوده لهم

وجعل يسال نفسه كيف وصلوا الي هذا المستوي الضحل من التفكير .. بنت واحدة فقط من الاولاد ورغم

عدم وجود المؤهل

لديها هذا الطموح والاخرين هكذا بلا أي طموح .. هل بعده عنهم ولد لديهم الاحساس بعدم عدالة قضيتهم

وانهم يبحثون عن


سراب وان ما يبحثون عنه حتي لو كان بين ايدهم هو بعيد ..انه يبحث عن النبات ويستنبط سلالات جديده

..لماذا خاب زرعه هو

..لماذا فسد ما طرحه من ثمر وضل الطريق الي الارض ..لماذا لم يتركهم يتخرجون من الجامعات هنا في

البلد الام لا يعرف ..لايعرف ..لايعرف


000


الباب الثالث


يتقدم لخطبة احسان سواق ميكروباس ..تخرج من كلية الهندسة قسم حاسب الي .. مكث ينتظر العمل

بشهادته لم يجد

لانه ليست لديه المؤهلات المادية ليعمل في مجال شهادته وجد فرصة العمل اخيرا علي ميكروباس

..شوارع البلد تبتلع امواج

ضخمة من الناس من كل مكان .. ومؤهلات ..مع تصميمه ان يكون لديه ميكروباسه الخاص عمل لمدد

طويله ليشتري

ميكروباس قديم بالتقسيط حتي ينتهي من ثمنه ليبيعه ويشتري اخر جديد بالتقسيط ايضا ..لديه الطموح

ليكون لديه اسطولا من الميكروباسات ..هذا الطموح الغير مستحيل ان لم يكن سهلا جعله يتقدم الي

احسان رغم انه يعرف من ابيها .. يتقدم لمني مدرسا بالجامعة تلبث معه بضعة اسابيع لتكتشف انه بلا

طموح يريد ان يكون استاذا جامعيا فقط وهذا كانت

تعتبره قمة الفشل ..لان الجامعة بالنسبة لها تعليم بلا أي مردود مادي .. لافائدة مما يقدم بها ..تخرج

عاطلين ..وتدرس لشباب

بلا أي طموح ..تلقي بالاف سنويا الي الشارع .. واستاذ الجامعة يدرس علوم ما قبل التاريخ نظريات

مريضه في مجتمع الماموث

كانت قد كتبت هذه الكلمة في احدي نشرات الاخبار ولم تعرف ما هي حتي دخلت علي النت فعرفت انها

.. ماقبل التاريخ ..


تفسخ خطبتها منه .. يخطبها زميلا في الجريدة التي تعمل بها وتفسخ مرة اخري ..ترتبط برئيس التحرير

ويتم خطبتها له

..صعود لها متدرج في الصحيفة .. بضع مقالات تنشر باسمها ..تضع قدميها علي طريق رسمته بدقة

لنفسها ..هي تريد هذا

الطريق لن تحيد عنه لانه سيوفر لها فرصة ضخمة لان تصعد الي بعيد ..ابيها رغم شهرته في المجال

البحثي الا انه بصعوبة

بالغة يعرفه القلائل من الناس .. لن تحاول ان تكون مثله يضع نفسه لخدمة الناس ماذا اخذ منهم يعمل

في صمت ماذا استفاد ..

المال الذي اكتسبه من سفره وانتقاله الي بلد غريب .. اصبحوا غرباء في وطنهم بسبب ابحاثه .. هي لن

تستسلم بسهولة مثله ..

اما خالد وبعد ان تخرج عمل مع مخرج جيد استطاع بعد جهد شديد ان ياخذ منه الصنعه في الاخراج .. لكنه

لم يرسم

لنفسه بعد الطريق ..تبع هذا المخرج كثيرا حتي تعود علي اسلوبه ..ولم يكسب منه مال كثير .. تحول الي

مخرج اخر اسلوب

مختلف عن كيفية صناعة الفيلم .. معاملة الممثلين وتحريكهم .. اخيرا سنحت له فرصة اخراج بقية فيلم

عندما مات احد

المخرجين ولم يجدوا مخرجا يتحمل عمل لاخر .. اقنعهم خالد باكماله للعمل .. فرصة جيدة لن يتركها ..اخرج

ما في حصالته

من افكار ..ومع ما في راسه من الرتوش والمعالم ..حاول ان يخرج ..ومع ما في الفيلم من عيوب

..وسطحيه ..وغباء ..وندرة

فكر .. فوجئ المنتج الذي فقد الامل في نجاح الفيلم او حتي جذب أي جمهور رغم وجود اسم المخرج

المتوفي علي الافيش

..وفوجئ الممثلين بان الفيلم يحقق ارقاما خيالية في المشاهدة ..وان الجمهور مولع جدا بالفيلم ليحصد

ايرادات خيالية ..
وجذب اخيرا خالد زناد الفرح اليه ليصيب اهدافا كان يتمني ان يحقق ولو القليل منها

ورجاء مشكلة المشاكل توشك ان تكون انجح اخواتها ماليا لانها قطعت الطريق من منتصفه واوصلت

الليل بالنهار

تخطط للغد في البحث عن مزيد من الاموال من مستشفي خاص الي اخر الي اكثر اموالا ..حتي توصلت

في احدي المستشفيات

ان يعطي راتبها بالدولار وبقدر ما كانت تاتي بحالات الي المستشفي الخاص كان الراتب مضاعفا ..

اول الامر كانت بمستشفي حكومي فلم ترضي بقروشه فما كان منها ان وطدت علاقتها بالاطباء فيه

والممرضات فكانت

تصرف مرتبها كله في الهدايا لتزيد من ارتباط الاطباء والممرضات بها الي جانب ان بعض الجمال الذي

ارتسم علي وجهها اضاف اليها العدد الضخم من المقربين .. بكافة اقسام المستشفي حتي المدير ..

كانت تتعرف علي الحالات الميسورة الحال التي لاتثق في المستشفيات الخاصة فتقنعهم بمدي الرعاية

والاهتمام هناك انهم سوف يلقون المعاملة الحسنة فيها ..وكثير ما تعرضت

لمشاكل الا ان شخصيتها القوية جدا منحها فرصا كثيرة
زين العابدين عبد المنعم



جلس مصطفي مع احسان .. اول مره يخرجا فيها الي احدي المحال العامة ..ومع التحفظ في الحديث اول

مرة الا ان مصطفي يعرف كيف يدير حوار يديره يوميا للزبائن

: تعرفي احسان انا كنت خايف اوي لاحسن ابوكي يرفض الارتباط ..او الخطوبه وخصوصا انه معروف

للناس مين هوه


: الا دا بابا رغم انه معروف الا انه حنين وما يعرفش انه يتكبر علي حد .

: الحمد لله انه وافق

: الحمدلله

لم يجد مصطفي كلاما يقوله .. الاانه تشجع اكثر فسالها

: رغم انك متفوقه ازاي قعدتي في البيت

: هوه انت حتحاسبني من دلوقت

: لا والله انا بس مستغرب ازاي وبسال بس

: اصل انا يظهر اني بحفظ كويس عشان كده عرفت ازاي انجح بتفوق

: حفظ بس

: ايوه ..غالبية الكليات عندنا ممكن تنجح بكتاب الاستاذ واذا حاولت تفكر ..يبقي نهارك

مش ولا بد ضحكا سويا فزالت سدود بينهما

: تصوري انا عمري ما عرفت احفظ ولو اني كنت باحب احفظ شوية شعر عن احمد فؤاد نجم .. وامل دنقل

..وفؤاد حداد لكني تبت الحمد لله ولن احفظ او اقرا أي شعر بعد الان :

: ليه هوه الناس دي وحشه دا احنا نتمني نقول زيهم .

: : مش همه اللي وحشين بس سواق ميكروباس يعرف في الشعر دا كبيره يعرف ..حبه فوق وحبه تحت .

وضحكا مرة اخري

وقالت: لا والله لازم تكون فيه حاجه حلوه في حياتنا .. مش كله لقمة العيش بس

: ياه والله انا نسيت اني قاعد مع بنت د هشام

: بابا دا فيه حد زيه .. نظرت اليه ثم اضافت .. انا طبعا زيه ياريت

: مافيش حد زي التاني ولو اني عايز ابقي زيه فعلا

تعرف هوه اداني حلم اني ازاي احب واعيش واتنفس حتي:

: طب .. طب .. ولا بلاش

: ايه فيه ايه ؟

: اصل ما فيش واحد فيكم زي ابوه .. ويمكن زي ما تكونو بتكرهوه

: نكرهه ..طب بعد ازنك .. واخذت حقيبتها واوشكت علي مغادرة المكان :

امسك يدها وحاول ان يهدئ منها ..جلست وهي تكاد تبكي قال

: شفتي ما انت قلتي قول وما تخافش

: بس انت كده غلطت .

والله انا بحب ابوكي اوي وما تعرفيش اد ايه رفعني لما وافق علي الخطوبه رغم اني مش:

: برضه ح تقول مش .. ياعم خليك في التفاح

وضحكا

: انتم غرب خالص .. رغم انكم متضايقين بتضحكوا

: شقت ابويا حلو ازاي

: هوه حلو بعقل دا رهيب ( وهو ينظر اليها وهي تشيح بوجهها خجلا ) .. اصل انا متعجب ما فيش حد طلع

زي ابوه ..رغم ان كل واحد في البشر مختلف عن التاني الااننا جميعا نشترك في حاجه واحده اننا بنطلع

زي ابونا .. وانتم مختلفين

: يمكن عشان ابويا مختلف .. فيه حد يعمل زيه ..فيه حد يبقي شغال عشان غيره:

انت مش ملاحظه حاجه اننا طول الوقت بنتكلم عن ابوك:

: بكره نتكلم عنك . هه.. هه

: وبكره ليه ما احنا فيها

: انت تعرف انا كنت عايزه واحد يكون ليه في الشعر والادب لكني كنت حالمه لاننا في ايام هلس كل

حاجه هلس في هلس

: انت كنت شغاله سواقة ميكروباس قبل كده ..

: لا اصل الكلمه دي بتاعة ابويا وبيستخدمها كتير ..

: اصل انا كنت اشتريت .. ومكث يحكي لها عن عمله وقصة شراؤه للميكرباس والقسط..واحاديث الناس

داخل الميكروباس



000


بعد ان اخذت منه ما كانت تريد بوضع اسمها في كثير من المقالات والموضوعات وقد انتهت منه نفسيا

وفكريا ..حتي لم يعد له وجود في تفكيرها قالت مني لخطيبها رئيس التحرير

: ممكن تكون الخطبه عقبه في طريقك وخصوصا ان بعض الزملاء يتصيدون ليك الاخطاء وبيحاسبوني انا

عليها ..


: انت مش عايزه الا انك تكوني رئيس مجلس الادارة الجديده

: لا انا حاسه اني مش عايزه دا

: امال عايزه ايه

: مش عارفه

: انا من رايي اننا نفك ارتباطنا ..الخطوبة ..علي الاقل حتي يعرف كل واحد منا هوه عايز ايه بالضبط

: انا عارفه

: لا اعتقد انك عارفه أي حاجه ابعدي عن شهرة ابوك وانت حتلاقي نفسك ولا حاجه ..

: انا ولا حاجه ..

: لاسف ليس لديك أي ثقافة او أي نوع من العلم ..من فضلك اتعلمي .. اتعلمي ..

: يعني قصدك ايه

: لا مافيش ..يظهر ما فيش فايده

: ازاي انت تهيني بالشكل دا

: امال انت عملتي ايه

: انا .. انا باستخدم حقي اني ارفض علاقه ح تضر اكثر مما تنفع

: خلاص الموضوع انتهي لحد كده .. مع السلامه

واعطاها ظهره .. لقد نجحت هي في ان تتخلص منه وهو يظن انه هو الذي تخلص منها .. ولم تمكث

بالجريدة بعد ان وضحت

حكايتها وعادت مرة اخري الي الظل لتكتب النشرات الاخبارية دون وجود لاسمها .. فسافرت الي ابيها

عندما عرف بقدوم ابنته ترك المعمل ليستقبلها رغم ان البحث الذي يعمل عليه سوف يحدث له نقله علمية

خطيره باكتشاف

كيفية قصر عمر أي نبات للاثمار وهذا البحث كان نتيجة عمل اكثر من خمس سنوات متواصلة حتي ان

احدهم حصل علي

الدكتوراه علي يد د هشام في هذا الموضوع الحيوي من ابناء الخليج وقد ظهرت له نتائج مبهره لم يتوقعها

د هشام هذه الافكار

ظلت ترواده وهو في الطريق الي المطار .. تري ما الذي اتي بها .. هل تم فسخ حطبتها كالعادة .. هذا

هو التاثير الضار الذي تركه في احدي ابناءه

كم يندم علي عدم تفرغه لتربيتهم فكانت هذه هي النتيجه .. ماذا يفعل لها .. ايقدم لها النصيحة مثل كل

مرة ان تختار جيدا قبل

ان ترتبط بعلاقة خطبة توشك ان تنفصم ..وحتي قبل ان تبدا ..ربما الحل موجود ولكنه لم يفكر به بعد

..عندما راها وجد شيئا غريبا

لم تبتسم هذه المرة لرؤيته وجرت نحوه وهي تبكي .. وهو يهدئ من نفسيتها المضطربه ..ويسالها

: فيه ايه بكره كل شئ يتصلح .. والناس من حولهم لا احد ينظر كل في طريقه

اكمل : فسخت الخطبه مش كده .. نظر اليها واكمل .. انا عارف .. انا عارف

لم تنطق وهو يتكلم ومسحت دموعها وقالت : معلهش انا دايما باشغلك ودي اخر مره اتخطب فيها

: انا كان نفسي اشوفك من مده ..ياه وحشتيني..واحتضنها ..وهم بشارع المطار :

: : وانت يابابا وحشتني اوي .. انا هنا لاني بامر بفتره نفسيه صعبه وقلت لنفسي يمكن بابا يكون الحل

: انا مستعد اسمع:

كانا قد ركبا في السياره ودخلا

: : انا مستعد اسمع .. كررها

: : انا مش عارفه عايزه ايه ..فسخت خطوبتي لرئيس التحرير

: تصوري ان دا اول خبر حلو اسمعه من مده كبيره:

: : ياه معقوله انت كنت رافض للخطيب دا علي كده انت مش زعلان مني

: : طبعا زعلان لان دا رابع خطيب ..يابنتي العمر بيجري ..والانسان مش حقل تجارب لنفسه

: دا انت بتاع التجارب يابابا

: انا عايز اشوفك عروسه

: قريبا

: يعني ما فيش فايده برضه قريبا..وامتي

مش عارفه لكن لما يكون فيه واحد خامس ح اقولك يمكن يكون الاخير:

ياريت:

: : انا لازم اشتغل

: بكره اشوف ليكي شغل

: معقوله بالسرعه دي

: امال ايه ..انا بقالي هنا اكثر من خمسة عشر سنه مش ح اعرف كام صحفي

اتصل من محموله ليسال عن جريدة الحدث جريده واسعة الانتشار ليرد عليه رئيس التحرير ويرحب ب د

هشام واخبره بالبحث

عن وظيفه لابنته تحت اسم التحرير وان يعمل ليها اللازم .. من بكره او أي وقت يحب ..وبعد انهاء المكالمة

قال

: بكره سوف ياتي احد اصدقاءه وهو عارفك ح يعينك في الصحيفه اللي انت عايزاها بس بشرط انا قلت

لهم ان يختبروكي


..مش عندك خبره ولا .. ولا اييييييه ( ومد في كلمة ايه )

: يعني .. فيه خبره لكني مش مستعده بكره .. ولا بكره بكره مش مهم ..المهم اني اطلع من الحاله اللي

انا فيها

: صح هوه دا اللي انا عايزك تعمليه .. تطلعي من الحاله اللي انت فيهاوبسرعه

في اليوم ذهبت الي الجريدة ..رئيس التحرير نظر اليها .. ادرك انها مثل ابنته صغيرة في

السن .. جميله جدا.. وسال نفسه معقوله هذه ابنته د هشام .. انه في وقت ما عندما راه منهمكا في

المعمل .. ظن ان اولاده سيكونون مجموعة من القرود مثل التي يجري عليها التجارب ..ولكنه سوف يدعها

تفعل ما تريد .. لا يريد ان يحتك بها ..صاح بها فجاة

: انت تعرفين ايه هوه المقال ..

ولكنه ادرك انه اخطا في السوأل ..فصاح بها مرة اخري

فيه مكتب هناك اقعدي فيه واكتبي اللي انت عايزاه :

كان صوته عاليا ..كانما هناك معركة وتشابك بالايدي .. انزعجت منه ..هي لم تحاول ان تفهم شيئا او تقول

أي شئ حتي

لا تثيره اكثر .. هذا ما كان يحدث لها في مصر كانما مجموع الصحفيين علي شاكلتة من الشخط والنطر

وكل ايات الغيظ والغم .. اسرعت الي المكتب المشار اليه واخذت تكتب



000



في نوبة صحيان مفاجئة وجدت ايمان ان اولادها قد اصبح لديهم اعمال عدا.. عصام واحسان فقط معها

..يشعرونها بالاكتئاب الشديد تكلمت مع عصام

: هو انت مش ناوي تشتغل ؟

لم يرد عليها وهو ينظر لها ..يكاد يبكي لايعرف سببا ما لكراهيته العمل او حتي لانه لم يجد بعد العمل

المناسب ..كثير من الاعمال تعرض عليه وهو لايدري ان نصف هذه الاعمال هناك من يريد ان يتحصل علي

ربعها ..كانت الجامعة بالنسبة له محط طموحه وحين انتهت انتهي طموحه هو ينظر الي اخيه في بضعة

اعوام حقق النجاح الضخم ..هو اكثر منه ذكاء واكثر منه طموحا لا يغارمنه ولكن ما السبب في هذا العجز

الرهيب الذي يجده ..اعمال تعرض عليه وهو لايعرف لماذا لايعمل ..هناك حاجزا ضخما لايجد له تبرير ..لم

يحدد بعد ما هو طريقه .. نجاح ابيه اظلم حياته ..هو لم ينجح في بلده ابدا ..ونجح في احدي الدول

الخليجية ..حيث المال يحقق النجاح لماذا لم يحققه هو وحققه ابيه ..كلية التجاره ..بكالوريوس التجاره ماذا

يعمل به الا في بنك او احدي الشركات التي تريد محاسبا يحقق لها معدلات تنمية .. هو لايعرف كيف

يحقق ذلك حتي لايعرف كيف نجح واخذ شهادته .. حتي اخته مني دبلوم تجارة انجح منه ..علي الاقلعملت

في اكثر من جريده اسمها ليس معروفا ولكنها اتخذت طريقا ما وهو فاشل بامتياز .. عاد الي صوت امه

وهي تعيد عليه السؤال

الام: انت مش ناوي تشتغل ؟

عصام : انا حاسس اني ..اني ..عا ..عاجز

الام : معقوله وابوك د هشام

صرخ فيها : انا مش عايز اعرف كل شويه اني ابن د هشام ..مش عايز اعرف ..مش عايز مش عايز ..

الام : انت ازاي بتكلمني ياواد كده

عصام : معلهش اصل انا ..اصل انا ......ثم سكت ولم يتكلم

احتضنته الام وقالت له : لازم تحل مشكلة نفسك لازم توجد الحل ..والا ..والا

عصام : انا عارف ح ادخل مستشفي المجانين


الام : لا ابدا مش كده .. انت عارف اني باحبك ..ولازم تشوف أي حاجه ..مفيش صديق ليك تشكي ليه ..

عصام : احنا ياماما لينا اصدقاء ويادوب مخلصين الكليات كمان هناك .. ولسه عايشين هنا من كام سنه

بس ..مافيش اصدقاء حتي في الجامعه كان هناك اصدقاء تركتهم ..

الام : معلهش فيه امل بس حاول ..حاول ..انت لازم تشتغل ..لازم يكون هناك مستقبل ..لازم يابني لازم

..دي مسألة حياه او موت ..مش هذار

عصام : يامي انا فشلت في محاولتي

الام : انا كنت في البلد هناك لقيت نفسي فاضيه عملت مشروع باستكمله هنا..وهو مشروع لسه مش

عارفه ازاي اكمله مصنع روائح ..والمصنع دا بيصنع عطور مش موجوده الا بره وثابته بشكل وكمان العطور

دي طبيعيه ..واتفقت معاهم هناك انهم يوردوا الاعشاب ..وبعت ناس

هنا يبحثوا عن الاعشاب دي هنا ..ولسه طبعا انا مش لاقيه حد يدور معايا علي الاعشاب دي

عصام : معقوله ياماما انت كمان لقيتي اللي بسري عنك وتشغلي وقتك ..

الام : مش وقته .. ادخل علي النت وشوف العنوان دا يمكن يكون لقي الاعشاب ديه لانها مهمه جدا

للشغل وخصوصا انا عايزا دا بشكل انتاجي ..

عصام : طب دي مش زراعه ..

الام : ايوه ..ياعفريت ..انت قلت حاجه كانت غايبه عني فين ..ابوك ..شفت ابوك ..بيطاردنا في كل حاجه

عصام : هوه عقدني من شويه .

الام : عيب يابني دا ابوك ..

عصام : انا باحبه ولكنه محاصرني من جميع الاتجاهات ..

الام : محاصرك فين هو ايه علاقتك بيه ..المهم خلينا في موضوعنا

عصام : انا خدت بالي يمكن يكون هوه دا الحل

الام : حاول .. حاول .. ميت مره حاول

عندما اتصل بالانترنت وجد انه تم الحصول علي بعض المعلومات عن وجود تلك الاعشاب بصوره ضخمه ..

بجانب احدي البيوت المهجوره البعيده عن العمار الا انه هناك خفير قد تصدي


لهم ابعدهم عن المنزل مسددا نحوهم بندقيته ..ثم اطلق رصاصتان اطلقوا علي اثرهما السباق للعدو

فرارا منه ..

ظل عصام يضحك علي هذا الموقف ولكنه استدرك ليستفسر عن مكان المنزل لعله يفعل شيئا كما قالت

له والدته ..وان يحاول ..

ذهب الي المنزل وكاد يتوه الا انه شدد في الاستفسار مرة اخري ليجد البيت علي مسافة بعيده

من الطريق العام ..داخل الصحراء ..

طريق ترابي طويل حدد له المشوار الصعب لا وسيله للمواصلات الا بضغط من عصام لاحدي السائقين

للتاكسي ومبلغ ضخم .. اول مرة يحاول ان يفعل شئ ..حياته السابقة كانت مجموعة من التجارب الفاشله

..ومع كل خطوة يمشيها اليوم يبتعد عنه شبح السقوط ..

التقي مع الخفير رجل جلف لا اسلوب يجدي معه .. ولكن عصام التمس طريقة ما حاول ان يجربها معه ..

ساله عن حاجته الي السجائر وافق ان ياخذ سيجارة ..ساله عصام عن عمله هنا وماذا يفعل في هذه

المنطقة المهجوره ..لم يكن الرجل متجاوبا في اول الامر حتي وجد طريقا اخر للرجل ..ساله عن بلده

فاخبره عنها ..وما لبث ان ضاق ذرعا حتي صوب بندقيته الي عصام اعتذر له بانه سوف يرحل .. صاح

الخفير : ارحل من هنا والا

عصام : اهدئ .. اهدئ

الخفير : انا زهقت كل يوم ناس ييجو عشان البيت ..مافيش حد يقدر ياخد البيت ...وهو مصوب

بندقيته الي عصام

عصام : بيت ايه يارجل انا بسالك عشان عايز حتة ارض هنا ..وكان ليك مبلغ كبير بس اعرف

هيه فين ( عندما سمع الخفير عن المبلغ خفض بندقيته واستمع ) ..ممكن اشتري هنا الارض

الخفير : مافيش ارض هنا .. الارض هنا كلها متباعه ( وصوب بندقيته مرة اخري )

عصام : طيب طيب انت اشتغلت تاني ليه ..هوه انا قلتللك حاجه ( تكلم وهو يتراجع ) ومع كده انا برضه فيه

مبلغ كبير ..ادخل يده في جيبه.. ما تخافش انا ح اطلع ليك الفلوس ..واخرج رزمه ماليه خد

الخفير : طب وانا ح اعمل بالفلوس دي ايه ..


عصام : تعمل ايه يعني ايه ..فيه ارض هنا اكيد بعيد عن هنا وانا بديك الفلوس دي عشان تدور علي الارض

دي ارجوك انا عارف انك ممكن تلاقي لاني محتاج ليها اوي

زين العابدين عبد المنعم



في خطوه رهيبه صاح الرجل فيه بالرحيل وانه سوف يطلق النار ولن ياخذ أي عقوبه لانه يعمل عند رجل

واصل ..ثم انه كان يدافع عن نفسه .. وقال له عصام ايضا انه ابن رجل معروف وسوف يشتري ارض وان

الفلوس التي اعطاها له من اجل الارض ثم اضاف للخفير والراجل دا اسمه د هشام ..حتي يكون فاكرا

لذلك ولا ينسي

صاح الخفير ووقع علي الارض وهو يقول له انه كاذب ولن يصدقه ..اخرج عصام البطاقه بل واخرج صوره

لابيه حتي يتاكد من قوله لانه لابد لهذا الرجل ان يعرف صورة ما لابيه نزلت في صفحة جرنال واطلع عليها

..الا ان هذا الرجل الجلف ..ربما لن يري ولم يري غير عالمه الفارغ ..احس عصام ان هناك شيئا غريب

يحدث ..الرجل عندما وقع علي الارض لم يقف ثانية وهو يتكلم مش حصدق ..مش مصدق .. وقال هذا

الرجل

: يعني انت ابن د هشام .. يعني معقوله

عصام : وايه عرفك بدكتور هشام..اه ..اه افتكرت انا قلت لك عليه

الخفير : ( وهو علي الارض وعصام يحاول ان يساعده ) ازاي ..دا حتي لم يقل لي ان عنده اولاد

عصام : انت بتتكلم علي ايه ؟

الخفير : علي د هشام ياجدع .. د هشام صاحب البيت والارض دي

عصام : يعني الارض دي كلها مللك بابا

الخفير : بابا ايه هوه انت ابوك د هشام

ضرب عصام راسه بيده ونفخ وهو يردد : معقول ..معقول ..هوه لسه مافهمش لحد دلوقت

الرجل لم يصدق ان د هشام فجأة له اولاد كبار بعد هذه المدة الطويله من السفر وياتي الابن ليقول ان

هذه الارض ارض ابيه وانه بمنتهي السهولة من المفترض ان يصدق

تركه عصام وهو يقول له ان يتصل بابيه وسوف يحدثه عن اولاده




000



الباب الرابع


رن تليفون المحمول للوالد في البلد الخليجي ليخبره ان رجاء قد تمت اقامة دعوي عليها لانها سرقت

احدي الاعضاء اثناء اجراء عملية لمريض يشكو من الزائده ..وبعد ان شفي فوجئ بعدم وجود للكلي

اليمني وبعد اخذ الاشاعات التي تثبت ذلك اقام دعواه ، وقد تم العثور علي ادلة تفيد انها تتاجر في

الاعضاء البشرية من الكلي الي الكبد الي العيون حتي القلب ..ولم يكن لديها أي

معلومات عن هذه الدعوي ضدها ..هي متاكده ان شيئا ما سيحدث ..نجاحها الدائم لابد ان يكون له اعداء

..شخصيتها التي فرضتها علي الجميع حتي علي بعض الاطباء اوجدت لها عدد ضخم من الاعداء وكون

اموالها تضخمت بشكل رهيب

هي تعلم ان هناك من سيوقف هذا الزحف نحو القمه بالنسبة لها ..ركزت مجهودها الماضي في اخراس

الافواه التي تتحدث عن علاقتاها المتشعبه

عندما علم الاب والام والاخوه بهذا الامر ..كان صدمة عنيفه للجميع .. احست الام انها قد فرطت في تربيهم

وهم اطفال.. ولكن في بارقة امل تجمعت الاسرة من جديد اول مرة منذ سنوات

لم يكن لهم أي منهم يجلس مع الاخر لان الوقت يداهمهم جميعا حتي الام ..

وفي سراي النيابة تجمع الاخوه لم يستطع المحامي ان يفرج حتي بضمان مالي عن رجاء

وتم حبسها علي ذمة تلك القضية ..التي اصابت الجميع بالذهول .. تركوا النيابه ولكن مع اتصالات د

هشام وفر لها جوا مستقرا حيث لم يتم حبسها مع المجرمين والمحبوسين احتياطيا

بل تم توفير حجرة خاصة لها وتوفير خادمة لها ..

مرت اربعة ايام كدهر .. في الجولة الثانية استطاع المحامي الافراج عنها بكفاله ومع تضارب اقوال

زميلاتها والزملاء استطاع المحامي ان يؤسس لدفوع قويه استدعت تشكيك النيابة في درء جانب خطير

من الاتهام وتبقي جانب اخر لم تصل فيه بعد النيابة لجانب اليقين .. الا انه مازال هناك ترجيح في ارتكاب

الجريمه ..ومع الشك واليقين رجح الشك في الافراج عن المتهمة ..


بعد ان راها الاخوة وهي في الاصفاد .. وقد امر احد الضباط بفك القيود للتحدث مع اخواتها

وقال عصام الم تتحدث النيابة بالافراج من سراي النيابة


قال لهم المحامي انه مالم تكن محبوسة في قضايا اخري وعلي ذلك يجب ان تذهب الي القسم لتتم

تلك الاجراءات هناك

قال د هشام: يعني النيابه هيه السبب في عدم تنفيذ أي قرار ليها الا اذا

قال خالد : يعني النيابه في مصر نيابة الا اذا

المحامي : دي قوانين يااساتذه

قالت مني : قوانين الا اذا

قال عصام : يعني الانسان يموت ويعيش لان البلد كل حاجه فيها ومجلسها التشريعي مجلس الا اذا ..

المحامي : المهم دلوقتي انه افرج عنها

الوالد : الحمد لله

ركبوا سيارة الاب وراء سيارة الترحيلات

وفي القسم وبعد اخذ البصمات والتاكد من كل شئ وانها ليست مطلوبه في أي قضية افرج عنها

هذا القرار من النيابة يطعن في مصداقية مؤسسات الدولة كلها في مقتل كيف لكل الناس ان يكونوا

متهمين في قضايا اخري دون ان تتحرك الجهة المنوطة بالقبض علي صاحب القضية

وتترك الجاني وهو متهم دون اتخاذ أي اجراء ..كما وانه من المفترض ان يكون هذا الاجراء من النيابة يدل

علي ان كل المواطنين متهمين في قضايا اخري ..وان الرافد الجميل ان كل متهم برئ حتي تثبت ادانته

ماهو الا خزعبلات تتشدق به الدول لتحقق به سادية حكامها انه يحكم مجموعة من المجرمين ..عداه طبعا

اخذ الاب يحتضنها ويقبلها وكذلك اخوتها وما بين الدموع والاحضان صار هناك شيئا يجب ان يتوقف ..

قال الاب لرجاء : انا خايف عليك ..( وبصوت حاد اضاف ) يجب عليك ان تتوقفي عن اسلوب حياتك لاني لا

اظن ان المحاكمه سوف تبرئك ..وانت تمارسين عملك كالعادة

قالت رجاء : يابابا انا من المستحيل اني اتغير ( تبكي واخواتها ينظرون اليها والام تبكي ايضا)

واكملت دا شغلي ولايمكن اتركه لمجرد اشاعه

الاب : اشاعه ..بيع الاعضاء وزرع اخري لناس وخطف اجزاء من موتي ..واهل الموتي الذين اشتكوا


رجاء : لست انا الطبيب مسئول ..هذه الاجزاء والاعضاء الماخوذة لابد من وجود طبيب جراح هو اللي زرع

وهوه اللي مارس عملية السرقات انا بريئه ..بريئه ومش ممكن اعمل كده

قال عصام : صحيح ازاي ممرضه ممكن تتهم باتهام زي دا خصوصا ان فيه طبيب لازم طبيب يزرع الاعضاء

ديه

الاب : وانت مش عارف ان اضعف شئ هوه اللي بيشيل الموضوع ..فيه دكتور كبير هوه اللي معروف .. اه

بس انا ح احل الموضوع .. ( اتصل بالمحامي ) وقال : فيه حد ممكن يعل شوية استخبارات يعني زي

محقق من الباب

اضاف : ايوه ياريت بكره .. ثم قال ..بكره بكره ..ولا ممكن دلوقت ..قال : ماشي بكره واغلق المحمول

اتجه الي الاولاد يالحديث : انا اتكلمت مع المحامي انه يدور علي مخبر يعني من الباب مش رسمي ودا

ح اقوله انه يدور علي الطبيب دا ويجمع شوية معلومات عنه يعني حاعمل حفره ليه ولازم يكون فيه حاجه

عنه ..عمليات مشبوهه اجور لناس مشوهه حاجات زي كده

عصام : بس فيه اتهام ..والاتهام دا لابد انه كان هناك دليل عشان تتحرك النيابه .

خالد : وكمان هناك من حرك الدليل دا عشان يبقي متلبس بيكي حتي لايكون هناك احد غيرك ضده الدليل

دا

مني : يعني فيه حد من مصلحته انك تلبسي فيها ..وعشان سرقة الاعضاء اصبح منتشرا لابد من وجود

معلهش .. يكون فيه كبش فدا ..

رجاء : بس الناس بتحبني لاني مشبعاهم كويس

مني : الحقد يااختي ولا نسيتي ان احنا بشر ..فينا كل العيوب ورغم ان فيه حد بيحسن لينا يبقي دا اول

واحد نضره ..

رجاء : بس انا لم افعل تلك السرقات لسبب بسيط جدا اني لم ادرس التشريح وكمان فيه اطباء معروفين

بالاسم ومع كده لم يتم استدعاء أي منهم للاستفسار منه .. لماذ لم يتم التحقيق معهم رغم ان فيه

شبهات قويه انهم بيقوموا بالعمليات القذره دي .. لان هناك نقابه تدافع عنهم وحتي في الغلط اما احنا

الممرضات فلااحد يهتم بالدفاع عنا

الاب : مش كان ممكن تكوني طبيبه وانت اللي رفضتي


رجاء : ولازلت ارفض ..هوه عشان اللاقي اللي يدافع عني ابقي مثلهم ..دي حاجه غريبه ازاي يتم

التحقيق مع فرع ويترك اصل المشكله

قال خالد : طب الاتهام

رجاء : ده لعب عيال كل ما هناك ان خلاص جه وقت الجد انا عندي اوراق تثبت تورط كثيرين في الموضوع

دا ولست انا فقط .. يظهر

قال عصام : معني كده انك مشتركه معاهم في اللعبه .

قالت رجاء : انا مجرد ترس في عجله بتدور ..ولابد ان تدور .

الاب : لكنها تدور علي رقاب الناس

عصام : ازاي يكون المنطق انها عجله وهيه اعضاء بشريه اخذت من اصحابها ..وليست عجله من الممكن



ان تلقي في الشارع اما اعضاء البشر ازاي يكون فيها لعب

خالد : انا لااعرف ازاي يكون وصلت بالناس انهم يعملوا كده ويناموا .

الاب : دول ليسوا بشر ..ازاي الانسان ياخد كبد ولا كلي اخر او يسرقها وربما يقتل لياخذ

رجاء : المساله مش زي ما انتم متصورين ..دا لازم يحصل عشان فيه فقير وغني ..الفقير عنده الصحه

والغني ماعندوش وهو محتاج كلي ولا كبد ولاقلب حتي يعني لازم واحد يموت عشان هوه يعيش ..وعندنا

الناس ملهمش قيمه حتي عند حكومتهم اللي مفروض تدافع عنهم

الاب : بكل البساطه دي نعيش في الحلقه المفرغه ننقذ مين الفقير ولا الغني ..لان المصيبه ان اللي

بيتبرع يصبح مريض هوه كمان

عصام : طبعا ننقذ الغني ونضحي بالف فقير عشان غني واحد ..منطق حلو

خالد : يعني اللي اتبرع ..اللي بيصبح مريض وحتي ان اخد تمن العضو يدخل في عداد المرضي ويمكن

يصرف المال في سبيل العلاج

رجاء : كل واحد مسئول عن اختياره ..ودا مسئولية المتبرع

عصام : وليه نضع المتبرع تحت ثم لايكون امامه سوي ان يتبرع لياخذ الفلوس وهيه اختياره الوحيد

لكننا نضعه امام قدره الذي يراه امام عينه المسكين ..اما الموت او المرض وكلاهما مر .. ياه يارجاء انتي

صحتينا علي كابوس مزعج .. تعرف يابابا انا بحبك اوي لاني للاسف لم اعرف ذلك الا الان ..


ضحك الاب وتعالت ضحكته مع بكاءه اذ لم يدر ايبكي ام يضحك علي هذه المفاجاة ان ابنه يصرح له بالحب

وهو يجد الابنة في القفص سجينه ..

قال الاب وهو يبتسم لعصام موجها كلامه الي رجاء : وليه نضع انفسنا في مسئولية قذره مثل هذا بعد

..وبعد ان ننفي التهمة عن انفسنا نلقيها علي غيرنا ويكون لدينا القناعة التامة باننا براء من هذا وهو دليل

كاف علي ذكائنا لاننا ضربنا كل العصافير بحجر واحد لتقع في حجرنا ..رجاء ارجوك توقفي عن ذلك .

رجاء : اتوقف كيف ..ان كان لي ان اتوقف ما توقفت الان ..بماذا اقنعك ان هذا الطريق طويل قد يكون لي

فيه خطوه ولكن الطريق ليس كله ملكي ..هناك مستفيدون كثيرون سواء مني او من غيري سيفعلون ما

يفعلون بي او بغيري ..ربما لدي شمة ضمير لكن هناك من لاضمير لهم

هل تعرف كم عدد الحوادث التي تدخل المستشفي واحيانا بل غالبا يتم سرقة الاعضاء من اصحاب هذه

الحوادث بعد كده لاني مش موجوده سيتم اخذ الاعضاء من الاحياء المرضي وانا موجوده وبتحصل حاجات

مع قلتها يعني انا لااسيطر علي الوضع كاملا ولان بعض الاطباء اقف ليهم بالمرصاد لاني معروفه ..وبعد

كده لا اهمية ان ادع الامر كله او لا ادعه .

كان د هشام قد توقف عن الحديث لفترة فقد حار كيف يرد وهناك منطق رهيب ضد رايه سواء اراد او لم

يرد ولكن في الاخر كيف يتوجه لابنته بموقف وحتي يمنع عنها السجن وتلويث السمعه .

الاب : مارايك لو فيه برنامج في أي قناه تتحدثي فيها عن تجربة ما

خالد : وح تقول ايه؟

الاب : تقول اللي احنا حنرتبه

خالد : يعني ايجاد راي عام

الاب : ممكن

عصام : ازاي

واخيرا بعد صمت كبير تكلمت الام .. لانها كانت مذهوله ان هذا لم يحدث


الام : يعني انتم كده بتفضحو البنت .

الاب : تصوروا الكلام دا صح ليه لم اخذ بالي منه

خالد: غالبية المجرمين ضيوف القنوات الفضائيه يابابا

عصام : ازاي يابني هوه معقوله الحراميه تستخبي جوه التلفزيون

خالد : انا دارس اعلام فيه اعلام اوروبا وفيه اعلام مصري وعربي في اوروبا مستحيل أي سارق يطلع في

الفضاءيات اما في مصر والعرب الغالبيه ان لم يكن كلهم علي الشاكله دي

فاكر ايام افلام فريد شوقي لما يكون المجرمين في الصحرا ولا الحتت المقطوعه ..اصبحوا الان يعيشون

في الفيلات وفشرم الشيخ ومدينة نصر وف افخم الفنادق مش تقولي نستخبي لا.. دا كان زمان ..


الاب : يعني ايه تطلع ف التلفزيون وتتكلم

خالد : وبكل صراحه تتكلم

عصام : هوه انت صحيح درست العلم دا في الجامعه

خالد : لا طبعا هوه في الجامعه بيدرسوا الا التخلف العقلي ..انا بعد ما تخرجت لقيت الدراسه حاجه والعلم

حاجه تانيه خالص ..

عصام : ازاي

الاب : ايه هوه فيه ايه انتو لحد امتي حتتكلمو عن حاجات كده ..




000



عندما تلاقي مصطفي مع احسان ..قبل ما يحدث لاختها رجاء من مشاكل كان حديثهما هذه المره اكثر

انطلاقا واكثر جراءه

قال مصطفي : علي فكره انا كنت عاوز اقول ليكي عن حادثه حصلت ليه عشان تشوفي سواق

الميكروباس قد ايه بيتعذب ولازم يكون مغيب عن الوعي زي كتير من السواقين المغيبين

احسان : ازاي ..

قال مصطفي : اتذكر في يوم كنت لسه اول دور ويادوب بقول بسم الله اذا بامراة تتحدث بصوت عال مع

اخري بجانبها وتقول : الاولاد دروسهم صعبه اوي ومن صعوبتها الاولاد بتكرهها ررغم ان المدرسين بياخدوا

دروس اد كدا الا ان مافيش فابده مش مفروض ان المدرسه تغير المنهج وتخففه شويه عن الاولاد ..

اجابتها من بجانبها : طب ازاي المدرسه تغير المناهج دي مسئولية وزارة التربيه والتعليم مش المدرسه ..

تدخل رجل في المنافشه: هو فيه تغيير للمناهج صحيح بعدد فصول السنه الاربعه مره صعب ومره سهل

ومره مش مهم وهم بيجربوا في الولاد والاخر العيال تطلع من الجامعه بعد المصاريف والدروس .. بلا أي

مستقبل ..

وقال اخر : هيه الوزاره تعمل ايه دا عدد المدراس اصبح فوق طاقة أي وزاره وكمان عدد التلاميذ اصبح

رهيبا ودي وزارة خدمات يعني بتاخد حسنات من الوزارات الاخري

وقالت اخري: ما هناك وزارات خدمات ومع ذلك فلوسها كتير والحمد لله ولاعشان التعليم لا بيكسب

ولايربح

قال اخر وهو يضحك : التعليم لا يكسب ولايربح دا الاستاذ جاري كان يادوب المرتب ودمتم ولما اشتغل

بالتعليم مجاري فلوس نزلت عليه اشتري قطعة ارض كبيره اخد سلفه من البنك وبناها مدرسه وبعد كام

سنه بقي مليونير عايش في فيلا مع اللي هبروا البلد وهو لسه مدرس وسايب شقته الصغيره جانبي

بيدفع ليها الايجار عشرين جنيه .. وتقولي التعليم ما بيكسبش

قال اخر : يظهر ان العيب مش في التعليم العيب فينا احنا



قلت ساعتها : هوه مافيش حد نازل .. ولم يجب أي شخص

قال اخر : يظهر العيب لافينا ولا فيهم ما فيش عيب خالص لانه اذا ظهر العيب من اهل العيب ما يبقاش

عيب ..

قال مصطفي : احنا اتاخرنا من شويه دا التعليم كان في الثانويه سنه واحده اصبح سنتين ..والابتدائي

ينتهي في سادسه تم الغائها والاكتفاء بخامسه ثم بعد كام سنه زيادة السنه السادسه مرة اخري ثم

نظام التحسين في الثانويه العامه الطالب يمتحن خمسين مره ويجيب مجموع مائة وعشرين في المائه

مافيش مجاميع زي دي الا هنا في البلاد الضايعه

صاح احدهم قف هنا ..انا عايز انزل ..( كان مستعجلا حتي كاد ان يسقط علي الجالسين )

والسيدة الاولي التي اثارت الحديث حانت لحظة محطتها

فقالت : قف ياسواق قف ... وكانت متعجله كسابقها عند نزولها كان هناك مسمار في ارضية السياره

اشتبك مع زيل جلبابها فوقت علي الارض في الشارع مما استرعي معه علو صياح الناس وهاجو وعلي

الصراخ اكثر فاكثر وكادوا ان يفتكوا بالسائق الذي اسرع وخرج من السيارة ليطمئن علي السيدة الكبيرة

ولكنه هداهم علي كره منهم وصاح بهم

قال : ياناس نشوف الاول حصل ايه ليها وبعد كده نشوف ..

قال احد المتناقشين : انت السبب هوه يعني لازم تتكلم وانت بتسوق ..انت المسئول

قال اخر : ياناس احنا كلنا مسئلين لاننا لم ننظر الي الطريق واخذتنا المناقشة يعني احنا لازم نتكلم عن

التعليم ولا ح نصلح فيه ..بلا نيله

قال اخر : ياعلم الست مصابه ولابد من اخذ السائق الي القسم حتي يدفع مصاريف علاج الست الغلبانه

دي

واخر : هوه فيه حاجه اخرتنا كده ..نشوف الاول

وكانت بعض النسوة قد اتين بكوب ماء وجلسن ليصبون بعض الماء علي وجه السيدة التي لم تفق بعد

من الغيبوبه .. ورغم خطئها الا ان الكل انحاز اليها بشكل غريب ومتواطئ ولم يصمت في هذا الجمع احدا

الكل يتكلم والكل يقول نظريته التي ستنقذ الموقف المتأزم

والسائق مسكين واقف في قفص الاتهام بالشارع للحكم عليه وقد انهار من طول غياب الست في

الغيبوبه الا انه لاحت بارقة امل عندما تشممت بصله احصرها احدهم من محل لبيع الفول


والطعميه لتستفيق وهي تنظر الي حال نفسها جالسة علي الارض وقليل من الدم علي جبهتها وقد

تجمد ..وجالت بنظرها علي الموجودين ومصطفي يتحدث لها

قائلا : ياست ارجوك اتكلمي هوه انا غلطان


وهي لاتستجيب وتشير بيدها ان امشي .. والناس من حولها يرفضون ان يواصل السير الا ان بعضهم

نظر الي ساعته ليتحدث الي الست انها الحمد لله وانه لم يحدث لها شئ وانها ..وانها وانهم يريدون

الانصراف ..وتحول البعض فجأة الي نصير لمصطفي لان الحال اصبح علي غير هواهم لتأخرهم عن

مصالحهم ..

واعاد البعض الحديث : دعها يا سواق ..انت المسئول دعها وشأنها

فقال مصطفي : ده شأني انا ..انا اللي ح اروح في داهيه اذا لم تتحدث ..ياست ارجوك ..وبعد تدخل

اصحاب المصالح ..

تكلمت السيدة باعياء شديد واشارت للسائق ان امشي .. وبعد ان سمع الناس ذلك ..كان اصحاب

المصالح اول من تركها ليركب السيارة مرة اخري ويترك القضية التي كان يدافع عنها بحماسة كانها قضية

حياته التي ستسقط لو سقطت هذه القضية ..


قالت احسان لمصطفي : معقول اللي انت بتحكيه دا حصلك

قال مصطفي وهو يضحك : يييييو.. دا كل يوم بتحصل مصايب الناس في الميكروباس كانها بتدور علي

المشاكل ومالهم غير العكننة علي السواق ..كان الاجره اللي بيدفعوها كارثه عشان كده بيعملوا بيها

مشاكل فوق البيعه

احسان : انا حاقول لبابا عن المشاكل ديه

مصطفي : لا ..انا مش عايز يقول اني بقول كده .. عايز فلوس

احسان : انت حساس اوي كده ليه مجرد هوه ما يعرف يمكن يكون عنده الحل

مصطفي : الحل مش من عنده الحل عندنا احنا لان دي حياتنا واحنا اللي مفروض نعيشها واللي يحاول

انه يطلب مساعده دا ولامؤاخذه الشحاتين ..

احسان : انا عايزه استمتع بحياتي مش عايزه اجاهد والاخر ما احسش الا اني عشت الا بالعافيه

مصطفي : الانسان لازم يعيش حياته زي ما هوه عايز مش زي ما غيره عايز


زين العابدين عبد المنعم



احسان : طب وحنعيش امتي ؟ مش فاهمه

مصطفي : انا عندي احلامي عايز انفذها بنفسي وانت شريكه معايا فيها

احسان : وبنسبة كام ؟

مصطفي : مش لازم يكون فيه حساب بين الزوجين

احسان: الحياه كلها حساب ..والاكل بالحساب .. والشرب بالحساب

مصطفي : لكني مش حاسبها كده

احسان : احنا لازم نحسب من جديد ..لان للاسف الحياه فيها لحظه واحده فقط سعيده والمتبقي منها

تعيس ..

مصطفي : انا حبيتك عشان الجانب المشرق اللي في حياتك ..

احسان : انا عارفه اني نكديه احيانا ولكني بحب اني اعيش سعيده مع كده ..

مصطفي : قولي لبابا وشوفي ح يقول ايه ..

احسان : اخيرا اقتنعت ..

مصطفي : لا انا بس مش عايز احزنك وعايز ارضيكي ..بس مش عن ضعف خلي بالك

احسان : انا عارفه ..ومتشكره انك وافقت ..



000


الباب الخامس


عندما كتبت مني المقاله الاولي والثانية لم يقتنع رئيس التحرير الجديد بمدي الحرفية في الكتابة

نظر اليها من تحت النظارة ..لم يعلق ..مجموعه من الصحفيون حوله عرفوا انطباعه علي المقالات المكتوبة

من مني .. نظر اليها بعضهم .. البعض من المصريون والخليجيون والعرب

الحجرة مكتظة بهم ..والصمت الذي خيم علي المكان لحظة الحكم علي المقالات جعل مني ترتبك

اشار الرجل الي احد الصحفيين بمرافقتها الي احد المكاتب ليحدثها علي انفراد عن انطباع رئيس التحرير

.. الصحفي كانما فاز بغنيمه ما ان قيل له ذلك حتي اسرع بالمغادرة دون مناقشة الامر

وخلفه مني التي كادت تعدو خلفه هربا من الموقف السخيف الذي وضعت فيه والجميع ينظر اليها وان

بدي ان البعض غير معني بما يحدث ..

الصحفي : انت مش ملاحظه ان المقاله فيها نوع من التواضع في الاسلوب وكمان معلهش فيها

عدم تركيز في الموضوع الاساسي ..يعني فيه تهميش للموضوع رغم انه مهم ..ومع ان البداية كانت صح

الا ان ..

قامت مني من امامه وغادرت المكتب اسرع ورائها .. وهو يتاسف انه لم يقصد تصيد الاخطاء علاوة

علي انه يحاول ان يعلمها اسلوب المقاله لانه اهم شئ في الصحافة بالاضافة الي انها يجب ان تتحمل

النقد لانها سوف يطلق عليها سهام ضخمة من النقد لانها كل يوم سوف تكتب في موضوع جديد مفترض

انها تكتب ولديها الخلفية الثقافية عما تكتب ..وان الخلفيه هذه تاتي من كتاب او من مرجع ما في مكتبة

الجرنال المتخصصة في المجال دا ..وان خطأها الذي ارتكبته انها كتبت من راسها دون الرجوع الي أي

مرجع .. وان رئيس التحرير عرف هذا من عدم مغادرتك للمكتب وانت تكتبين لذلك لم يهتم كثيرا بالقراءة

لانك اخطأتي في ذلك

قالت مني : معناه ايه

الصحفي : انت حتكوني معانا بس في النشرات الاخبارية ..وبعدين في رسائل القراء بعد كده

مني : يعني كعب داير بس في الصحافه

الصحفي : ايوه ودا للعلم احسن حل عشان توصلي

مني : معني كده الفشل من اول وجديد


الصحفي : بالعكس مش فشل انا ابتديت كده ..وعلي فكره فيه طريق تاني وهوه الفضائيات

مني : انت تعرف حد

الصحفي : يييوه كتير وخصوا انهم محتاجين وش حلو

مني : ممكن اعرف ازاي اوصل ليهم

الصحفي : سهل جدا معاكي الكارت بتاعي

مني : وحضرتك مش ح .. انا اسفه

الصحفي : علي ايه اسفه ..

مني: لا ابدا

الصحفي : فيه حاجه تانيه ح اتصل باي معد او حتي رئيس قناه

مني : بس كده من غير اعلان من عندهم بطلب مذيعات

الصحفي : مش مهم ..فيه حاجات المهم فيها الجمال بس ..انا اسف

مني تضحك ..

مني : انا عارفه

الصحفي : ممكن بالليل نتقابل

مني : ليه ؟

الصحفي : عشان ..عشان

مني : عشان البحث عن وسيله لتقديمي الي الفضائيه مش كده

الصحفي : ايوه ..ايوه هوه فيه حاجه غير كده

مني : طب وليه بالليل ..عقبال الليل تكون الناس اللي في المحطه مشيوا

الصحفي : متخافيش انا حاخد منهم ميعاد ..

مني : فيه حاجه ..ممكن دلوقت

الصحفي تظهر عليه علامات الضيق .. تحاول مني ان تهدئ من انفعاله

مني : خلاص خلينا بالليل

وفي الليل انتظر الصحفي في ميعاده ولم تحضر مني في الميعاد واتصلت به لتعتذر


لم يكن في نية الصحفي ان يقدم لمني أي خدمه فلم يكن يعرف أي فضائيه سوي انه يريد ان يوثق

رابطته مع مني وهو يعلم انها تريد ان تعمل من اجل اثبات شئ لديها ..ولا يعلم هو ان مني من الذكاء

بحيث تدرك انه ليس لديه أي فرصة عمل لها ..فهي تعلم انه لو صح لا ستثمر هذه الفرصة لنفسه ..

في اليوم ذهبت مني مباشرة الي رئيس التحرير لتوضح له ذلك الامر ..ضحك في اول الامر ولكنه

لو وصل الامر الي ابيها سيكون لديه اشد عتاب عليه ان سلمها لم ليس له امان

بالاضافة الي ان شركته التي يعمل بها سوف تحجم عن الاعلان في الجريده مما يجعلها تخسر عميلا

مهما يجلب عددا كبيرا من المهتمين بالجريده علاوة علي ذهاب هذا القدر المالي الي جرائد منافسه ..

استدعي الصحفي ووبخه علي انتهازه تلك الفرصة علي حساب عميله مهمه رغم كونها تريد العمل

بالجريدة.. في اليوم اتصل د هشام ليشكر رئيس التحرير علي تقديره لابنته ان ساقها الي احدي

الفضائيات التي تعمل بها الان .. نظر الي الصحفي امامه ثم اطلق ضحكة كبيره لفتت

انتباه الحاضرين الكثر ..قائلا له في ما يشبه الصيحة : انها ابنة د هشام ( ومد في حرف الشين ) واسقط

في يد الصحفي الذي احس كانما كوب ماء بارد جدا يسقط فوق راسه

نظرا لان الجمال نوعا من السحر الذي يضفي علي العقول غلالة من الجهل وعدم الرؤية

ذهبت مني الي احدي الفضائيات التي اعلنت علي النت حاجتها الي مذيعات ومعدين ..اطلقت العنان في

يوم اللقاء مع الصحفي بالذهاب الي الفضائية ..عند رؤيتها تم اعتمادها في اللحظة نفسها رغم وجود

الكثيرات وعند دخولها الي رئيس المحطة اخذ منها ميعاد ليتعرف عليها اكثر لكنها اخذت حقيبتها وغادرت الا

ان المدير اوقفها

قائلا لها : ان من يعمل في هذا المجال يجب ان يتنازل عن شئ من كبرياؤه

فقالت له : كبرياؤه نعم ولكن شرفه ازاي اتنازل عن الشرف وهو كل ما املك

قال : هو حد جاب ليكي سيرة الشرف

مني : ما هيه بتبتدي كده الاول وبعدين تطور

قال : متخافيش

مني : مخافش بس ..دا انا مرعوبه

قال : اصل مؤهلاتك يعني دبلوم مش حاجه كبيره

مني : رئيس امريكا كان ماسح احذيه ..رئيس وزراء بريطانيا كان عامل

قال : انتي جبتي المعلومات دي منين

مني بين نفسها : رئيس محطه وجاهل

قال : انتي بتقولي ايه

مني : لا ابدا ( وبحركه من يدها الجميله ) ..خلص ح اشتغل ولا امشي

نظر اليها يحدث نفسه لو مشت هل من الممكن ان تاتي مثلها بهذا الجمال الرائع انه يريد

ان يتزوج بها ولكنها ليست من المستوي الذي يستحق مثله .. انها اكيد مثل مؤهلها من عائله متوسطة

الحال وربما فقيره لا تساوي ان يتقدم ليتزوج من بناتها ..سوف يجعلها تعمل لديه بنصف اجر حتي يضمن

ان لاتعمل عند غيره وكل بضعة اشهر يرفع المبلغ الشهري حتي تكون تحت رحمتة .. فقد لاتجد عند احد

العمل فضلا عن المرتب الذي سوف يخصصه لها ..فمن الاوراق عرف انها مصريه وانها مكثت هنا اكثر من

خمسة عشر سنه وتعلمت هنا بهذا المؤهل الضعيف سوف يحاول ان يستقر معها علي موقف اليوم لن

يتركها ..انها صيد سهل هي لاتعمل وتريد ان تجد فرصة لا يستطيع ابن البلد ان ينال نصفها .. المصريون

يرتضون باقل القليل ربما لو تركها تذهب .. ستاتي الغد تطلب منه العمل خادمه حتي تتقرب منه ..انه

يعرف اسلوب المصريين .. اذلاء يحتاجوا دائما لمن يذكرهم انهم مصريين .. ليذلوا ..فحكومتهم تعاملهم

بانحطاط وحاكمهم يطعمهم الفول والعدس ..الانحطاط نبات شيطاني مغروسا في عروقهم ..وقد تربوا

علي النفاق والمداهنه ..واستغلال الفرص حتي لو كانت لغيرهم ..

قال بعد تفكير عميق : خلاص .. خلاص امضي العقد لثلاث سنوات

قالت له : لا سنه واحده فقط ..بل بل سته اشهر

نظرت في عينيه ورات مدي الرغبة الجامحة اليها .. ولكنها رات انه يجب الامساك بلجامه فربما يجمح

بها حيث لا تريد

فقالت له : بصراحه انا لدي طموح اني اكون مذيعه ناجحه ودا حيكون بفضل رعايتكم وكل ما كانت المده

قصيره في التعاقد داح يكون الوسيله لاني انجح خوفا من قصر مدة العقد

قال : دا منطق غريب اول مره اسمعه .


قالت : مش ممكن يكون فيه عقد بمده طويله الا ويكون سبب في انخفاض المستوي

قال : علي العموم فيه وقت نناقش موضوع المده

قالت : صح ..ممكن اعرف ايه الشغل والبرنامج اللي ح اقدمه

قال : لا ..لا علي طول كده فيه اختبارات لازم تحصل وفيه تدريبات

قالت : أي تدريب ..التدريب امام الشاشه والمخرج هوه اللي بيوجه المذيع للي عايزه

قال : بس لازم حاجات كتيره تحصل

قالت : اني اكون موافقه علي بعض التنازلات

قال : صح ..صح

قالت : طب مش يكون فيه حاجه الاول.. وبعد كده التنازلات

قال : يعني انت مستعده للتنازل ..

نظرت له لم يكن بامكانها ان تفكر لحظة انه صريح هكذا دون مواربه ..هي تحاول ان تتصنع المفاجأة او

الرهبه والخوف اذ انها صدمت من تعجله المستفز وحانت منها لحظة رهيبه لتقرر ماذا ستجيب هل تغادر

علي عجل .. ام انه قد تتوه منها الفرصه ولا تستطيع بعد ان تغادر ان تتحين الفرصة الاخري التي قد لا


تجئ ابدا .. استجمعت قواها ثم اخذت حقيبتها وفي استعداد للمغادرة ..امسك بيدها ..جذبت يدها بعنف

وغادرت علي عجل مسرعه...

وهو يشيعها بنظرات ثاقبه .. وينظر في الم كانما فينوس الجمال يسير مبتعدا عنه ليضربه في صميم فؤاده

الذي اوشك لحظة ان يطمئن انه قد امتلكها ..ليتبدد حلمه وهي تغيب عن ناظره

هل يتركها تضيع هكذا ثم كم مرة ياتيه هذا التمثال الحي الرائع الجميل ..الذي ربما ليس هناك نحات

يستطيع ان يدنو من رقتة وعذوبته .. ان غضبها وحديثها رغم حدته احيانا اخاذ الملامح وربما سوف يندم

بقية حياته ان تركه يتسرب من بين انامله ...سوف يندم ..سوف يندم

رن جرس الغرفة التي تجلس بها ببيت ابيها بالخليج .. ليقول المتحدث ان اول يوم في التصوير

للبرنامج الذي سوف تقدمه غدا




000


النجاح المتوالي لافلامه اوجد عنده نوع من الثقة المفرطة هذه الثقة ملئته بالكبر والاستعلاء ومع زياده

نصيبه من السيناريوهات التي تعرض عليه احس انها دون المستوي الذي يحقق طموحه ورغم انها كانت

لكتاب كبغار الاانه احجم عنها فكان يرفض اكثر مما يقبل ..اعرض عنه الكثير من الكتاب والمنتجين ..ولم

يخرج لمدة طويله نسبيا اي فيلم من سلسلة افلامه التافهة اي فيلم ..هذه المده افقدت خالد بريقه

لابتعاده عن الساحة الاعلامية ..ومع كونه لم يحدد بعد ما يريد اصابه الاخفاق النفسي فلم يعد ينفع لديه

الادراك انه لابد ان يجد الحل عند طبيب نفسي يحاول معه لم افكاره المشتته وتوجيهه للحل .. ليس له

صديق يحاول ان يجاذبه الحديث عن اي شئ هذا الكبرياء افقده فرصة التواصل مع اي شخص يحاول

الاقتراب منه .. كانما يافته مكتوب عليه ممنوع الاقتراب .. لانه يريد الاغتراب ..لم يعد لديه الافكار التي

يستطيع معها ان يخرج اي قصه ولو كانت بسيطه ..سافر الي الاسكندرية حتي يستدعي افكاره الهاربه

منه ..يريد ان يتصيدها ان يجري ورائها يتحين فرصة لقائها مرة اخري .. هل كانت فكره او فكرتين وذهبت

الافكار الي غير رجعه ..الضوضاء علي الشاطئ لم تجعله يحس بتغيير ..الاذدحام الشديد اصابه بالملل

..وكونه يريد البحث عن افكار مع ما يجب عليه بالاختلاء مع نفسه اصابه بالخوف ان يكون قد انتهي

مشواره الي هنا .. وهو يجلس علي رصيف الشاطئ فوجئ بمن يرحب به ..انه لايعرفه ثم تذكره احد

الكتاب الذي رفض انتاجهم ..


الكاتب : اهلا استاذ خالد يظهر انك هربان من زحمة القاهره لزحمة الاسكندريه

خالد : اهلا استاذ .. استاذ

الكاتب : مش عارفني ؟ ليك حق انا منتصر وكنت كتبت ليك احد السيناريوهات والحمد لله نجح

خالد : انا اسف استاذ منتصر .. انا تعبان ..تعبان

الكاتب : سلامتك .. تعب نفسي ولا تعب لاي عضو

خالد : لا .. لا ليس لاي عضو

الكاتب : تعرف استاذ خالد انا ليه نفس تجربتك ..انا اسف مش عايز اتدخل ..بس لقيت نفسي ح اضيع

..قلت اني اغرق نفسي في الشغل ..اقبل اي عمل ولو كان هايف

خالد : معرفش اعمل كده

الكاتب : طب .. اسف مفروض كنت تروح مطروح لان الهدوء هناك شديد ..لكن نصحتي انك

تذوب في الناس .. وانك تحاول تعرف الناس اكتر وتشوف .. انا كل ما احس ببداية اغتراب اعيش جوه

الناس اعمل صداقات جديده وخصوصا انت فيه ناس كتيره تحب تعمل معاك صداقه وفيه ناس تحب تعمل

معاك كلمه خلي بالك دي مش نصيحه دا راي ..وانا الحمد لله نفع معايا الاسلوب دا .. جرب مش حتخسر

حاجه ..

خالد : تعرف انا كنت محتاج فعلا واحد زيك .. انا اسف اقصد صديق انا ماعنديش صديق وكنت محتاج منك

الكلام دا .. وانا كنت في حالة تغييب فعلا باحس اني منفصل عن العالم ولكني زياده علي كده حاسس

بضيق شديد ..وغم وباحس اني عايز انتحر .. لاني للان مش حاسس اني عايش وان الناس اللي حواليه

عايشه عشاني ..

الكاتب : احساسك دا نفس احساسي لاني نجحت فوق العاده ونجاحي ولد عندي شعور بالكبرياء اني

كتبت الروائع دي ..وانها ناجحه حتي من دون ان يساعدني اي كأن وخلاني الشعور دا محبط وقلق الي

اقصي درجه انه يكون اخر الاعمال ..

خالد : تعرف حضرتك ..اني بافكر اروح فعلا مطروح يمكن يكون الحل هناك

الكاتب : انا اسف الحل مش في مطروح الحل هنا ( واشار الي قلبه ) وبعدين لازم يكون الحل نابع مننا

مش من المكان ..المكان دا حاله ظاهره لاتتحكم في داخلنا لانه لو تغير المكان معناه اننا نحمل احساس

متغير كل لحظه واخري ..

خالد : انا احترت اختار ايه

الكاتب : انت محتار لان فيه اختيارات صعبه تتحكم فيك .. لازم يكون فيه حل من جواك هوه اللي بيحدد

اختيارك ..

خالد : مش فاهم

الكاتب : احساسك بالمكان هنا يختلف عن احساسك بالمكان في مصر .. واختيارك هنا بيختلف برضه ..

لذلك المكان هنا بيحدد ليك انت عايز ايه وايه اللي انت ح تعمله ..اما هناك في القاهره انت مش مجبر

تحدد اسلوب لنفسك لانك وسط ناس عارفهم وعارف كل واحد اما هنا انت في متغير بيحددلك اسلوب

تاني ممكن يوافقك وممكن لايوافقك .. وهوه دا اللي بيحدد اختيارك عشان

زين العابدين عبد المنعم



كده انت هنا بتواجه نفسك ولازم تنجح ..

خالد : تصور استاذ منتصر اني متضايق جدا اني ما كنتش عارفك قبل كده علي الاقل كنت عرفت ازاي

اغرق معاك في مشاكلي ومشاكلك

الكاتب : نغرق معقول استاذ خالد اول ما نعرف بعض نغرق في مشاكل ..

خالد : مش قصدي ..انا اقصد ان الحديث عن بعض الهموم يزيل اغلبها

الكاتب : انا باضحك ..لان فعلا الحديث عن المشاكل يزيل اغلبها

في هذه اللحظة تجمع الناس وهم ينظرون الي الكاتب والمخرج .. نظر الكاتب الي المخرج ويضحك ليقول

له شفت الناس هيه اللي بتشيل الهموم وتفكر فيها ازاي حتتكلم وتقول ايه يعني

لازم يكون فيه حاجه مشتركه ح تشدكم

خالد : انا كنت عامل عازل بيني وبين الناس عشان اعرف ازاي اواجه مشاكلهم واحلها

في هذا الوقت طلب احد المعجبين امضاء المخرج والكاتب الذي ظل يوزع ابتساماته مع الجمهور الذي

توجه اكثره الي المخرج واحداهن تحاول الحديث مع المخرج عساها تجد فرصة للتمثيل

كتب لها المخرج ان تأتيه باكر الي عنوانه في الفندق .. ثم اخري واخري ثم بعض الشباب الذين طلبوا منه

فرصة اللقاء معه كتب لهم عنوانه بالفندق كانوا اكثر من عشرة افراد بما فيهم النساء

وكتب ايضا الكاتب عنوانه علي فندقه الذي يمكث فيه

ثم طرأ للمخرج والكاتب فكره لماذا لايتبادلون اماكنهما ليعرف كلا منهما في ماذا يفكر طالبيه ربما قد

يغضبون او قد يلتمسون العذر لجنون الفن .. او يعطون اسبابا لم تطرأ لعقل المخرج والكاتب حتي

يتلمسون لانفسهم عذرا بانهما ليسا علي قدر المسئولية لذلك هربا من المواجهة التي قد تحدد الي اي

مدي ان الناس قد تكون مخدوعة في اهل الفن يدعون العبقرية وهم ابعد ما يكونوا عنها .. وقد تكون

هناك اسباب اخري كثيرة لهذا الموقف الشاذ الذي راوه .. وبعد التفكير

اتفق الكاتب والمخرج علي تبادل الاماكن حتي يلتقي كل منهم بمريدو الاخر ..



000



البــــاب السادس


الركاب الكثيرة التي تركب مع مصطفي رغم تعوده علي ضوضاءهم وصخبهم الا انه بدأ يمل من كثرة

مشاكلهم .. كل واحد فيهم يركب وقبل ركوبه يحمل فوق ظهره جملة من مشاكله الخاصة يريد ان يلقيها

علي من بجانبه وغالبا ما تقع علي السائق .. كثير من السائقين يسبون الدين حتي كانما هو سبب من

اسباب عدم تبصر الناس بان يكونوا رحماء لعدم وجود الدين في حياتهم مصطفي لم يحاول مره واحده ان

يسب الدين لاحد لانه كارثة بالنسبة له ان يسب .. وكثير من الركاب يتعجبون انه لايسب وربما لو راه

احدهم ينزل من سيارته لانه ليس سائق كفؤ فعند بعضهم ربما سب الدين نوعا من الكفاءة في القيادة

ومهارة لايدركها الا من يسب بكافة انواع السب .. والحلف بالطلاق نوعا من المهارات الاساسية في

القيادة حتي ان البعض قد يشعر انه يتسلم مع رخصة القيادة شهادة انه عبقري في السب بكافة الانواع

والاحجام ومع الكفاءة التامة في الحلف بالطلاق .. هذا الخليط من الاخلاق المنهارة في سائقي

الميكروباس جعل مصطفي يضج من فكرة انه يعمل في هذا المجال الملوث .. ورغم الكراهية الشديده الا

انه يصبر لان لديه بعض الركاب الذين يعرفهم الاسم ومنهم فتاه تعمل باحدي المصانع الخاصة وتجربتها

مع هذا المصنع الذي يكسب الملايين ويعطي للعمال اقل القليل .. كانما لاوجود لحكومة تراقب من علي

شاكلته او حتي قوانين .. فهو لايدفع اي ضرائب او تأمينات العمال بالاضافة الي انه يعطيهم مبلغ ويوقعون

علي مبلغ اخر .. عندما سالها مصطفي اين هذا المصنع ..لم تجب .. وعندما قال لها انها غير صادقه لانها لو

كانت كما تقول لاشارت الي عنوان المصنع

قالت له : اصل انا خايفه عليه

مصطفي : من ايه ؟

الفتاه : لاحسن يتقفل

مصطفي : ومين ح يقفله

الفتاه : اي حد ممكن يسمع العنوان

مصطفي : هوه حد فاضي يسمع غير مشاكل نفسه


الفتاه : اصل فيه حد من النقابه جه وسأل ومافيش حد جاوب

مصطفي : ومكتب العمل

الفتاه : دول كروشهم تساع المحيط

مصطفي : طب المسئول عن العمال

الفتاه : مرتبه كبير

مصطفي : يعني ايه

الفتاه : واحد بياخد الفين جنيه ح يسأل العمال خدوا مرتبهم ولا لأ

مصطفي : طب ومجلس الاداره

الفتاه : يااسطي مصطفي هوه دول ح يدوروا علي العمال

مصطفي : هوه فيه كام عامل

الفتاه : حوالي ميه وخمسين

مصطفي : ومرتباتهم كلها كده

الفتاه : وفيه اسؤ من كده .. يعني فيه ناس بتاخد تلتميت جنيه في عشر ساعات شغل وفيه ربعميه وفيه

ستميه وبعد كدا للموعودين ..الف والفين

عندما سمع هذه الارقام المتدنية جدا ..شعرانه مثل مدير المصنع اذ انه في ورديه واحده ممكن ان ينتج

اكثر من ثلاثمائة جنيه وينهي اليوم ويذهب الي النوم ثم التفكير في لقاء خطيبته امور كثير لم يدر كيف

يتعامل معها لانه كان يفكر بجدية ان يغير الميكروباس أو يؤجره لشركة او يبيعه ويشتري بدلا منه شيئا

اخر ويغادر هذه المهنة المهينه الي الابد ولكن هذه الفتاه ايقظته من غفلته وربما تغفيله الذي كان سيدمر

مشوارا قطع فيه اميالا

قال لها مصطفي : انت علي كده فيه معاكي ابن .. زوج .. اخ ..

الفتاه : انا لسه ماتجوزتش فيه رجال وشبان لكن اللي بيتعلم واللي جالس في البيت طبعا مافيش شغل

للشبان فالعمل متوفر بكثره للبنات اما فرص عمل للشباب فلا والف لا ..

مصطفي : طب وربعميت جنيه تكفي العدد دا


الفتاه : معاش ابويا ميه وعشرين جنيه وخد مبلغ خمستاشر الف جنيه بعد العمر الطويل اللي قضاه في

الشغل .. وطبعا دا كان احسن واحد لان فيه كتير خدوا صابونه .. والمعاش ليهم كان ربعمائة جنيه .. يعملوا

ايه للعدد الكبير من افراد الاسره الاربعه

مصطفي : والفلوس اللي مع ابوكي الكام الف عمل بيهم ايه

الفتاه : انا بصراحه ما خليتش ايد اي حد تتحط عليها حطيتهم في البوسته وكل شهر يادوب ميه ميه

وعشرين بجانب اللي معايا

مصطفي : يعني انتم ابوكي وامك وانتي واخواتك تلاته بتعيشوا بستميت جنيه

الفتاه : ايوه دا كتير كمان دا فيه معايا في المصنع اللي عايشين ب تلتميت جنيه سبع افراد

وفيه اكتر من كدا

مصطفي : ازاي ..

الفتاه : مش مصدق .. انا بصرف الاعانه الشهريه مع بابا كل شهر في المعاشات بلاقي ستات بتقبض

تمنين جنيه فقط لاغير .. انت عايش هنا في مصر ام النهب والسرقه ( وتلفتت يمينها وشمالها وهي في

الميكروباس فلم تجد احد بالميكروباس غيرها اذ انها سوف تنزل اخر الطريق

مصطفي : انت مسميه المعاش اعانه

الفتاه : يااسطي .. المرتبات في مصر مش مرتبات دي صدقه جاريه من الحكومه علي شعب الشوارع

وطبعا الحكومه في مصرعمرها ما كان ليها قلب هيه مريضه بعدم وجود قلب او حتي احساس ..

مصطفي : اول مره اعرف انك مثقفه ..

الفتاه : مثقفه يعني ايه ؟

مصطفي : يعني الكلام المعارض اللي انت بتقوليه دا يعني انك فاهمه الوضع بالنسبه للحكومه

الفتاه : ياسطي الحكومه تخلي الاخرس يتكلم ..

مصطفي : وانت ايه اللي بتعمليه بعد الشغل


الفتاه : هوه فيه وقت .. انا باعمل عشر ساعات في اليوم واحيانا يزودوا ساعتين وبدون اجر لما اعترض

كل العمال وجدوا انهم يزودوا عن كل ساعه عشره جنيه يعني عشرين في شهر يبقي

حيدونا اكثر من المرتب فتم خصم نصف المبلغ كتامينات ولما ذهب بعضنا للتامينات لم يجدوا اي مبالغ


مدفوعه من المصنع .. يعني شغل نصب .. قمنا معترضين علي كده امام المصنع .. حب يخوفنا برفد بعضنا

عملنا اضراب امام المصنع وتوقف المصنع يومين بخراب بيت صاحب المصنع اللي اعاد الينا الفلوس اللي

تم خصمها ..لان لو وداها للتامينات حتحاسبه التامينات بعد كده ..ولم يجعلنا نعمل الساعات الاضافيه بعد

كده لانها خربت بيته رغم انه ما بيدفعش حاجه من جيبه .. هوه دا اللي بيحصل في مصر بلد بلا اي حكومه

او قوانين .. الا قوانين النصب ..واحد ياخد في عشر ساعات شغل ربعميت جنيه وواحد تاني عن نفس

المده ياخد اربعه مليون .. ويمكن لايذهب للشغل

مصطفي : وفيه احصاء ان العامل المصري اقل عامل في العالم لمدة العمل .. وكان مفروض التقرير

يكمل ان العامل في مصر لا ياخذ اي مرتب بل ياخذ ظل مرتب .. وكمان عملته هشه يعني الربعميت جنيه

اقل من اجرة عامل زباله امريكي او ياباني في الساعه مش في الشهر

وعايزين يبقي فيه انتاج .

الفتاه : بعد اذنك اسطي انا ح انزل هنا

سلم لها مصطفي الاجرة وهي ترفض ان تاخذ ما دفعته ويقول لها انه سوف ينتظرها كل يوم في نفس

الميعاد ..وانه سوف يدعوها الي حفلة خطوبتة حين يتحدد لها ميعاد ..

وقف مصطفي بسيارته وهو يتامل الفتاه وهي تسير كوم من الهموم تكتلت لتنتج ماذا ..حطام .. امل بعيد

يتسرب منه الاشراق ..مزيج من الالم مطعم بكثير من المرارة والاكتئاب .. هي في مقتبل العمر شعر انها

شابت قبل مولدها .. كيف لها ان تجد زوجا ومن اين فليس لها اي مسحه من جمال او مال وحتي العائله

قد غمست في بحر الفقر تتلاطم امواجه عليها وتطبق علي انفاسها

هل هناك حل لها ..ربما هناك حل لهذه .. وغيرها ممن يكتوون بهذه النار ممن ليس لديهم حل ..ربما لن

يجدوا حلا في المنظور القريب ..


000


شعر عصام انه يوم جميل غير مكرر في حياته التي مرت من امامه دون ان يتحرك يريد ان يستغل بقية

ايامه بعد ان ضاع الكثير .. اتفق مع امه التي فوجئت ان زوجها الدكتور هشام لديه ارض ضخمة وان هذة

الارض توشك ان تدخل في حزام الارض المباني صحيح انها موجوده في مكان بعيد لكنه قريب بالسيارة

ومع وجود بعض المواصلات القليله يصبح المكان قريبا ..

عصام : تصوري يامي فيه حاجه غريبه اوي حصلت مش ح تصدقي

الام : فيه ايه ؟ خير

عصام : تصوري فيه ارض كبيره اوي هيه اللي مزورع فيها الاعشاب الارض دي بتاعة مين

الام : اوعي تكون .. تكون بتاعة ابوك

بضحك

عصام : ايوه تصوري ان بابا مشتري الارض دي من زمان وكمان فيه بيت كبير اوي يمكن بتاع الف متر

وحوليه ارض كبيره كمان يعني ابويا ملياردير ...

الام : ابوك من زمان وهوه مابيحبش الفلوس .. تصور فيه موقف كدا حكالي عنه .. كان محتاج اوي فلوس

عشان بحث بدا فيه .. وكان قدامه رقاصه بتفتتح مسجد وقال ساعتها اللي يفتتح مسجد ممكن يساعد

في الصرف علي بحث ممكن يجيب ملايين .. وكان هوه دايما عارف ان بحوثه القيمه جدا ملهاش لازمه في

البلد هنا .. كام مره فكر انه يشتغل طبال ولا اي حاجه ورا الرقاصه عشان يسدد العشرة الاف جنيه اللي

استلفهم منها .. ولما قالي انه حيعمل كدا .. ضحكت لان دي اول مره اعرف ان فيه دكتور في اي دوله في

العالم يشتغل ورا رقاصه عشان مديون ليها واول رقاصه ..دا عشان ربنا يسترها مع ابوك تتنازل عن

الفلوس تعرف ليه .. لان الرقاصه خريجة كلية علوم وممكن ابوك كان درسلها كيميا ولا احياء .. انقذت ابوك

من مصير مدمر .. رغم ان ابوك صمم انه يشتغل بالدين اللي عليه واول يوم راح عشان يشتغل تعرف

حصل ايه كان بيعرف في الطبله كويس اوي اول ما قعد لخبط وافسد علي الرقاصه نمرتها وكان ح ياخد

ضرب من زمايله الموسيقيين الا ان الراقصه دافعت عنه وتركته يمشي .. ومرت ايام وشهور كان في حاله

سيئه انه وصل للحال دا .. ولا اكل ولا شرب وابوك بحب يضحك دايما ولكنه لم يزل يبكي علي حاله المدمر

، عشان ما فيش فلوس يادوب المرتب الكحيان .. وازاي الانسان ينتج ويشتغل اذا


كانت ظروفه الماليه زي الزفت وكل يوم بيقولوا ان احنا بلد فقير .. وطبعا محدش مصدق

ان احنا بلد فقير .. احنا بلد منهوب من حكامه .. وكل دا بسبب الفلوس حتي ان ابوك اطلق لحيته والتزم

في المسجد وكان بيصلي ليل ونهار يخرج من صلاه يدخل تاني في الصلاه وكان عندي احساس ان ابوك

مش حيرجع من الرحله الي قسمت ظهره .. كنت احاول اني اسري عنه واحاول اطلعه من المغاره اللي

حابس نفسه فيها .. الصلاه حلوه وجميله وتخرج الاف من الحاله النفسيه السيئه اللي همه فيها ..كتير جدا

احاول اني اغير له هدومه بعد ما اتسخت كان يرفض .. طب ادخل للحمام استحم كان يرفض ولما كنت

اشوفه في الحاله دي كنت اغلق عليكم الباب عشان ماتشوفوش ابوكم وهوه مكسور .. كان يتوضئ

ليذهب الي المسجد ليصلي سائر اليوم .. زمايله في المعهد عملوا له اجازه شهرين وفي الشهر الثالث

اخذ مرضي كانت حالة البكاء الدائمة التي تنتابه تجعله مغمي عليه لبضع ثواني ..حالة الانكسار اللي

اذابت حد المقاومه اللي عنده جعلته ضعيف جسمانيا ولكنه لايطلب مساعده من احد .. وف يوم من الايام

الجميله فعلا فوجئت به وهو فاتح ذزاعيه لي ويبتسم وقد استحم وحلق لحيته ووضع برفان برائحة جميله

.. ولما سالته ايه السبب في التغيير قال ان امه جائت له في المنام وهي تضربه علي وجهه وتقول له انا

لم الد فتاه تنكسر بسهوله .. وقد امسكته من شعره وتهزه هزا شديدا وهي تشير له الي احدي

المجاعات في بلده .. ومن ساعتها لم اطلب منه مليما للصرف علي الاولاد .. كنت اطلب منه ذلك لاني

لااعلم عنه شئ حتي اصيب بهذه الاصابه الضخمه ..

عصام : ياه ياما دا انا كمان كنت نايم وما كنتش حاسس باني انسان عشان بابا هوه اللي ورايا وانا باكل

واشرب والبس ومع كل هذا كنت مستغرق في النوم العميق وناقم علي الدنيا اللي ما بتديش كل اللي

انا عايزه

الام : هيه الدنيا امتي ادت لحد اللي هوه عاوزه .. مد ايدك وخد اللي انت محتاجه ولازم تكون غلس

ولحوح في اي حاجه انت عايزها .. لان فيه حاجات كتيره لازم تتحرك عشان تاخدها .. يوه انا زهقت منك ..

دا انا حاشرح ليك لحد امتي .. ياني انت اكبر واحد فيهم مش معقوله افش ... يابني انا محتاره معاك

عصام : ومحتاره ليه انا خلاص قررت اني حادور علي الارض دي وازاي حازرعها بس لازم بابا يعرف اني انا

اللي ح ازرعها ولو انها كبيره وصحراويه ..


الام انا ح اتصل بابوك عشان اقوله انك حتبتدي من ارضه

وهم في حديثهم منشغلين رن محمول الام ومني تحدثهم عن البرنامج الجديد .. افتحوا التلفزيون علي

قنوات الدش وابحثوا عن قناة العودة الساعة السادسة مساء وسوف ترون البرنامج المشتركه فيه مني

اول مره وهي تقدم الاغاني والفنانين العرب علي تلك القناة .. مع بعض العلماء العرب الذين اثروا الحياة

ببحوثهم فوجب علي القناة ان تتحدث عن بعض انجازاتهم

نظر عصام الي والدته ولم يتحدث ونظرت هي اليه وقالت : شفت اهي اختك دي اغلس واحده في

الوجود وعشان كده ح تنجح ..وحتكسر الدنيا .. برافو مني .. برافو من ... واخذت تبكي

فهذه اول حالة نجاح تراها في العائلة ..

قال عصام : انا ح اشوف ازاي الارض دي لحد دلوقت بابا لم يقل لينا اي شئ عنها ولازم اتصل بيه عشان

اشوف ايه العمل فيها ..

الام : لا لا تتصل انت لاني اعرف ازاي اكلمه اما انت حتفسد الخطه

عصام : خطة ايه

الام : انت لم تلاحظ اخفاء ابوك للارض دي معناه انها غاليه عنده جدا ويمكن هو عايزها تكون في معاشه

الامل اللي يراوده عشان يعيش عليه ... ابوك حياته ومماته البحث ..ويمكن عاملها عشان اجراء ابحاثه

عليها ادا حاجه خطيره انك تساومه انك حتاخدها منه عشان تحقق طموحك

عصام : انا بس عايز اعرف هيه فايدتها ايه وهيه خرابه كدا ..

الام : يمكن كونها خرابه احسن من كونها مزروعه يطمع فيها الحيتان

عصام : ايوه الحيتان هوه دا اللي حيخلي بابا ييجي يحدد للارض شغلانه .. وكمان لازم يتعمل ليها سور

الام : اطمن يمكن ابوك عمل حسابه

عصام : ازاي

الام : مش ابوك عمل نبات ممكن في خلال كام اسبوع يطلع بطول كبير وعلي مياه مالحه وكمان يمكن فيه

بير ميه حفره هناك جوه البيت عشان الزراعه .. دا انا عايشه مع ابوك وخبزاه وعجناه

عصام : علي كده مش ح يصدق لو انا قلت ليه ان فيه ناس حتوضع يدها علي الارض ..


الام : ابوك مش سهل وقبل ما يسيب حاجه يكون مخطط ليها كويس ..

عصام : انا حاتصل بيه

الام : برضه ..مافيش فايده

عصام اجري عصام مكالمه مع ابيه يحدثه عن الارض اللي وجدها مصادفة وانها تحتاج لحراسه بوضع حاله

حمايه لها بحيث لايطمع فيها احد خصوصا انه بعد ما عمل تقصي للوضع للاراضي المشابه وجد انها كلها

تخضع لوضع اليد دون وجود حقيقي لعقود .. وانه يخاف ان ياتي احدهم بمبلغ اضخم ليستولي عليها

خصوصا انها اصبحت قريبه من العمران

جاءه صوت الاب يحذره من المساس بالارض وانه امر الخفير بان لايستمع لاي احد سواء ابن او اي حد

وان الاب جعل هناك مجموعة من الخفراء بجانب خضر يدعمونه في دفاعه عن الارض وان خضر سوف

يموت في الدفاع عن هذه الارض بعد ان اصبحت ارضه هو الاخر تساوي ملايين .. رغم انه لايصدق ...

في السادسة مساء اجتمعت الاسرة لتشاهد اول برنامج لمني وهي تقدم مجموعة من الفنانين العرب

ومدي تاثرهم بالغناء الاوروبي وان بعض الافكار ربما تكون من خلاصة فكرهم الا ان هذه النغمات تذهب

الي الغرب ليسرقوا مفردات الفناها نحن وهم ب من يسرق وليس نحن

ثم الفقرة الثانية عن العلماء العرب المنسيين في خضم معاركهم مع البحث العلمي الصعب الذي يسير

بخطي يسيره لان الصرف عليه لن يعلو بل ينخفض بفعل الحروب التي تحدث في المنطقة وتاثير هذه

الحروب علي اهل المنطقة ومدي استخدام امريكا لاسلحة بيلوجية ضد اسلحة من الحرب العالمية الثانية

وربما الاولي .. لتحقيق مدي تاثير هذه الاسلحة الفتاكه في الزرع والانسان والحيوان .. وان هذه

الاسلحة تلقي من الجو وتكون الطائرات علي ابعاد شاهقة حتي لايصاب الطيار بتاثير هذه القنابل

المجرمه .. وهل امريكا التي تدعي الديمقراطيه تزيد ديمقراطيتها بالقاء هذه القنابل علي المدنيين ومدي

التعاطف للداخل الامريكي .. عندما يشاهدون اطفال وهم يقعون

فريسة هذه القنابل المجرمة من الطيار المجرم الذي يلقيها علي اطفال ونساء ومدنيين لانه ليس هناك

جيش يقاتل علي الارض .. لتحقق امريكا انها سوف تعيد العرب مرة اخري الي الخيمه والجمل .. وغاب

عن الامريكان ان اجدادهم من اخطر المجرمين من سجون اوروبا ولااصل لهم


كان من تاثير هذه الحلقة ان اتصل العديد من الجهات السيادية بمدير القناة ليستفسر عن مضمون الحلقة

ليتم .. بعد ذلك عدم اذاعتها مرة اخري ..

تم رفد مني من هذه الفضائية .. وتتصل مني بمدير الفضائية التي فصلت منها لتخبره انها في برنامج اخر

بعشرة اضعاف المرتب الذي كانت تتقاضاه ..وان المدة لثلاث سنوات قابله للتجديد

وانه وصل الي علمها انه قد اخذ مقابل الغاء هذا البرنامج اكثر من مليون دولار بالاضافه لاعلان بالمحطة

بخمسة ملايين دولار .. وانذرته انه في حالة اذا لم يدفع تعويض لها سوف تثبت ذلك بالمستندات وانها قد

حصلت عليها بمساعده خاصه من المحطه ..

لم يرضخ المدير طبعا لهذه التهديدات ، وبمعرفته استصدر امرا بترحيلها من البلاد .. تدخل ابوها الا ان الاب

وجد نفسه ذات حجم ضئيل وان اتصالاته في حدود .. كانت مني قد سلمت بعض المستندات لخزينة احد

البنوك برقم سري .. وفي المطار تم اعتراض مني وتفتيشها ذاتيا حتي انها قد خلعت ملابسها بالكامل

وحقائبها ..تحت ايدي نساء وكن يعاملنها يخشونة زائده .. دخلت المطار وعندما خرجت من مطار القاهرة ..

بحثت في احدي المكاتب علي فاكس كان لديها احدي الفلاشات لم تاخذ لها بال المفتشات وكان فيها كل

المعلومات التي تفشي سر المبالغ المدفوعه والاعلانات من السفارة .. وتم ارسال الفاكس الي المدير

الذي ما ان وقعت عيناه عليها حتي جعل يسبها ويسب الاب بعد ان علم بتدخله .. فلم يعلم انها ابنه اناس

اغنياء ولكنه اغني منه ماليا بالاضافة الي انه ابن البلد ..وفي استطاعة اي ابن ترحيل اي مصري دون

في التو واللحظة دون حتي اي اعتراض من بلده .. وانها قد زادت مبلغ التعويض علي المليونين دولار ..

واذا لم يدفع فان كافة القنوات سوف تعلم الاوامر التي تسير القناه.. ولسوف تكون هي الحارسه علي

خراب هذه القناة .. وان هناك مجموعه من الفلاشات قد تم توزيعها لدي الاصدقاء وغير الاصدقاء بمعدل

عشر فلاشات يعني كل فلاشه مائة الف دولار بالاضافة الي مليون دولار لها هي طبعا .. وان رقم حسابها

... واعطته رقم الحساب .. اما الخوف من رد فعل
زين العابدين عبد المنعم




السفاره فليس له مجال لانه ما دام بعيدا عن السياسه وان المجال للمال وحب المال فالسفاره تحب من

يحب المال ...اما الابتزاز ليبتز العربي العربي مثله حتي لو كانت حياته ..

في اليوم تم ارسال نصف مليون الي رقم الحساب .. فارسلت له مزيدا من الصور مع بعض

المذيعات في اوضاع مخجله .. في اليوم ارسل نصف مليون علي ان ترسل له بقية



الصور والمستندات وسوف يرسل لها المليون المتبقي .. فارسلت له مابقي من الصور علي ان يرسل

المتبقي فلم يرسل فارسلت له ان هناك المزيد وان المرة القادمة سوف تساومه علي نصف ثروته ..

فارسل لها بقية المبلغ دون ان يطلب بقية المستندات ...

حين رات المبلغ كاملا وانها لن تسافر مرة اخري بعد ان وضعت في خانة القائمة السوداء خطر لها

خاطر ان تسال عن ابيها لكنها لم تري جوابا له .. وبعد ان استفسرت الام عن سبب عودتها المفاجئة ومن

اخواتها لم ترد الا ببعض كلمات ان ابيها ارجعها وانها ملت الجلوس دون عمل .. لم تنم لان احد ظنونها قد

يتحقق وانه قد يكون .. هل يكون ابيها احد الاسري هناك لدي هذا الرجل العربيد انها متاكده تماما انه

يكره المصريين وانه يحب لو يتم حفر بئر عميقة في بلده ليتم دفنهم جميعا فيه ..




: ممكن اعرف ايه دا ياخالد ازاي الافلام دي بتنجح

خالد : الناس عايزه كده

الاب : مش معقول الناس عايزه الفساد في الذوق

خالد : انا عملت فيلم فيه قصه ممتازه .. وجاد جدا فيه ضحك بسيط .. وكان كل همي انه الفيلم دا بالذات

ينجح .. ولكنه فشل فشل عظيم ..

الاب : دا لانك رغم انك دارس ماتعرفش لدلوقت الفرق بين النجاح والفشل

خالد : يعني ايه .. الفيلم نجح بس انا مش عارف

الاب : لا انت بتقول انه فشل عشان الجمهور ماراحش الفيلم .. ونسبة التوزيع لم تلاقي اي نجاح ودا

معناه طبعا وللمنتج انه فشل .. ودا مش صحيح الفشل هوه عدم وجود الفيلم في السوق ..بحيث لايتذكره

الناس بعد فتره .. فيه افلام عايشه رغم ان الناس لم تشاهده اول العرض ومع كده ناجح بامتياز الافلام

التاريخيه فيه حد ينسي الناصر صلاح الدين ولا فيلم واسلاماه دي افلام لم تنجح عند عرضها لكن لما تؤرخ

للسينما تؤرخ للافلام دي.. مش الافلام الفاسده زي حكومتنا

خالد : انت بتتكلم في السياسه كتير

الاب : يابني رغيف العيش سياسه ..انبوبة البوتاجاز سياسه .. تذكرة المترو سياسه .. يبقي حنتكلم علي

ايه لو ما فيش كلام في الحاجات دي

خالد : من الافضل اننا نسكت

الاب : مستحيل لان الانسان مفكر ..والفكر يرقي بالانسان مش الانسان اللي يرقي الفكر ..لان الفكر لو

كان غبي له منطق ويجب وممكن نفلسفه علي هوانا احنا وليس علي هوي الفكر ..

خالد : الانسان هوه اللي بيرقي الفكر حسب متطلباته

الاب : الانسان هوه اللي بيحرك افكاره وينمي ابداعاتها ولا يدع الافكار تاخذه الي طريق البئر الذي

سوف يقع فيه ..

خالد : ازاي

الاب : قصه مثلا زي روبين هود الذي يسرق الاغنياء ليعطي الفقراء الفكره من حيث المنطق جميله لكن

اذا تعمقت قليلا هل من الممكن ان اسرق منك واعطي الجمهور لانه مش عاجبه الفيلم



والحياه نفسها .. يعني هل من الممكن اني اعطي لمن لم يقدر الله له السعة في الرزق واعمل انا شغلة

ربنا في اسعاد الناس وانسي انه قال ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ) يعني ثورة 52

وزعنا لفقراء الفلاحين كل واحد خمس فدادين ..بعد زمن الفدادين دي اصبحت كتل خرسانيه ليه لان الفلاح

اخد ارض مش من حقه راح مغير فيها لانه مش عايز يزرع بعد كده ليه لانه من الاعيان .. وكتير منهم فقراء

بعد ما باعوا

خالد : لكن فيه ناس تانيه كتير زرعت والفدادين لسه ارض بتخضر

الاب : لا .. اكثر من 90% من الاراضي تم تبويرها والبناء عليها حتي تنمحي معالم ان الارض دي كانت

ملك فلان ولا الباشا علان .. وفيه منهم كتير باعها .. لان اللي بيجي ببلاش بيروح ببلاش .. لم يكن هناك

رؤيه مستقبليه .. ولا احساس بالناس ..ولا ترقب لمعادن من اعطيه انا اعطي لمن لايستحق ما ليس من

حقه .. والنتيجه تدمير زراعه من الاف السنين بفرمان عبيط

خالد : تصور يابابا انا كنت اجهل الموضوع دا لان فيه افلام كتير فهمتنا العكس ..

الاب : لان علي مدار عشرون عام جري استحمار الشعب واستغباؤه وجره الي التركيز علي نقطه واحده

وهيه الباشا وما يفعله الباشا ونسوا ان الباشا زرع مصر قبل ان ياتوا للقضاء علي الباشا وزراعة الباشا

وزراعة مصر كمان .. والبلد اللي كانت بتاكل نفسها واللي حواليها الاف السنين اصبحت الان تتسول لقمة

العيش من هنا وهناك ..

خالد : انت كده بتكره اللي عملته الثوره

الاب: لا . لا انا لااكرهها دي ثوره عظيمه لكن انكر منطقها بان الفقر العام افضل من الفقر المخصوص

والمحدد باناس ..يعني نفقر الناس كلهم عشان يبقي فيه عدل في توزيع الفقر

خالد : احنا خرجنا من الموضوع الاساسي

الاب: لا . لا دا صلب الموضوع انت بتخرج افلام بعد ان اصبحت مخرجا معروفا بنفس مستواك وانت مبتدئ

فمتي تبدع

خالد : الفيلم القادم ان شاء الله سوف تري قصه جديده وسيناريست رغم انه مش معروف الا انه خطير ..

خطير وافكاره رهيبه ومستواها فوق المستوي العادي

الاب : يعني الفيلم اللي جاي ح يكسر الدنيا .. ارجو ذلك ولو ما كانش فيه تكسير ؟ وبعدين ايه قصته


خالد :لا دا سر .. وانا لم احدث احد في الفلم دا خصوصا انه من .. مش ح تصدق قصة مين الفلم دا

الاب . مين انت شوقتني

خالد : خطيبتي او من ستكون خطيبتي ..

الاب : علي العموم مبروك مقدما ..

خالد : علي ايه

الاب : علي الاثنين الفلم والخطوبه ..

خالد : تصور اخدت مبلغ ضخم من المنتج اللي اداها عشان جمال الفكره وبعدين عشان جمال السيناريو ..

ومع كده عرفوا ياخدوا مبلغ انا ما خدتوش .. ودا اللي خلاني افكر في البنت دي

رهيبه

الاب : عشان عندها فلوس

خالد : لا عشان عرفت تاخد من المنتج الفلوس دي

الاب : اخيرا خالد وجد فتاة احلامه ..ولا فتاة اوهامه اوعي تكون كده لاحسن مش كل مره تسلم الخطوبه

..

خالد : انا حظي وحش في الخطوبات

الاب : طبعا لازم يكون كده عشان مخرج ما يعرفش يخرج نفسه من الحاله اللي هوه فيها

خالد : انا حاسس ان هيه دي .. انا مش مصدق فيلم جديد وقصه جديده .. وحب جديد

الاب : انت كام حب في الصفيحه ياخالد

خالد : ولا حب واحد كله كان سخف الحمد لله اخيرا لقيت الفيلم المختلف .. والانتاج المختلف

الاب : خلي بالك انت فيه فكره واحده مسيطره عليك في كل افلامك .. ارمي الفكره دي وانساها لان لو

مسيطره عليك ..يبقي كله زي بعض .. لازم يكون فيه فكره جديده ..خلي بالك وادرس كويس لان للاسف

لم تكمل دراستك في الاخراج كويس لاننا في مصر كل شئ انتكس حتي دراسة الاخراج وانا حاسس

ان المخرجين اللي في مصر الان متخرجين من معهد شبرا للتعليم الصناعي او لتعليم صناعة الاحذيه او

اي صناعة تانيه غير السينما.. واردأ انواع الممثلين لانهم اخدوها بالوراثه .. زي ما الواحد يورث حذاء او

ملابس قديمه كله روبابيكيا ..



خالد : انت قاسي اوي علي اهل الفن ..

الاب : هوه اللي بيشوفه الناس دا فن .. لا يابني انا باعتقد انه نهب مش فن الفنان بمقدار الشيك اللي

بيقبضه مش بمقدار ما يقدمه من اداء

خالد : ياه .. ياه معقول دا انت مش عالم في الزراعه دا انت كده حتاخد مني الفن كمان

الاب : انا رجت من يومين لقيت فيه فيلم جديد الناس عامله عليه طوابير سالت صديقي عنه قال الفيلم دا

جاب ملايين وايه قصته .. قالي مجموعة راقصين في شارع الهرم .. يعني لحمه .. وفن اللحمه هوه دلوقت

اللي بيحدد السوق ..لان الذوق العام اصبح ملوثا

خالد : انا كنت ح اسالك عن سبب وجودك هنا الان

الاب : انا انطردت .. يعني صفوني من مجموعة مصريين عايزين يرحلوهم ..وفيه ناس خفضوا مرتباتهم

..وانا كنت من ضمن المخفضين .. رفضت لان فيه عقد وانا كنت سبب ان المعهد هناك بقي مشهور

ومعروف عالميا .. لكنهم بعد ان اخذوا الشهره اصبحوا في غني عني وامثالي ..

خالد : وكسبت ايه .. كام مليون عملته من هناك

الاب : انا عملت عشره مليون بالتقريب .. وفيه قضيه انا رفعتها عشان فيه بحوث اكثر من عشرون مليون

اخري ..

خالد : ياه عشره مليون .. دا انا كنت فاكر انك بتعمل في المليون الميه

الاب : تعرف كسبوا من ورايا كام .. اكثر من مليار.. وفيه زراعات طورتها بما قيمته ثلاثة مليارات وكل ادا

بسببي .. لكن فيه حاجه .. في الفتره الاخيره وجدت اسلوبا في التعامل غير شريف وانا كنت غافل عن

هذا وكنت اضع اسرارا في البحوث حتي لايتم اكتشافها من اي غريب وحتي تكون بيدي اسرار هذه

البحوث .. اما الزراعات وجدت انه يتم الكشف عنها بوسائل محدده حتي يتم معرفة اسرارها ..تخوفت جدا

من هذا الطريق في التجسس .. ورغم فشلهم في ايجاد صيغة الحبوب الزراعيه الاانه تم الاستغناء عني

.. لم اكن اود التلاعب مثلما غدروا بي

خالد : بعد ما سببت لهم من شهره دوليه يتم الاستغناء عنك بمنتهي السهوله .. طب والقضيه ؟


الاب : كنت رافعها في دولتهم ولكني رفعتها في التحكيم الدولي ..


خالد : والتحكيم الدولي ح يعمل ايه ..

الاب : المحامي هناك زميلي وانا كنت اعطيته الاوراق الخاصه بي اما الاوراق المهمه اعطيته صورموثقه

من احدي السفارات المصريه .. في البلد لم تفعل لي اي شئ .. السفارة هناك اسوء دعايه لمصر .. نزلت

اقرب بلد عشان اوثق في السفارة لقيتها اسوء .. يعني ياويل المصري اللي يقع تحت طائلة سفارته ..

بعد محايله وتقديم عهود تعطف احد الملحقين القلائل اللي بيحبوا مصر بجد قدم كل التسهيلات لتوثيق

الاوراق اللي معايا .. واحتفظت بالاصول معي وتقدمت بالوثائق الاخري للمحامي اللي رفع الدعوي هناك

وانا طبعا مش ح اخد حقي من ابن البلد هناك عكس البلد هنا اللي المصري فيها ضايع قدام الخليجي

والسعودي واي دوله تركب الافيال

خالد : شفت يابابا مني عملت ايه

الاب : انا سمعت من عصام اللي كان معترض عليها اوي وانا بصراحه مبسوط بيها اوي لدرجة اني بعت

ليها تهنئة بعد ما عرفت انهم ..صرفوني وكنت لازم اعرف انه لاسبيل لعلم او عالم في بلاد العرب للاسف

الشديد .. وانهم احب اليهم .. ولا خلاص

خالد : انا اعرف ان القضاء هناك له حصانه مش زي اي حاجه هناك ماشيه بالكوسه ..

الاب : يابني بلاد العرب كلها بلاد الكوسه ...والحقوق الضايعة

لم يعلم الدكتور هشام ان السبب في صرفه عن البلاد وعمله بها هو فعلة ابنته مني وان بضعة الملايين

البسيطه التي كونها علي مدار عشرون سنة كان من الممكن ان تكون بالعشرات اضعافها لولا انه لم

يكن يهتم بالمال .. لكنه عندما بلغه هذا الخبر وكان في المعمل كعادته وجد فجاءة شئ يقع تحت اقدامه

امامه وهو لم يره الا هذه اللحظة فقط .. وكان طوال سنين عدة يقع كل يوم امامه وهو لايدري بسقوطه

المتتالي لان سقوطه في كل مرة كان يحدث بلادوي في صمت بل قد تصحبه نغمة موسيقية تاخذ بعينيه

ينام ويغمض الجفن والاذن واسماعه وكل جسده في سبات لايحركه سوي بحثه المستمر وربما بحثه

المريض .. هل يكون بحثه العظيم ..عنه .. عن عمره الذي افناه في ماذا ..في هذه اللحظة .. واللحظة فقط

سمع دويه المزعج الضخم ..يصرخ يستغيث انقذني .. انقذ ما ضاع وما سوف يضيع ....



000


احس عصام انه لاسبيل الي الاشتغال في ارض ابيه بعد ان اتصلت الام بد هشام الذي ما ان اخبرته الام

بحاجتها الي تلك الارض والاعشاب المنزرعة فيها ولن تكون هي عائق في ان يستفيد بارضه ان عاد من

سفره وانه سوف يجد الارض محروسة بقوة بدلا من وجودها عرضة لن تسرق من الطامعين وخصوصا بعد

ان ارتفع ثمنها بشكل رهيب واصبحت بالمليارات وهذا الخبر جعل د هشام يتمسك اكثر بعدم استغلال

الارض وتخفيف الواقع عليه من استلاب حقه في الابحاث التي ضاع فيها عمره حتي يحصل اقل

ثمن فيها ولكنه لم يفعل

لم يغضب عصام من موقف ابيه الذي لديه كل الحق في ارضه .. ففكر لماذا لايعمل مع مصطفي اكثر من

مرة يحاول ان يجتذبه في العمل معه ولكنه ليست لديه الطاقة حتي يعمل مع بشر بالانواع التي تركب

الميكروباس عمل مع مصطفي فترة لم يوفق فيها لكثرة المشاحنات علي الاجرة مرة وعلي الوقوف مرة

وعلي مشاكلهم الخاصة مرة ةعلي اي شئ يسبب لهم اي احتكاك اوحتي عدم احتكاك لااحد يرضي

الجميع ساخط ..الكل غاضب اسبوع فقط تحمله من اجل مصطفي الذي ارتاح بعض ايام فقط في دائرة

ناريه تبصق عليه نار ولم

يحددها هو لنفسه .. في احدي المرات كان عصام يصلي واول مرة ينتبه الي رجل يقف يبيع الكتب

الاسلامية كثير من الشباب الملتحي يشتري سال احدهم انت تقرا هذه المجلدات كان الجواب انها كتب

قيمه وان هناك مجلدات اخري كثيرة قد تم شرائها وانها مثل الذهب يعلوا ثمنها باستمرار .. كان الهدوء

الشديد احد الجوانب الخطيرة في احساس عصام ان هؤلاء غير ما تصورهم لنا عدسات القنوات

التلفزيونية .. معقول هذا الصنف الذي يقرأ بشغف كما يصور لنا .. انه شرير وانه حقير وانه .. وانه سوف

يجرب البيع امام احد المساجد .. لكن كم ياتري سوف يكسب وهل يسمحون لهم بافتراش الرصيف

بجانبهم سوف يبدأ ببعض العطور والمسابح والمسواك .. اشتري بمائة جنيه في اليوم الاول لافتراشه

جاءه احد القدامي ليقول له : انت من المفروض انك تستأذن في فرش اي حاجه


قال عصام : انا اسف انا حسيت انكم طيبين وانكم لاتقطعون عيش اي حد يريد الارتزاق

جاء احد البائعين ليحدث عصام ويقول له : ولايهمك من الشيوخ دول واللي انت عايزه ولا يهمك ودول ناس

عايزيين البوس علي ادمغتهم

قال الاول : انا كنت ح اقولك انك لازم يكون عندك معرفه بواحد يورد ليك كتب لو كان معاك فلوس

والظاهرمعاك ( بعد ان نظر له من فوق لتحت وملابسه الغاليه )

قال الثاني : ياعم انت ح تحسده علي ايه دول يادوب شوية سواك علي عطور يعني حاجات بميه ولا بميه

وخمسي

الاول : خلي بالك زي ما قلت ليك اشتغل في الكتب وانا معاك

الثاني : انت طمعان في الراجل كده ليه

الاول : لا ابدا هوه ح يحط ميت جنيه انا زيه

قال عصام : هيه الكتب مكسبها كتير

الثاني : انت تعرف مكتبات الحسين فيه كتير من اصحاب المكتبات دي كانوا فرشين هنا .. ولو رحت هناك

وعارفينك ممكن تاخد منهم يالتقسيط يعني كل اسبوع حاجه

عصام : معني كده ان فيه امل اني اشتغل هنا

الاول : طبعا دا كله شغل

الثاني : ويمكن ماتلقيش شغل لان دا رزق ربنا

كان لدي عصام اكثر من خمسة الاف جنيه نزل الي تلك المكتبات وافهم احدهم انه يفترش امام مسجد

النور وانه يريد الكتب بسعر يكون فيه مكسب ليه.. اشتري بكامل المبلغ واعد العدة ليبيع لكنه وجد ان

الاقبال عليه ضعيف فالبعض لم يتعود علي وجوده والبعض وجد ان الكتب غالية الثمن باعها بثمنها في اول

اسبوع وفي ثاني اسبوع اتصل بصاحب المكتبة الذي اشتري منه ان ثمن الكتب فعلا مغالي فيها وانه

خسر اكثر من الربع وانه لن يشتري منه مرة اخري وسوف يتعامل مع المكتبة المجاورة له .. فعلا اشتري

من المكتبة المجاورة له ولكنه ارجع الكتب ولم يشتري اذا تعلم هذه المرة شيئا ان يسأل عن ثمن الكتاب

قبل ان يشتريه من اي مكتبة وكان هامش الربح له مرة كبير ومرة صغير الا انه تعلم ان لايشتري الااذا

فهم صاحب المكتبة انه بائع .. مرت بضعة اسابيع اخري وهو يحقق نسبه معقوله الا انها لاتوافي سعر

نقل الكتب فكانت التاكسيات تأخذ جانبا كبيرا من الربح .. استلف مبلغا من والدته حتي يشتري سيارة

مستعملة ولكنه توقف عن الشراء اذ انها قد تكون كارثة عليه بكثرة اعطالها .. اشتري سيارة صغيرة

بالتقسيط ..الربح الذي سوف يربحه من الممكن ان يكون مبلغ التقسيط الذي يربحه شهريا .. كان يحمل

السيارة بالكتب ولانها سيارة صغيرة كانت تحمل كمية صغيرة من الكتب ولكنها ادرت عليه المكسب الوفير

الذي لم يكن يتوقعه وبمساعدة من حوله الذين فوجئوا بسيارته وفكرته التي اتخذها بخروج بضعة ارفف

من السيارة كمكتبة متنقلة .. تضاعف المكسب مع كثرة الكتب التي يعرضها ومرت الشهور الاولي لديه بلا

مشاكل خاصة وانه كان في طريقه لانهاء مبلغ السيارة .. تحول عصام ابن الد هشام الي الشيخ عصام

واصبح الهدف لديه مضاعفا بعد ان اجري تعديلات علي السيارة بحيث تتحمل حمل المزيد من الكتب وبعد

ان كانت تتحمل نصف طن جعلها تتحمل طنا كاملا فضلا عن تغيير الموتور حتي يحمل المزيد .. فقد لاحظ ان

عندما يزيد من مضاعفة عدد الكتب يزيد لديه الجمهور الطالب للمزيد .. فكانت ايام الجمع هي الحد الفاصل

في حياة عصام التي تحولت فجأة دون ان يدري هو ذاته .. اصبح عصام علي طريق نجاح مدو خطا فيه

كثير من الخطوات الرهيبة في ظل محدثات افاقته من غفوة المت به .. وهو يستعيد ذريات انه توقع

مقاومة ممن حوله انه ساخذ جانبا من مكتسباتهم ولكنه استبق الاحداث عندما علم بان مكسب الكتب

ضخما .. نظر الي اكثر الفرش فقرا فوزع عليهم عطوره ومسواكه.. هؤلاء قد حملوا بعض من جميله معهم

فكانوا يقفون معه عند تكاثر المشترين عنده ..فاتفق مع البعض منم بالعمل معه رضي اثنان بالعمل معه

فاتفق علي انه سوف يعطيهم ثلث مكسبه والثلث للفرش والثلث له اعترضا في اول الامر الا انهم وجدوا

انه من الممكن ان يكسب في اليوم ثلاثمائة جنيه في يوم الجمعة فقط اما في الايام الاخري من الممكن

ان يكسب اقل لان عدد الحضور قليل

عرف ان هناك من خرج من السجن حديثا وانه مكث اكثر من خمسة عشر سنه وكان يفترش هنا وكان

اكثرهم مالا الا انه في يوم لم يبع لاحد الناس بالسعر المتدني مما يعني بلا ثمن وقد تصادف انه من احد

ضباط الشرطة المشهود لهم بقذارة اليد والضمير والاحساس

فلم يبع له .. وفي الجمعة عندما استفسروا عنه لم يجدوه فجاءهم احد افراد عائلته ليستفسروا

عن هذا الضابط وما هو الذي حدث فحدثوهم عن حادثة كتاب ..ومن سخرية الاحداث انه كان يريد كتاب في

فقه السنة .. واشار احدنا اليهم بالذهاب الي بيت هذا الضابط حتي يهدوه الكتاب وفوقه مجموعة اخري

..ورغم ذلك مرت اسابيع وشهور ولم يحضر زميلهم ..فاستعوضوا الله فيه .. تم حبسه في قضية مخدرات

ضخمة ولان القاضي لم يطمئن الي الادلة تم الافراج عنه الاانه استؤنف الحكم فجلس في الحبس

الاحتياطي هذه المدة .. حتي خرج الضابط علي المعاش واثناء موته اعترف لبعض اصدقائه ان فلان

الفلاني محبوس ظلم الا ان تلاميذه لم ينفذوا وصيته فاضافوا خمس سنوات الي مدته ليمكث في الحبس

عشرون عام .. قابله عصام .. وجده شخص


جميل يبتسم ولا يشكو وانه يحمد الله دائما وانه يبحث عن عمل .. ورغم هذه الصفات فيه الاانه لاصبر له

علي الوقوف بجانب الفرش.. مما قد يعرضها للسرقه لكن لم يتصادف ان سرق احد زميل له .. وغالبية

السرقات كانت تحدث من المشترين الغرباء عن المكان فكانوا يستغلون زحمة الشراء والبيع .. ليسرقون

احدي الكتب من مجموعة المجلدات فتفسد المجموعة كلها


الام : معقول عصام ابن العالم الكبير يشتغل في الشارع

عصام : العالم الكبير ياماما.. معلهش لم يوفرلينا اي مورد للحياه ايه اللي عمله من شغله ليل نهار في

المعمل وانا في الاخر باشتغل في الشارع كان مفروض انه يوفر لينا علي الاقل تمن الشغل


الام : انت زعلان اوي كده منه .. معلهش احنا مانعرفش ظروفه .. وعلي العموم كان ليه حق في ارضه لانه

خايف عليها من

عصام : انا مش مهم ليه الارض ولا غيرها ولكني كنت احب اني اشتغل عند بابا لكن الحمد لله انها اتحلت

الام : ايوه شوف ازاي اتحلت انت دلوقت مش فاضي عشان شغلك ودا مفروض انه يكون ليك عامل

سعاده مش تفكر في اللي فات

عصام : لا انا احب بابا لكن كنت احب اني اكون معاه .. لكن الحمد لله

الام : انت تعرف الفلوس اللي ابتديت بيها من ابوك .. والفلوس اللي معايا من ابوك يعني كل حاجه ابوك

هوه السبب في اللي احنا فيه من الغني والفيلا اللي احنا عايشين فيها ..

عصام : انا كنت بس بحس بمشكلتنا اننا كلنا في اتجاه مختلف عمرنا ما اتجمعنا

الام : اه فيه مشكله تانيه من الشغل للجلوس مع بعض ..

عصام : لا ابدا اصل انا

الام : عصام الحمد لله .. انت بقي معاك شغلك .. فاضي تقعد مع اخواتك وبعدين كانوا نصهم بيشتغل في

مصر ونصهم كان بيشتغل في الخليج يعني كويس انهم بيشتغلوا .. انت عارف العاطلين كام واحد في

البلد اكثر من خمسة عشرة مليون يعني فيه كارثه في البلاد وانت لقيت شغل يعني ركز فيه ونمي

الشغل دا لان انت واخواتك معجزه ان لقيتوا شغل ..


صحيح مش مضمون لكن فيه ايه مضمون .. دا حتي ابوك فيه مشاكل هناك معاه وربنا يستر واختك رجاء

في مصيبه .. ولسه فيه قضيه ..خلص ياعصام

عصام : صح .. صح انا صحيح عايز ايه اكثر من كده

الام : ايه دا انت بتوه الموضوع

عصام : ابدا اصل انا حسيت ان ليكي حق فعلا لما لقيت ان فيه مصيبه كبيره ..رجاء والعاطلين


الام : انت بتهزأ بيه

عصام : لا .. لا.. لايمكن استغفرالله العظيم

وقبل يدها .. ثم اضاف انا كنت احب ان بابا يساعدني بطريقة مباشره مش من بعيد

الام : لازم يكون فيه خلاف عشان نتكلم يابني انت احسن كتير من غيرك معقول في حد بعد كام شهر

يكون عنده اضعاف امواله.. يابني ابوك راجل بعيد النظر بيربي فيك واخواتك ازاي يكونوا محاربين ..

الاحساس بضخامة المسئوليه يضاعف من قيمة العمل والاحساس بالكبرياء اللي بيقدم العمل علي انه

سلوك مش فلوس وبس


عصام : ياماما احساسي بالعجز كان بيضاعف من مسؤليتهي بمضاعفة المجهود والتخلص من اسباب

العجز والتقيد بمراعاة الحدود بين المنطق والتردي في مسميات الفشل واطلاق المزيد من طاقه مهدره

للبحث عن المزيد من الفشل مش النجاح


الام : يعني احساسك اهم من النجاح واهم من شعورك بانك اقوي وانك اكثر رفاهية من اغلب الناس ..

ودا لانك مشغول باعداد المزيد من النجاحات كان لازم تفتخر بانك حققت النجاح لاكنك بدلا من دا تعاقب

نفسك بالمزيد من الندم



عصام : لست نادما انا افكر في اختصار طريقة التعامل كان ..ولا بلاش

الام : مش بقولك انت مش سعيد بما حققته من نجاح .. انت تعرف ايه مشكلتك انك تحس انك نجحت ..

يمكن المجهود اللي عملت في الوصول لطريق النجاح نساك انك تفرح وما كنش عندك وقت تفرح دي

مشكلة اخواتك برضه رغم الوجود الضخم للنجاح لم يشعرون به لحظه

عصام : ليه ماما

الام : عشان القناعه يظهر انك لم يزل عندك الطريق طويل وانت لما شعرت انك ابن لملياردير حسيت ان

الفلوس اللي معاك قليله جدا بالمقارنه مع ابوك تريد ان تكون اكثر اموال حتي تثبت له شئ ..وانك

تستطيع وانك قادر .. رغم عدم حاجتك اليه وانه كان مفروض عليه يساعدك لكنه لم يقدم ليك اي مساعده

رغم ان دا مش صح .. لان اول مساعده قدمها ليك انه ابوك ودا يقدم ليك

اي مساعده انت عايزها لانك ابن فلان ودا كفايه انه يقصر ليك اي مسافه .. والمسافات هنا بعيده عن كل

الناس

عصام : انا احساسي صادق لكن لسه فيه وقت اتخلص منه ..لازم اشغل نفسي بالشغل ودفع المزيد من

الجهد لاني غير راضي عن نفسي الي الان .. وف كل مره احس بالنجاح اتمني ان يري ابي ما انا فيه ..

الام : ابوك مش مهم ليه النجاح بقدر ما يهمه كيفية النجاح واحساسه بيه واضافة عوامل زيادة النجاح دا ..

انت تعرف اني ابتديت من شهور العمل في انتاج المزيد من العطور الخاصه بنا وبنافس المستورد لان فيه

اسباب للتثبيت وزيادة قيمة العطر وفيه كتيرمن الشباب اللي مش لاقي نصف فرصه للعمل رغم وجود

خبرات كبيره ليهم في مجالهم ومع كدا كانوا سعداء بالعمل معنا في المصنع اللي وفر لحد الان اكثر من

ثلاثين فرصه للعمل .. تعرف فيه بعض انواع العطور يتم تصديرها علي اساس انها منتجه من نباتات طبيعيه

.. دا يساوي كام عندك ياللي بتشتكي من قلة الاهتمام ..

عصام : انا ليه اعتراض مش مفروض الشغل دا اخد بيه علم

الام: ازاي تاخد بيه علم هوه انا بشوفك انت مشغول علي طول ..واخواتك لكن الحمد لله اني انشغلت انا

كمان لاني مش فاضيه اني ارغي معاك في كلام فارغ ( ضحكت )

nervana500
انا وقفت عند الباب السادس لكني ساكمل القصه..
سؤال هل هذه القصه تخص شخصية كاتبها أم
عن نموذج عن شخصيه عامه.. عذرا علي تطفلي
وسؤالي عن شخصية كاتبها .. احساسي بما يدور
بالقصه كأنها تنطبق علي كاتبها . والخطأ وراد
طبعا .. او كاتب القصه محترف في كتابت القصص
زين العابدين عبد المنعم
شكرا للرد الرقيق جدا


انا اكتب القصه القصيره منذ 30 عام وانقطعت عندما وجدت الطريق مسدود


بعدم نشر اي سطر لي ثم رجعت منذ 7 سنوات عندما وجدت بعض الافكار ..


فكتبت خمس روايات بها افكار متعدده منها اننا نحكم بواسطة عصابة هليبه


مش رئيس دوله ..وكانت حرب غزه التي اعلنت للاسف الشديد من مصر هي


الشرارة التي اوقدت في ..كيف لمصر تنحدر الي مستوي الخيانه لحرق المسلمين


وقتل الاطفال والنساء وهدم البيوت وحصار غزه الذي دام اربعة اعوام ..اليس اهذا

ان يسقط الافكار علي اي راس ولو حتي راس محشي بانجو ..والسلام والشكر


لك نرفانا ....
nervana500
والله صدقت يا اخي في كلامك بلدنا كانت مأوي للظلم ومازلت وكل ما تكتبه عن احوال بلدنا هي بالفعل حقيقه
وللاسف الشديد شعبنا غير واعي وكان يتحكم فيه حاكم فاسد واذا فسد الحاكم فسد الشعب ولكن هذا
لا يمنع ان في اناس كثيره مخلصه لبلدنا
nervana500
القصه جميله ومفيده ومن يتصفحها اكيد هيخرج منها بعظه لبعض المواقف اللي ممكن تقابل الانسان
في الحياه . بخلاف انها تحكي ادق التفاصيل الحياتيه وتجاربها وتتكلم عن فساد النظام القائم في مصر من هيئات او افراد .. واكثر ما اعجبني في القصه وهي فكرة ..الفكر يرقي بالانسان.. وذكر قصة روبين هود فهي قصه رائعه.. شكرا جزيلا لكاتب القصه ونرجوا المزيد
زين العابدين عبد المنعم
شكرا نرفانا جدا

انا كنت متشائم اني اجد الي الان اي شخص يقرا لانه لايوجد هذا الجيل الذي يقرا ..ولكن هناك الجيل

المشيش والجيل المبنج ..واجيال قضي عليها مجرم نحاول ان نطيل في عمره بدلا من القائه عند اول مكب

للزباله ..الروايه تقول ان العلم مش مهم لينا بقدر الاهم من تقليل الفساد ..وتقليل النهب ..وتقليل رجال

الاعمال البلطجيه في ثوب الاستثمار ..وسجن المقترضين المتعسرين ابو مليارات واعدامهم مش ابو مليمات

..او سجن امراة تريد الزواج لابنتها بالديون .. ساعتها نكون فعلا بلدا متحضره ...
nervana500
لا تشاؤم و لا حاجه لان مازال في كثيرين يتمتعون بالفكر والقراءه انا شخصيا كنت بذهب لمكتبات سوزان
مبارك لاتصفح انوا ع من القصص والافكار .. وكويس ان في علي الموقع من يلبي هذه الرغبه ونأمل
التنوع في القصص اذا امكن .. ونتمني ان تكون بلدنا بلدا متحضره
بالفعل ولكن امامنا سنوات كثيره حتي نصل للتحضر
nervana500
لو عندك علم بقصة مقتل سليمان خاطر الشاب المجند علي الحدود المصريه ومن قتله ارويها لنا
زين العابدين عبد المنعم



قصة سليمان خاطر هي قصة العمالة والحقارة لنظام حسني اللامبارك العميل القذر الاسرائيلي للنخاع


ورواية من روايات السفله الذين باعوا مصر بارخص الاسعار


سليمان محمد عبد الحميد خاطر (1961 - 1986) أحد عناصر قوات الأمن المركزي المصري كان يؤدي مدة

تجنيده على الحدود المصرية مع إسرائيل عندما اصاب و قتل سبعة إسرائيليين في الخامس من أكتوبر

عام 1985م.


سليمان محمد عبد الحميد خاطر من مواليد عام 1961 قرية أكياد في محافظة الشرقية بجمهورية مصر

العربية، و هو الأخير من خمسة أبناء في أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان.

في طفولته شهد سليمان آثار قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة في 8

أبريل سنة 1970. قام حينها القوات الجوية الإسرائيلية باستخدام طائرات الفانتوم الأمريكية،حيث قاموا

بنسف المدرسة مخلفين 30 قتيلا من الأطفال، في حينها كان سليمان خاطر يبلغ التاسعة من عمره. قالت

شقيقته في لقاء مع قناة الجزيرة الفضائية أن سليمان "جري بسرعة لمشاهدة ما حدث وعاد مذهولا مما

رأي".

التحق سليمان بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجند في وزارةالحربية بقوات الأمن المركزي.


الحادثة الواقعة على الحدود

القصة كما نشرت في جريدة الوفد المصرية أنه وفي يوم 5 أكتوبر عام 1985م وأثناء قيام سليمان خاطر

بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة أو رأس برجة بجنوب سيناء فوجئ بمجموعة من السياح

الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته فحانتكخيفغتاكمغتافاىيفاا أجهزة

وأسلحة خاصة فأطلق عليهم الرصاص. كانت المجموعة تحتوي 12 شخصا.

تمت محاكمته عسكريا، وفي خلال التحقيقات معه قال سليمان بأن أولئك الإسرائليين قد تسللوا إلى

داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وأنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار.

-- محاكمة سليمان


سلم سليمان خاطر نفسه بعد الحادث، و صدر قرار جمهوري بموجب قانون الطوارئ بتحويل الشاب إلى

محاكمة عسكرية. طعن محامي سليمان في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، وتم

رفض الطعن.

وصفته الصحف الموالية للنظام بالمجنون، وقادت صحف المعارضة حملة من أجل تحويله إلى محكمة

الجنايات بدلاً من المحكمة العسكرية، وأقيمت مؤتمرات وندوات وقدمت بيانات والتماسات إلى رئيس

الجمهورية ولكن لم يتم الاستجابة لها. قال التقرير النفسي الذي صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث أن

سليمان "مختل نوعًا ما " والسبب أن "الظلام كان يحول مخاوفه إلي أشكال أسطورية خرافية مرعبة

تجعله يقفز من الفراش في فزع، وكان الظلام يجعله يتصور أن الأشباح تعيش في قاع الترعة وأنها تخبط

الماء بقوة في الليل وهي في طريقها إليه". بناء على رأي أطباء وضباط وقضاة الحكومة، عوقب سليمان

لأنهم أثبتوا أن الأشباح التي تخيفه في الظلام اسمها صهيونية.

بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال

الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة. بعد أن صدر الحكم

علي خاطر نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفي

اليوم التاسع لحبسه، وتحديداً في 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي

سليمان خاطر في ظروف غامضة [1]

-- أقوال سليمان خاطر في محاضر التحقيق

يحكي سليمان خاطر ما حدث يوم 5 أكتوبر 1985 من خلال أقواله في محضر التحقيق فيقول: "كنت علي

نقطة مرتفعة من الأرض، وأنا ماسك الخدمة ومعي السلاح شفت مجموعة من الأجانب ستات وعيال

وتقريبا راجل وكانوا طالعين لابسين مايوهات منها بكيني ومنها عرى. فقلت لهم "ستوب نوباسينج"

بالانجليزية. ماوقفوش خالص وعدوا الكشك، وأنا راجل واقف في خدمتي وأؤدي واجبي وفيه أجهزة

ومعدات ما يصحش حد يشوفها والجبل من أصله ممنوع أي حد يطلع عليه سواء مصري أو أجنبي. دي

منطقة ممنوعة وممنوع أي حد يتواجد فيها، وده أمر وإلا يبقي خلاص نسيب الحدود فاضية، وكل اللي

تورينا جسمها نعديها. (وذلك في إشارة منه إلى حادثة كانت ما زالت حديثة حين استطاعت امرأة صهيونية

أن تتحايل بالعري على أحد الجنود في سيناء، وتحصل منه على تردد أجهزة الإشارة الخاصة بالأمن

المركزي هناك بعد أن ادخلها الشاليه المخصص للوحدة).


قبل أن ينطق المحقق بأمر قال لهم أخيراً.." أمال انتم قلتم ممنوع ليه..قولوا لنا نسيبهم وإحنا نسيبهم".

سأله المحقق: لماذا يا سليمان تصر علي تعمير سلاحك؟

وفى بساطة (ربنا يسامح اللي علمها له) قال.. لأن اللي يحب سلاحه يحب وطنه ودي حاجة معروفة

واللي يهمل سلاحه يهمل وطنه.

ـ بماذا تبرر حفظ رقم سلاحك؟

ـ الإجابة من أوراق التحقيق.. لأني بحبه زى كلمة مصر تمام.

-- سجنه

في رسالة من السجن كتب أنه عندما سأله أحد السجناء "بتفكر في إيه"؟ قال "أفكر في مصر أمي،

أتصور أنها امرأة طيبة مثل أمي تتعب وتعمل مثلها، وأقولها يا أمي أنا واحد من أبنائك المخلصين.. من

ترابك.. ودمي من نيلك. وحين أبكي أتصورها تجلس بجانبي مثل أمي في البيت في كل إجازة تأخذ

رأسي في صدرها الحنون، وتقول: لا تبكي يا سليمان، أنت فعلت كل ما كنت أنتظره منك يا بني".

في المحكمة قال سليمان خاطر "أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه.. إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشى أن

يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم". عندما

صدر الحكم بحبسه 25 عامًا من الأشغال الشاقة المؤبدة قال: "إن هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن

جندي مصري أدى واجبه".. ثم التفت إلى الجنود الذين يحرسونه قائلاً "روحوا واحرسوا سينا.. سليمان

مش عايز حراسة".

-- الوفاة


قال تقرير الطب الشرعي انه انتحر، وقال أخوه لقد ربيت أخي جيدا واعرف مدي إيمانه وتدينه، انه لا

يمكن أن يكون قد شنق نفسه لقد قتلوه في سجنه. وقالت الصحف القومية المصرية انتحار سليمان

خاطر بأن شنق نفسه على نافذة ترتفع عن الأرض بثلاثة أمتار. ويقول من شاهدوا الجثة أن الانتحار ليس

هو الاحتمال الوحيد، وأن الجثة كان بها أثار خنق بآلة تشبه السلك الرفيع علي الرقبة، وكدمات علي

الساق تشبه أثار جرجرة أو ضرب.

وقال البيان الرسمي أن الانتحار تم بمشمع الفراش، ثم قالت مجلة المصور أن الانتحار تم بملاءة السرير،

وقال الطب الشرعي أن الانتحار تم بقطعة قماش من ما تستعمله الصاعقة. أمام كل ما قيل، تقدمت

أسرته بطلب إعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة لمعرفة سبب الوفاة، وتم رفض الطلب مما زاد

الشكوك وأصبح القتل سيناريو اقرب من الانتحار. ما أن شاع خبر موت سليمان خاطر حتى خرجت

المظاهرات التي تندد بقتله..طلاب الجامعات من القاهرة وعين شمس وجامعة الأزهر و جامعة المنصورة

.. طلاب المدارس الثانوية. في مشهد أخر في مكان ما، تسلم الإسرائيليون تعويضاً عن قتلاهم من

الحكومة التي قالت عنها أم خاطر " ابني أتقتل عشان ترضى عنهم أمريكا وإسرائيل".



زين العابدين عبد المنعم
لقد تم التاكد ان وراء الحادث الملعون ان شاء الله عمر هامان


من مخابرات مصر الذين يهزمون الموساد في المسلسلات فقط


في رمضان ..ويهزمون الشعب المصري طوال العام بالقمع والاستبداد


والمخابرات التي اشرفت علي القضاء علي سلمان خاطر عليه من الله


سحائب الرحمه والمغفرة باذنه وجعله مع النبيين والشهداء


والصديقين وحسن اولئك رفيقا ..
nervana500
سليمان "مختل نوعًا ما " والسبب أن "الظلام كان يحول مخاوفه إلي أشكال أسطورية خرافية مرعبة . بناء على رأي أطباء وضباط وقضاة الحكومة، عوقب سليمان!!!! منين نحافظ علي حدودنا وبلدنا ومنين بندخل المخاوف في عقول المجندين كيف يحموها اللي المفروض نعطيهم الامان والثقه هي ده المخابرات التي اقسمت علي حماية بلدنا واولادنا المجندين
والفاسق المخلوع الذي اقسم علي حماية البلد . الموضوع شيء مهم وخطير ومحتاج دراسه واهتمام من الرياسه العليا
لان امر حدودنا امر مش سهل .. وقتل جنودنا علي الحدود ليس بالامر الهين .. ونظرا لانتهاء عصر الاستهتار يجب فتح
ملف سليمان خاطر واعادة التحقيق في مقتله ولا يستهان بامره في ظل حكومتنا الرشيده
nervana500
الشكر كل الشكر للكاتب ونأمل ان يكون في قصص متنوعه تفيد القارئ وتعطيه فكره عن بلده لان مازال ناس كثيرون لا يعرفوا شيء عن واقعنا الاليم
زين العابدين عبد المنعم



الباب السابع

تم وقف رجاء عن العمل بمقتضي الدعوي المرفوعة عليها .. ارتاح اكثر من بالمستشفي منها ومن

شخصيتها الجبروتة حيث انها مصدر ازعاج لكثير من الممرضات بالمستشفي رغم ان هناك من يحبها نظرا

الي عطاياها الكثيرة لهم .. لايستطيع احدا ان يوجه لها اي نقد حتي من بعض الاطباء الحديثي الخدمة

والقدامي .. فبعض الاعمال التي ارتبطت بها معهم لايستطيعون معها توجيه اي لوم لها ولوبامرعابر ..

اسلوبها في دمج العمل العام بالخاص اوجد نوعا من خلط الاوراق بحيث اختلط معها العمل واسلوب

ادارته وطريقة ايصال المعلومة لانقاذ المريض والكشف واعطاؤه دواؤه والاشراف علي الطعام وراحة

المريض المميز رغم اكتشاف بعض الناس لهذه المعاملة المختلفة مما يوجد نوعا من السخط ومحاولة

التغيير.. لكن من يستجيب هذا هو المهم لان .. لااحد يجيب .. ولا احد له السلطه ان يقدر هذا ويعطي او

يمنع لان الجميع مستجيب لهذه الافعال رضوا ام ابوا .. لانه في الاخر الكل يعالج تحت اشراف او دون

اشراف مادام العلاج يعطي سواء افاد اولم يفد في الاخر هو علاج .. وقد يكون هذا العلاج هو السبب في

قصر الحياة لانه لم يوضع علي قدر الحاجة ولكنه علي قدر الامكانيات .. وهكذا تسير الامور يمسك بعضها

مدير المستشفي وتمسك رجاء بغالبية الامور لانها موجوده وسط الميدان اما غالبية الاطباء موجودون

بغرفهم يتابعون او لا.. المهم هو ايصال يد التمريض الدائم قبل الطب الي المرضي ليعلمون بوجود

الطبيب ..هذا الجو الذي اعطي رجاء سلطة خطيرة بالاضافة الي شخصيتها القوية جدا اضفي عليها مزيدا

من الاحترام ..كان لديها الاذن بتوقيع الجزاءات والخصم من الراتب والعديد من الصلاحيات التي تضخمت

واسترسلت فيها حتي اصبحت طوقا للغرق بدلا من النجاة ادنت الكثير من الممرضات في جميع الاقسام

حتي تاخذ علما بما يحدث من انتقال مريض ودخول مريض والبحث عن حالته المادية .. ولجوءه الي

المستشفي العام لخوفه من المستشفي الخاص وما يحدث فيه من الاستغلال


في احد الايام عندما اشرفت علي احدي عمليات زرع كلي لاحد المرضي الفقراء من ابيه المسن رغم

تحذير بعض الاخصائيين منها الاان احد الاطباء الكبار اتم اجراءات تنفيذ العمليه وقد اوضحت له رجاء اهمية

هذا العملية لها .. كان لديها اليقين التام بفشلها ورغم انه قد مر وقت طويل علي اجراء عملية الزرع .. نجح

الطبيب في افاقة العجوز من العملية بعد جهد شاق .. وامل

ان تتم بنجاح .. كثير من هذه العمليات قد تم ولكن بين شباب ..كثير كتب له النجاح وكثير منها كتب له

الفشل فهناك الطرف المستفيد من الفشل .. يتم بعده اخذ الكلي السليمه من المريض المسكين لتزرع

في اخر دفع بسخاء حتي يتم له ما اراد .. احداث جسام قد تطرء علي هذه النوعية من السرقات الا ان

امر ما يجعله معتاد علي الحدوث كثيرا .. لان الطلب المضاعف قد يكسب القيمة المضاعفة لمقدمات حجز

علي اشياء لن تعطي ابدا ولاحتي تحت ضغط الحاجه لان المطلوب عسير واكثر حاجة من ان يقدم سوي

بعطاء صعب وتضحيات اشد غباء ..


قالت رجاء للعجوز : ليه اتبرعت له ؟

لم يجب .. نظر كثيرا لم يستطع ان يجيب لانه لايستطيع ان يفكر في هذه اللحظة لماذا .. اشياء كثيرة

تتردد في صدره عيناه الكليلتان التصقتا نوعا من الذكري بمخيلته لم يدري لماذا هل يقول لها انه ابنه

الوحيد هل يقول انه عائله الوحيد .. الذي يصرف عليه بعد ان هزل معاشه وضعف واصبح لايصرف علي

قطه .. هل يقول لها انه غباء الفقرالذي علا فوق رقبته وانه يمتص منه يوميا عمره ولم يدع له حتي ابنه

الذي يصرف عليه .. من قال لو ان الفقر رجلا ..لو كان رجلا حقا لتركته يعيش تحت خط فقره وتركته في

اكباله معذبا كل يوم في عذابه اصنافا والوانا وجعلته يتمرغ فقرا .. ماذا سوف يقول لها ماذا سيجيب .. مائة

اجابه لاتكفي .. بعد ان ضاع عمره ليجد ان جسده يقطع منه حتي يعيش من يحبه .. حتي كسرة الخبز

يضن علينا بها جبناء .. من سيجيب عنه ان ابنه لم يقم راسه منذ سنوات سوي ليأخذ دواء العطار الرخيص

ليذهب الي الشغل حتي لاتنقطع جنيهاته .. وهو لم يزل صامتا وهي تعيد عليه السؤال : لماذا تبرعت له


اكيد هذا الوجه الجميل لم ير اي فقر مثله .. يدها ناعمه كحياتها اكيد .. هو لم يعرف عنها اي شئ ولن يحب

ان يعرف .. هو يريد ان يسأل عن ابنه لكنه لايريد ان يسأل .. لن يسأل حتي يراه أو .. أو .. لا .. لايراه ..

الاجابة هذه تاخذه الي بعيد .. الي النهاية التي لايريدها.. يريدها لنفسه ولكنه لا يريدها لغيره .. انه هو

بالذات الذي لايريد ان يعرف عنه ذلك .. ان تتحقق لديه نهايته هو وليس هو .. انه ابنه هو ..لن يبرأ له جرح

ولم يعرف ماذا هناك انه لايراه بجانبه هل اسوأ الامور تتحقق له وتكون نهايته ..لم تزل هي تسأل.. كيف

يجيب ولم يعرف الاجابة بعد ولن يجيب ..لن يجيب .. لن لن .. شغفه اطال من تفكيره .. لايستطيع ان يحدد

اي شئ الان حتي لا تتحقق اشق كوابيسه .. اخيرا سمع ..انه يتلقي الجواب .. ابنك بخير وهوه في

الغرفه المجاوره

وسوف ياتي ليراك قريبا .. انه لايصدق .. سوف يكذب هذا لانه جرب اصناف كثيرة من التلفيق والكذب لن

يصدق الا ما يراه بعينه .. فقد قالوا له الكثير من قبل فخدعوه وخانوا عهدوهم ولم

يفوا بكلمة واحدة فلم يعد يصدق اي شئ حتي الدواء الذي ياخذه الان لايصدقه .. كلهم كذبة من اول من

يحكم الي الموظف الصغير .. قلما كبر المرتب كلما تضخم حجم الكذب ..وكلما كبرت المسئوليات زاد حجم

الفساد الذي حول حياته الي عفن .. انه يتذكر يوم ان باعوا شركته منذ عشرون عام قالوا له معاش مبكر

ولم ياخذ الا الفتات .. باعوا الشركة باقل القليل وتشرد العمال اصحابه وكنا ننتج اصنافا وانواعا من

القماش تستمر سنوات علي جسم الناس .. ويباع رخيصا كانت الشركة تكسب مع ذلك ملايين ولاتخسر

ابدا وتم تصدير ملايين الامتارمنه الي دول عديده حتي اوروبا لانه يوافق الذوق الراقي .. كنا نتطلع علي

الميزانية الحقيقية ونودع بانفسنا الفائض الضخم في البنوك لم نخسر ابدا بل كنا نحطم ارقام العمل

القياسية في كافة قطاعات الحكومة .. وكنا نسهر ليلا لزيادة الانتاج الذي تضخم بشكل رهيب حسب

الطلب فكان ينفد لوجود الادارات الفنية المخلصة التي توزع هذا الانتاج علي طاولة مفاوضات قوية

فحققنا مع الشركة معدلات كبيرة من الانتاج وساعات عمل وصلت لاكثر من خمسة عشر ساعة لكل عامل

.. وكنا نسمع عن العامل الياباني الذي يعمل ست وثماني ساعات في اليوم والعامل الاوروبي

والامريكي وكان يذاع ارقام مغلوطه عنا انا لانعمل الا اقل من ست ساعات في الاسبوع وكنا نغضب لهذا

الخطأ الجسيم في حقنا ان الحكومة تسب عمالها بشكل خطير امام العالم ولا تصحح الخطأ .. اما انتاجنا

الصناعي والفائض المالي الكبير فقد انتهي زمنه ووقته .. لانه جاء اليوم الاسود الذي اقنعونا فيه بتحديث

الشركة.. وكنا من قبل قد علمنا معني كلمة تحديث من الشركات التي تم تحديثها وانها كلمة قاسية علي

اي شركة يتم لها التحديث وانها تخريب متعمد لاي شركة يراد لها التحديث ..لم نكن نعلم انها حكومات

متواطئة علي افقارنا لصالح جيوب اصدقاء الحلقه النارية التي احكمت حلقاتها حول رقابنا .. رجال يسمون

انفسهم رجال اعمال او رجال عمال فهذه المرة الاولي التي اسمع بهم ولم اعرف ان الاعمال من ضمنها

التخريب ونهب باسم الشراء .. اضيفت الكمبيوترات الي مكاتب الموظفين ثم بعض اجهزة التكييف ..

وساعتها ضاع فائض الانتاج المالي علي هذه الرتوش ولم تستحدث اي ماكينه ولم يحدث اي تغيير في

تطوير العمل واجراء اي قواعد لتنظيم البيع باثمان عالميه بالخارج ولم يتعلم اي عامل مهارات جديده

باعطاءه دورات تدريبيه لاكتساب مهارات جديده .. وتم خصم الحوافز وتقليل المرتب ..وسقطت الشركة بعد

ذلك في ايدي هؤلاء


الرجال الذين قالوا انهم من حزب المستقبل او الوطني مش فاكر زوات كرافتات شيك لم نري مثلها الا

في التلفزيون وجوه كانهم امريكان او هنود او حتي كوريين او صينيين .. ساعتها كان الرئيس في الصين

..وجاب معاه شوية تليفونات صيني هديه منهم .. وبعد ذلك تم بيع الشركه بعد تخريبها ..ليشتريها كوري

ولاهندي مش عارف وكان التمن هديه صيني كام تليفون .. وبعدها

عرفنا اننا مطرودين وليس لنا اي حقوق وتم البيع بناء علي ان الشركه بتخسر كتير .. وبعد شهور من

المرار والتعب والبحث عن حقوقنا .. المرتب حتي .. جاء افراد من الامن المركزي وبيدهم تلك العصا التي

كادت احداها ان تؤدي بحياتي لاني باطالب بمرتبي اللي باشتغل بيه .. تم بيع الشركة بتمن مخزون

القماش الموجود بالمخازن اما الارض والشركه والمباني ببلاش .. ساعتها جلس العمال يندبون حظوظهم

انهم كانوا في شركه تحقق ارباح ولم يدركوا ساعتها انهم وسط مصيده تحاك لهم وانهم عما قريب سوف

يلطمون الخدود علي مجهودهم الضائع في تعمير هذه الشركة والعمل بجهد من اجل البيع بالرخيص

..قلت وقتها لهم ان الشركة لم تبع بالرخيص لان فارق الثمن ذهب الي ابن الرئيس

الذي يسرق البلد .. امال ابنه .. لازم يربيه علي سرقة حاجه قليله عقبال ما يمسك البلد يبقي يسرق البلد

كلها .. وساعتها ممكن يبيع النيل ولا الهرم ..ولانه ليس مصري بل متجنس ربما يأتي علي البلد ارض ..

ارض ليبيع بالكيلو .. لم ادري ساعتها وانا افكر فيه هل لانه تربي علي موائد الانجليز فكل شئ قابل للبيع

حتي الشرف مادام هناك المقابل المادي .. ولكن هناك شئ رهيب الانجليز لايبيعون مبادئهم لايبيعون

بالغش والنهب وليس لهم غير جنسية واحدة ..هل كان له اب فعلا ام هو لقيط فلم يتربي الاعلي ان المال

جزء من الانسان وان حمله يوجب عليه ارتكاب جميع ما درج عليه العرف والمجتمعات انه حرام ليتخذ

لنفسه دينا جديدا يحقق به مراده من سلب الناس حقوقهم ..وسلب المجتمع وما قام به من التضحيات ..

ليستخف بالجميع انه قد تم البيع وانهم استلموا الثمن وان هذا الثمن هو حقهم ليقنع نفسه انه سمسار

العصر الحديث الذي يبيع والثمن شرفه وضميره الميت والرصيد يتضخم لانه وافق علي البيع وانه عندما

باع لم يكن لديه اي شك


في انه انسان يبيع لانسان وان الدم المراق علي حواف البيع لم يكن دم العمال الذي باعهم بلا وازع من

اي ضمير سوي حسه البنكي

انها لم تزل بعد واقفة تسال ولن يجيب .. لن يجيب ..لانه بكل تاكيد لايعلم الاجابة عليها ربما لن يجد اجابه

سوي انه ..مريض ..مريض


000



الجو جميل جدا رائحته تحمل البشري الطيبة ان القادم افضل رغم ان الاحداث لاتوافق هذا، هواء البحر

الذي يعطيه ظهره يسترسل في الاشارة وايضاح الطريق له ..يفسح صدره يومض في قلبه ان الامل

موجود رغم الكثير من الفشل الذي لاحقه في افلامه الاخيرة حتي جعلت المنتجين لايعقدون عليه اي امل

في نجاح افلامه بعد ان كانت ناجحة وتقدم الجمهور الغفير الذي يشير الي ان الفيلم لم ينجح فقط بل

سيحطم ما كان قبله من ايرادات .. الامواج لاتيأس من الذهاب والمجئ المسترسل في رتابه منذ قديم

الازل ولن تيأس ..اليأس هو الموت القاتل للحياة .. هناك علي الجانب الاخر من طريق الكورنيش الذي

يجلس خالد علي رصيفه يتطلع الي رجل في العقد السادس معه امرأة في مثل عمر ابنته يجلسان

بتراس الدور الاول يشاهدان شيئا ما علي اللاب توب .. الفيلا علي الطراز القديم دور ارضي واخر علوي

وحولها ارض فضاء تحوطها بانواع من الزراعات والشجيرات ..ويحرسها سور ارتفاعه متر بباب خشبي

متهالك .. التراس امامه سلالم وعلي جانبي السلالم سور عريض يحوطها بشكل دائري ينزل علي

السلالم الي اسفل في اعلاها سور مستو امام باب الفيلا عليه عدد من الصناديق الكرتونية شكلها

ممتلئ من بعيد .. لم يتبين ما بداخلها لبعد المسافة نوعا ما .. الرجل رغم كبر سنه لا يهدأ .. فصل الصيف

وهواء البحر ربما اطلقوا عنده هذا النشاط .. هناك شخصا ما يساعده في تفريغ الصناديق ..من الممكن

ان يكون بواب الفيلا ..انها اصناف من العنب والجوافة يفرغها في اطباق معينه انتظر الرجل حتي يؤمر

بشئ اخر .. وعندما وجد انه ليس هناك امر ما انصرف .. لعله عرف ان الرجل لن يعطيه شيئا .. ذهب الرجل

الي السيارة ليخرج منها جركن مياه .. مياه مطروح لها رائحة معينه ..لها رائحة جاز او شئ مقارب لمادة

بترولية .. وضع بعض المياه علي اطباق الفاكهة ..الرجل الكبير منهمك بشكل دائم في تحضير الاطباق ..

المرأة تشاهد اللاب توب لاتساعده ..دخلت الي الفيلا كي تحضر شيئا ما ..غابت لفترة قصيرة ظهرت ..

مجموعة من الملاعق والسكاكين ..وضعتها علي المنضدة بجانب الجهاز ..باب الفيلا قديم شكله متهالك ..

منافذ الفيلا مغلقة جميعا.. لماذا لايفتحون ولو نافذة واحدة تدخل الهواء النقي الي امعائهم قبل الفاكهة

..كثير من المياه يطلقوها علي الاطباق تنظف فاكهتهم والرجل الكبير لا يجلس ابدا والمرأة لاتساعد لانها

تشاهد او تحاول ان تظهر بذلك الرجل لايتحدث لها يشاهد من وقت لاخر وهو منهمك في الحركه حتي

عندما لايعبث في الاطباق كانما يعد حبات العنب .. او يحسب عدد ما اكله .. يذهب الي السيارة

يخرج منها شيئا اخر لم يتبينه خالد .. اخيرا جلس معها يشاهد وهو ينظر الي الاطباق ..علي السور بابا

للفيلا من الخشب متهالك مثل صاحبه باب السور .. ود خالد لو فتش في ارجاء الفيلا عساه يعرف قصه

جديده عنها لعلها تكون قصته القادمة .. لم يعرف بعد ماذا يفعل لقد احضر معه مايكتب فيه لم يحدد بعد ما

يكتبه.. لوكتب هل يظن احد ما انها ليست قصته هو ..هذا الطراز القديم جدا من الفلل التي تحيا في هذا

المكان الفخم ولم تزين الا بشكل تقليدي ضعيف ولم يعد لها من رتوش الماضي الذي بنيت فيه الا اللون

الابيض المصفر الذي دهنت به غالبية مباني مرسي مطروح عوامل الزمن اتت علي غالبية المبني فلم

يعد له تلك الفخامة الا علي ما بدا من اصحابه وسيارتهم الغالية واسلوبهم في الحياة الذي بدا منهما..

ظل خالد يلاحظ هذا الموقف كثيرا الناس تمشي امامه علي رصيف الشاطئ الفسيح مجموعات شباب

في ملابس البحر بنات وشباب ورجال كبارفي السن ونساء الكل خرج عن الف عادته في التحفظ والبعض

قد خرج من ملابسه ..الضوضاء التي يرتكبونها تتحدث عن وجودهم الصاخب .. يلتقط خالد بعض احاديثهم

..وفجأة بالنسبة له تعرف عليه بعض الشباب المخرج خالد هشام المعروف .. حاول البعض ان ياخذ منه

توقيعه وتدافعوا حوله فيما يشبه الدائرة بعدما نزل عن افريز الشاطئ الذي كان يجلس عليه ضاق خالد

من ذلك الا انه قبل علي مضض وقع للبعض منهم تركوه بعد الامضاء وجاء اخرون ليوقعون منه شعر خالد

ان الموقف قد تغير ولن يستطيع كتابة اي شئ فضلا عن الجلوس في مكانه هذا عرف اتجاه الناس ..سار

عكسهم قادته اقدامه الي منظر جديد .. امراة تجلس بمفردها تكتب شيئا ما ..من بعيد نظراليها وهو يقف

بجانب افريز الشاطئ لم يرها من قبل وهي تجلس هكذا علي الشاطئ مباشرة ورغم الضوء الباهت الا

ان هناك بعض الانوار التي تاتي علي استحياء لتصب علي وجوه الجالسين علي الشاطئ مباشرة

سوف يحاول ان يتعرف عليها ولانه مخرج معروف قد يصبح التعارف سهلا .. اقترب منها نظرت اليه بعد ان

كانت مستغرقة تماما في التفكير فيما تكتبه .. تقلب الورق بانفعال بعد ان زاد من اقترابه منها ..تراجع

بضع خطوات حتي لا ترفع صوتها فيلفت الانظار .. نظرت اليه كانما تحذره من الاقتراب من مسافه بعبده

عنها قال لها : انا خالد هشام المخرج المعروف كنت عايز اعرف ممكن ايه اللي بتكتبيه ..


نظرت له : حضرتك معروف لكن ايه اللي خلاك معتقد اني حاقول ليك ايه اللي انا باكتبه

فال خالد : فيه كتير يتنمو ان يحصل معاهم دا ..ومع كده ما بيحصل ليهم لانهم ليسوا محظوظين نظرت له :

يعني حضرتك فاكرني محظوظه بالفرصه اللي انت بتنعم بيها علي امثالي

قال : لا .. ابدا اصل انا قلتها بطريقه مباشره وانا بصراحه باحب المباشره

قالت : صح فعلا اهم حاجه ان الواحد مايلفش ويدور ..صح بس حضرتك ضيعت عليا فرصه اني عثرت علي

فكره دلوقت حالا

قال : ايه هيه

قالت : وانت مش عارف ان ممكن الافكار حتي .. يعني .. يعني

قال : تتسرق .. متخافيش لاني بصراحه مش ناوي اسرق الليله دي علي الاقل

قالت : والليله الجايه ..ح تسر .. حتسرق

ضحك .. ثم نظر لها .. جميله .. ملابس بسيطه تدل علي ضيق الحال وممكن تواضع الحال

اختلست نظره اليه وهو يغرق التفكير وينظراليها والي ملابسها

قالت : انا عارفه شغف المخرجين لاني قرات عن هتشكوك انه كان لازم يعرف اخبار الناس اللي حواليه

والجيران والمخرجين كلهم كدا ليهم اسلوب في التعرف علي كل حاجه حولهم ولم يشذ اي واحد فيهم من

مصر الي الامريكان حتي الايطاليين

قال : انت علي كدا تقراين كثيرا

قالت: انا مش باكتب لازم اقرأ ..نهضت فجأة ثم اخذت الكرسي خاصتها ومشت وخالد متفاجئ من هذا

الموقف الغريب مثل الذي فعله هو من لحظات هربا من جمهوره

قال لها : انا ح انتظرك هنا بكره في نفس الميعاد ..

في اليوم جاءه تليفون من احد المنتجين يخبره ان هناك قصة ويجب ان يقرأها ليخرجها وانها جديده

الفكرة .. رفض خالد السفر مضيفا له ان هناك قصه اخطر من قصتك او ان كان لابد فليأتي هو فان الجو

هنا سوف يساعده علي ترك العمل الشاق الي العمل الخفيف الذي سوف يحطم ماضي اعماله لانه

سوف يفكر يشكل افضل هنا واسلوب مختلف ..وربما اتناج مختلف

انتظرها في الميعاد لم تاتي .. وجالت به الافكار الي كل طريق .. تذكر هذه المراة التي قابلها اول مرة

ايضا كانت تعمل معه في فيلمه ..لم يعرفها الا في الفيلم الذي عمل الي اخراجه ساعتها كانت وجه جديد

فصمم علي توطيد العلاقة بها ولانها جديده علي اهل الفن كانت ترفض الكثير من حضور الحفلات حتي

ضاق منها الكثيرين وحتي لاتفقد جمهورها من المعجبين وافقت علي الحضور بالحفلات بكثافة تعجب لها

خالد اول الامر ولكن عندما عرف ان المنتج انذرها انها بذلك سوف تخسر الكثير وسيخسر هو ايضا وانه

سيكون مضطراالي البحث عن نجمة جديده .. نصحها ساعتها خالد بالتمسك بموقفها بعدم الانسياق وراء

الجمهور لانها بذلك ستفقد نفسها لانها عما قريب سوف تضطر بناءا علي رغبة الجمهور ايضا ان تتعري وان

تبتذل وتضحك لهذا وذاك بما يعني انحدارا للمستوي الاخلاقي حتي تكون النجمة المفضلة .. عملت

بنصيحتة ساعتها اراد خالد ان يخطبها وبشئ من المفاجئة رفضت هي لان العائلة لم توافق ان يكون لها

زوج فنان وتعجب ساعتها منها الم تعد هي الاخري فنانه .. ولكنه سمع بعد فترة من اعتزالها انها تزوجت

من لاعب كرة قدم وان زوجها حدث له حادثة اصيب علي اثرها في قدمه فاعتزل ..ففقدوا مورد الرزق مما

جعلها تعود مرة اخري الي التمثيل اعطيت في اول الامر ادوارا ثانوية وادوار كومبارس وكانت تلك الادوار

مع مخرجين اخرين ..ورغم موهبها الفذة الا ان احدا لم يستفد منها فاختارها خالد في احدي ادوار البطوله

.. رفض المنتج ان يسندلها البطولة خصوصا انها معتزله وان الجمهور غير منجذب اليها خصوصا انها غير

ودوده وان علاقاتها في الوسط جعلت الكثيرين يهاجمونها احيانا مما سيجعل الفبلم معرض لكبوة قد

تقضي عليه قبل العرض مما يعرض المنتج للخسارة ..تامل خالد في كلام المنتج قد يكون علي صواب

لكنها تستحق فرصة اخري ..انها عادت امراة اخري لم تعد مثل السابق تلك الفتاه الجميله القوية

الشخصيه ..ملابس انيقه واسلوب هادئ رزين ..ابتسامة ..هدوء نفسي ..استقرار مادي ..فلم يعد من هذا

اي شئ تغيرت كثير لكنها لم تعدم الطموح .. فاتحها خالد اول الامر في حاجته الي بطله وانها يجب ان

تكون لها جاذبية بحيث تضمن اجتياز الصعوبات التي تحدث لها مع البطل حيث انه معاق بعد ان كان بطلا

في العدو وانها في سبيل هذا تفرغت له تماما بحيث انها نجحت معه في ارجاعه مرة اخري الي ان يكون

بطلا ولكن في رياضة اخري مما جعلها بطله فعلا .. ساعتها استعادت


البطلة شخصيتها لتقول لخالد انها نفس قصتها مع زوجها ولكن زوجها لم يعد الي البطولة بعد ولكنها سوف

تحاول معه علي ذلك

حين قرر خالد ان يشرك بطلته السابقة قبل الاعتزال كانت علي مستوي عال من الجمال والاناقة ولكنها

الان وقد تبدلت حتي اصبحت بلا جمال او اناقة وعلي وجهها سحائب الهم قد اسدلت جزءا رهيبا من

الكآبة عليها.. اقنعها انه يجب عليها ان تتغير وان تبدل موقفها الحزين الي موقف اخر جديد حتي تستطيع

ان تكتسب مسحة الجمال الزابل لعلها في الفيلم الذي سيخرجه ان تضع بصمتها علي الفيلم .. احضر لها

طبيب نفسي دون ان يعلم أي انسان بذلك .. صرف من جيبه حتي تعود الي تالقها من جديد .. بعض

الصحف اشارت الي موقف المخرج منها وانها ربما تكتب نهاية مخرج طالما قدم افلاما جماهيرية حققت

الملايين وان تلك الابطلة السابقة ليس لها أي دور تستحق عليه ان تعود ببطولة جديدة بعد ان انضمت

الي صفوف الكومبارس الذين يخدمون علي الشخصيات الرئيسة في الفيلم .. كان الهجوم علي المخرج

رهيبا من حيث استخفافه بكرامة الجمهور الذي رفعه حتي يقدم انسانه انتهت حياتها كبطلة .. هذا الهجوم

الضاري اكسب خالد ساعتها امورا متعددة من حيث فرض شخصيته رغم اهتزازه الكبير في كثير من

المواقف الا انه في هذه اللحظة التي يعد لفيلمه ظل متماسكا بشدة يتابع تطورات بطلته التي كادت

تستمع الي الانتقادات المحطمة


000



احداصدقاء د هشام اخبره ان هناك قرارا ما بطرده من المعهد وعندما استفسر منه عن السبب

حدثه ان شخصا ما له من السلطة ما اسرع بهذه النهايه وان الخبرالذي جاءه كان من مصادر متعددة

بالجريدة التي سوف تنشر هذا الموضوع علي اعتبار انه موضوع عادي وانه جانب هذا تم تصفية بعض

العمالة العربية ولن يشير العنوان الي اي عمالة هي ..وحين يتحدث الاعلان باعتباره عاديا انما يقصد ان

يتم استبدال تلك العمالة بابناء البلد لاعطاء الفرص لهؤلاء الابناء للابداع .. ولكن د هشام كان يود ان

يستمع الي مصدر ثان اشد مصداقية من الاخر .. وقد انكر المصدر الاخر في اول الامر هذا الخبر الخطير ..

وعندما علم بالمتصل قال له بصراحة ان الكفيل قد اشارالي مخالفة المذكور لشروط العقد الذي علي

اساسه تم الاستغناء عن خدماته في مقابل اعطائه كافة حقوقه المالية وصرف تعويض كاف عن مدة

العشرون عام المنقضيه .. ولكن د هشام تاكد تماما انه لن يجد من هذه التعويضات سوي اقل القليل من

حقوقه وان الكفيل والمعهد قد اقتسما تلك الحقوق فيما بينهما واغمضا الطرف عن اعطاءه تلك الملايين

التي من حقه بالاضافة الي حقوقه في كثير من البحوث التي كان علي وشك الانتهاء منها وهي خطيره

وتعتبر من اهم ما تم اكتشافه والبحوث السابقة التي وعده المعهد باعطاؤه اياها لكنه لم يفعل .. وعلم د

هشام ان هناك خطة لكي ينتهي من تلك البحوث ثم طرده بعد ان يتم الانتهاء منها .. وان البحوث القادمة

سوف تسبق اللاحقة في التباطؤ في اعطاؤه نصيبه منها .. هذه المعلومات كانت



صفعة علي خدي هشام الذي لم يتوقع ان يكون بهذه القيمة المتدنية ولكنه ..للاسف تأكد انه ابله وان

عدم حبه للمال اورثه سذاجة في الفكر لانه لايمكن ان نكون قديسين ونحن وسط الخطيئة التي تلهو بنا

وبافكارنا ومستقبلنا ونحن ندعي شرف المحاولة اننا لم نتسخ بادران الايام التي نحياها وان المادة الخام

التي يعبدها الخدم تدعها لهم بدعوي عدم حاجتنا لها لاننا نشرف بعدم الحب لها وعدم استعبادنا عن

طريقها الممجوج المتسخ بكل ادرانها وحين تتعاظم لديهم مادة العبادة وقد اصبحنا


عبيدا عندهم يطوقون رقابنا ورؤسنا وارواحنا انهم اسيادنا وانهم سبب الرفاهية المرتسمة علي وجوهنا

لانا للاسف اصبحنا طريقا مفروشا الي مجدهم الزائف وطريقهم الي القمة علي اشلاء افكارنا الصدئة

ومثلنا المهترئة ادرك هذا د هشام بعد ان اخذ اكبر منزلق في حياته ..ليفكر ما العمل ما الطريق الذي

سوف يسلكه ليجلب بعض حقوقه .. وهم يعلمون ان هذه البحوث ذات قيمه ضخمه .. فان يقتصر زمن اثمار

اي شجرة الي النصف هذا موضوع ضخم لن يكتشف الا علي يد امثال د هشام هل من الممكن ان

يتسلم هذا البحث غيره ليكمل .. هل هناك بعض الجواسيس الذين تم زراعتهم من مدة كبيره ليعلموا عنه

ما يفعل وقد علموا اسلوب عمله وطريقة منهجه في البحث والاكتشاف عن طريق كتب ما او عن طريق

موسوعة ما وما هي تلك الموسوعات التي يبحث فيها او النشرات العلمية التي يتسلمها وما هي

اتصالاته وبمن يتصل وفي اي دولة ..لقد تأكد لديه انه مغادر في اي وقت يشاؤون هم لكنه لن يدعهم

حتي يأخذ حقه ..ولكن ..ولكن هل يستطيعون اكمال ما بدأه .. لن يستطيع كائنا من كان ان يكمل ما بدأه ..

هناك سر يضعه في بحوثه بحيث ان المكمل للبحث لايستطيع ان يكمل دون هذا السر .. وقد جرب هذا

الاسلوب مع تلميذه الذي اخذ الدكتوراه علي يديه فلم يفلح في اكمال اي بحث بدأه د هشام ..ويعلمون

ايضا انه لابد من وقت حتي يتم الانتهاء من تلك البحوث ..الوقت ليس في صالحهم وهو في صالح د هشام

في احد الايام وهو يستعد لأكمال ما بدء ..جاء بضعة رجال الي المعمل ليتسلموا مافيه من اجهزة ومعدات

وقد توقع د هشام ان يكون الضائع من الاجهزة هي الغالية الثمن حتي يكون بقية مبلغه لا يساوي تذكرة

رجوعه الي بلده كان قد كبت احتجاج لدي ادارة المعهد انه قد اضير بسبب التعجيل بانهاء اعماله .. عندما

اكتشف د هشام ان هناك بعض الاجهزة غير موجوده كاد ان يتصل بالتليفون برئيس المعهد الا ان هؤلاء

الرجال اقتحموا عليه المعمل كي ..كي يلزموه بامر ما

كالسرقة مثلا .. فعندما تغيب مصلحة الوطن يكون امر السرقة والنهب امرا عاديا مادام الامر يتعلق باهم

من تلك المصلحة .. فليذهب الوطن الي الجحيم .. لقد تم سرقة المعمل وهو لم يتخذ اجراءاته المعتادة

في تامين المعمل لاول مرة منذ سنوات عديده لايتم تأمين المعمل وقد نسي هذه النقطة التي سوف

تدمر ما بدؤه منذ عشرون عام .. وكان عندما سمع انه سوف يتم توجيه تهمه له من المعهد بضياع الاجهزة

.. اتخذ اجراءات رفع دعوي للمطالبة بحقوقه .. ولكنه قد سبق



لديه انه راي بعينيه ان كثيرا من المواطنين العرب لديهم اموال منهوبة ولم يفلح احد ما ان ياخذ ولو دولار

واحد ..
اشارالمحامي قبل هذه الواقعة ان يسافر بعد ان وصلته تلك المعلومات ولكنه قال

: انا كنت اعرف ان سياتي يوم يحدث هذا ولكن ان يحدث بهذه لم اتوقع ان يتم اتهامي بالسرقه

ولم اتوقع ان يتهمني احد .. ولكني اجد فيه كتير من الثغرات في تسريقي

المحامي : كيف

د هشام : لان هناك بعض الحراس سيتم استفسارهم عن هذه الاجهزة .. والاجهزه هذه لم تكن في

عهدتي والثالثة ان هناك ادارة للامن هذه الادارة سوف تضار من اثبات حالتة السرقة

المحامي : لكن فيه حاجه تانيه انت نسيتها ممكن يثبتوا خروج الاجهزة باوامر منك ولو مافيش حاجه زي

كده يبقي دول ناس عبط لانهم بيثبتوا عدم جدوي اتهامك بتهريب الاجهزة

د هشام : طب فيه حاجه .. معقول انا لو عايز اسرق ح اثبت خروج الاجهزة وامضي كمان ان انا حرامي

المحامي : انت ناسي ان جريمتك خطيره حدا ..

د هشام : ايه هيه

المحامي : انك احدثت نهضه كبيره في بلد ممكن تكون دوله كبيره .. وضخمه كمان في المجال الزراعي ..

يعني انت عملت مصيبه وهم لايريدون ابدا لاي من دولنا انها حتي تخطو خطوة واحدة .. وانا متاكد ان دا

مش من اهل البلد دي ..

د هشام : وانا متاكد ان البلد دي ممكن تكون متقدمه لكن ولادها الاغبياء همه سبب كارثتها

المحامي : انا ح اشوف دفتر الامن في المده من شهر لشهرين ودي هيه المدة التي تم فيها السرقه د

هشام : يعني بالتاريخ عشان انا عندي مفاجاة

المحامي : يعني ايه ؟

د هشام : لا ابدا مافيش حاجه .. انا عايز الايام بالضبط اللي تم فيها

المحامي : ح احاول
nervana500
بنطلع خلاصة خبراتنا في الخارج واحنا اولي بها ويا ليتنا بنأخذ حقنا كويس واصحاب البلد بيتحكموا فينا .. عشان فارق الثمن الذي ذهب
لابن الريس الذي سرق البلد هو واولاده
زين العابدين عبد المنعم
شكرا نرفانا ..انت لسه شفت حاجه التقيل ورا


وازاي حتي العلماء اللي مفروض عقل الامه مش الفنانين


او لاعبي الكره ..ازاي ح يقبض الرئيس الخائن تمنه عشان يسلمه


وكمان ازاي مؤسسات البلد الوطنيه تحولت الي وحش ياكل ابناء الوطن


حتي كفر الشباب بالوطن غرقا امام شواطئ اوروبا ..انا مستعجب ازاي الشباب


دا لم يرفع دعوي علي الخاين ويطالب باقصي عقوبه لمن سرقهم وسرق احلامهم


ولا صباحي الذي يقول ان جمال اللامبارك ذكي ..نعم هو ذكي فعلا ولكن في سرقة البلد
nervana500
يرفعوا اذاي دعاوي واللي ما يتسموا وصلوهم لمرحلة الحضيض والبأس دا الشباب
علي ايدي وحوش البلد اللي كروشهم واسعه شحتوا واتنهبت حقوقهم المشروعه ومفيش امامهم غير الثوره . غير ان المحاكم حبالها طويله.. ومازال الشباب احلامهم بتتسرق تحت وطأت العسكر



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
نظارة Lumus: رؤية من خلالها ورؤية من خارجها.. رؤية المستقبل!!
لكل عشاق فيروز :فيروز ستقيم حفلتين في بيروت

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية