حتى الآن لم يتضح للجيش والحكومة المصرية موقفا ثابتا من قبل الحكومة والجيش السعودي بشأن ما قد تم الاتفاق عليه من قبل اللواء العسيري وزير القوات المسلحة السعودية مع الحكومة والجيش المصري عندما أعلنت الحكومة السعودية أنها سوف تتعاون بقواتها البرية منع القوات البرية المصرية من اجل التدخل للدفاع عن الشرعية اليمنية ومؤازرة الموقف العربي.
لكن ما أدهش الجميع هو موقف الجيش السعودي مرة أخرى عندما أعلن فجأة عن قراره بعدم التعاون مع الجيش المصري ومن الواضح تماما أن العسيري يتخبط بشكل كبير في اتخاذ قراراته وان موقفه من الجيش المصري غير واضحا حيث انه يظهر اهتمامه بأخبار وتحركات الجيش المصري أكثر من إظهاره لخطط وتحركات الجيش السعودي ولكن ما هي الفائدة التي ستعود على الحكومة السعودية عندما ينقلب مواقفها ضد الحكومة والجيش المصري وماذا يريد العسيري وجيشه من الجيش المصري.
حتى الآن لم تضح الرؤية بشأن الموقف السعودي الحقيقي تجاه مصر وحكومتها وجيشها، الجيش الذي طالما بذل روحه ودمه للدفاع عن كل شبر من ارض الوطن العربي بأكمله كما أن جميع التصريحات التي يدلي بها العسيري تعتبر قرارات غامضة خاصة بالنسبة للضربة الجوية العسكرية التي شنها الجيش السعودي على الأراضي اليمنية منذ فترة وجيزة وما صحبها من خسائر جسيمة في الأرواح سواء من دماء أفراد الجيش السعودي أو اليمني الأبرياء.
لكن واضح أن كل ما يهتم به العسيري في هذه الفترة الماضية وإثارة الاستياء العربي من الجيش المصري وكأن الجيش المصري هو الذي يتراجع عن الدفاع للوطن العربي متنآسيا أن الجيش المصري هو الذي كان دائما ما يقف بجوار الوطن العربي ولكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن على الحكومة السعودية ولابد أن تجيب عليه هو أين موقف الحكومة السعودية تجاه الإعلام والحكومة الفكرية التي طالما ما قصدت الإساءة للجيش والحكومة المصرية دون أن نرى أدنى رد فعل من المملكة السعودية على هذه الإساءة.
