انطلق القطار بين المزارع الخضراء يطوى الارض طيا فى سرعة فائقة وبعد نصف ساعة من الانطلاق لاحت من بعيد محطة القطار واستعد القطار للتوقف.
وعندما توقف أطلت من احدى نوافذه امراة عجوز تناهز الستين من العمر وتبدو الطيبة فى ملامحها وكانت تبدو وكأنها تبحث عن شىء ما وعندما لمحت طفلا صغيرا فى التاسعة من العمر يلهو بالكرة نادته السيدة

-أيها الصغير.
التفت اليها الطفل ثم اسرع اليها فى خطوات طفولية مرحة وقال
-نعم يا سيدتى.
أخرجت السيدة جنيها من حافظة نقودها وأعطته للطفل قائلة:
-أريد علبة من العصير المثلج من اقرب بائع قبل ان ينطلق القطار.
وهنا بدا على الطفل عدم الاقتناع ولاحظت السيدة ذلك فأخرجت جنيها اخر وأعطته اياه وهى تقول مبتسمة
-واشتر لنفسك واحدة انت الاخر.
التقط الطفل الجنيه الاخر وانطلق الى اقرب بائع فى عدو سريع بينما أطلقت السيدة ضحكة مرحة وهى تقول
-اشقياء هم هؤلاء الاطفال لكنهم لا يتميزون بالمكر والدهاء كالكبار.
وبعد قليل عاد الطفل اليها وقدم لها جنيها قائلا فى براءة طفولية ادهشتها
-لم يكن لدى البائع سوى علبة واحدة فاشتريتها لنفسى وشربتها ولم يتبق منها الا هذا.
ثم اظهر لها العلبة الفارغة وهو يبتسم.
وفى هذه اللحظة انطلق جرس المحطة معلنا بدء القطار للسير ومعلنا ايضا انه ليس امام السيدة التى اخذت تحدق فى الطفل فى ذهول الا السكوت.
وانطلق القطار ليكمل رحلته ولست ادرى حتى الان هل تغير راى السيدة فى الاطفال ام لا ؟؟

الكلام ده فى فكرة

موضوع متميز جداااا بجد