ساري.. ومن الحب ما قتل

تحليل: خالد صلاح عبد الرحيم

“كرة القدم الإيطالية هي كرة الخوف، نهاجم بلاعبين وندافع بعشرة، الشبّان يبقون على مقاعد البدلاء والناس لا تأتي إلى الملاعب”. مقولة سابقة للعراب أريجو ساكي، أهتم جميع المدربين الطليان في السنوات الأخيرة بالدفاع والحفاظ على الشباك نظيفة ثم البدء بالهجوم، ساري من الذين تمردوا على قواعد الكرة الأيطالية رجل يحب الكرة الهجومية تحضير الهجمة من الخلف لإجبار المنافس على الضغط ومن ثم لعب التمريرة القطرية والبحث عن الرجل الحر المتحرك بين الخطوط.
عندما تولي ساري قيادة تشليسي تحدثت وقتها أن ساري لو يمتلك العبقرية يستمر على اللعب بطريقة كونتي 3-4-3 ويغير أسلوب اللعب لأسلوب ساري الخاص المتميز باللعب التموضعي أو Positional Play، كونتي في بدايته مع تشليسي لعب بطريقة 4-3-3 وجد الكثير من الأخطاء منها البطء بين قلبي الدفاع، مشاكل ألونسو الدفاعية لأنه ظهير هجومي بحت عكس أزبلوكيتا المتميز دفاعياً وعنده قصور هجومي فقام بتغير طريقة اللعب سريعاً بما يتناسب مع إمكانيات اللاعبين وإيقاف نزيف النقاط فذهب إلى 3-4-3، وجود لاعب ظهير ضمن الثلاث الخلفي وهو أزبلوكيتا وديفيد لويز وكاهيل ورباعي خط وسط موسيس يميناً كانتي وماتيتش محوري العمق والونسو يساراً وثلاثي أمامي ويليان وهازارد وكوستا.
في الحالة الدفاعية يتحول تشليسي إلى 5-4-1 يرجع موسيس والونسو للخلف وينضم هازارد وويليان لوسط الملعب وفي الأمام كوستا، وفي الحالة الهجومية لتشليسي يبفي ثلاثي على دائرة المنتصف أزبلوكيتا وديفيد لويز وكاهيل للوقاية من الهجمات المرتدة للخصم وخلق تفوق عددي 3ضد2، ويتحول تشليسي إلى 3-2-5 الثلاثي الدفاعي المسئول عن بداية الهجمة من الخلف أزبلوكيتا يميل الي الجهة اليمني للتغطية خلف موسيس، وكاهيل للجهة اليسري للتغطية خلف ألونسو، بينهم لويز أمامهم كانتي حائط الصد الأول لتدمير هجمات المنافس، وفابريجاس هو من يقوم بالزيادة العددية، موسيس والونسو يتحركان للأمام بعد منتصف الملعب ليتركوا الحرية لهازارد وويليان الدخول للعمق خلف كوستا.
ليأتي ساري ويضرب تقارير كونتي بعرض الحائط ولا يثق إلا بنفسة وأفكارة في التدريب، حول طريقة تشليسي 4-3-3، ويضع جورجينيو محور ارتكاز، وكانتي في مركز “البوكس تو بوكس” بجانبه كوفاسيتش/ باركلي وفي الأمام هازارد بيدرو وهيجواين، ليجد ساري نفس المشاكل الذي وجدها صديقة الأيطالي كونتي، وضع كانتي في مركز غير مركزة وبذلك انت لا تستفيد من مجهود الفرنسي في الضغط القوي ولا تستفيد منه هجومياً لأنه تعود مع ناديه والمنتخب أن يكون الرجل الأول في الوسط، وتضع جورجينيو بمفردة أمام الدفاع لتظهر التغرات في وبين الخطوط، ثانياً وتيرة الدوري الآنجليزي أسرع من وتيرة الدوري الأيطالي وهذا الذي لم يتعود عليه ساري إلى الآن، بالأضافة لإعتماده الكبير على جورجينيو في التحضير من الخلف وحرية الحركة لهازارد في الأمام ليتيقن أي منافس يواجة تشليسي ويقوم بالضغط القوي على جورجينيو لتعطيل بداية الهجمة والرقابة القوية على هازارد وبذلك توقف كل فريق تشليسي.
أهم ما في علم التدريب أن تضع خطة اللعب بما يتناسب مع نقاط قوة وضعف لاعبيك، ولكن الأصرار على تطبيق أسلوب اللعب التموضعي وتجاهل مشاكل الفريق الدفاعية، وعدم تفسير الحقبة السابقة لكونتي، وعدم التأقلم مع الرتم السريع للكرة الآنجليزية، غير أن الأدارة لا تخطط جيداً للصفقات وهل تم التحضير لخروج هازاد المحتمل في الصيف، يجب على ساري أن يكون أكثر واقعية فالنظر للنتيجة في بعض المناسبات أهم من الأداء وليس أنك تتخلي عن الكرة الجميلة، أيضاً الأصرار على سيناريو من بداية الموسم وعدم التدخل في المباراة عندما يتعثر الفريق وتطبيق الــ Plan B فــحبك للكرة الممتعة ممكن يقتلك عليك مراجعة أمورك الفنية مرة أخرى يا ساري.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد