مشاكل الرضاعة لدى بعض الأمهات وكيفية علاجها

يولد الطفل وقد وهبه الله حواس اللمس والإمتصاص والتذوق على خير ما يرام.. واللمس أكثر هذه الحواس حدة ووضوحاً، فبمجرد لمس الثدى أو حلمة الزجاجة أو أصابع الأم لأحدى وجنتى الطفل المولود تجده يحرك وجهه من ناحية لأخرى بسرعة مع فتح فمه ليمسك بحلمة الثدى أو الزجاجة أو الأصبع ويطبق عليها جاخل الفم بادئاً عملية الإمتصاص النشط.. كذلك التذوق فنجد الطفل يبكى إن كان جائعاً إذا ظل يمص الأصبع لأن ذلك لا يسد رمقه أو يحد من الأم الجوع، كذلك نجد الطفل المولود يقطب جبينه وقد يبكى عند إعطائه دواء مريراً..

إذن يولد الطفل وعنده كل الحواس التي تساعده على الرضاعة العادية.. ولكن في بعض الحالات تحدث صعوبات أثناء رضاعة الأطفال الصغار.. وهنا يصبح من الضرورى علاج الأسباب التي تقف في طريق إتمام الرضاعة بطريقة طبيعية. والآن ما هى العقبات التي تحدث أثناء رضاعة الأطفال؟ ثم كيف نكتشف هذه الصعوبات؟ وما هو العلاج اللازم لهذه الحالات؟

عقبات مصدرها الأمهات أو حلمة الزجاجة

تشققات الحلمة

صغر الحلمة

تضخم الثدى الزائد

قلة اللبن في الثدى

ضيق فتحة حلمة الزجاجة

عقبات مصدرها الأطفال

إنسداد مجارى الآنف

إلتهاب الفم واللسان

ضعف القدرة على إمتصاص اللبن

إضطراب في طباع الأطفال أثناء الرضاعة

كيف نكتشف الصعوبات؟

تشققات حلمة الثدى

تحدث تشققات الحلمة عند الأمهات عقب ولادة الطفل خلال الأيام الأولى بعد الولادة نتيجة إهمال تحضير الثدى للرضاعة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل.. وينتج عن تشققات حلمة الثدى أوجاع في ثدى الأم أثناء رضاعة الطفل تتفاوت في شدتها، وربما لا تتحمل الأم فتبكى من شدة الألم وقد تتسلل الميكروبات إلى الثدى خلال التشققات مسببة إلتهاب الثدى الحاد الذي ربما يتطور إلى خراج بالثدى.

صغر حلمة الثدى

يحدث ذلك مع ولادة الطفل عند بعض الأمهات نتيجة لنفس الأسباب السابق ذكرها مع تشققات الحلمة – كذلك تصغر الحلمة عندما يمتلئ الثدى لدرجة كبيرة باللبن.. وصغر حجم حلمة  الثدى أمر لا يطيقه الطفل الصغير لأنه لا يستطيع الإطباق عليها بفمه جيداً. ولذا يبذل مجهوداً كبيراً لكى يرضع من هذه الحلمة الصغير ويستنفذ وقتاً طويلاً لإكمال رضعته وقد يترك الثدى قبل إكمال الرضاعة منهك القوى ويصير عصبياً كثير البكاء قبل النوم.. كذلك قد تحدث تشققات في تلك الحلمة الغائرة نتيجة لطول فترة مص الطفل لثدى الأم.

الثدى المتضخم

الثدى ذو الحجم المتضخم جداً كثيراً ما يعوق تنفس الطفل أثناء الرضاعة بسبب إرتخائه على فتحى الآنف فيترك الطفل الثدى ليتنفس.. وهذا الخطر أكثر حدوثا إذا كانت الأم من النوع الذي يتكاسل عن معرفة سبب بكاء الطفل أثناء الطفل عند البكاء حتى يخلد إلى السكوت ويكف عن البكاء حتى تنام الأم طوال الليل.

قلة اللبن في الثدى

يدر الثدى العادى كمية من اللبن تعادل 3 أكواب كبيرة إلى 5، وذلك طوال اليوم، وأحيانً قد يصل ما يدره الثدى من اللبن إلى 8 أكواب كبيرة أو 10، ويستمر الثدى مدراً للبن طالما الطفل يداوم على مص الثدى بإنتظام.. وأحياناً يقل اللبن في ثدى الأم نتيجة لعدة أسباب: أهم هذه الأسباب هو: الإضطرابات النفسية عند الأم أو قلق الأم على أى شئ، ربما ينعدم إدرار اللبن في هذه الحالات.. كذلك من الأسباب التي تقلل اللبن في ثدى الأم، عدم إنتظام مص الطفل لثدى الأم، أى أن تعطى الأم الثدى لطفلها كلما بكى حتى يكت ويكف عن البكاء، وبذلك لا تعطى للطفل الفرصة المواتية لسحب اللبن من الثدى وتغريغه كلية لكى يتجمع اللبن بعد ذلك على خير ما يرام.. وقد يكون السبب صغر حجم الثدى وقلة الآنسجة التي تدر اللبن وإضطراب في وظائف الغدد الصماء كالغدة النخامية أو الغدة الدرقية.

ضيق فتحة الحلمة في الرضاعة الصناعة

مما يؤدى إلى بلغ الطفل الرضيع لكمية كبيرة من الهواء مع اللبن أثناء الرضاعة.. وهذا النوع من الأطفال يمكث مدة طويلة – حوإلى 30: 50 دقيقة – لإكمال الرضاعة مما ينهك قواه نتيجة لطول مدة الإمتصاص وقد يصير عصبياً ويترك الزجاجة أثناء الرضاعة دون أن يكمل رضعته ويبكى كثيراً.. وحيث أن معدة الطفل الصغير محدودة السعة، لذا يحدث بمجرد الإنتهاء من الرضاعة أن يندفع الهواء المبلوع خارجاً إلى المعدة ومعه جزء غير قليل من اللبن الذي رضعه الطفل، أعنى بذلك حدوث القئ بعد الإنتهاء من الرضاعة مباشرة وأثناء تدليك الأم لظهر طفلها، حتى يتجشأ (يتكرع) الهواء المبلوع.

إنسداد مجارى الآنف

يحدث ذلك نتيجة للزكام أو نزلات البرد التي تؤدى إلى تورم الغشاء المخاطى المبطن لتلك المجارى فتضيق وقد يحدث إنسداد لها فيتنفس الطفل من الفم بدلاً من الآنف.. لذلك يستحيل على الطفل مص اللبن من ثدى الأم أو الزجاجة إلا لفترات قصيرة جداً (عدة ثوان) تاركاُ ثدى الأم أو الزجاجة وهو في حالة عصبية فاتحاً فمه لكى يتنفس.. كذلك قد يحدث إنسداد في مجارى الآنف نتيجة لتضخم الغدد الموجودة بمؤخرة الآنف فوق اللوزتين والتي تُعرف عند معظم الناس بأسم (اللحمية) وقى هذه الحالات يل فم الطفل مفتوحاً حتى يستمر التنفس.. كذلك يجد الطفل إستحالة في إستمرار مص اللبن من الثدى أو الزجاجة ويترك الرضاعة لكى يتنفس عن طريق الفم.. كذلك يحدث الشخير أثناء نوم الطف.

إلتهابات الفم واللسان

في هذه الحالات تحدث ألام بالفم واللسان مع إمتصاص اللبن من الثدى أو الزجاجة نتيجة ملامسة الحلمة للأجزاء الملتهبة فتريد الأوجاع.. لذلك نجد أن الرضاعة متقطعة والطفل كثير البكاء أثناء الرضاعة وقد يكون هناك سيلان اللعاب بكثرة من الفم وربما تلاحظ الأم من تلقاء نفسها بقعاً بيضاء صغيرة أو غشاء أبيض يغطى اللسان أو غشاء الفم.

ضعف القدرة على إمتصاص اللبن

يحدث ذلك في الأ”فال ناقصى الوزن عند الولادة – وبالذات الذين يقل وزنهم عن كيلو ونصف – نتيجة لضعف عضلات الوجنتين واللسان وغيرها التي تساعد على مص اللبن من الثدى أو الزجاجة.. كذلك تضعف مقدرة الطفل على الإمتصاص أو لا يستطيع الطفل مص اللبن من الثدى أو الزجاجة بتاتاً، في الأطفال الذين عندهم شق أو ثقب في سقف الحلق.

إضطرابات في طباع الأطفال أثناء الرضاعة

مثال ذلك الطفل الذي يبكى كثيراً ويتلوى بين يدى أمه مع بدء الرضاعة، سواء كانت من الثدى أو الزجاجة نتيجة تقلصات بالمعدة والأمعاء.. وقد يكون ذلك مجرد حدث عارض يزول خلال بضعة أيام ونادراً ما يطول إلى عدة أسابيع وتعالج مثل هذه الحالات بإعطاء الطفل الرضيع نصف ملعقة من أحد الأدوية المسكنة الخاصة بالأطفال قبل الرضاعة بحوإلى 5: 10 دقائق، وربما تزيد الجرعة إلى ملعقة صغيرة في الحالات الشديدة.. كذلك ربما يفيد في هذه الحالات تغير نوع اللبن الذي يتغذى عليه الطفل إلى أحد الألبان الجافة المزال منه الدسم.. ولكن لا يجوز أن يغيب عن ذاكرتنا أن بكاء الطفل المتكرر بمجرد بدء الرضاعة وخاصة الذي لا تطيقه الأم قد يكون نتجية الحساسية من الألبان وفي هذه الحالات النادرة حوإلى 1 % من الأطفال الذين يرضعون الألبان يكون البكاء الشديد عندهم مصحوباً بالقئ والإسهال، وأحياناً طفح على الجلد مثل الإرتكاريا، وإذا ثبت ذلك فيجب وقف تعاطى الألبان سواء من الأم أو اللبن الجاف – الحيوانى والحليب – ويعطى الطفل اللبن النباتى الشهير المستخرج من فول الصويا أو أحد الألبان الجافة التي تناسب هذه الحالات، وتأكيد تشخيص الحساسية من الألبان يحتاج إلى فحص الطفل بواسطة طبيب الأطفال.

وهذا وقد يخلد الطفل إلى النوم العميق خلال دقيقة أو دقيقتين من بدء الرضاعة من ثدى الأم أو الزجاجة وقد ينتج ذلك عن تعاطى الأم لأحد الأدوية المهدئة للأعصاب التي تنساب في الثدى مع اللبن إلى الطفل أو قد يكون ذلك طبيعة بعض الأطفال خلال الشهر الأول والثانى من العمر.. لذلك يجب على الأم الإمتناع عن تعاطى الأدوية المسكنة إلا للضرورة القصوى وبمعرفة الطبيب، كذلك ننصح بتعدد الرضعا، أعنى بذلك إعطاء الثدى أو الزجاجة للطفل كل ساعتين أو ساعتين ونصف الساعة، بدلاً من 3 ساعات، بحيث يأخذ الطفل ثمانى أو تسع رضعات يومياً حتى تعادل الوقت القليل الذي يرضعه وتطمئن الأمهات القلقات من نوم الطفل أثناء الرضاعة بوزن الطفل ثم تكرار ذلك الوزن بعد أسبوع، فإذا كانت الزيادة في الوزن طبيعية لسن الأطفال حوإلى 180: 200 جرام كل أسبوع خلال الأشهر الأربعة الأولى من العمر، نقول للأم لا تقلقى من ذلك، فطفلك يرضع ما يكفيه ونادراً ما يلجأ الطبيب إلى إعطاء الطفل جرعة صغيرة من أحد الأدوية المنبهة قبل بدء الرضاعة بحوإلى 5: 10 دقائق.

كيف نعالج هذه العقبات؟

تشققات حلمة الثدى

التوقف عن الرضاعة من الثدى الذي به التشققات لمدة يومين أو ثلاثة أيام وحتى تساعد على سرعة الشفاء، ولا ننسى أن الأم تقوم تشفيط اللبن من الثدى كل 3 أو 4 ساعات حوإلى 5 مرات يومياً طوال توقف الرضاعة وذلك حتى لا يمتلئ الثدى باللبن لدرجة كبيرة فيؤلم الأم أو يقل اللبن في الثدى نتيجة لعدم رضاعة الطفل.. وعلى الأم أن تنظف الحلمة التي بها التشققات بغسول اليوريك 4 % أو ما يصفه الطبيب ويكرر ذلك حوإلى 4 مرات يومياً، أو تضع الأم على الحلمة أحد المراهم التي تساعد على إلتئام التشققات..

ولكى تمنع الأم حدوث تشققات حلمة الثدى: يجب عليها أن تنظف مقدمة الثدى مع بدء الشهر السادس من الحمل بالماء أو غسول اليوريك، وإن كانت حلمة الثدى صغيرة فعلى الأم تدليك الحلمة بزيد الكاكاو وسحبها إلى الأمام حتى تطول لدرجة مناسبة ليستيطع الطفل الرضيع أن يطبق عليها بسهولة دون بذل أى جهد.. كما يجب على الأم الإقلاع عن عادة ترك حلمة الثدى في فم الطفل في غير أوقات الرضاعة – حقيقة قد تستريح من بكاء الطفل، ولكن هناك إحتمالاً كبيراً لحدوث التشققات بالحلمة.

صغر حلمة الثدى

على الأم الحامل وخاصة تلك التي يحدث عندها الحمل لأول مرة، أن تداوم على سحب حلمة الثدى إلى الأمام كل يوم وذلك مع بدء الشهر السادس من الحمل حتى تطول لدرجة مناسبة فيستطيع الطفل مص اللبن من الثدى بسهولة بعد الولادة.. كذلك يجب على الأم أن تسجب جزءاً من اللبن بواسطة الشفاة أو عصر الثدى الممتلئ لدرجة كبيرة حتى تبرز الحلمة قبل إعطائها للطفل..

أما الأم التي فوجئت بعد الولادة بأن طفلها لا يستطيع الرضاعة من الثدى لأن الحلمة صغيرة أو غائرة فننصحها بإستعمال الحلمة الصناعية التي توضع بعد تعقيمها بالغليان معلى مقدمة الثدى لكى يرضع منها الطفل.. كذلك يجب على الأم مداومة سحب الحلمة الصغيرة إلى الأمام عدة مرات كل يوم فيتمكن الطفل من الرضاعة بسهولة بعد حوإلى 7: 10 أيام من الولادة.

الثدى المتضخم

على الأم أن ترفع الثدى المتضخم بيدها بحيث تدخل حلمة الثدى فقط في فم الطفل وبحيث يظل الثدى بعيداً عن فتحتى الآنف فيستمر التنفس سالكاً طوال فترة الرضاعة.. كذلك ننصح الأم ذات الثدى المتضخ بالإمتناع عن إعطاء الثدى للطفل أثناء النوم حرصاً على حياة الطفل، ونقول لها يجب البحث عن سبب بكاء الطفل.

قلة اللبن في الثدى

الواجب الذهاب إلى طبيب الأطفال الذي سيقوم بوزن الطفل لمعرفة ما إذا كان وزنه طبيعياً أو ناقص الوزن بالنسبة للأطفال في مثل سنه، وأول ما ينصح به الطبيب هو ضرورة إعطاء كل من الثديين للطفل كل رضعة ومن الضرورى أن يمص عشر دقائق من كل ثدى حتى يرضع الطفل رضعة كاملة.. كذلك قد يصف الطبيب للأم أحد الأدوية المهدئة للأعصاب إن كان القلق النفسى واضحاً والتأكيد للأم أن الأحزان تقلل من اللبن في الثدى.. وإن ثبت فصلاً أن اللبن في ثدى الأم قليل وأن إتباع الطرق السابقة لم يؤد إلى نتيجة طيبة، أعنى بذلك أنه عند وزن الطفل بعد اسبوع نجده لم يزد بالقدر المطلوب فعلى الطبيب أن يضيف اللبن الجاف المناسب إلى ثدى الأم حتى لا تخلف عن الأطفال الأخرين في معدل النمو.

ضيق فتحة حلمة الزجاجة

على الأم قبل إعطاء الزجاجة المملوءة باللبن للطفل أن تختبر سرعة نزول اللبن من الحلمة وذلك بقلب الزجاجة فإن نزل اللبن كنقط بطئية فالفتحة ضيقة ويجب توسيعها بإبرة مثبتة في فلين ثم يوضع طرف الأبرة في النار حتى يحمر ثم يدفع الطرف الأخر بسرعة ولمسافة قصيرة جداً في الحلمة حتى تتسع الفتحة وتسمح بنزول اللبن كنقط سريعة.

إنسداد مجرى الآنف

إذا كان ذلك نتيجة للزكام أو نزلات البرد فيجب على الأم أن تضع في فتحتى أنف الطفل نقط يصفها الطبيب قبل الرضاعة بحوإلى من 5: 10 دقائق حوإلى 4: 5 مرات يومياً حتى يزول الورم بالأغشية المخاطية للأنف قبل الرضاعة لكى يستمر الطفل في مص اللبن من الثدى أو الزجاجة وقد يفيد كثيراً أعطاء ثلث ملعقة صغيرة من أحد الأدوية المضادة للحساسية قبل الرضاعة مباشرة حوإلى 4 مرات يومياً ويستمر هذا العلاج لمدة 4 أيام فقط، ويكون من الأفضل زيارة طبيب الأطفال للإستشارة قبل العلاج..

أما إذا كان الإنسداد في الآنف غير مصحوب بالزكام أو نزلات البرد فعلى الأم إستشارة طبيب الأطفال مباشرة حتى يرشدها إلى طريقة الرضاعة المناسبة للطفل.

إلتهاب الفم واللسان

على الأم إستشارة طبيب الأطفال الذي سيصف العلاج المناسب للطفل.

ضعف القدرة على إمتصاص اللبن

تقوم الأم بسحب اللبن من الثدى بواسطة الشفاطة ثم تعطى اللبن – سواء كان من الثدى أو من الزجاجة – بواسطة القطارة أو الملعقة الصغيرة بصير وحذر حتى نزيد وزن الطفل ويستطيع مص اللبن دون مجهود من ثدى الأم أو الزجاجة.. أما في حالة وجود ثقب في سقف الحلق فيعطى اللبن للطفل بالطريقة السابق ذكرها ويجب على الأم الذهاب إلى مستشفى كبير للأطفال أو للجراحة حيث يتم إجراء العملية الجراحية في الوقت المناسب.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد