بيرلو…كان يا مكان حكاية قائد في وسط الميدان

كتبه: خالد صلاح عبد الرحيم

عندما كان شاباً يافعاً كان في مقدمة المعركة هو الذي يهاجم ويصنع الأهداف للجنود وعندما تقدم في السن طلبوا منه أن يكون في الخلف لدوره الهام في اعطاء التعليمات وتخفيف الضغط عن خط الدفاع، وعندما وصل إلى سن كبير طلبوا منه الخروج من أرض المعارك، وبروح البطل قال لهم سأكون معكم ولكن بقلبي وسأشاهدكم دائماً من خارج الخطوط ولو طلبي مني مرة ثانية العودة بدور مختلف سألبي طلبكم، أنا أبن أيطاليا البار وميلانو المحببه لقلبي، ولي في تورينو حكايات.
انه بيرلو يا سادة، فليسوف ايطاليا في خط الوسط الذي قال “أنا أفكر.. إذا أنا ألعب”، تشاهدة صانع العاب بتمريرات سحرية على المرمي وتصويبات متقنه، هو علامة تجارية في تسجيل الأهداف من الضربات الثابتة.

خفيف الظل بالكرة يتجاوز الخصم بكل ذكاء يتوقف ثم ينطلق بالكرة فجأة على الجانب الأخر ثم يصنع الأهداف بكل سهولة، بيرلو يمتلك رؤية خيالية فقط امنحه الوقت والمساحة وسيدمر أي دفاع من خلال التصويب المراوغة والصناعة.

بيرلو القائد الصامت ولكنه يترك قدميه تتحدثان عنه، يلعب وهو رافع رأسه، يملك رؤية رائعة ويستطيع تمرير الكرة بدقة من لمسة واحدة، بيرلو عبقري يفعل ما يريد بقدميه، يعرف كيف يلعب بالكرة ويعرف أيضاً كيف يتمركز داخل الملعب ليساعد رفاقه.

بعد أنتقاله للميلان، تنبه أنشيلوتي إلى ذكاء اللاعب وأخبره أن مركزه سيتغير من صانع العاب إلى لاعب أرتكاز، جعلنا نشاهد الريجيستا في ثوب صانع الألعاب المتأخر يتمركز أمام الدفاع يدافع بكل قوة ولا يتوقف عن الركض يذهب للأمام ويساند الهجوم، صنع بيرلو مسيرة رائعة مع الآندية الإيطالية وحقق مع المنتخب بطولة كأس العالم عام 2006، ومازال هو الملهم لشباب ايطاليا في خط الوسط.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد