http://www.youtube.com/watch?v=seATX...layer_embedded
الأسطورة بيت دى فيسير في أدغال إفريقيا ليتابع بعض الناشئين فيي إحدى الأكاديميات لانتقاء الأفضل منهم
كان يومًا عصيبًا في تاريخ الكرة الهولندية, حيث قرر المدرب المخضرم بيت دى فيسير اعتزال مهنة التدريب التي بدأها في 1957 وختمها في 1992 بعد أن انتشر السرطان في جميع أنحاء جسده, فتوجهت إليه الصحافة الهولندية بكل شغف وانتظار لتعرف خطواته المستقبلية, فظهرت على دى فيسير ابتسامته الهادئة المعتادة وبكل ثقة واختصار قال: اكتشاف اللاعبين!
فبعد إراحة جسده لمدة عام بعد ممارسة مهنة التدريب طوال 35 عامًا , قرر دى فيسير العودة لكرة القدم مرة أخرى, مرتديًا قناعًا جديدًا وهوية غير معلومة للجماهير الهولندية فتم تعيينه ككشاف رسمي لنادى أيندهوفين الهولندي لاكتشاف مواهب للنادى وتقديمها للمدير الفني ليختار الأفضل والأجدر بينهم!
فبعد رحلة طويلة في التدريب مع أندية مثل الكمار ودين هاج ودى جرافشاب وفيليم, انتقل دى فيسير للقطب الأكبر في الكرة الهولندية بقناعه الجديد, ليثبت للجميع أن الأعوام الخمسة والثلاثين السابقة من تاريخه لم تكن إلا مجرد البداية في مهنة جديدة مليئة بالمتاعب والعقبات.
أولا : من هو الكشاف ؟
أصبحت وظيفة الكشاف وهى باللغة الإنجليزية (Scout) أحد أهم الخصائص في كرة القدم هذه الأيام, حيث أصبحت ضرورة لكل نادٍ كبير أن يمتلك إدارة للكشافين على أعلى مستوى. فهى وظيفة محددة المعالم, أن تختاراللاعب المناسب للفريق في ظل السقف المادي المحدد من النادي وأن يكون اللاعب مميزًا بما يؤهله لإفادة الفريق في المستقبل. وفي أكثر الأحيان, يكون عليه اكتشاف لاعبين ناشئين وشباب لضمهم حتى ينمي النادي موهتبهم ليصبحوا الأفضل!
ويجب على الكشاف أن يمتاز بالصبر الشديد حتى في بعض الأحيأن من الممكن أن ينتظر العديد من الساعات أو حتى الأيام لتظهر ملامح كل لاعب ليتم التقييم الصحيح. ويجب أيضا أن يمتاز بشدة التركيز في جميع الأوقات, حيث يجب اجأن يدقق على كل لمسة لكل لاعب حيث تظهر تنبؤات اللاعب الجيد منذ أول لمسة له بالكرة, فيتم التركيز عليه جيدًا ليحدد ما إذا كان لائقا أم لا. وأخيرًا يجب أن يمتاز بالشدة والرجولة, حيث يجب أن يعلم أنه من الممكن أن ينتقل إلى محافظات أو حتى بلاد أخرى غير متوفر فيها سبل الراحة والترفيه, او حتى فنادق جيدة للإقامة, وكل هذا في إطار البحث عن الأفضل!
ثانيًا: ما هي الوظيفة المحددة للكشاف؟
بالطبع السؤال يراود الجميع, ما الذي يجب أن يفعله الكشاف للحكم على اللاعب. هذه النقطة مقسمة على 6 نقاط أخرى يجب على أي كشاف تدوينها حتى يكون هناك تقرير شامل ووافٍ عن اللاعب.
1- أفضل مركز للاعب: يجب أن يقيم الكشاف أفضل مركز للاعب داخل المستطيل الأخضر, فعلى الرغم من مركزه الأصلي, يمكن أن يكون للكشاف رأى آخر لمركز اللاعب حتى يفيد الفريق بأفضل شكل ممكن.
2- المقارنة: يجب أن يقارن الكشاف هذا اللاعب بالعديد من اللاعبين الآخرين داخل الفريق الأول .
3- الطموح: يجب أن يعرف الكشاف طموح اللاعب جيدًا, حيث من الممكن أن يكون هناك لاعبون ممتازون إلا أن طموحهم قد لا يرقى إلا للعب لفريق متوسط المستوى ولن يتقدم لأكثر من هذا.
4- الشخصية: يجب أن يقيم الكشاف شخصية اللاعب جيدًا, حيث أن هناك لاعبين لم يعتادوا على الابتعاد عن العائلة والوطن, مما قد يؤدي إلى عدم الانسجام داخل النادي وب فشل اللاعب.
5- نقاط القوة ونقاط الضعف: يجب أن يكتشف الكشاف نقاط القوة والضعف للاعب, حيث من الممكن تنمية نقاط القوة والبحث في إصلاح نقاط الضعف. نقاط القوة قد تكون مثل الضربات الرأسية والتصويبات وأشياء من هذا القبيل.
6- الانتقال: أهم ما يجب أن يدرسه الكشاف هو انتقال اللاعب. فيجب أولا أن يتعرف على مدى رغبة اللاعب في الانضمام للفريق , و يجب أن يتعرف على السعر المبدئي للاعب ومدة عقده المتبقية ومرتبه الشهري ليتم عرض هذه الأرقام على إدارة النادي ليتم التفاوض فيها.
التجربة الهولندية : العبقري بيت دى فيسير
بيت دى فيسير مع إحدى اكتشافته التس لم تنفجر بعد!
هل كان تعتقد جماهير أيندهوفين أن بتعيين رجل واحد فقط سيتغير مسار الفريق ؟!
في 1993, قررت إدارة أيندهوفين تعيين الكفء بيت دى فيسير ككشاف في الفريق , وحتى الآن, نجح الرجل في اكتشاف العديد من اللاعبين المميزين المغمورين في أنديتهم, وجلبهم للنادي الهولندي. وكان ت الجماهير تلقبه بـ"اللاتينى" نظرًا لتعاقده مع العديد من اللاعبين المميزين من قارة جنوب أمريكا.
روماريو
في نادى فاسكو دا جاما البرازيلى كان يقبع اللاعب البرازيلى روماريو, متألقا مع منتخب البرازيل للشباب. فتابع دى فيسير اللاعب مع ناديه, وسافر خصيصًا إلى البرازيل للتعاقد معه, وبالفعل نجح اللاعب مع أيندهوفين وكان سببًا رئيسًا في فوز الفريق بالدوري مرات متتالية , ثم انتقل إلى نادي برشلونة بمقابل مادي عالٍ جدًا ليستفيد أيندهوفين ماديًا ويستفيد أيضا برشلونة من لاعب أصبح الأفضل في العالم عام 1994!
رونالدو
لاعب عالمي آخر كان تحت ناظري دى فيسير. فكان البرازيلى الشهير رونالدو يلعب مع نادي كروزيريو في البرازيل وكان يتألق من حين لآخر , فكان ت نظرة دى فيسير هي الحاسمة, وأصر أن يتعاقد مع اللاعب الذي كان يتوقع له الكثير الفشل. وبالفعل, لم يخيب رونالدو ظن مكتشفه, فنجح في تسجيل 54 هدفا في 57 مباراة مع الفريق الهولندي ليتوج بلقب هداف الدوري , وتوج بعدها بانتقاله إلى برشلونة ومنه إلى إنترميلان وريال مدريد وإيه سى ميلان وأخيرًا النادي البرازيلي كورينثيانز. ونجح اللاعب في التسجيل في 3 كؤوس عالم مختلفة ونال لقب أفضل لاعب في العالم عام 1996 و 1997.
وعلق دى فيسير بخصوص رونالدو فقال: "أنا اعرف هذا اللاعب جيدًا حيث أنه يهتم بالرياضة لأقصى درجة. إنه لا يحب الأكل الكثير كما يشاع, لكن ركبته تهشمت بشكل واضح, مثل فان باستين في الأعوام الماضية. فإنه يأخذ الكثير من الأدوية والحقن حتى يستطيع مواصلة اللعب مرة أخرى, فهذه الأدوية تجعله سمينا .من المؤسف أن ترى لاعبًا بهذا الحجم يضيع بهذا الشكل"!
جيفيرسون فارفان
وكان للاعب البيروفي جيفيرسون فارفان الحظ في الانضمام للنادي الهولندي على يد دى فيسير أيضا. فاللاعب كان يشارك مع ناديه البيروفي اليانز ليما وساعد فريقه في نيل لقب الدوري بتسجيله 14 هدفا. وبالفعل تنبأ دى فيسير للاعب مستقبلا واعدًا وتعاقد معه لينضم رسميًا لأيندهوفين في 2004. وساعد اللاعب النادي في الفوز بالدوري الهولندي والوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2004-2005. وبعدها تعاقد اللاعب صاحب الـ 24 عامًا مع نادى شالكه الألمانى ليواصل نجاحه وتألقه بعدما استفاد منه أيندهوفين!
جوميز
وأيضا الحارس البرازيلي جوميز اكتشفه دى فيسير من الدوري البرازيلى وتحديدًا نادى كروزيريو , حيث لاحظ دى فيسير تألق الحارس ورد فعله السريع والرائع فقرر التعاقد معه. وانضم جوميز للنادى في موسم 2004. وكان هذا أفضل موسم للفريق, فنجح الفريق في الوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد فشله في 14 محاولة سابقة في تخطي دوري المجموعات. ومنذ انضمام جوميز, تخطى أيندهوفين دوري المجموعات كل موسم! ونال جوميز لقب أفضل حارس في الدوري الهولندي 3 مواسم متتالية ونجح في الحفاظ على شباكه نظيفة في 60 % من المباريات ! وانتقل هذا الموسم الحارس الموهوب إلى نادي توتنهام الانجليزى في مهمة صعبة وشاقة في البريمير ليج.
بالازاس دوتشاك
وأخيرًا, نجح دى فيسير الموسم الماضي في اقتناص اللاعب المجري الصاعد بسرعة الصاروخ بالازس دوتشاك. فهذا اللاعب كان تحت المنظار من قبل دى فيسير بعدما تألق في الدوري المجري مع ناديه بورسيدى ليجا ومنتخب المجر. وبالفعل تألق اللاعب مع أيندهوفين في مركزه الجناح الأيسر وساعد النادي في الفوز بالدوري الهولندي في موسم 2007.
تشليسي
وفي 2005, تم تعيين دى فيسير ككشاف في تشيلسي أيضا بجانب عمله في أيندهوفين نظرًا لصداقته مع رئيس النادي رومان ابراموفيتش. ونجحت عين دى فيسير في اقتناء موهبتين يعتمد عليهما تشيلسي حتى الآن.
سالمون كالو
ففي موسم 2006, وضع دى فيسير المنظار على العاجي سالمون كالو مهاجم فينورد الذي كان متألقا في أرجاء الدوري الهولندي. ففي فترة 3 مواسم, نجح اللاعب صغير السن في إحراز 35 هدف في 67 لقاء. ونظرًا لعمله في الدوري الهولندي مع أيندهوفين, رشح دى فيسير اللاعب لرئيس تشيلسي. وبالفعل تعاقد الفريق مع كالو وتألق مع الفريق, محرزا المركز الثاني في الدوري الانجليزى في أول موسم له بعدما أحرز 7 أهداف في 33 مباراة. ومازال يلعب كالو في تشيلسي, متألقا ويسجل العديد من الأهداف الحاسمة للفريق.
جون اوبى ميكيل
وفي نفس موسم التعاقد مع كالو, تعاقد الفريق الإنجليزي مع خط الوسط النيجيري جون اوبى ميكيل. فهذا اللاعب الشاب كان يقدم مستويات رائعة مع فريقه النرويجى لين اوسلو وبرز اللاعب في بطولة كأس العالم للشباب التي أقيمت في هولندا عام 2005. فسافر دى فيسير لمدينة اتريخت الهولندية لحضور النهائى بين نيجيريا والأرجنتين. وعند أول مشاهدة للاعب قال دى فيسير "يا لهذا الفتى" عندما نجح ميكيل في مراوغة 4 لاعبين من المنتخب الأرجنتيني. وأضاف أن تفوقه الجسماني على بقية اللاعبين يعطيه الأولوية دائمًا, جيث يتفوق في أية مواجهة فردية , فأعطى الضوء الأخضر للتعاقد مع اللاعب , وبالفعل نجح اللاعب في الفوز مع الفريق بالمركز الثاني بالدوري الإنجليزي في أول موسم له مع الفريق, بعدما شارك في 35 مباراة, أحرز فيها هدفين. و يلعب اللاعب أساسيًا حتى الآنفي الفريق ويعتمد عليه كل مدير فني يتولى تدريب الفريق.
وكان هناك اجتماع بين دى فيسير وابراموفيتش في سفينة المليونير الروسي, وعندما قدم "الشيف" حساء دسمًا جدًا لـ دى فيسير طلب تغييره, و شكر الهولندي الشيف بطريقته الخاصة حيث قال "سأكتشف لك رونالدو جديدًا قبل أن أرحل من الدنيا"!!
التجربة الإنجليزية : صاحب النظرة الثاقبة ستيف راولى
ونعود لمدينة لندن الإنجليزية, حيث يقطن نادي الأرسنال الذي يعرفه الجميع نظرًا لشبابه المميزين والمتألقين في الدوري الانجليزي وبطولة دورى ابطال اوروبا. ويعتقد الكثيرون أن كل هذا بفضل الفرنسي ارسين فينجير, والحقيقة أن الفضل يعود إلى الإنجليزي صاحب النظرة الثاقبة ستيف راولى الذى جعل الأرسنال يمتلك أحد أفضل منظمة كشافية في العالم.
فيمتلك الأرسنال اكثر من 12 كشاف في بلاد الإنجليز, ويمتلك العديد والعديد من الكشافين حول العالم. فهناك كشافون في البرازيل وأمريكا والمكسيك والأرجنتين وبلاد أخرى في القارة اللاتينية. وهناك أيضا كشافون في الدنمارك والسويد وأسبانيا والبرتغال وفرنسا وسويسرا وألمانيا والتشيك وإيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا وأخيرًا هولندا.
روإلى مع الفرنسى المحنك أرسين فينجير ليعطى له آخر المستجدات لأفضل اللاعبين المغمورين على الساحة
فكل كشاف مسؤول عن بلده المحددة, فيمتلك هؤلاء العديد من العلاقات داخل البلد على مدار سنوات. ويذهبون لمشاهدة المباريات والتدريبات ويكتبون تقارير ترسل لـ راولى. لو كان التقرير جيدًا يعطى راولى تعليمات له بمشاهدة اللاعب مرة أخرى ويرسل بعدها كشافا جديدًا لمشاهدة اللاعب بدون أن يأخذ أية معلومة عنه ليبدي رأيه الشخصي بوضوح فإن كان تقريره هو الآخر إيجابيًا يذهب راولى شخصيًا لمشاهدة اللاعب لإعطاء الحكم الأخير.
فيقول راولى: "بالنسبة لـ فابريجاس, من الممكن أن تراه مرة واحدة لتعطي رأيًا حاسمًا عنه. الا أن هناك لاعبيين يلعبون في دوريات ضعيفة المستوى, فيجب عليك أن تشاهده اكثر من مرة حتى تعطي رأيك النهائي عنه."
بعد أن يكون الرأى النهائي عن اللاعب يكتب راولى تقريرًا مفصلا بالإضافة لفيديوهات للاعب, ويتم تسليمهم للمدير الفني ليتخذ بنفسه القرار النهائي والحاسم بخصوص اللاعب . ولو تم حسم الأمر بالموافقة يتم التعاقد بسرعة مع اللاعب لحسم الصفقة منعًا لأية تدخلات من أندية أخرى!
راولى في أقصى اليسار مع فينجير
وسبل إقناع اللاعبين باللعب للأرسنال لا تمثل عائقا أمام راوني على الإطلاق , حيث يتمنى أي لاعب في العالم أن ينال شرف الانضمام للفريق الأول للمدفعجية.
ونظرًا للحالة المادية المنخفضة للأرسنال بالمقارنة بالأندية الأخرى صاحبة الاقتصاد القوي, ينظر الأرسنال دائما للاعبين أصحاب المقابل المالي القليل حتى لا يرهق خزائن النادي, وفي نفس الوقت يمكن الاستفادة من قدراته في الفريق إذا كان مميزا, والاستفادة مرة أخرى بعد بيعه بمقابل أعلى في المستقبل. فيقول راولى أنه عند تقديم لاعب مميز للفرنسى فينجير, يكون الفرنسى طامحًا في التطوير من قدرات اللاعب لترك بصمة في اللاعب لصالح النادي. ويضيف أنه عند التعاقد مع لاعب يجب أن يكون هذا اللاعب عنده الطموح والقدرات التى تتيح للاعب في الـسادسة عشرة من عمره أن يكون في التدريب مع الفريق الأول بدون أية مشاكل أو عقبات.
راولى وبجانبه أحد اكتشافاته المكسيكى كارلوس فيلا
ويضيف راولى بأن فينجير يعشق اللاعب الذى يمتلك ذكاء داخل الملعبولياقة بدنية عالية , فهناك مثل فابريجاس ودينيلسون - الذى اكتشفهم راولى- يمكنهم الركض طوال اليوم بدون أية مشاكل أو تعب. ويجب أيضا أن يمتلك اللاعب روح الفوز, وهى الروح التى لا تتوفر في كل اللاعبين .
بعض اكتشافات راولى:
- سيسك فابريجاس من برشلونة الأسباني
- كارلوس فيلا من جوادلاجارا المكسيكي
- ثيو والكوت من ساوثهامبتون الانجليزي
- دينيلسون من ساو باولو البرازيلي
- ارون رامسى من كاريف سيتى الانجليزي
- اليكساندر سونج من باستيا الفرنسي
- لوكاس فابيانسكى من ليجا فارساو البولندىي
- جايل كليشى من كان الفرنسي
- فيتو مانونى من اطلانطا الايطالي
- فرأن ميريدا من برشلونة الاسباني
- اماورى بيشوف من فيردير بريمن الالماني
- كولو تورى من اسيك ميموزا العاجي
- ادواردو دا سيلفا من دينامو زاغريب الكرواتي
- روبين فان بيرسى من فينورد الهولندي
وهذه هى قائمة مبدئية لأفضل اللاعبين الذين اكتشفهم بنظرته الثاقبة, والقائمة تطول وتطول. فهؤلاء اللاعبين إما نجوم وإما ناشئون دوليون في منتخبات بلادهم للشباب وسيصبحون نجومًا في المستقبل القريب. فكما يرى الجميع, هناك تفاوت في البلاد التى يتعاقد الأرسنال منها وهذا يرجع إلى المنظومة الكشافية الأكبر في إنجلترا والمنتشرة في جميع أنحاء العالم لجلب الأفضل للنادي اللندني.
الزمالك : فريق لاكتشاف اللاعبين
فلماذا لا يبني الزمالك فريقا من الكشافين بقيادة من النجوم المعتزلين الذين يتمنون خدمة الزمالك بأي شيء لرد الجميل ؟؟ حيث يمكن بهذه الطريقة متابعة اللاعبين المميزين في دوري الدرجة الثانية وفي دوريات الشباب. لماذا لا نحول لجنة الكرة إلى إدارة كشافين محترفين ومستقرين في هذه الوظيفة سواء في حالة بقاء المدير الفني أو رحيله ؟!
ويمكن أيضا إرسال الكشاف إلى العديد من الدول الافريقية لمتابعة اللاعبين المتألقين ووضعهم تحت المنظار حتى يتم التعاقد مع أفضلهم. فمثلا لم يبذل الزمالك أى مجهود لمتابعة بطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين التي يوجد بها العديد من اللاعبين المميزين .
فمع تعيين كشاف للفريق يمكن للنادي الاستفادة من خبرات هذا الكشاف بجلب الأفضل في ظل النقص الواضح في العديد من المراكز المؤثرة في الفريق. فيكمنه التنقية المميزة بالتنسيق مع المدير الفنى بالنادى.
فبدلا من تعيين نفس الأشخاص في مركز مدير الكرة والمدرب المساعد, يمكن استغلاهم ككشافين في النادي كـ أحمد رمزي ومحمود سعد وأيمن منصور ومحمد حلمي وأحمد عبد الحليم وجمال عبد الحميد. فيجب أن تستفيد من هؤلاء الزملكاوية بشكل أفضل! وهناك أيضا اللاعبيون المعتزلون الذين من الممكن الاستفادة منهم في هذا الشأن مثل مدحت عبد الهادي ومحمد صبري وتامر عبد الحميد. فكل هؤلاء سيفضلون الزمالك .
وحبذا لو كان هناك مرتب مالى محترم للكشاف مثل الذى يتقاضاه كمدرب في أي ناد في دوري المظاليم. فعند التعاقد مع اى لاعب مميز عن طريق الكشاف, يتم صرف مكافأة خاصه له كحافز ليبحث ويكتشف المزيد. وعند تصعيد اللاعب للفريق الاول ينال الكشاف مكافأة وعند بيعه أو احترافه للخارج مكافأه أخرى.
ألم يكن من الأفضل تعيين محمود سعد في هذه الوظيفة بدلا من وظيفة مدير الكرة فالجميع يعلم قدرة سعد في الحكم على اللاعبين والجميع يعلم كيف اكشتف سعد الناشئ الواعد حسام عرفات بعدما كان مدفونا في المنصورة, والآن اصبح عنصرًا أساسيًا في منتخب مصر للشباب.
و لماذا لا يستفيد الزمالك من خبرات المدربين الأفارقة المغمورين, الذين من الممكن أن نجلبهم بمرتب شهري وهم يقيمون في بلادهم ليتابعوا الدوريات وتنقية المواهب للزمالك. فلم نستفد من النيجيري إيمانويل أمونيكى لاعب الزمالك في الـتسعينات الذي عرض الأمر على الزمالك إلا أنه تم تجاهل الأمر حتى وصل به الحال أن أصبح كشافا لنادي مانشيستر الإنجليزي وبعدها مديرًا فنيًا لمنتخب نيجيريا الشباب! وأصبح الآن يمتلك أكاديمية كرة قدم للناشئين في نيجيريا التى من الممكن أن نعقد معها توأمة حتى تصدر لنا لاعبين مميزين وبثمن رخيص جدًا . فلماذا دائمًا لا نستغل الظروف لصالحنا ونخرج منها بأكبر قدر من الاستفادة ؟؟
ألم يكن من الأفضل أن يتم تجنيد امونيكى لصالح الزمالك و يتم إرساله في البطولات الافريقية المغمورة والدوريات الأخرى ليجلب للزمالك الكنوز المدفونة في أفريقيا؟
لم يكن من الأفضل أن نمتلك ادارة كشافين على أعلى مستوى بدلا من ألاعيب وكلاء اللاعبين وبدلا من الاعتماد على السيديهات والجرائد ومواقع الإنترنت؟
ولكن المشكلة التى تواجهنا في مصر هى الـ 3 مقاعد للاعبين الأجانب, فمن الأفضل أيضا أن ينتقى الكشافون لاعبين من داخل البلاد ومن دوريات المظاليم والشباب والناشئين .
وقد تم في هذا الموضوع طرح نموذجين لأبرز اثنين من كشافي العالم. فالنموذج الأول هو الهولندي بيت دى فيسير الذي نجح في تغيير تاريخ نادٍ متوسط أوروبيًا بأكتشافه لأفضل اللاعبين في العالم مستقبليًا مثل رونالدو و روماريو الذين أصبحوا أساطير في كرة القدم, فالجميع الآن يعلم أن بداية كليهما كانت في الفريق الهولندي بالإضافة إلى أنهم أحرزوا العديد من البطولات والإنجازات مع أيندهوفين وأخيرًا تم الاستفادة منهم بعد بيعهم بمبالغ مادية كبيرة جدًا.
والنموذج الثاني هو الانجليزى ستيف راولى الذي يدير للأرسنال أفضل إدارة كشافية احترافية في العالم نظرا للنظام و الاهتمام الشديد الذين يعطونه لهؤلاء الكشافين.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن .. لماذا لا نتعامل باحترافية في هذا الأمر و نقوم بتغيير نهج لجنة الكرة المعتاد إلى ادارة كشافيين محترفة ومنظمة لنصبح الأفضل؟
منقول لكم من موقع نادى الزمالك
الأسطورة بيت دى فيسير في أدغال إفريقيا ليتابع بعض الناشئين فيي إحدى الأكاديميات لانتقاء الأفضل منهم
كان يومًا عصيبًا في تاريخ الكرة الهولندية, حيث قرر المدرب المخضرم بيت دى فيسير اعتزال مهنة التدريب التي بدأها في 1957 وختمها في 1992 بعد أن انتشر السرطان في جميع أنحاء جسده, فتوجهت إليه الصحافة الهولندية بكل شغف وانتظار لتعرف خطواته المستقبلية, فظهرت على دى فيسير ابتسامته الهادئة المعتادة وبكل ثقة واختصار قال: اكتشاف اللاعبين!
فبعد إراحة جسده لمدة عام بعد ممارسة مهنة التدريب طوال 35 عامًا , قرر دى فيسير العودة لكرة القدم مرة أخرى, مرتديًا قناعًا جديدًا وهوية غير معلومة للجماهير الهولندية فتم تعيينه ككشاف رسمي لنادى أيندهوفين الهولندي لاكتشاف مواهب للنادى وتقديمها للمدير الفني ليختار الأفضل والأجدر بينهم!
فبعد رحلة طويلة في التدريب مع أندية مثل الكمار ودين هاج ودى جرافشاب وفيليم, انتقل دى فيسير للقطب الأكبر في الكرة الهولندية بقناعه الجديد, ليثبت للجميع أن الأعوام الخمسة والثلاثين السابقة من تاريخه لم تكن إلا مجرد البداية في مهنة جديدة مليئة بالمتاعب والعقبات.
أولا : من هو الكشاف ؟
أصبحت وظيفة الكشاف وهى باللغة الإنجليزية (Scout) أحد أهم الخصائص في كرة القدم هذه الأيام, حيث أصبحت ضرورة لكل نادٍ كبير أن يمتلك إدارة للكشافين على أعلى مستوى. فهى وظيفة محددة المعالم, أن تختاراللاعب المناسب للفريق في ظل السقف المادي المحدد من النادي وأن يكون اللاعب مميزًا بما يؤهله لإفادة الفريق في المستقبل. وفي أكثر الأحيان, يكون عليه اكتشاف لاعبين ناشئين وشباب لضمهم حتى ينمي النادي موهتبهم ليصبحوا الأفضل!
ويجب على الكشاف أن يمتاز بالصبر الشديد حتى في بعض الأحيأن من الممكن أن ينتظر العديد من الساعات أو حتى الأيام لتظهر ملامح كل لاعب ليتم التقييم الصحيح. ويجب أيضا أن يمتاز بشدة التركيز في جميع الأوقات, حيث يجب اجأن يدقق على كل لمسة لكل لاعب حيث تظهر تنبؤات اللاعب الجيد منذ أول لمسة له بالكرة, فيتم التركيز عليه جيدًا ليحدد ما إذا كان لائقا أم لا. وأخيرًا يجب أن يمتاز بالشدة والرجولة, حيث يجب أن يعلم أنه من الممكن أن ينتقل إلى محافظات أو حتى بلاد أخرى غير متوفر فيها سبل الراحة والترفيه, او حتى فنادق جيدة للإقامة, وكل هذا في إطار البحث عن الأفضل!
ثانيًا: ما هي الوظيفة المحددة للكشاف؟
بالطبع السؤال يراود الجميع, ما الذي يجب أن يفعله الكشاف للحكم على اللاعب. هذه النقطة مقسمة على 6 نقاط أخرى يجب على أي كشاف تدوينها حتى يكون هناك تقرير شامل ووافٍ عن اللاعب.
1- أفضل مركز للاعب: يجب أن يقيم الكشاف أفضل مركز للاعب داخل المستطيل الأخضر, فعلى الرغم من مركزه الأصلي, يمكن أن يكون للكشاف رأى آخر لمركز اللاعب حتى يفيد الفريق بأفضل شكل ممكن.
2- المقارنة: يجب أن يقارن الكشاف هذا اللاعب بالعديد من اللاعبين الآخرين داخل الفريق الأول .
3- الطموح: يجب أن يعرف الكشاف طموح اللاعب جيدًا, حيث من الممكن أن يكون هناك لاعبون ممتازون إلا أن طموحهم قد لا يرقى إلا للعب لفريق متوسط المستوى ولن يتقدم لأكثر من هذا.
4- الشخصية: يجب أن يقيم الكشاف شخصية اللاعب جيدًا, حيث أن هناك لاعبين لم يعتادوا على الابتعاد عن العائلة والوطن, مما قد يؤدي إلى عدم الانسجام داخل النادي وب فشل اللاعب.
5- نقاط القوة ونقاط الضعف: يجب أن يكتشف الكشاف نقاط القوة والضعف للاعب, حيث من الممكن تنمية نقاط القوة والبحث في إصلاح نقاط الضعف. نقاط القوة قد تكون مثل الضربات الرأسية والتصويبات وأشياء من هذا القبيل.
6- الانتقال: أهم ما يجب أن يدرسه الكشاف هو انتقال اللاعب. فيجب أولا أن يتعرف على مدى رغبة اللاعب في الانضمام للفريق , و يجب أن يتعرف على السعر المبدئي للاعب ومدة عقده المتبقية ومرتبه الشهري ليتم عرض هذه الأرقام على إدارة النادي ليتم التفاوض فيها.
التجربة الهولندية : العبقري بيت دى فيسير
بيت دى فيسير مع إحدى اكتشافته التس لم تنفجر بعد!
هل كان تعتقد جماهير أيندهوفين أن بتعيين رجل واحد فقط سيتغير مسار الفريق ؟!
في 1993, قررت إدارة أيندهوفين تعيين الكفء بيت دى فيسير ككشاف في الفريق , وحتى الآن, نجح الرجل في اكتشاف العديد من اللاعبين المميزين المغمورين في أنديتهم, وجلبهم للنادي الهولندي. وكان ت الجماهير تلقبه بـ"اللاتينى" نظرًا لتعاقده مع العديد من اللاعبين المميزين من قارة جنوب أمريكا.
روماريو
في نادى فاسكو دا جاما البرازيلى كان يقبع اللاعب البرازيلى روماريو, متألقا مع منتخب البرازيل للشباب. فتابع دى فيسير اللاعب مع ناديه, وسافر خصيصًا إلى البرازيل للتعاقد معه, وبالفعل نجح اللاعب مع أيندهوفين وكان سببًا رئيسًا في فوز الفريق بالدوري مرات متتالية , ثم انتقل إلى نادي برشلونة بمقابل مادي عالٍ جدًا ليستفيد أيندهوفين ماديًا ويستفيد أيضا برشلونة من لاعب أصبح الأفضل في العالم عام 1994!
رونالدو
لاعب عالمي آخر كان تحت ناظري دى فيسير. فكان البرازيلى الشهير رونالدو يلعب مع نادي كروزيريو في البرازيل وكان يتألق من حين لآخر , فكان ت نظرة دى فيسير هي الحاسمة, وأصر أن يتعاقد مع اللاعب الذي كان يتوقع له الكثير الفشل. وبالفعل, لم يخيب رونالدو ظن مكتشفه, فنجح في تسجيل 54 هدفا في 57 مباراة مع الفريق الهولندي ليتوج بلقب هداف الدوري , وتوج بعدها بانتقاله إلى برشلونة ومنه إلى إنترميلان وريال مدريد وإيه سى ميلان وأخيرًا النادي البرازيلي كورينثيانز. ونجح اللاعب في التسجيل في 3 كؤوس عالم مختلفة ونال لقب أفضل لاعب في العالم عام 1996 و 1997.
وعلق دى فيسير بخصوص رونالدو فقال: "أنا اعرف هذا اللاعب جيدًا حيث أنه يهتم بالرياضة لأقصى درجة. إنه لا يحب الأكل الكثير كما يشاع, لكن ركبته تهشمت بشكل واضح, مثل فان باستين في الأعوام الماضية. فإنه يأخذ الكثير من الأدوية والحقن حتى يستطيع مواصلة اللعب مرة أخرى, فهذه الأدوية تجعله سمينا .من المؤسف أن ترى لاعبًا بهذا الحجم يضيع بهذا الشكل"!
جيفيرسون فارفان
وكان للاعب البيروفي جيفيرسون فارفان الحظ في الانضمام للنادي الهولندي على يد دى فيسير أيضا. فاللاعب كان يشارك مع ناديه البيروفي اليانز ليما وساعد فريقه في نيل لقب الدوري بتسجيله 14 هدفا. وبالفعل تنبأ دى فيسير للاعب مستقبلا واعدًا وتعاقد معه لينضم رسميًا لأيندهوفين في 2004. وساعد اللاعب النادي في الفوز بالدوري الهولندي والوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2004-2005. وبعدها تعاقد اللاعب صاحب الـ 24 عامًا مع نادى شالكه الألمانى ليواصل نجاحه وتألقه بعدما استفاد منه أيندهوفين!
جوميز
وأيضا الحارس البرازيلي جوميز اكتشفه دى فيسير من الدوري البرازيلى وتحديدًا نادى كروزيريو , حيث لاحظ دى فيسير تألق الحارس ورد فعله السريع والرائع فقرر التعاقد معه. وانضم جوميز للنادى في موسم 2004. وكان هذا أفضل موسم للفريق, فنجح الفريق في الوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد فشله في 14 محاولة سابقة في تخطي دوري المجموعات. ومنذ انضمام جوميز, تخطى أيندهوفين دوري المجموعات كل موسم! ونال جوميز لقب أفضل حارس في الدوري الهولندي 3 مواسم متتالية ونجح في الحفاظ على شباكه نظيفة في 60 % من المباريات ! وانتقل هذا الموسم الحارس الموهوب إلى نادي توتنهام الانجليزى في مهمة صعبة وشاقة في البريمير ليج.
بالازاس دوتشاك
وأخيرًا, نجح دى فيسير الموسم الماضي في اقتناص اللاعب المجري الصاعد بسرعة الصاروخ بالازس دوتشاك. فهذا اللاعب كان تحت المنظار من قبل دى فيسير بعدما تألق في الدوري المجري مع ناديه بورسيدى ليجا ومنتخب المجر. وبالفعل تألق اللاعب مع أيندهوفين في مركزه الجناح الأيسر وساعد النادي في الفوز بالدوري الهولندي في موسم 2007.
تشليسي
وفي 2005, تم تعيين دى فيسير ككشاف في تشيلسي أيضا بجانب عمله في أيندهوفين نظرًا لصداقته مع رئيس النادي رومان ابراموفيتش. ونجحت عين دى فيسير في اقتناء موهبتين يعتمد عليهما تشيلسي حتى الآن.
سالمون كالو
ففي موسم 2006, وضع دى فيسير المنظار على العاجي سالمون كالو مهاجم فينورد الذي كان متألقا في أرجاء الدوري الهولندي. ففي فترة 3 مواسم, نجح اللاعب صغير السن في إحراز 35 هدف في 67 لقاء. ونظرًا لعمله في الدوري الهولندي مع أيندهوفين, رشح دى فيسير اللاعب لرئيس تشيلسي. وبالفعل تعاقد الفريق مع كالو وتألق مع الفريق, محرزا المركز الثاني في الدوري الانجليزى في أول موسم له بعدما أحرز 7 أهداف في 33 مباراة. ومازال يلعب كالو في تشيلسي, متألقا ويسجل العديد من الأهداف الحاسمة للفريق.
جون اوبى ميكيل
وفي نفس موسم التعاقد مع كالو, تعاقد الفريق الإنجليزي مع خط الوسط النيجيري جون اوبى ميكيل. فهذا اللاعب الشاب كان يقدم مستويات رائعة مع فريقه النرويجى لين اوسلو وبرز اللاعب في بطولة كأس العالم للشباب التي أقيمت في هولندا عام 2005. فسافر دى فيسير لمدينة اتريخت الهولندية لحضور النهائى بين نيجيريا والأرجنتين. وعند أول مشاهدة للاعب قال دى فيسير "يا لهذا الفتى" عندما نجح ميكيل في مراوغة 4 لاعبين من المنتخب الأرجنتيني. وأضاف أن تفوقه الجسماني على بقية اللاعبين يعطيه الأولوية دائمًا, جيث يتفوق في أية مواجهة فردية , فأعطى الضوء الأخضر للتعاقد مع اللاعب , وبالفعل نجح اللاعب في الفوز مع الفريق بالمركز الثاني بالدوري الإنجليزي في أول موسم له مع الفريق, بعدما شارك في 35 مباراة, أحرز فيها هدفين. و يلعب اللاعب أساسيًا حتى الآنفي الفريق ويعتمد عليه كل مدير فني يتولى تدريب الفريق.
وكان هناك اجتماع بين دى فيسير وابراموفيتش في سفينة المليونير الروسي, وعندما قدم "الشيف" حساء دسمًا جدًا لـ دى فيسير طلب تغييره, و شكر الهولندي الشيف بطريقته الخاصة حيث قال "سأكتشف لك رونالدو جديدًا قبل أن أرحل من الدنيا"!!
التجربة الإنجليزية : صاحب النظرة الثاقبة ستيف راولى
ونعود لمدينة لندن الإنجليزية, حيث يقطن نادي الأرسنال الذي يعرفه الجميع نظرًا لشبابه المميزين والمتألقين في الدوري الانجليزي وبطولة دورى ابطال اوروبا. ويعتقد الكثيرون أن كل هذا بفضل الفرنسي ارسين فينجير, والحقيقة أن الفضل يعود إلى الإنجليزي صاحب النظرة الثاقبة ستيف راولى الذى جعل الأرسنال يمتلك أحد أفضل منظمة كشافية في العالم.
فيمتلك الأرسنال اكثر من 12 كشاف في بلاد الإنجليز, ويمتلك العديد والعديد من الكشافين حول العالم. فهناك كشافون في البرازيل وأمريكا والمكسيك والأرجنتين وبلاد أخرى في القارة اللاتينية. وهناك أيضا كشافون في الدنمارك والسويد وأسبانيا والبرتغال وفرنسا وسويسرا وألمانيا والتشيك وإيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا وأخيرًا هولندا.
روإلى مع الفرنسى المحنك أرسين فينجير ليعطى له آخر المستجدات لأفضل اللاعبين المغمورين على الساحة
فكل كشاف مسؤول عن بلده المحددة, فيمتلك هؤلاء العديد من العلاقات داخل البلد على مدار سنوات. ويذهبون لمشاهدة المباريات والتدريبات ويكتبون تقارير ترسل لـ راولى. لو كان التقرير جيدًا يعطى راولى تعليمات له بمشاهدة اللاعب مرة أخرى ويرسل بعدها كشافا جديدًا لمشاهدة اللاعب بدون أن يأخذ أية معلومة عنه ليبدي رأيه الشخصي بوضوح فإن كان تقريره هو الآخر إيجابيًا يذهب راولى شخصيًا لمشاهدة اللاعب لإعطاء الحكم الأخير.
فيقول راولى: "بالنسبة لـ فابريجاس, من الممكن أن تراه مرة واحدة لتعطي رأيًا حاسمًا عنه. الا أن هناك لاعبيين يلعبون في دوريات ضعيفة المستوى, فيجب عليك أن تشاهده اكثر من مرة حتى تعطي رأيك النهائي عنه."
بعد أن يكون الرأى النهائي عن اللاعب يكتب راولى تقريرًا مفصلا بالإضافة لفيديوهات للاعب, ويتم تسليمهم للمدير الفني ليتخذ بنفسه القرار النهائي والحاسم بخصوص اللاعب . ولو تم حسم الأمر بالموافقة يتم التعاقد بسرعة مع اللاعب لحسم الصفقة منعًا لأية تدخلات من أندية أخرى!
راولى في أقصى اليسار مع فينجير
وسبل إقناع اللاعبين باللعب للأرسنال لا تمثل عائقا أمام راوني على الإطلاق , حيث يتمنى أي لاعب في العالم أن ينال شرف الانضمام للفريق الأول للمدفعجية.
ونظرًا للحالة المادية المنخفضة للأرسنال بالمقارنة بالأندية الأخرى صاحبة الاقتصاد القوي, ينظر الأرسنال دائما للاعبين أصحاب المقابل المالي القليل حتى لا يرهق خزائن النادي, وفي نفس الوقت يمكن الاستفادة من قدراته في الفريق إذا كان مميزا, والاستفادة مرة أخرى بعد بيعه بمقابل أعلى في المستقبل. فيقول راولى أنه عند تقديم لاعب مميز للفرنسى فينجير, يكون الفرنسى طامحًا في التطوير من قدرات اللاعب لترك بصمة في اللاعب لصالح النادي. ويضيف أنه عند التعاقد مع لاعب يجب أن يكون هذا اللاعب عنده الطموح والقدرات التى تتيح للاعب في الـسادسة عشرة من عمره أن يكون في التدريب مع الفريق الأول بدون أية مشاكل أو عقبات.
راولى وبجانبه أحد اكتشافاته المكسيكى كارلوس فيلا
ويضيف راولى بأن فينجير يعشق اللاعب الذى يمتلك ذكاء داخل الملعبولياقة بدنية عالية , فهناك مثل فابريجاس ودينيلسون - الذى اكتشفهم راولى- يمكنهم الركض طوال اليوم بدون أية مشاكل أو تعب. ويجب أيضا أن يمتلك اللاعب روح الفوز, وهى الروح التى لا تتوفر في كل اللاعبين .
بعض اكتشافات راولى:
- سيسك فابريجاس من برشلونة الأسباني
- كارلوس فيلا من جوادلاجارا المكسيكي
- ثيو والكوت من ساوثهامبتون الانجليزي
- دينيلسون من ساو باولو البرازيلي
- ارون رامسى من كاريف سيتى الانجليزي
- اليكساندر سونج من باستيا الفرنسي
- لوكاس فابيانسكى من ليجا فارساو البولندىي
- جايل كليشى من كان الفرنسي
- فيتو مانونى من اطلانطا الايطالي
- فرأن ميريدا من برشلونة الاسباني
- اماورى بيشوف من فيردير بريمن الالماني
- كولو تورى من اسيك ميموزا العاجي
- ادواردو دا سيلفا من دينامو زاغريب الكرواتي
- روبين فان بيرسى من فينورد الهولندي
وهذه هى قائمة مبدئية لأفضل اللاعبين الذين اكتشفهم بنظرته الثاقبة, والقائمة تطول وتطول. فهؤلاء اللاعبين إما نجوم وإما ناشئون دوليون في منتخبات بلادهم للشباب وسيصبحون نجومًا في المستقبل القريب. فكما يرى الجميع, هناك تفاوت في البلاد التى يتعاقد الأرسنال منها وهذا يرجع إلى المنظومة الكشافية الأكبر في إنجلترا والمنتشرة في جميع أنحاء العالم لجلب الأفضل للنادي اللندني.
الزمالك : فريق لاكتشاف اللاعبين
فلماذا لا يبني الزمالك فريقا من الكشافين بقيادة من النجوم المعتزلين الذين يتمنون خدمة الزمالك بأي شيء لرد الجميل ؟؟ حيث يمكن بهذه الطريقة متابعة اللاعبين المميزين في دوري الدرجة الثانية وفي دوريات الشباب. لماذا لا نحول لجنة الكرة إلى إدارة كشافين محترفين ومستقرين في هذه الوظيفة سواء في حالة بقاء المدير الفني أو رحيله ؟!
ويمكن أيضا إرسال الكشاف إلى العديد من الدول الافريقية لمتابعة اللاعبين المتألقين ووضعهم تحت المنظار حتى يتم التعاقد مع أفضلهم. فمثلا لم يبذل الزمالك أى مجهود لمتابعة بطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين التي يوجد بها العديد من اللاعبين المميزين .
فمع تعيين كشاف للفريق يمكن للنادي الاستفادة من خبرات هذا الكشاف بجلب الأفضل في ظل النقص الواضح في العديد من المراكز المؤثرة في الفريق. فيكمنه التنقية المميزة بالتنسيق مع المدير الفنى بالنادى.
فبدلا من تعيين نفس الأشخاص في مركز مدير الكرة والمدرب المساعد, يمكن استغلاهم ككشافين في النادي كـ أحمد رمزي ومحمود سعد وأيمن منصور ومحمد حلمي وأحمد عبد الحليم وجمال عبد الحميد. فيجب أن تستفيد من هؤلاء الزملكاوية بشكل أفضل! وهناك أيضا اللاعبيون المعتزلون الذين من الممكن الاستفادة منهم في هذا الشأن مثل مدحت عبد الهادي ومحمد صبري وتامر عبد الحميد. فكل هؤلاء سيفضلون الزمالك .
وحبذا لو كان هناك مرتب مالى محترم للكشاف مثل الذى يتقاضاه كمدرب في أي ناد في دوري المظاليم. فعند التعاقد مع اى لاعب مميز عن طريق الكشاف, يتم صرف مكافأة خاصه له كحافز ليبحث ويكتشف المزيد. وعند تصعيد اللاعب للفريق الاول ينال الكشاف مكافأة وعند بيعه أو احترافه للخارج مكافأه أخرى.
ألم يكن من الأفضل تعيين محمود سعد في هذه الوظيفة بدلا من وظيفة مدير الكرة فالجميع يعلم قدرة سعد في الحكم على اللاعبين والجميع يعلم كيف اكشتف سعد الناشئ الواعد حسام عرفات بعدما كان مدفونا في المنصورة, والآن اصبح عنصرًا أساسيًا في منتخب مصر للشباب.
و لماذا لا يستفيد الزمالك من خبرات المدربين الأفارقة المغمورين, الذين من الممكن أن نجلبهم بمرتب شهري وهم يقيمون في بلادهم ليتابعوا الدوريات وتنقية المواهب للزمالك. فلم نستفد من النيجيري إيمانويل أمونيكى لاعب الزمالك في الـتسعينات الذي عرض الأمر على الزمالك إلا أنه تم تجاهل الأمر حتى وصل به الحال أن أصبح كشافا لنادي مانشيستر الإنجليزي وبعدها مديرًا فنيًا لمنتخب نيجيريا الشباب! وأصبح الآن يمتلك أكاديمية كرة قدم للناشئين في نيجيريا التى من الممكن أن نعقد معها توأمة حتى تصدر لنا لاعبين مميزين وبثمن رخيص جدًا . فلماذا دائمًا لا نستغل الظروف لصالحنا ونخرج منها بأكبر قدر من الاستفادة ؟؟
ألم يكن من الأفضل أن يتم تجنيد امونيكى لصالح الزمالك و يتم إرساله في البطولات الافريقية المغمورة والدوريات الأخرى ليجلب للزمالك الكنوز المدفونة في أفريقيا؟
لم يكن من الأفضل أن نمتلك ادارة كشافين على أعلى مستوى بدلا من ألاعيب وكلاء اللاعبين وبدلا من الاعتماد على السيديهات والجرائد ومواقع الإنترنت؟
ولكن المشكلة التى تواجهنا في مصر هى الـ 3 مقاعد للاعبين الأجانب, فمن الأفضل أيضا أن ينتقى الكشافون لاعبين من داخل البلاد ومن دوريات المظاليم والشباب والناشئين .
وقد تم في هذا الموضوع طرح نموذجين لأبرز اثنين من كشافي العالم. فالنموذج الأول هو الهولندي بيت دى فيسير الذي نجح في تغيير تاريخ نادٍ متوسط أوروبيًا بأكتشافه لأفضل اللاعبين في العالم مستقبليًا مثل رونالدو و روماريو الذين أصبحوا أساطير في كرة القدم, فالجميع الآن يعلم أن بداية كليهما كانت في الفريق الهولندي بالإضافة إلى أنهم أحرزوا العديد من البطولات والإنجازات مع أيندهوفين وأخيرًا تم الاستفادة منهم بعد بيعهم بمبالغ مادية كبيرة جدًا.
والنموذج الثاني هو الانجليزى ستيف راولى الذي يدير للأرسنال أفضل إدارة كشافية احترافية في العالم نظرا للنظام و الاهتمام الشديد الذين يعطونه لهؤلاء الكشافين.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن .. لماذا لا نتعامل باحترافية في هذا الأمر و نقوم بتغيير نهج لجنة الكرة المعتاد إلى ادارة كشافيين محترفة ومنظمة لنصبح الأفضل؟
منقول لكم من موقع نادى الزمالك