نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام المنتدى الإسلامي والنقاشات الدينية



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




الخاتمة

 


الخاتمة
حسنها وسوءها
• بعد ما ذكرنا حقيقة الموت ولزومية حدوثه. وبعد ما رأينا روعه وعظم شأنه فحري بنا إذن أن نقف ولو للحظة أمام الخاتمة خاصة وقد مررنا على رواية وفاته () ورأينا كل هذا الحسن لخاتمته وكل هذا الاصطفاء من لدن أدم وحتى يرث الله الأرض ومن عليها فحسبه زيارة جبريل له لطمأنته أليس في هذا اصطفاء , استئذان ملك الموت منه عند الدخول.. أليس في هذا اصطفاء. بل أليس هذا حسن خاتمة فهو القدوة إذن والرحمة المهداة وهو السراج المنير.

حسن الخاتمة:
• هي آيات وعلامات يبشر بها ذوي الميت بأنه في رحمة الله وفي استقباله روضة من رياض الجنة فنعيمها كما وأن لسوء الخاتمة والعياذ بالله آيات وعلامات منها يعلم ذوي الميت بأنه مغضوب عليه ومن الخاسرين. وحسن الخاتمة وسوئها وإن كانت أمرا مقضيا على الميت فإنها عظة وإنذار لأهله وذويه , وحسن الخاتمة نبه الله على أهميتها فقال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ "( ) وقوله "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ "( ) إذن استمرار التقوى أمر لازم وحتى الوفاة فهناك من يتقي الله طوال حياته ويبتعد عن المعاصي وقبل أن يموت يقترف السيئات فيختم له بسوء الخاتمة لقوله () " وأن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها " ( ) ومثال على ما رواه البخاري ومسلم عن آبى هريرة رضي الله عنه قال شهد رجل مع رسول الله () خيبر فقال لرجل ممن يدعي بالإسلام هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا وقد مات فقال () إلى النار فكاد بعض المسلمين أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل له إنه لم يمت ولكن به جراح شديدة فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي () فقال الله أكبر أشهد أني عبده ورسوله ثم أمر بلالا فنادي في الناس أنه لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وأن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ( )
سوء الخاتمة:
• إذن قد يعمل المرء بعمل أهل الصلاح طوال حياته ثم قبل موته يعمل بعمل العاصين فيختم له بسوء الخاتمة والعكس قد يعمل المرء بعمل العاصين ويشاء الله له التوبة فيتوب ثم يموت فيختم له بحسن الخاتمة
• ولكن إن كان ميقات الموت وأجل المرء لا يعلمه إلا الله فلما التسويف في التوبة والعمل الصالح.. فقد يباغتنا الموت فجأة دونما استعداد منا فيقضي لنا بسوء الخاتمة والعياذ بالله.
• وللشيطان مداخل كثيرة حتى يصل مناه بنا إلى سوء الخاتمة..كيف؟
الشيطان يرغبنا في طول الأمل: وقد حذرنا منه () فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما " أخذ () بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ( )
• فهكذا يحذرنا () من طول الأمل بالدنيا بينما الشيطان يرغبنا في ذلك ويرسم لنا الأماني حتى تكون الدنيا هي أكبر همنا ومبلغ علمنا وتأتي لحظة الجزاء وأيدينا خالية من كل ما جمعناه لهذه المسماة بالدنيا.
• وحتى نبعد طول الأمل عنا وصانا () بأن نتذكر الموت دائما لقوله " أكثر من ذكر هادم اللذات " ( ) كما أوصانا بزيارة القبور للعظة البليغة فقال () " زوروا القبور فإنها تذكر الموت ( ) كذلك أوصانا بتغسيل الميت لكون هذا أكبر وأشد موعظة إذ كيف هذا الذي هو يتحرك بإرادة المغسل لا حراك له ولا إرادة وقد كان يوما شديد البطش عظيم الهيبة إذا سار بلغ موكبه مبلغه وإذا قعد قامت حاشيته رهن إشارته وإذا نام استيقظ كل من حوله لأجل أن ينام.. اليوم هو بالموت صار جسدا خامدا لا حراك له.
• كما أوصانا تعالى بزيارة الصالحين بغية الإنكباب على الطاعة والتباري بالاجتهاد فيها لقوله تعالى "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً "( )
• كما وأن الشيطان يرغبنا في التسويف بالتوبة: فيقول المرء سأتوب بعد الخمسين أو الستين أو حتى بعد شهر – وماذا يدريه لعله يلاقي ربه لتوه فيضحك منه الشيطان لبلوغه مأربه ويقضي على هذا المرء المسوف بسوء الخاتمة والعياذ بالله فعلينا ديمومة التوبة والاستغفار فقد قال () " يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم مائة مرة ( ) كما قال () " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " ( )
• كما وأن الشيطان يرغبنا في المعصية: إذ يستولي على قلب المرء وتفكيره في اللحظات الأخيرة من حياته فإذا أراد أقرباؤه تلقينه شهادة أن لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه وعهده بالدنيا طغت هذه المعصية على تفكيره فتكلم بما يفيد انشغاله بها وبذا يكون الشيطان قد نجح وختم للمرء بسوء الخاتمة والعياذ بالله
• كما وأن الشيطان قد يدفع بالمرء للانتحار: وربما كان هذا المرء يوصف طوال حياته بالصلاح وإذا به قبل وفاته تصيبه مصيبة يختبره بها الله أيجزع أم يكن من الصابرين فإذا بالشيطان يجعله يقنط من رحمة الله والعياذ بالله ويرغبه في الانتحار كأحسن وسيلة للخلاص من مصيبته فينهي المرء حياته مغضوبا عليه وبذا يكون الشيطان قد نجح وختم للمرء بسوء الخاتمة والعياذ بالله.
• إذن سوء الخاتمة يعني أن تنقضي حياة المرء على معصية فتكون خاتمته سوءا فيعلم أهله وذويه بسوء مآله وخسرانه العظيم
آيات حسن الخاتمة:
• إذا كان المرء قد يقضي له بسوء الخاتمة نتاجا لسوء عمله وعصيانه لله فكذا قد يقضى له بحسن الخاتمة وهي دلائل وبشائر إذا كانت وفاة العبد مع واحدة منها كان ذلك تبشيرا لأهله وذويه بحسن ماله ورضاء الله عنه ومن هذه البشائر:-
أولا: نطقه بكلمة التوحيد عند الموت:
بحيث تكون أخر كلامه وعهده بالدنيا لقوله () " من كان آخركلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ( )
ثانيا: أن يموت شهيدا في سبيل الله:
لقوله تعالى " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ , فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" ( )
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل


• والشهيد كما وأنه من يموت غازيا في سبيل الله فقد أدرج الرسول () تحت تسمية شهيد من مات وهو محرما بحج لقوله () في المحرم الذي وقعته ناقته " اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبه ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا " ( )
• أيضا من مات دون نفسه أو دون ماله أو دون عرضه فهو شهيد لقوله () من مات دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد "( )
ثالثا: أن يكون آخر عمله طاعة: " لقوله () من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام ابتغاء وجه الله وختم له بها دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة "( )
رابعا من يموت صابرا محتسبا بسبب أحد الأمراض الوبائية: كالتي ذكرها () مثل الطاعون لقوله " الطاعون شهادة لكل مسلم "( ) وكذلك السل لقوله () قتل المسلم شهادة والطاعون شهادة والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة والسل شهادة " ( ) أيضا من مات بداء البطن لقوله () " ومن مات في البطن فهو شهيد " ( ) وكذلك من ذهب بصره وأحتسب لقوله () " إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه عوضته عنها الجنة " ( رواه البخاري عن طريق أنس بن مالك )
خامسا موت المرأة في نفاسها وبسبب ولدها: لقوله () والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة يجرها ولدها بسرره إلى الجنة " ( )
سادسا الموت بالغرق والحرق والهدم: لقوله () "الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم " ( )
سابعا الموت ليلة الجمعة أو نهارها: لقوله () " ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر "( )
ثامنا عرق الجبين عند الموت: لقوله () " المؤمن يموت بعرق الجبين " ( ) وحنظله غسيل الملائكة أكبر مثال.. إذ نادى مناد الجهاد فقاتل حتى قتل فملأ وجهه العرق فقال () لمن حوله " أتركوه فإن الملائكة تغسله الآن "( ) فيالها من حسن خاتمة !! فالمرء إذن يختم له بحسن خاتمته وإن مات على معصية ساءت خاتمته كمن يموت وهو يحتسي الخمر أو هو يزني أو وهو في طريقه إلى حانة خمر أو أي مكان للمعصية هل يستوي مع من يموت على صوم أو من هوقائم يصلي أو يحج أو يقاتل في سبيل الله. هل يستويان مثلا. لا والله فهذا يكون أسود الوجه عند موته وذاك يبيض وجهه مستبشرا فرحا بلقاء الله ففرح الله بلقائه " يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ , وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ , تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ" ( )
• فالذي يموت على طاعة تجد وجهه عند موته مستبشرا بينما من يموت على المعصية فتجد وجهه عابسا عليه غضب من الله والعياذ بالله الأول فرحا بما بشر به والأخر حزنا مما آل إليه
• فهكذا حال من مات على الطاعة وحال من مات على المعصية اللهم اجعل ختام حياتنا على طاعتك واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك وصلى الله على سيدنا محمد () وسلم تسليما كثيرا.







المقال "الخاتمة" نشر بواسطة: بتاريخ:



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
حسن الخاتمة ... قصة جميلة ... اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية