نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام المنتدى الإسلامي والنقاشات الدينية



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




لمـــاذا الجنــة؟ (7)

 

وعن عبد الله بن المبارك من حديث شفي بن مانع أن رسول الله () قال: (( إن من نعيم أهل الجنة أنهم يتزاورون على المطايا والنُجُب وأنهم يؤتون في الجنة بخيل مسرَّجة ملجمة لا تروث ولا تبول يركبونها حتى ينتهوا حيث شاء الله فيأتيهم مثل السحابة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فيقولون أمطري علينا فلا يزال المطر يمطر عليهم فوق أمانيهم ثم يبعث الله ريحاً غير مؤذيا فتسف كثباناً من مسك عن أيمانهم وشمائلهم فيأخذون ذلك المسك في نواصي خيولهم وفي مفارقها وفي رؤوسهم ))( ).
وهذا التزاور ذكره الله في القران الكريم تصريحا فقال تعالى:َ(فاَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌيَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) (الصافات :51-60).
وقد جعل الله السحاب والمطر سبباً للرحمة والحياة في هذه الدار وليس كمطر جهنم الذي هو للعذاب والهلاك أعاذنا الله منها.
والجميع أحبتي يا من ستدخلون الجنة الجميع ملوك فيها لم؟ لأنها بحد ذاتها هي المُلك:وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (الانسان:20). حتى الخدم عندما يبعثهم الله إليك لا تدخل إلا بعد أن تستأذن وهكذا الملائكة أما هو إذا أراد أن يدخل لرب العزة فيدخل بلا أذن.
فهل رأيت مثل هذه الكرامة وهذه الحياة أحبتي لا تنفد خالدين فيها، لا نكبر لا نموت لا نجوع لا نعطش لا نغضب لا نفقر لا نمرض إنها حياة الجنة التي أعدت للمتقين.
واعلم ان هناك خمسة عشر ألف خادم يدخلون ويخرجون، كل واحد منهم بخدمة لك، أحدهم كأنه اللؤلؤ، هذا هو المُلك.
ويروى أن أبا إمامة قال: "إن المؤمن يكون متكئاً على أريكة إذا دخل الجنة وعنده الخدم يأتي الملك فيستأذن منهم بالدخول فيقوم أدنى الخدم إلى الباب فيقول للذي يليه من الخدم ملك يستأذن ويقول كل واحد منهم للذي يليه فيقول آخرهم للمؤمن فيقول أئذنوا له وهكذا يقول الواحد تلو الآخر حتى يبلغ عند الذي في الباب فيدخل " هذه هي منزلة المؤمن هناك.
واسمعوا او التفتوا الى هذه القصة الجميلة التي نجدها في صحيح مسلم إن النبي () قال: ((سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً قَالَ هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فَيُقَالُ لَهُ ادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ فَيُقَالُ لَهُ أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ رَضِيتُ رَبِّ فَيَقُولُ لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ فَقَالَ فِي الْخَامِسَةِ رَضِيتُ رَبِّ فَيَقُولُ هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ فَيَقُولُ رَضِيتُ رَبِّ )) . فهنيئاً يا أهل الجنة هنيئاً .
بعد كل هذا الفضل العميم والخير الوفير ، لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون لذلك قال حبيبنا عليه صلوات ربي في الحديث الصحيح : ((قَالَ اللَّهُ عزوجل: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ))،مصداقً ذلك في كتاب الله:  فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (السجدة:17).
إذن فيها كل ما تشتهيه أخي الكريم ماذا تريد ؟ ماذا تتمنى ؟ فهذا شيخنا وأستاذنا الكبير الشيخ الراشد حفظه الله وضع خطة عمل كاملة مبنية على اساس (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)، فتمنى شيخنا حفظه الله في رسالته الاستثمار في رحلة الخلود صورة حياته في الجنة وكل ما فيها مجاني مبذول فويح من لم يشتره ... طلب الشيخ الشهادة لكي يحصل على سبعين حورية فتمنى أن يقسَّمهن في الجنة عربيات وغربيات وزنجيات إلى آخره.
ومن أول أشواقه الخيل العربية الرشيقة بل في بعض الأيام يريد استخدام الدراجة النارية ... ثم يحلق بمنطاد يتجول في سمائها بل يسير في الزوارق يزور صحبه هناك .. ثم يؤسس مكتبة إسلامية وعلمية كبيرة ليأخذ العلم على يد علماء أمتنا الذين ذهبوا من الصحابة والتابعيين وتابعيهم كل حسب اختصاصه.. إضافة لتأليف الكتب والطواف على الشهداء كأمثال الشيخ أياد العزي ومهند الغريري ورعد الدليمي (رحمهم الله جميعا) " وجميع من سقط في سبيل الله" وذكر آخرين ليوزع لهم كتابه هدية فانتم ماذا تتمنون هناك .
نسال الله ان يوفقنا ويدخلنا بغير حساب فمن نوقش الحساب عذب ويجعلنا من اول الداخلين لها وان يرحمنا بدخولها بمنه وكرمه ،ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله () قال: (( إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ حَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا أَوْ إِنَّ لَكَ عَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَقُولُ أَتَسْخَرُ بِي أَوْ أَتَضْحَكُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ قَالَ "الراوي" لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ () ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ قَالَ فَكَانَ يُقَالُ ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً )).
وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله () قال: (( إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْ النَّارِ وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ يُؤْتَى بِرَجُلٍ فَيَقُولُ سَلُوا عَنْ صِغَارِ ذُنُوبِهِ وَاخْبَئُوا كِبَارَهَا فَيُقَالُ لَهُ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَيُقَالُ لَهُ فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً قَالَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لَقَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ مَا أَرَاهَا هَا هُنَا قَالَ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ )).
وعن إبن مسعود كما روى الإمام مسلم أن النبي () قال: (( آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً وَيَكْبُو مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا ابْنَ آدَمَ لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَى فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَيَيْنِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا قَالَ بَلَى يَا رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِيهَا فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ مَا يَصْرِينِي مِنْكَ أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا قَالَ يَا رَبِّ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ فَقَالُوا مِمَّ تَضْحَكُ قَالَ هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ)).
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل


وسيتصفون بصفات الخلد فلا يموتون بعد دخولهم الجنة أبداً ولا يفنون، طولهم على طول آدم ستون ذراعاً، ميلادهم وأعمارهم على ميلاد عيسى عليه السلام ثلاث وثلاثون سنة حسنهم على حسن يوسف، لسانهم على لسان محمد () .
وعندما تسمع معي هذا تتساءل الا ينام اهل الجنة من تعب او نصب؟ فاقول لك نعم لا ينامون أبداً النوم الذي ننامه نحن الآن في الدنيا كما روى عن جابر أن النبي ()سئل نبي الله ()،فقيل : يا رسول الله ،أينام أهل الجنة ؟ فقال رسول الله()النوم أخو الموت،وأهل الجنة لا ينامون ) ( ).
بل سيعوضهم الله عن تقلبهم في مضاجعهم في الدنيا بقرة الأعين يوم القيامة وصدق من قال:
يقولُ سلوني ما اشتهيتم فكلُ ما
فقالوا جميعاً نحنُ نسألك الرضا
تريدون عندي أنني أنا أسهمُ
فأنت الذي تولي الجميل وتُرحَمُ

لماذا لا تنام ؟ لأنك لا تسام من حال أو تمل من مآل أو تضجر من عيال فهناك عيالك أهل الجنة وأزواجك الحور فهيا معنا لنعيش ساعةً في رحاب الحور مع حور العين تاركين نساء الدنيا في هذه اللحظات.
قال تعالى:  وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة:25).
تخيل جلالة المبشِّر ومنزلته وصدقه وعظمة من أرسله إليك بهذه البشارة صلى الله عليه وسلم وقدر ما بشرك به وضمنه لك على أسهل شيء عليك وأيسره وجمع الله في هذه البشارة بين نعيم البدن في الجنات وما فيها من الأنهار والثمار ونعيم النفس بالأزواج المطهرة ونعيم القلب وقرة العين بمعرفة دوام هذا العيش أبد الآباد وعدمُ انقطاعه.
وهذه الأزواج في الجنة مُطهرةٌ من الخارج والداخل، مطهرة من الحيض والنفاس والمخاط والبصاق وكلٌ قذر، ومطهرة من الأخلاق السيئة والصفات المذمومة ولسانها مطهر من الفحش والبذاء حتى أثوابها لا يمكن أن تتوسخ أبداً وهذا ما ذكره نبينا () وعبد الله بن مسعود وعبدالله بن عباس ومجاهد رحمهم الله أجمعين، فهنيئاً لأهل الجنة بهن من زوجات طاهرات.
ويقول عزوجل:  إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ  فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ  يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ  يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ  لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ  (الدخان:51-56) .
زوجناهم بحور عين والحور: جمع حوراء وهي المرأة الحسناء الجميلة شديدة سواد العين . يقول زيد بن أسلم: هي التي يحار فيها الطرف واما عين: فيعني حسان الأعين ، ويقول الإمام مجاهد: يحارُ فيها الطْرف من رقة الجلد وصفاء اللون. جلدٌ رقيق، لونٌ صافي ، بياض شديد جمالٌ عجيب، بادياً مُخُ سوقهن من وراء ثيابهن ويرى الناظر وجهَهُ في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون، وصاحبة هذه الأوصاف ستكون زوجة للمؤمن في الجنة لقول الله عزوجل:  وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ  .
وقال عزوجل:  فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ  فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان ِ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ  (الرحمن:56-58) .
وهذا وصفٌ جديدٌ وصفه لنا ربُ العزة سُبحانه(قاصرات الطرف) وصفهن الله عز وجل بقصر الطرف في ثلاثة مواضع :
الأولى: هذا الذي قرأناه والثاني: في سورة الصافات:وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (الصافات:48) . والثالث في سورة ص:  وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ  (صّ:52) .
وأجمع المفسرون على أن معنى هذا قَصَرْنَ طرَفهُنّ على أزواجهن فلا يطمعن إلى غيرهم وقيل قَصَرْنَ أزواجهن عليهن فلا يدعهم حسنُهُن وجمالهنَّ أن ينظروا إلى غيرهم وقال ابن عباس وسائر المفسرين: هنَّ مستويات على سنٍ واحد وميلادٍ واحد بنات ثلاث وثلاثين سنة.
إذاً ليس فيهن عجائز كما أخبر النبي () تلك المرأة العجوز عندما مزح معها فقال لها لا يدخل الجنة عجوز وكان يقصد بهذا السِن والعُمر. وكذلك ليس هناك من ولائد لا يطقن الوطء بخلاف الذكور فإن فيهم الولدان وهم الخدم.
وكذلك لم يطمثهن أنسٌ قبلهم ولا جان، فلم يَمَسَهُن أحدٌ قبلكم يا شباب الإيمان، ولم ينكحْهُن ويدميهن أحد .
قال المفسرون: "لم يطأهن ولم يغشهُنَ ولم يجامعهُنَ فانْ كُنَّ نساء الدنيا في الجنة عندما يَدخُلن فأن الله أنشأهن خلقاً آخر .
ويزداد على هذا أنهن كالياقوت والمرجان لقول الله عزوجل:  كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ  (الرحمن:58). قال عامة المفسرين: "أراد صفاء الياقوت، وبياض المرجان، يعني الواحدةُ منهُنّ صافية كالياقوت، بيضاء كالمرجانة، تلبسُ سَبعين حلةٌ من حرير، فيُرى بياضُ ساقيها من ورائهنّ".
ثم قال الملكُ في وصفِهنَّ:  حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ  (الرحمن:72). أي محبوسات لا يرون في الخيام غير أزواجهنَّ، مصونات لأزواجهنَّ فقط .
تخيَّل معي أخي المسلم وأنت دخلت الجنان فإذا بنور يتلألأ وهو نور زوجتك في الجنة فلما نظرت إليك وهي في فرش الحرير والإستبرق والأرجوان فنزلتْ عن سريرها مبادرة، استخفها شدة الشوق إليك فعانقتك بل تصافِحك كما قال عليه الصلاة والسلام .
فصافحتك فأحسست بلين كفّها، وأنت شخصت كالمبهوت تَعجُباً من حُسن وجهها ونعيم جسمها فأتيتما لسريريكما فأرتقيتما جميعاً على أريكتكما وأسدلت عليك جلال حَجلَتك فبينما أنتما قد ملئتما سروراً وفرحاً إذ نادتك أخرى من قصر من قصورك أما لنا منك دولة أما آن أن تشتاق لنا؟ فأجبتها ومن أنت بارك الله فيك؟ فرجَعتْ إليكَ تقول: أنا من اللواتي قال الله عزوجل: (ولدينا مزيد) فتحولت إليها.
 إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً  فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (الواقعة:35-38). معنى ذلك :خلقهُنّ اللهُ عزوجل خلقاً جَديداً بعد الخَلق الأول في الدُنيا وهذا بالنسبة لنساء الدنيا.. حتى لا يقلن أخواتنا النساء وأين نحنُ هناك؟ لا أخواتي، لكنَّ نصيبٌ كما لأزواجكنّ، وكذلك أنشأ الله الحور العين إنشاء داخل الجنة ونساءُ الدنيا يمكن أن يشاركن الحور العين بهذا الإنشاء.
أبكاراً: أي لم يطثهن أنسٌ قبلَهُن ولا جان ، عُرُباً: جمع عروب وهنّ المتحببات إلى أزواجَهُنَّ نعم أخي الحبيب سَتُحبب لك، كيف لا وهنّ اللواتي لا يَسكنُ حنينهنّ إلا بك ولا يشتقنَ إلا إليك ، وأنت قريرُ أعينهُن ومعدن راحتهن وأنسُهنّ إلى ولي ربهنّ وحبيب مولاهُنّ .
وهنّ الكواعبُ الأتراب لو أطلعت واحدةٌ منهنّ على الأرض لملأت ما بينهما ريحاً ولأضاءت ما بينهما ولنصيفُها على رأسها خيرٌ من الدنيا وما فيها.
كأنّهُنَ لؤلؤُ مكنون: أي صفاؤهُنّ الدُر الذي في الأصداف الذي لم تمُسُه الأيدي كما قال حبيبُ القلب فقالت أم سلمة اخبرني يا رسول الله عن قوله عز وجل (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) قَالَ( رِقَّتُهُنَّ كَرِقَّةِ الْجِلْدِ الَّذِي رَأَيْتِ فِي دَاخِلِ الْبَيْضَةِ مِمَّا يَلِي الْقِشْرَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْمَرْأَةُ مِنَّا تَتَزَوَّجُ زَّوْجَيْنِ وَالثَّلاثَةَ وَالأَرْبَعَةَ، ثُمَّ تَمُوتُ فَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ مَعَهَا، مَنْ يَكُونُ زَوْجُهَا؟، قَالَ: () يَا أُمَّ سَلَمَةَ،إِنَّهَا تُخَيَّرُ فَتَخْتَارُ أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا))( ).
فلا يَمَلهُا ولا تَمَلُّه ولا يأتيها من مرةٍ إلا وجَدَها عذراء وليس بواحدة بل يتزوج باثنتين وسبعين حورية وتعطى قوة مئة رجلٍ بإذن الله، والسبعون للشهداء الذين سقطوا في سبيل الله فهنيئاً لهم الآن فهم يسكنُون معهن ينتظرون زوجاتهم في الدنيا ليلحقن بهم إن شاء الله وسيشفعون لسبعين من أهل بيتهم يبدؤونها بأمهاتهم وآبائهم وأزواجهم.
أبدانُهُنَّ رخيمة ناعمة يتوثبن بالتهادي والتبختر ومعها حُلَلُها وحليتها بصباحة وجهها ونعيم بدنها، فتخيل عندما رمقْتَهُن ببصرك وقَعَ ناظُرك على حُسن وجوهِهِنّ وغَنَجَ أعينُهُن، فرأيت وجوهَهُن فحار طرْفُك وهاج قلبُك بالسرور،فمدت البنان إليك وهو ليّنٌ وجسمها رخيمٌ ناعمٌ فضمتْكَ إلى نحرها فامتلأت فَرَحاً مما وَصَلَ إلى روحك من طيب مسيسها ولذة رائحتها.
وأليكم أحبتي الكرام هذه القصة الجميلة التي توقفت عندها بعد ان قرأتها في كتاب احد مشايخنا وهي بعنوان (العيناء المرضية)... يقول الشيخ كان ذلك قبل عشرين عاما يوم حل علينا ضيفاً لأول مرة ، وبات عندنا فكانت ليلة سمر من ليالي الشتاء الطويلة .. كنت أحسِب دقائقها واحدة واحدة ولسان حالي يقول :
يا أخا البدر سناءً وسنا

إن يطُلْ بعدك ليلي فلكَم
حفـظ الله زمانـاً أطلعـك

بت أشكو قصر الليل معك



كنا نتحلق حول المدفأة ( )، وعلى السراج النفطي الخافت كان البيت يشع نوراً وإيماناً .. وأنظارنا مشدودة إلى ذلك الوجه الوضيء وهو يتحدث إلينا حديث الروح للروح .، وبكيت ساعتها ما شاء الله لي أن أبكي .. لم أكن حينها أدري أني أتلقى الدرس الأول في فن الحب والغرام الخالد!
قال الشيخ : في زمن التابعين خرج شابان من شباب الإسلام للعمل في سبيل الله وكانا قد اجتمعا على حب الله فتآخيا فيه، وانعقدت بين قلبيهما أواصر الحب والإخاء .. فكانا يذهبان ويجيئان ،ويبيتان معا .
ومرت الأيام بهما سريعة وهما على هذه الحال .. حتى كانت ليلة باتا وقد هيآ نفسيهما ليوم حافل بالقتال .
وينام أحدهما ،أما الآخر فكانت نوبته من الحراسة ،وفي لحظة من لحظات الهزيع الأخير من الليل أثار انتباهه صاحبه يتكلم وهو يضحك في نومه! ثم رآه يمد يده اليمنى كأنه يأخذ شيئاً ثم يردها بلطف وهو يضحك !
ثم تغيرت حاله فصار يصيح وهو يقول : لا أخرج، لا أخرج ،لا أخرج !
فما كان منه إلا أن قفز إليه يوقظه بيده ويقول :
- مالك ؟! ما بك ؟!! ماذا دهاك ؟!!!
وما إن استيقظ .. وصحى إلى ما حوله حتى وضع وجهه بين يديه وانخرط في بكاء مر طويـل !
ولَكَم حاول صاحبه أن يسكته فما أفلح ،، حتى نهنه من نفسه .. فلما أفاق .. نظر في وجه صاحبه وقال : سامحك الله يا أخي ، ماذا فعلت بي ؟! لو تدري من أي مكان أخرجتني ؟ وأي سعادة ولذة حرمتني ؟!
قال صاحبه :عن أي مكان وأي سعادة ولذة تتحدث ؟! فأنشأ يقول وما زال صوته يتهدج بآثار البكاء :رأيـت كأن القيامة قد قامت … ورأيت أمواج البشر قد حشرت والموازين قد نصبت ، وقد نشرت الصحف وتهيأ الجميع للحساب .
وإذا بقائل يقول لي :اذهب وادخل ذلك القصر ! فأنت من أهل الجنة !! وفيه ستلقى زوجتك من الحور العين .. واسمها (العيناء المرضية) .
فكاد يقضى عليَّ من الفرح ! فهرولت كأني أطير ... أريد الوصول إلى القصر وأرى من فيه ،، و .. ما فيه !






المقال "لمـــاذا الجنــة؟ (7)" نشر بواسطة: بتاريخ:



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
لمـــاذا الجنــة؟ (3)
لمـــاذا الجنــة؟

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية