نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام المنتدى الإسلامي والنقاشات الدينية



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




أيها الشباب.. عليكم بالتوبة في شهر القرآن

 

أيها الشباب.. عليكم بالتوبة في شهر القرآن

بقلم: جمال عبد الناصر(*)
أخي الشاب.. أختي الشابة.. يا من تماديتم في الذنوب والمعاصي...
أخي المذنب، يا من ظننت ألا يُغفر لك من كثرة ذنوبك.. يا من وسوست لك نفسك، وقالت لك: لا تصلي؛ لأنك كثير الذنوب.. يا من سخر منك الناس؛ كونك أسرفت في المعاصي.. يا من قال لكِ الناس إنكِ متبرجة فلن يغفر لك، ولن تقبل منك صلاة...
أبشروا إخوتي في الله بكل خير؛ فالله عز وجل يفرح بالتائبين المعترفين بذنوبهم والنادمين على معاصيهم، المهم أن تصح عقيدتكم في الله، ولا تشركوا به شيئا، فالله عز وجل هو القائل فيما بلغه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" (الحديث أخرجه الترمذي وحسنه الشيخ الألباني)، وقال صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (أخرجه الترمذي).
والله عز وجل هو القائل في قرآنه: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ} [النساء: 48]، إن الله عز وجل واسع المغفرة، وقد فتح باب التوبة على مصراعيه أمام المخطئين المذنبين، فقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ} [الزمر: 53-54].
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل



رمضان شهر المغفرة.. فلنعد

ما أحوجنا إلى أن نعود إلى الله تعالى خاصة ونحن في شهر رمضان، شهر التوبة والمغفرة ما أحوجنا إلى العودة إلى الله، فالتوبة النصوح هي أن تقلع عن الذنب إقلاعًا، وتكثر من الأعمال الصالحات، صلاة وذكرًا وصومًا وصدقة، وتؤدي الفرائض كلها ودعك من وساوس الشيطان وألاعيبه، وتقرب إلى ربك بما استطعت من النوافل والطاعات؟.
واجتهد ألا يراك الله حيث نهاك، وألا يفقدك حيث أمرك، فعسى الله أن يقبل منك ويرضى عنك ويبدل سيئاتك حسنات، فقد وعد سبحانه وتعالى ووعده الحق، فقال: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إلى اللهِ مَتابًا} [الفرقان: 68-71].
وهذه بشرى أن الله سيبدل سيئاتك حسنات ما دمت تبت وآمنت وعملت عملاً صالحًا. إن هذا الشعور الذي شعرت به حين عدت إلى الله، يدل على صدق وعميق إيمانك وخوفك من الله. وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [الشورى: 25 - 26].

التوبة النصوح تجبّ ما قبلها

أخي العائد إلى ربه، اعلم أن التوبة النصوح تجبّ ما قبلها، وأن من تاب تاب الله عليه، فإن الله تعالى قد يبدل سيئاته حسنات؛ شريطة أن تكون هذه التوبة قد وقعت على الوجه الذي أراده الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتكون خالصة لله أولا، وشاملة جميع الذنوب والمعاصي، وأن يعقد العبد العزم على ألا يعود لهذه المعصية أبدا، وأن يندم على فعلها، وأن يكثر من أعمال الخير، والصالحات كالاستغفار والتوبة والذكر والدعاء، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكثر من أعمال البر.
وأود أن أبشرك فالتوبة تجُبُّ ما قبلها، والإسلام يجُبُّ ما قبله، أما وقد هداك الله وعدت إليه معترفا بذنوبك فلله الفضل والمنة.

تغيير الجو والصحبة.. تجديد للإيمان

أخي الحبيب كي لا ترجع إلى براثن المعاصي ثانية، وكي لا يكبلك الشيطان بحبائله؛ فعليك أن تنظر إلى الجو الذي تعيش فيه هل هو جو يساعد على الطاعة والعبادة أم أنه جو يساعد على المعصية؟ فمثلا إن كنت تعيش في مكان فيه اختلاط بالنساء، أو تقترف فيه المعاصي، فقد يؤثر فيك هذا ويؤدي إلى فعل المعصية؛ فعليك أن تغير هذا المكان وتعيش في مكان غير مختلط، مثلا إن كان لك أصدقاء يحثونك على المعصية، فيجب عليك أن تمتنع عن الجلوس معهم أو الخروج معهم حتى تبتعد عن الوقوع في المعصية.
واعلم أن تغيير المكان والجو مهم جدًّا، وتغيير الوسائل التي تجر إلى المعصية مهم جدا في صدق التوبة وفي الثبات على الصراط المستقيم، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}. فلقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتجنب مواطن السوء والأماكن التي تجرنا وتدعونا إلى المعاصي، وأن نكون مع الصادقين أهل الطاعة والاستقامة.
أيها الأخ الراغب في العودة إلى مولاه، إنما يريد منك الشيطان أن يضلك عن سبيل الله، ليس هذا فقط، بل يريد أن يقذف بك في نار جهنم وبئس المصير فاحذر منه.
والله سبحانه وتعالى رب رحيم، سمى نفسه التواب لكي يتوب على من أذنب من عباده، وسمى نفسه الغفار لكي يغفر ذنوب من أذنب من عباده، وسمى نفسه الرحمن الرحيم لكي يرحم بها خَلْقه، فتوكل على الله حسن توكله، وأحسن توبتك، والجأ إلى ربك سبحانه وتعالى، وثق في أن الله سبحانه سوف يقبل توبتك ويقيل عثرتك.

(*) صحفي بالأهرام- باحث دكتوراه في الفلسفة الإسلامية والعقيدة بدار العلوم جامعة القاهرة-خطيب بمساجد أنصار السنة فرع فيصل.






المقال "أيها الشباب.. عليكم بالتوبة في شهر القرآن" نشر بواسطة: بتاريخ:



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
قولوا لي بالله عليكم أيها الشبيحة، هل أنتم غنم لتنقادوا هكذا؟

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية