في مونديال جنوب أفريقيا 2010 ثبت بالدليل العملي إن القيمة المالية لعناصر المنتخبات التي شاركت في الحدث الكروي الكبير لها علاقة وثيقة بالأداء الفني والقدرة على تحقيق الانتصارات، حيث كان المنتخب الإسباني في صدارة المنتخبات المشاركة في المونديال من حيث المقابل المالي الإجمالي لنجومه، وتمكن هؤلاء النجوم من القبض على اللقب في نهاية المطاف، لتتأكد النظرية الحديثة التي تقول إن هناك تناسباً طردياً بين المال والتفوق الكروي في أغلب الأحيان، وفي النهائي الحلم الليلة يتفوق نجوم الفريق الكتالوني من حيث القيمة السوقية في عالم الاحتراف على عناصر المان يونايتد بصورة واضحة، حيث تبلغ قيمة عناصر البارسا من اللاعبين الأساسيين (11 لاعباً) الذين يشاركون في مواجهة الليلة 454 مليون يورو، فيما لا تتجاوز القيمة المالية لعناصر المان 216.5 مليون يورو وفقاً لدراسة نشرتها صحيفة “سبورت” الإسبانية تحت عنوان “القيمة المالية الافتراضية لنجوم نهائي دوري الأبطال”، والمقصود من الدراسة الكشف عن القيمة المالية لكل لاعب في الوقت الراهن.
وكان من المنطقي أن يتصدر الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي قمة أغلى النجوم بـ 140 مليون يورو تقريباً، وهي أعلى قيمة مالية سوقية لأي لاعب في العالم خلال الفترة الحالية، وبرهن ميسي على أنه يستحق الوصول إلى هذه القمة، فقد بلغ معدله التهديفي خلال الموسم الحالي 0.96 هدف في كل مباراة، أي هدف تقريباً في المباراة الواحدة، فقد شارك في 54 مباراة محرزاً 52 هدفاً، وفاز بلقب أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية، وجاء هذا الارتفاع في قيمة تشابي، وإنييستا بسبب تألقهما ودخولهما في التصفية النهائية على لقب أفضل لاعب في العالم، إلا أن ميسي تمكن من الظفر باللقب في نهاية المطاف، فيما كانت صدارة نجوم مان يونايتد للجولدن بوي وين روني بـ 59 مليون يورو، ووفقاً للدراسة فقد جاء تألق روني بصورة لافتة في أعقاب رحيل النجم الكبير كريستيانو رونالدو ليضيف له الكثير، ويرفع من قيمته مالياً وإعلامياً بعد أن كان يعاني من التواجد في ظل النجم البرتغالي رونالدو لفترات طويلة، كما إن خافير هيرنانديز أثبت أنه أحد أفضل صفقات المان يونايتد في السنوات الأخيرة، مما جعله وفقاً للقيمة المالية يتفوق على الكثيرين من عناصر الحرس القديم في قلعة الشياطين الحمر، فقد تألق النجم المكسيكي الشاب في مونديال 2010 برفقة منتخب بلاده، وانتقل بداية الموسم إلى مان يونايتد ليتألق ويسجل 20 هدفاً في أول مواسمه مع الفريق، وهي حالة نادرة لأي لاعب جديد ينتقل إلى فريق كبير بحجم اليونايتد، وقد وصف روني صفقة الحصول على خدمات هيرنانديز بأنها صفقة القرن.
وبعد أن تمكن الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم البارسا من تسجيل ثم تحطيم حزمة من الأرقام القياسية التي يصعب على غالبية لاعبي العالم الوصول إليها، لم يعد أمامه سوى “عقدة” واحدة كبيرة يتطلع إلى تحطيمها مع البارسا.
وبعيداً عن حالة “عدم التوهج” التي تلازمه مع منتخب بلاده، هناك شبح واحد لازال يطارد ميسي مع البارسا، وهو عدم التسجيل في أي مباراة خاضها على الملاعب الإنجليزية، فقد خاض 7 مباريات في دوري الأبطال مع برشلونة ضد أندية إنجليزية وعجز عن هز شباكها، كما فشل في التسجيل برفقة منتخب بلاده حينما واجه الأرجنتين بملعب الإمارات في لندن، والمثير في الأمر إن هذه العقد لازمته حينما ظهر مع برشلونة أمام الأهلي المصري في صيف 2009 خلال دورة ودية أقيمت بملعب ويمبلي. الأرشيف الأوروبي لنجم البارسا وأفضل لاعب في العالم يشير إلى إنه أحرز 15 هدفاً في دوري الأبطال خارج قواعد البارسا “خارج ملعب الكامب نو”، منها 3 على الملاعب الأوكرانية، كما أحرز هدفين بملاعب أندية إسكتلندا، وألمانيا، وإسبانيا (في مرمى الريال بسنتياجو برنابيو)، وهدف واحد على ملاعب كل من اليونان، والدنمارك، وسويسرا، والبرتغال، وإيطاليا، وفرنسا، وبعيداً عن دوري أبطال أوروبا، فقد سجل ميسي مع البارسا خارجياً خلال مونديال الأندية الذي أقيم في أبوظبي عام 2009، حينما نجح الفريق في الظفر باللقب على حساب إستوديانتس الأرجنتيني.
أما عن المباريات التي خاضها بالملاعب الإنجليزية دون أن يسجل أي هدف، فهي 7 مواجهات رسمية في دوري الأبطال، منها 3 مواجهات على ملعب ستامفورد بريدج معقل تشيلسي، ومباراة على ملعب الأنفيلد أمام ليفربول، وأخرى في مواجهة مان يونايتد بالأولد تنرافورد، كما واجه أرسنال في مناسبتين على ملعب الإمارات وفشل في التسجيل.
وبعيداً عن المباريات الرسمية، فقد شارك ميسي في هزيمة منتخب بلاده ودياً أمام البرازيل في سبتمبر 2006 بثلاثية، وعجز أيضاً عن هز الشباك خلال المباراة التي احتضنها ملعب الإمارات معقل فريق أرسنال، واللافت إن العقدة استمرت حتى حينما واجه برشلونة فريق الأهلي المصري صيف 2009 على ملعب ويمبلي، وشارك ميسي في الشوط الثاني من المباراة التي انتهت برباعية مقابل هدف، إلا أنه لم يتمكن من زيارة الشباك المصرية.
ويتمنى عشاق البارسا أن تكون المباراة العاشرة “نهائي الليلة” هي بداية تحطيم عقدة عدم التسجيل على ملاعب الإنجليز بالنسبة لميسي، وفي حال نجح في ذلك، فسوف يكون هو الهدف الأغلى في المباراة الأهم مقارنة بجميع المباريات التي خاضها من قبل على الأراضي البريطانية.