قام الخليفة المنصور بعد توليه الخلافة الإسلامية بتأسيس مدينة بغداد وذلك في القرن الثامن الميلادي كعاصمة للخلافة العباسية وكانت تبعد حوالي مسافة ثلاثين كيلو مترا شمال المدائن” وهي عاصمة الساسان وبطول نهر دجلة وعلى ضفافه تم عمل كل التصاميم اللازمة لإنشاء هذا الصرح المعماري الضخم.
وحتى تكون بغداد قطعة معمارية فريدة وتصميم هندسي رائع قام الخليفة المنصور بالاتفاق مع عدد هائل من المهندسين المعماريين والحدادين وأيضا النجارين ومئات الألوف من العمال من أنحاء متفرقة في الإمبراطورية لإنشاء هذه المدينة الأسطورية وقد كانت أول دقيقة عمل في المدينة سنة 762 ميلادية.
تصميم هندسي فريد ورائع للمدينة والتي كانت على شكل دائرة قطرها 2 كيلومتر والسبب في جعلها على شكل دائرة هو إحترام الخليفة وتبجيله لمبادئ الهندسة الإقليدية والتي سبق له دراستها وفي المنتصف تجد مبنيان في غابة الروعة وهما المسجد الكبير والقصر الذي يقيم فيه الخليفة المنصور وقصر بوابة الذهب ويحيط بكل هذا ساحة كبيرة ونافورة مياه فريدة وجميلة.
وعلى حواف المدينة الدائرية تتواجد بيوت أبناء الخليفة والعاملون بالقصر الملكي وأيضا خادمي الخليفة والمطابخ بالإضافة لوجود ثكنة خاصة بحراس الفرسان والمكاتب الخاصة بالأعمال الحكومية وإدارة الإمبراطورية ولها حائط داخلي للحماية.
وهذا الجدار الداخلي كان يبلغ ارتفاعه ثلاثين مترا وسمكه يقدر ب 44 م عند قاعدته ويقع خارجه دور المعيشة والمباني الخاصة بالتجارة ومحاط بحصون منيعة وفي الخارق يوجد خندق عميق يحيط بالحائط الخارجي، وتم تقسيم المدينة إلى 4 أجزاء وأربعة أبواب وكل باب منها يشير إلى مدينة من هذه المدن: دمشق، خراسان، البصره والكوفة
ولم يتبقى من المدينة التاريخية أي شيءوتم هدم آخر جزء من امبراطورية الخليفة المنصور سنة 1870 وذلك بعد تولي مدحت باشا العثماني حكم بغداد.
