رفض العشرات من المعتمرين مغادرة صالات السفر بمطار القاهرة احتجاجا علي التطبيق المفاجيء لقرارات منع سفر المعتمرين الأصغر من 25 سنة والأكبر من 65 والذي تم تنفيذه في الساعات الأولي من صباح أمس.
صرحت مصادر مسئولة بالمطار أن القرار أدي إلي إلغاء عدد من الأسر لسفرها لوجود أحد أفرادها أصغر من 25 أو أكبر من 65 خاصة مع ضرورة وجود محرم للسيدات إلي جانب وجود الكثير من الصغار مع أسرهم تنفيذا لوعد معظمهم برحلة عمرة في حالة نجاحهم في الثانوية وأصيب بعض الطلبة بالانهيار وأخذوا بالبكاء حزنا علي ضياع مكافأة النجاح.
بذلت سلطات الأمن جهدا كبيرا لإقناع الركاب بمغادرة المطار إلا أن بعضهم أصر علي البقاء بالصالة لعدة ساعات خاصة وأن التنفيذ تم دون تحديد موعد مسبق بينما أعدت شركة مصر للطيران غرفة عمليات لرد كامل قيمة تذاكر سفر الركاب الذين تم تطبيق القرار عليهم بدون الخصومات التي تفرض علي الركاب الذين يتأخرون أو يلغون سفرهم.
تعليمات وزير الطيران
وصرح شريف المغلوب - رئيس القطاع التجاري بالشركة - أن تعليمات وزير الطيران واضحة بأن إعادة كل تذاكر شركات السياحة والأفراد دون خصم وأن القرارات الأخيرة أدت إلي إلغاء ما بين 25 - 45 راكبا لسفرهم علي كل طائرة متجهة إلي جدة والمدينة المنورة وتم تشكيل فرق عمل من أجل تهدئة الركاب وإقناعهم بالالتزام بالقرار.
من جانبها أكدت شركات السياحة التزامها برد كامل أموال المعتمرين الذين تم إلغاء سفرهم.
قال ناصر تركي رئيس لجنة الشكاوي بغرفة شركات السياحة عضو مجلس إداراتها إن لجنة السياحة الدينية وأعضاء مجلس إدارة الغرفة عقدوا اجتماعاً أمس مع وزير السياحة زهير جرانة استمر لأكثر من أربع ساعات تم خلاله عرض آخر مستجدات الوضع بين الشركات. مشيرا إلي أن الشركات أكدت للوزير التزامها برد أموال المعتمرين رغم الخسائر التي ستلحق بالشركات.
بينما أكد د. حمدي السيد - نقيب الأطباء ورئيس اللجنة الفنية للحج والعمرة بوزارة الصحة - أن 30% من المصابين بأنفلونزا الخنازير مواطنون عائدون من أداء العمرة مشيرا إلي أن عمرة شهر رمضان والتي يقضيها أعداد كبيرة من المصريين في فترة قصيرة من الممكن أن تسبب العديد من المخاطر لوجود مواطنين من العديد من الدول إضافة إلي وجود مرض أنفلونزا الطيور في مصر وهو ما يدعو إلي القلق من تحور المرض وجعله أكثر شراسة.
وأضاف د. حمدي السيد خلال اجتماع اللجنة الفنية للحج والعمرة والتي شكلها د. حاتم الجبلي وزير الصحة وتضم أعضاء من وزارات الصحة والتعليم العالي والداخلية والأوقاف ونقابة الأطباء ومنظمة الصحة العالمية.. أن تجربة عمرة رمضان القادم ستكون اختبارا حقيقيا لأجهزة الدولة المعنية ومدي كفاءتها في التعامل مع الحالات بعد عودتها من أداء العمرة والتي قد تصاب بمرض أنفلونزا الخنازير.
وصرح د. عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن موقف الحج أقل خطورة حيث إن عدد الحجاج محكوم نسبيا ما بين 60 إلي 70 ألف حاج مصري سنويا تقريبا وقدرة الجهاز الصحي والأجهزة المعنية علي التعامل مع هذه الأعداد العائدة مناسبة ومعقولة.. مشيرا إلي أن الوزارة مستمرة في وضع كافة الضوابط اللازمة لحماية الحجاج والمعتمرين.
د. عمرو قنديل - رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية - أشار إلي أنه كلما كانت أعداد المعتمرين كبيرة قد يستهلك كل جهد الوزارة من حيث الأفراد والمنشآت والأدوية والأسرة مما ينعكس سلبا علي موسم الحج حيث ستكون الوزارة قد استهلكت جهدا كبيرا من الأفضل الإبقاء عليه لموسم الحج.
وأوضح أن الإجراءات الوقائية لضباط الجوازات بالمطارات والموانيء وجميع منافذ السفر تتضمن ضرورة الاهتمام المستمر بوسائل النظافة العامة للأيدي والأسطح والتوجه إلي أقرب مستشفي أو ما اشتبه الشخص في إصابته بالمرض وذلك لكونهم أكثر الفئات تعاملا مع المسافرين والعائدين.
وأكد د. عبدالحميد أباظة - رئيس الإدارة المركزية للاتصال السياسي بوزارة الصحة - أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأنفلونزا الخنازير هم ما دون الخامسة والعشرين وما فوق الخامسة والستين عاما وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي والكبدي وأمراض الجهاز التنفسي ومرض السكر الذي ينتج عنه مضاعفات.
وكانت اللجنة الفنية للحج والعمرة قد ناقشت في اجتماعها الموضوعات المتعلقة بموسمي الحج والعمرة والتجمعات والوضع الإقليمي لوباء أنفلونزا الخنازير والتقصي الوبائي للمرض داخل مصر.
طالب خبراء الحجر الصحي بإعادة اختبار كاميرات رصد الأنفلونزا بمطار القاهرة للتأكد من دقتها وصلاحيتها حيث لم يتم عزل راكب خلال 10 أيام رغم فحصها 160 ألف راكب وصلوا من الخارج علي 1200 رحلة طيران.
يقول الدكتور حسين زكي - رئيس وردية سابق بالحجر الصحي: كانت معدلات عزل الركاب باستخدام الكاميرات الأرضية تصل ما بين 3 - 10 ركاب يوميا وعندما تم تركيب الكاميرات الجديدة في سقف صالات الوصول بالمطار لمنع الطوابير لم يتم عزل أحد طوال 10 أيام كاملة وهذا يثير الشكوك في مدي دقة وصلاحية الكاميرات مما يؤكد ضرورة إعادة اختبارها خاصة وأن معدلات اكتشاف المرض في مصر زادت وسط العائدين من الخارج والمخالطين لهم.
اشتباه بالبحيرة
استقبلت مستشفي حميات دمنهور حالة اشتباه جديدة للإصابة بأنفلونزا الطيور لعجوز تدعي فوزية موسي "75 سنة" ربة منزل مقيمة بمساكن الهندسة بكفر الدوار.
كانت قد ظهرت عليها الأعراض من ارتفاع في درجة حرارة والتهاب بالحلق وارتشاح بالأنف. تم حجزها بالعناية المركزة ومنحها المصل وأخذ عينات دم ومسحة من الحلق لتحليلها بمعرفة المعامل المركزية.
قامت لجنة الترصد البيئي المشكلة من الطب البيطري والبيئة والطب الوقائي بفحص الطيور المنزلية والبؤرة المحيطة والمخالطين وأخذ عينات منهم لتحليلها.