توفي الشيخ الكبير والعالم الجليل أبو بكر الجزائري في المدينة المنورة، فجر يوم الأربعاء الموافق 15 أغسطس 2018م، 5 ذو الحجة 1439هـ عن عمر يناهز 97 عاماً، بعد معاناة مع المرض، أفنى الشيخ حياته في دراسة وتدريس العلوم الدينية، حيث بدأ مشوراه بعد إنتقاله إلى المدينة مع أسرته وأستكمل مشواره العلمي والعملي بها، فتتلمذ على يد العديد من مشايخ المسجد النبوي، حتى حصل على إجازة من من رئاسة القضاء بمكة المكرمة للتدريس في المسجد النبوي، كان للشيخ الكبير رحمه الله باع طويل في مجال الدعوة الإسلامية.
مولده وحياته:
هو أبو بكر جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر المعروف بـ أبو بكر الجزائري. ولد في قرية ليوة القريبة من طولقة والتي تقع اليوم في ولاية بسكرة جنوب الجزائر عام1921م، وهناك نشأ، وبدأ بحفظ القرآن الكريم ودرس اللغة والفقه وبخاصة الفقه المالكي، ثم ذهب إلى مدينة بسكرة، ودرس على يد مشايخها، ليعمل بعد ذلك في إحدى المدارس الأهلية.
بعد قدوم الشيخ إلى المدينة المنورة بدأ مشواه الحقيقي، فأصبحت له حلقة يدرس فيها تفسير القرآن الكريم، والحديث الشريف، ثم عمل مدرس بمدارس حكومية، ثم إلتحق مدرساً واستاذاً بالجامعة الإسلامية عام 1380هـ، وظل بها حتى التقاعد عام 1406هـ.
ويبدو أن حياته في الجزائر وإنخراطه في العمل السياسي قبل مجيئه إلى المدينة المنورة، كان لها بالغ الأثر في معتقداته وأفكاره، حيث أيد الشباب الأفغاني في جهادهم ضد الإتحاد السوفيتي، وأفتى بمشروعية النظام الديمقراطي رغم الفكر السلفي الذي يعتنقه الشيخ.
مؤلفاته وكتبه
ألف الشيخ أبو بكر الجزائري العديد من الكتب والتي لاقت رواجاً كبيراً، يستفيد منها طلبة العلم، حيث تعد مراجع هامة تضاف إلى مكتبة الكتب الإسلامية القيمة، منها كتاب “منهاج المسلم” والذي حقق شهرة واسعة بالوطن العربي، بالإضافة إلى كتاب ” نصيحتى إلى كل شيعي”، والذي رد فيه على علماء الشيعة ووجه لهم إنتقادات حول ما يسمونه بإستئثار آل البيت بمعارف نبوية وإلهية.
من مؤلفات الشيخ أبو بكر الجزائري:
• رسائل الجزائري وهي (23) رسالة تبحث في الإسلام والدعوة.
• منهاج المسلم ـ كتاب عقائد وآداب وأخلاق وعبادات ومعاملات.
• عقيدة المؤمن ـ يشتمل على أصول عقيدة المؤمن جامع لفروعها.
• أيسر التفاسير لكلام العلى الكبير
• المرأة المسلمة.
• الدولة الإسلامية.
• الضروريات الفقهية ـ رسالة في الفقه المالكي.
• هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.. يا محب ـ في السيرة.
• كمال الأمة في صلاح عقيدتها.
• هؤلاء هم اليهود.
• التصوف يا عباد الله.
• نداءات الرحمن لأهل الإيمان.
توجد هذه المؤلفات كاملة بالمكتبة الخاصة بالعالم الجليل، على الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ.
دفن الشيخ الجليل ليواري جثمانه الثرى بالبقيع بعد الصلاة عليه بالمسجد النبوي الشريف، تاركاً تراثاً من الكتب ينتفع به طلاب العلم في شتى أنحاء العالم الإسلامي، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خير الجزاء على مجهوداته وأعماله في خدمة الإسلام والمسلمين.
