فضل صيام الأثنين والخميس بالأحاديث الشريفة

الصوم تطوعاً هو أحد أعظم وأحب العبادات عند الله سبحانه وتعالى، من داوم عليه أحبه الله ونال الدرجات العلى وحاز أجراً عظيماً وتوفيقاً كبيراً، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم بصيام يومي الإثنين والخميس، وذلك لأن الأعمال تعرض على الله سبحانه وتعإلى في يوم الإثنين ويوم الخميس، فما أعظم أن تعرض أعمالنا ونحن صائمين تقرباً لله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ ‏ ‏الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ } [رواه الترمذي وقال حديث حسن].

فضل صيام الإثنين والخميس

في حديث قدسي قال سبحانه وتعالى:

{ ‏كُلُّ عَمَلِ ابْنِ ‏‏ آدَمَ ‏‏ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي } [رواه مسلم].

ونرى جلياً في هذا الحديث قدر الصوم ومكانة الصائمين عند الله عز وجل؛ فالصوم من أحب العبادات عند الله سبحانه وتعالى، ومعنى قوله: “إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ” أي أن الله تعإلى وحده هو العالم بمقدار ثواب الصوم والمنفرد بمضاعفة حسناته، وقد قال القرطبي في شرحه للحديث أن الأعمال كلها معلوم للناس مقدار ثوابها وأنها تتضاعف بأمر الله من 10 حسنات إلى 700 حسنة حتى ما شاء الله، أما الصوم يثيب الله عليه بغير مقدار، وذلك حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) رواه مسلم، أي أنه يجازي عليه بالقدر الكثير دون تعيين لمقدار كما في قوله تعالى: (إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ).

فهنيئا لكل من سعى للتقرب إلى الله تعإلى بالصوم تطوعاً، فلانت لله جوارحه، وخشع قلبه للرحمن، ونال عظيم الأجر والإحسان، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إِنَّ اللَّهَ قَالَ ‏ ‏مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ ‏‏ آذَنْتُهُ ‏ ‏بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ } [رواه البخاري]، وفي هذا الحديث الجليل ايضاح بأن من يسعى للتقرب إلى الله سبحانه وتعإلى بنوافل العبادات أحبه الله الرحيم وقربه منه، فيكون الله معه يسمع دعائه ويجيبه ويعيذه ويكفيه ما يخاف ويحذر، وجعل له توفيقاً في سمعه وبصره.

فضائل الصيام

1- يأتي الصيام شفيعاً للصائمين يوم القيامة، وعن عبدالله بن عمروبن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله: { الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ } [رواه الإمام أحمد].

2- للصائم عند فطره فرحة، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: { ‏كُلُّ عَمَلِ ابْنِ ‏‏ آدَمَ ‏ ‏يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ ‏ ‏وَلَخُلُوفُ ‏ ‏فِيهِ ‏ ‏أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ } [رواه مسلم].

3- في الجنة باب يسمى باب الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، وعن سهل بن سعد عن النبي قال: { ‏إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ } [متفق عليه].

4- رائحة فم الصائمين هي عند الله أطيب من رائحة المسك، حيث قال النبي: { وَالَّذِي نَفْسُ ‏ ‏مُحَمَّدٍ ‏‏ بِيَدِهِ ‏‏ لَخُلُوفُ ‏‏ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ } [متفق عليه].

5- الصوم يدرب النفس على الصبر والإحساس بالمسلمين وأحوالهم ويهذبها.

6- الصوم أخد أنواع الصبر إذا كان احتساباً للأجر، قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10].


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد