الهجرة النبوية | دروس مستفادة وعبر عظيمة

يمر اليوم تلو اليوم ويمر العام تلو العام ويأتي علينا كل عام بميعاد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، هذه الهجرة المليئة بالدروس والعبر لكل صاحب عقل ولكل من أراد أن يعتبر، فيها من التضحية والسمع والطاعة لله ورسوله (وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)، ذلك الحدث العظيم الذي قلَب موازين التاريخ وغير وجه البشرية إنها الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة التي كانت سبيلاً لإنشاء الدولة الإسلامية حيث بداية الدعوة الصحيحة إلى الله وبناء دولة إسلامية عظيمة ودخول الناس أفواجاً في الإسلام،  هذه الهجرة المليئة بالمواقف الجليلة التي لا يملك المسلم إلا أن يقف أمامها مكبراً متتلماذا عليها يصحح بها منهاجه ويقوم سلوكه وفهمه على ضوئها.

أهم الدروس المستفادة من الهجرة النبوية:

كانت الهجرة النبوية أكبر دليل على التضحية من أجل دين الله، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أكبر قدوة ومثل في التضيحة فقد ضحى بأحب مكان إلى قلبه من أجل نصرة دين الله، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب بلده حباً شديداً فلما أُمر بالهجرة تركها من أجل مرضاة الله كذلك فعل الصحابة من بعده، كما ضحى كثير من الصحابة بأنفسهم وأموالهم وأهليهم من أجل نصرة هذا الدين، وكان أكبر مثال على التضحية بالنفس سيدنا على بن أبي طالب حينما نام بفراش النبي دون خوف أو تردد.

كما كانت الهجرة النبوية أكبر مثال على عدم الاستسلام لليأس فقد ظل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قومه ليلاً ونهاراً ولم يمل ولم ييأس بل ظل يذهب إلى الأماكن المجاورة للبلد الحرام رغم كثرة الاضطهاد له، وكان عنده حسن ظن بالله أنه لن يتركه، وكان الانفراجة حينما جاء الأمر بالهجرة.

كذلك كانت الهجرة النبوية من أكبر الأمثلة على حسن اختيار الصحبة والرفيق، فهذا سيدنا أبو بكر الصديق – رضى الله عنه – الذي ضحى بكل ما يملك من أجل دين الله وخرج مع صاحبه ليرافقه طوال الرحلة، وكان هدفه هو حماية النبي صلى الله عليه وسلم لأن اعتقاده الصحيحة هداه إلى أن حماية النبي هو حماية للدعوة كلها.

كما كان للمرأة دور عظيم في الهجرة وكان أكبر مثال هي السيدة خديجة – رضى الله عنها – التي صدقت النبي صلى الله عليه وسلم من أول كلمة، كما كانت السيدة عائشة وأسماء ابنتا أبي بكر الصديق التي لم تفشيا سر أبيهما ولم تخافا من قريش بل كانت من أشجع الأمثلة النسائية في هذه الهجرة.

وأخيراً وليس بآخر كان أهل المدينة أكبر الأمثلة على الإيثار على النفس وكذلك التصديق لله ورسوله، فقد استقبلوا النبي صلى الله عليه وسلم أفضل استقبال بل وكانوا في انتظار هذه الرحلة والأكثر من ذلك حينما كان يؤثر الآنصاري على نفسه المهاجرين على نفسه في ماله وفي كل شيءبما لا يخالف حدود الله.

هذا قليل من كثير فلو تكلمنا عن الدورس والعبر المستفادة من الهجرة لما استطعنا أن نوصف هذه الهجرة وفوائدها على المسلمين إلى يومنا هذا.

 

اقرأ أيضاً:

يوم عرفة … الجائزة الكُبرى من الله لعباده


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد