سؤال يتبادر على كل ذهن وكل تفكير فهل فعلا للشباب مشكلة هذا رأى فيلسوف كبير يعرف مشكلة الشباب .. فماذا قال
قال الكاتب الكبير الأستاذ (نجيب محفوظ) :-
(دعونا نتصور أن الطفل فى بلادنا يسعد فى بيته بحنان أبويه، وغذاء حسن، ولهو برئ يشبع خياله ويوقظ روح الابتكار فيه وإنه يجد بعد ذلك فى مدرسته جوا صحياً وتعليماً مفيداً، وتربية رشيدة، دينية ووطنية وإنسانية، ورياضة بدنية، ونشاطاً فنياً متنوعاً، ولنتصور أيضاً أنه يوجه تبعاً لاستعداده، وأنه يؤهل بحق لحياة عملية ناجحة على سبيل حرفة أو مهنة، وأن المستقبل ينبسط أمامه واعداً بالنجاح على قدر اجتهاده، وبإشباع حاجته الأساسية كالزواج فى نطاق المتاح من إمكاناته، لنتصور أيضاً أننا عند مراهقته نغير من معاملتنا له، فنعتبره لنا نداً فى الرأى والحوار، ونشركه فى مسئوليات البيت والحياة، باعتباره الوريث الشرعى لهما، وأنه عما قريب سيتسلم مراكز التوجيه والقيادة، فنحترم رؤيته فى جميع الشئون الوطنية والسياسية، ونفسح له مجال التعبير والعمل فيها، ولنتصور بعد ذلك أننا قدمنا له من حياتنا الخاصة والعامة نماذج طيبة فى الجد والاجتهاد والأمانة والشرف واحترام حقوق الإنسان.
من أجل ذلك أقول لكم إنه لا توجد مشكلة خاصة بالشباب، ولكن المشكلة الحقيقية هى مشكلة الكبار الحائزين للرشد والنضج، والممارسين لأسباب التوجيه والقيادة فى المجتمع، المشكلة هى مشكلة الكبار وما يصنعون بمجتمعهم، وما يضيفون إلى الحياة من جمال أو قبح، وما يعتنقون من مبادئ يعاملون بها الآخرين. هم الذين يصنعون الدراما الإنسانية، فيجعلون منها ملحمة بطولية، أو كوميديا سوداء، أو تراجيديا دامية).
