السلام عليكم
لسه راجع من سفريه فى صعيد بلدنا الجميله مصر
وهاحكيلكوا الحكايه من اولها
القصه بدات من حوالى عشر ايام كنت قاعد بسمع عمرو دياب بيغنيلى بناديك تعالى وفجاه جالنا فى البيت اتصال تليفونى من عمى اللى عايش فى الصعيد بيقول ان بنته هاتتجوز بعد اربع ايام وانهم هايعملوا فرح كبييييير قوى قوى قوى واننا لازم كلنا نكون موجودين هناك عشان ده فرح وكده ونظام بقى بنته الكبيره وعاملها مهرجان كبير
بينى وبينكوا
انا ماليش فى حوارات الافراح العائليه دى خالص
ده غير ان انا بعشق وجودى فى اسكندريه وبكره اى فكره تؤدى للخروج من مدينتى الحبيبه حتى ولو لفتره بسيطه
فحاولت ان انا املص ( يعنى اخلع ) من الحوار ده
لكن تم انتقادى بعنف شديد من اخواتى ومن ولاد عمى التانيين اللى ساكنين جنبنا
والكلمه الاخيره هى
ايمن مش على راسه ريشه
ايمن لازم يسافر معانا
لازم كلنا نسافر
وفعلا تم التخطيط للسفر واتفقنا اننا كلنا هانسافر فى القطر
وانا اساسا بكره القطر
عشان كده
حاولت اقنع عمى ان شركه مصر للطيران شركه ناجحه جدا وبتقدم خدمه عالميه
وهو فعلا اقتنع بس بعد كده ضربنى على قفايا وقالى
انه لو مدينه سوهاج فيها مطار اساسا كانوا هايسافروا هما طيران وهايخلونى انا اركب عربيه بحمار
بيحبونى قوى الناس دول
المهم
حضرت اللابتوب العزيز اللى اخيرا ظهرت قيمته
وحضرت كل احتياجاتى التانيه اللى مقدرش اعيش من غيرها
دوريتوس ولبن ميكس بطعم الموز وتوينكيز وشكولاته مور ونسكافيه فروثيه
وجيل لشعرى
وروايتين رجل المستحيل
وكتاب حصن المسلم
والمصحف
وانطلقنا كلنا وركبنا القطر
سالت الموظف قبل ما نطلع هاناخد كام ساعه لغايه مانوصل سوهاج
قالى بكل سعاده
لو مفيش حوادث فى السكه يبقى هاتاخدوا 11 ساعه
كانت هاتجيلى ازمه قلبيه لما سمعته بيقول كده
بس هانعمل ايه
كله فى سبيل صله الرحم
الرسول صلى الله عليه وسلم موصى عليها
كنا 12 فرد
امى واخواتى وعمى ومرات عمى وولادهم وعمتى وبنت عمتى
اللهم صلى ع النبى
كنا عاملين زى فيلم وحدى فى المنزل وهما بيجروا فى المطار
البدايه كانت مبشره
اول ما القطر طلع قولت افتح اللاب توب
انه ينطق
ابدا
ولا اى كلمه
بقيت خلاص هاتجنن
كلنا قعدنا نحاول فيه يمين فى شمال
ابدا
رافض انه ينطق
بس من الواضح ان عمتى ايديها فيها البركه قالتلى هاته
واول مامسكته
الجهاز اشتغل
سبحان الله
لا تعليق
فضلت حوالى 12 ساعه فى القطر انام واصحى وانام واصحى
والاراضى المصريه مابتنتهيش
مساحات شاسعه
انا عمرى ماكنت اعرف ان مصر كبيره قوى كده
مابتخلصش
الوضع كان عباره عن ملل رهيب
وزاد الملل اكتر لما النت فصل من اللابتوب بلا عوده
العالم من حواليا بقى كئيب
مفيش حاجه هونت عليا غير مسدس مياه لقيته مع بنت عمتى مسكناه وفضلنا نزاول فى بقيه قرايبنا وهما نايمين لغايه ما رشينا المياه من غير قصد على راجل قاعد قدام
وطلع نرفوز قوى وزعق فينا وخلى عمى يزعقلنا قدام الناس
حسيت ان انا شاب تافه قوى
المهم اننا وصلنا بعد ما شعر راسى ابتدى يقع من كتر الملل
( ماحدش يسالنى ازاى )
ولقينا ولاد عمى فى انتظارنا
ركبنا تانى عربيات عشان توصلنا للقريه اللى هما فيها
وفضلنا راكبين حوالى ساعه واكتر
ولازالت الاراضى المصريه مابتنتهيش
لغايه ما اخيرا وصلنا
حسيت ان انا فى الحى الريفى بمدينه الانتاج الاعلامى
قريه بجد يعنى
ساعتها الملل راح وبدات احس بالاثاره لانى اول مره اشوف النمط ده من الحياه بجد
اول ما دخلنا رحبوا بينا ترحيب رهييييب
بما انى اصغر واحد فى اخواتى وولاد عمى فانا كنت عامل زى الاطرش فى الزفه الناس كلها عماله تسلم على بعضها بحراره وانا مش عارف مين دول
كل ماحد يسلم عليه ويبوسنى
اروح اسال اخويا الكبير
مين ده؟
يقولى ده ابن عمك
لغايه ما الموضوع وسع قوى وقولت مش معقوله يكون عمى مخلف اكتر من 30 واحد وفى منهم ناس اكبر من عمى اساسا
ساعتها عرفت ان اخويا بيشتغلنى
وقولت انى لازم اغير مصدر معلوماتى
فاتجهت لعمتى الحبيبه ( اللى ايديها فيها البركه ) واتفقت معاها انها تمدنى بالمعلومات فى الخباثه من غير ماحد ياخد باله وهى وافقت
لكن منها لله مرات عمى الارشانه سمعتنى وفضحتنى قدام الناس وعرفتهم كلهم انى ماعرفش ولا واحد فيهم
وبقيت انا الاضحوكه
وابتديت انى احمر من الخجل
وبقيت فى نص هدومى
رغم انى كنت لابس هدوم واسعه!
ساعتها واحد من عمامى لاحظ انى محرج جامد
راح جه وقعد جنبى وابتدى يعرفنى على كل واحد من الناس الموجودين اللى فرحت جدا جدا جدا لما عرفت ان حوالى نصهم مش قرايبنا اساسا دول بس جيران وجايين يرحبوا
ساعتها قولت لاخويا
احذر منى لانى ناويلك على نيه سوده
بعد شويه
حطوا الاكل
شكله من بره اكل عادى
انما لما تاكله
تعرف ان اللى احنا بناكله فى القاهره واسكندريه ده تسالى مش اكل
بجد
انا عمرى فى حياتى مااكلت اكل طعمه حلو بالطريقه دى
السمنه البلدى عامله شغل عالى قوى عندهم
بعد كده الشباب كلهم اللى انا واحد منهم
خرجنا نشوف البلد وروحنا على الغيط
اللى هى الارض اللى بيزرعوها وكده
وحسيت احساس جميل جدا قعدت اجرى واجرى واجرى
مافيش قدامى غير اللون الاخضر ولون السما
طبيعه خلابه ماتتوصفش
بجد ماتتوصفش
وخلص اليوم ولما طلعنا عشان ننام قولت اشوف حبايبى ع الفيس بوك عاملين ايه
لكن فعلا اللى انتوا بتفكروا فيه هو اللى حصل
مافيش شبكه
مافيش نت
مافيش حياه الكترونيه
مافيش ayman is online
واستمر الوضع كده طول التلات ايام بتوع الفرح
وفى يوم صباحيه الفرح نزلنا انا وولاد عمى للمدينه اللى هى سوهاج عشان نشترى شويه حاجات
فروحت مشترى كارت اتصالات وشحنت وحاولت انى ادخل على النت
وفشلت
وحاولت
وفشلت
وهكذا وهكذا
لغايه مانجحت
وفعلا دخلت على الفيس بوك بسرعه السلحفاه
لكن المهم انى دخلت
وانتظرت معاد الرحيل
بصراحه كانت مشاعرى متضاربه جدا جدا
من ناحيه
انا كنت هاتجنن عشان ارجع اسكندريه
صحابى وحشونى
الكليه بتاعتى وحشتنى
شارعنا وبيتنا واوضتى والسرير بتاعى
حياتى كلها
ومن ناحيه تانيه
هناك كل حاجه حلوه
وخصوصا الاكل
طبعا انا مش عايز اقولكم انا وزنى زاد قد ايه فى السفريه دى
بس مش مهم
الصيف قدامه 5 شهور وانا دايما بخس فى الصيف
( حقيقه مؤكده ومجربه )
و رجعنا
وادينى اهوه بكتب لكم عن رحلتى فى بلاد الجنوب
وبصراحه انا مش ندمان ابدا انى سافرت زى مانا كنت متوقع قبل مااسافر
لانى فعلا مريت بتحربه جديده وحلوه
عرفت ناس وشوفت حاجات ماشوفتهاش قبل كده
واتعلمت حاجه مهمه قوى
ان ابسط ااتفاصيل اللى فى حياتك لو بعدت عنك
هاتشتاقلها جامد جدا جدا
مهما كانت بسيطه
بس هى جزء من حياتك
بجد انا استمتعت جدا فى الرحله الجميله دى
