الاعتراف الثالث
(رائحة الموت)
المكان :قريتنا الريفية.
الزمان :2005
كل شئ كان قد مات من حولى ..ربما لأننى فقدت الاحساس بالحياة..او لأننى قد كرهت تلك الحياة،لم تكن لى أمنيات فى الحياة سوى أمنيات عن الحب ..أمنيات عن رجل يغمرنى بحنانه قبل حبه..عن رجل يغرقنى فى عقله قبل قلبه...
اننى أعترف اليكم ..
اننى كنت سلبية الى حد الموت،كل شئ فقدت فيه الامل..ايه رايك فى فرش البيت ؟-----:اى حاجة..ايه رايك فى فستان الفرح؟_____:اى حاجة ..هو مفيش فى لسانك غير كده ....
كنت أخطو خطواتى الى "الكوشة" كاننى أخطو خطواتى ناحية الموت...أشتم رائحة الموت فى كل مكان ...ربما يظن الرجال أن النساء يبالغن فى ردود أفعالهن..لكنهم لا يدركون أن زواج المرأة ممن لا تحب هو عين الاغتصاب..، ربما لأن طبيعة الرجل كما أثبت العلم الحديث تحتمل ارتباطه بأكثر من امرأة لكن المرأة لاتحتمل سوى رجل واحد هو ذلك الذى يملؤ قلبها وعقلها.
اننى أعترف اليكم..
اننى لم أكن أدرى معانى الاتصال المادى بين الرجل والمرأة اللهم الا ذلك الكلام الذى كان يصادفنى فى كتب الفقه أو كتب الحديث وكنت اتعامل معه تعاملا علميا بحتا،أو ذلك الذى كنت أسمعه.. كلاما أو"طراطيش"كلام ايام الجامعة ..فالبنات مثل الصبيان عندهم هوس عن تلك الحياة الاخرى،وكنت أنا أعتبر ذلك اسفاف لا فائدة منه..ومرت الأيام وكانت ليلتى الاولى فى تلك الحياة الأخرى..
اننى أعترف اليكم ..
اننى حتى الأن لا أدرى كيف تحولت من عذراء الى امرأة اخرى لا أعرفها ولم أخترها..امرأة سقطت فى دموعها وآلامها عندما أدركت أنها وقعت فى شباك الموت الى الأبد..
اننى أعترف اليكم..
أن غيبوبتى استمرت طويلا غيبوبة أشبه الى الموت ،غيبوبة استتيقظت بعدها ولم أكن أدرى أن قلبى قد تجمد وجسدى قد تحجر ..
اننى أعترف اليكم ..
أننى ظننت أن هذا الاغتصاب هو نهاية المأساة..
ولم أكن ادرك أن بقية المأساة تلك التى وقفت ترقبنى عند باب المنزل ...!!!!!
انتظروا الاعتراف القادم ان شاء الله..