هل الإسلام يمنع الحب قبل الزواج؟

الحب قبل الزواج، أو الصداقة قبل الزواج هو الحب الذي لا يكون من أبواب البيوت يعني لا تذهب إلى بيت الفتاة وتطلب يدها من أبها وتحبها فيما بعد، بل يكون من الشبابيك.

الصداقة قبل الزواج

الحب قبل الزواج

يعني مثلاً تتعرف على فتاة معك في البيئة الجامعية أو بيئة العمل وتعجب بها وتحبها، أو ربما تتعرف على فتاة على مواقع التواصل الاجتماعي وتراسلها وتقع في قلبك، ولا أكاد أبالغ لو قلت أن أكثر من 90% من شباب العالم العربي المسلم وقع في مثل هذا النوع من الحب.

طبعاً في هذه المقالة لا أريد أن أعطي أحكام بقدر ما أريد أن أبحث عن حلول فالحب شعور جميل جداً وهو نعمة من الله سبحانه وتعالى، ولولاه لما كان للحياة معنى ولكن…

لكل شيء في الحياة ضوابطه فأي علاقة في العالم تتكون من ثلاث مراحل:
1– النظرة الأولى.
2– التعارف.
3– النهاية.

إذا أنهيت أي مرحلة من تلك المراحل تنتهي العلاقة، “فالنظرة الأولى” تنهيها بغض البصر، “والتعارف” تنهيه بالأجوبة المختصرة وعدم طرح الأسئلة على الطرف الآخر، “والنهاية” تنهيها بالفراق.

وقال تعالى: “ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا” صدق الله العظيم.. لم يقل: ” ولا تزنوا”، بل قال: “ولا تقربوا”، أي أبتعد.. يعني من البداية غض بصرك وابتعد عن الشبهات، لا يطول بك الأمر إلى التعارف والنهاية التي قد تكون من الكبائر.. حفظنا الله وإياكم

قد تسأل أنت الآن وتقول: نحن أصبحنا الآن في مجتمع منفتح ولا يمكنني غضّ البصر طوال الوقت، أريد التعرف على الفتاة قبل أن أخطبها، أريد أن أحب قبل أن أتزوج.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سأله شاباً يأذن له بالزنا “أترضاه لأمك”؟
ونعيد نفس السؤال عليك.. إضافة إلى أنه كما تدين تدان.. يعني إذا تلاعبت بمشاعر أحد سيأتي أحد ويتلاعب بمشاعرك ومشاعر أهلك وأخوتك.

سوف تسأل من جديد: ما هذا الدين المعقّد الذي يمنع الحب قبل الزواج.؟

الإسلام لا يمنع الحب قبل الزواج، لا تجعل الأمور تختلط عليك، فالإسلام هو دين الحب لذلك ركز معي..

يوجد نوعين من الحب:
1– الحب العاطفي.
2– وحب الممارسة.

فالحب العاطفي هو الحب الذي يكون في القلب دون مواجهة من الطرفين يعني معجب بها من بعيد ولكن لا أخاطبه، بمبدأ أن ديني يمنعني.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لم نرى للمتحابين مثل الزواج”، فهذا يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحرّم الحب قبل الزواج، بل قال أن أفضل طريقة لإنهاء الحب هو الزواج.. وهنا أقصد بالحب أي  ” الحب العاطفي” الذي يكون في القلب دون مواجهة من الطرفين.

أما النوع الثاني من الحب وهو الحب المحرّم هو حب الممارسة فهذا محرّم طبعاً.

قد تسأل وتقول: أنا شاب مستقيم ونيتي سليمة أريد أن أتعرف على فتاة قبل أن أتزوجها وإذا حصل نصيب سأتزوجها.

أستمع لهذه الدراسة العلمية التي أجراها عالم الاجتماعي الفرنسي سول جوراتون قال أن نسبة 85% من الزيجات التي قامت على الحب قبل الزواج كان مصيرها الفشل الذريع وأعرب جورادون عن تأييده للزواج التقليدي بقوله:

“هو زواج العقل والتريث والموضوعية فالطرفان يعملان بجد واجتهاد من أجل إنجاح هذه العلاقة وبما أنهما لم يكتشفا بعض، فهما يحاولان طيلة وقت زواجهما محاولة اكتشافهما لبعضهما البعض، فالعاشقان يعتقدان أن الزواج رحلة حب لا نهاية له، وعلى عكسه الزواج التقليدي الذي يعمّق الحوار ويجعله متنوعاً بين مناقشة الأفكار والمشكلات.

يجب أن ننظر للمواضيع من زوايا مختلفة ولا نجعل تفكيرنا مقيّد، أجعل عقلك دائماً هو أساس إدارة حياتك وعلاقاتك.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد