اتعزمت مره على فرح فى مركب صغير جنب الماريديان اسمها دقدق و رحت انا و صديقتى الالمانيه و زوجها المصرى أحمد
ماشين على النيبل فى طريقنا لدقدق لاحظنا سياره نصف نقل تحمل حصانا ابيض جميل و مربوط من رقبته فقط فى مقدمه السياره
و فجأه حدث شى ما .. اصوات فرامل .. الحصان هاج .. قفز من السياره .. وقع على الارض و لكنه معلق من رقبته بالحبل و بجسده الكبير قفل باب السائق .. و رأينا بسرعه البرق شاب يقفز من سياره خلف النصف نقل و فى يده مطواه قطع بها الحبل الذى تدلى منه الحصان و ساعد السائق على تحريك السياره على جنب و بقى الحصان ممدا فى الشارع و اختفى هذا الشاب العجيب الذى انقذ الموقف فى ثوانى و اختفى فى ثوانى
الدور الان على السائق (العربجى) كيف يقف هذا الحصان و يمشى من جديد؟ لم يفكر كثيرا و بدأ يضرب الحصان ضربا مبرحا استفز صديقى الالمانيه التى اخذت تصيح و نتهره بكلمات مثل (حرام عليك .. حرام عليك .. انت مش بنى ادم .. ايه اللى انت بتعمله ده .. تحب حد يعمل فيك كده) قال لها بخشونه : يعنى اعمل ايه يا ست سبينى فى حالى الله لا يسيئك .. ردت عليه بصوت عالى و عصبى: انت حيوان؟ اتصل بالاسعاف ..
كنت اقف بينها و بين زوجها الذى قال لى بالانجليزيه (خذيها بعيدا عن هذا المكان بسرعه) و فعلا قلت لها لنذهب الى مكان به تليفون ونتصل بالاسعاف و كان الماريديان اقرب مكان لنا فسرنا انا و هى الى الماريديان و اتصلت من الاستعلامات بمستشفى بيطرى و استمر الحديث دقائق استنتجت بعدها صديقتى انه لا يوجد عندنا شىء اسمه سياره اسعاف بيطرى و اعتقد ان الرجل كان يسخر من تفكيرها لانها بعد انتهاء المكالمه قالت لى بدهشه ازاى؟ ده ما فيش اسعاف بيطرى الراجل بيقول لى ان سياره الاسعاف البيطرى المتاحه بالكتير تشيل كلب
و رجعنا بحزن و أسى الى موقع الحادث و وقفنا بجانب زوجها و لدهشتنا لم نجد الحصان و لا السياره و عاد المرور لطبيعته فسألت : فين الحصان؟ ايه اللى حصل؟ و كان رد زوجها: و لا حاجه نزل فيه ضرب مبرح لغايه ما ألم الضرب اللى ضربهوله بقى يؤلمه اكتر من ألم الوقعه .. فقام و مشى .. (دهشنا بصراحه و بقينا مش فاهمين يعنى ايه) فقال لها زوجها: انتى عماله تشخطى فى واحد علشان بيضرب الحصان ؟ اذا كان بيضرب مراته و بنته بالشبشب مش حيضرب الحصان؟
و قال لى معلش يا بديعه اضطريت اقلك ابعديها علشان لو فضلت تهينه (و ده عربجى) ممكن يقل ادبه عليها وساعتها ما كنتش حاسكت له .. قلت له انا فاهمه (بذهول) الحقيقه ما كنتش فاهمه ساعتها حاجه ..
و اللى حيرنى اكتر انه على الرصيف المقابل كان فيه بنى ادم بلا ملامح مرمى (او نايم او حتى ميت مش مهم) فى حته ضلمه جنب الحيط .. ملامحه مش باينه من كم الوساخه اللى مغطياه .. و اطفال معديه لا تقل قذاره عنه (اطفال شوارع) و عين ولد منهم جت فى عينى بنظره لا يمكن انساها
مين دول؟ كان سؤالى فى كل حته الى ان علمت انه تم تسريح المجانين اللى فى مستشفى المجانين و الاطفال اللى فى الملاجىء فانتشروا فى الشوارع .. ليه؟ مش عارفه لكن مين عمل كده؟ بابا مبارك و ماما سوزان
فى بلد فيها بنى ادمين مرمين فى الشوارع بلا هويه و اطفال بلا هويه هل يحق لنا ان نطالب بحقوق الحيوانات؟ و اسعاف يحمل حصان؟
فهمت بعد كده ان دى اسمها سياسه العربجيه .. الالم درجات .. اضرب البهيمه الواقعه الى ان يغلب الم الضرب على الم الجرح و حتقوم بقوه دفع (حلاوه الروح) لكن حتعيش لامتى و هى مكسوره؟ و ازاى؟ ما اعرفش
الحكايه اللى فوق دى كلها مرت قدامى زى فيلم السينما لما سمعت كلمه الجنزورى النهارده اللى ختمها بقوله (لما سألت رجل الشارع البسيط ايه اولوياتك) قال له انا عايز الامن لابنى و مش عايز العيش؟؟؟؟؟؟
العيش هو الثوره و البهيمه هى المواطن العادى و العربجى هو النظام الفاسد و العصا هى الانفلات الامنى و الاقتصاد المنهار و البسطجى اللى بيحاول يوصل الرساله هو الجنزورى اليوم ..
و اللى المفروض يستلمو الرساله هم الشعب الثائر الذى كان يأمل ان يصل بالثوره الى درجه رقى يحصل فيها على كل الحقوق حتى حقوق الحيوان فى الشارع .. ففقد ابسط حقوقه كانسان (العيش) .. فهل وصلت الرساله؟ نعم وصلت الرساله يا جنزورى و كتر الف خيرك ..