ماسيميليانو أليجري – نجوم مصرية

تحليل: خالد صلاح عبد الرحيم

ماسيميليانو أليجري.. في أرض الخوف

أليجري من أفضل المدربين في إيطاليا أحدثوا ثورة في كرة القدم، مدرب يمتلك مرونة تكتيكية وأسلوب لعب مميز ويطبق أكثر من طريقة لعب ما بين 4-3-3 و3-4-2-1 و4-4-2 و4-3-1-2 يقرأ المنافس جيداً ويعرف كيف يضرب المنافس في مناطق ضعفه ويعلم ما عليه فعله كي يفوز بالمباراة، ولكن يستشعر أليجري دومًا الخطر عندما يلعب ضد الفرق الكبري، ويفرط في الاحترام والاتزان أكثر من اللازم والعودة للدفاع، شعوره بالخطر يتسلل إلى اللاعبين لذلك المهاجمين يهدرون بعض الفرص السهلة والمدافعين يرتكبون الكثير من الركلات الحرة في كل من المناطق الواسعة والمركزية والتي تشكل ضغط أكبر على الفريق.
الصحف الإيطالية تصف أليجري بأنه “مدير طبيعي” وليس “مصنعاً”. بعبارة أخرى، يفضل أن يعتمد على غرائزه بدلاً من قضاء ساعات طويلة في تصوير الفيديو أو دراسة التحليلات. يمكن اعتباره نهجا غير عادي في الإدارة الحديثة، ولكن ليس هناك شك في أنه يعمل من أجله،، وهذا سلبي وأيجابي، الإيجابي في هذا الأمر أن أليجري يعتمد على حسه التحليلي في المباراة وقادر على إجراء تعديلات مذهلة والتي يمكن إمالة اللعب والنتيجة مرة أخرى لصالحه.
والسلبي أن أليجري مدرب جبان وهذا يؤثر على تفكيره وإدارته للمباراة في عدم المبادرة والبقاء في المناطق الدفاعية وانتظار المنافس حتى يخريج للأمام لتظهر المساحات لعمل المرتدات، لذلك على أليجري إستخدام التقنيات الحديثة في التدريب ” الفيديو والتحليلات ” ويعتمد على غرائزه كمدير فني في كتابة الملاحظات الفنية خارج الخطوط للقيام بالتعديل داخل المباراة أو بين الشوطين، وأيضاً التحلي بالشجاعة اللازمة في النهائيات.
مشكلة أليجري انه يتفاعل مع أجواء المباراة وأحياناً يختار القرار الخاطئ في مواعيد فاصلة في التتويج بالبطولات، هناك هواجس داخل عقل أليجري انه مدرب شاب ومازال الطريق طويل أمامه حتى يصبح مدير فني عظيم وهذا ينعكس عن عدم إيمانه التام بمبادئه التدريبية، واتجاه ثاني كونه مدرب إيطالي يجب أن يدافع لأن هذا الدستور التدريبي في إيطاليا، ليظهر أليجري مع اليوفي في النهائيات مدرب يهاجم شوط أول ويصنع الكثير من الفرص واللاعبين يهدرون الأهداف أمام الشباك وذلك يأتي من الثقة المذبذبة للمدرب والتي تنتقل للاعبين، ثم يأتي الشوط الثاني ويستسلم الفريق ويهدي أليجري المباراة للمنافس بالرجوع للدفاع واللعب على المرتدات وهذا دون مبرر واضح بالرغم من أفضلية اليوفي داخل المباراة.
خسر اليوفنتوس في نهائيين بــدوري أبطال أوروبا أمام الريال وبرشلونة بطريقة درامية واحدة، ومن خلال أحساس أليجري بعدم قدرته على الفوز بالمباريات النهائية قدم استقالتة من تدريب اليوفنتوس ولكن إدارة الفريق رفضت الطلب، والسؤال هنا لماذا أليجري لا يعطي الثقة الكاملة للاعبين لعمل الهجوم المنظم والمجازفة أحياناً في بعض أوقات المباراة طالما كل الطرق تؤدي إلى الهزيمة والأستمرار على التقدم في الهجوم لاحراز المزيد من الأهداف والفوز بالنهائيات.
أليجري دائماً يشعر بالخطر في المباريات النهائية لذلك أن تشاهد مدرب عظيم طول الموسم ومدرب أخر في النهائيات غير قادر على الادارة الفنية المحكمة خارج الخطوط من خلال التغييرات وتوقع سناريو المباراة وتطبيق الخطة البديلة، أعتقد هذا ما ينقص أليجري الثقة في أفكاره التدريبيه وبأنه مدرب كبير والتخلي عن الخوف واعطاء الثقة والحرية للاعبين حتى يتقدموا للهجوم ويبتكروا ويسجلون الأهداف، هناك مقولة سابقة للعراب أريجو ساكي “كرة القدم الإيطالية هي كرة الخوف” والخوف لا يصنع بطل.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد