وشهد شاهد من أهلها: سيناء بين الترابين والسواركة وحبيب العادلي

يحكي ” م.م.ح” المتعايش مع أهالي سيناء، وبحكم أن له خال شيخ عرب ورئيس لجنة مصالحات، وكثيرا ما حضر معه جلسات حل مشاكل بين الترابين ومشايخ العرب في سيناء ويعلم الكثير عن القبائل التي نعيش فيها ومدى قوتها وتأثيرها.

قبيلة الترابين

قبيلة الترابين

الترابين والسواركة أكبير قبيلتين في سيناء

يقول ” م.م.ح” أن قبيلتي السواركة والترابين هما أكبر القبائل في سيناء، وأن بينهما عداوة قديمة، ترجع لسيطرة قبيلة الترابين على مساحات كبيرة من الأراضي والمعابر والممرات التي تستخدم في التهريب، في مناطق شمال سيناء، وعلى خبرة كبيرة بدهاليز وأسرار المداخل والمخارج والكهوف الموجودة في الجبال، ومعلوماتهم في هذا المجال تفوق أي معلومات متاحة سواء للمخابرات العسكرية أو الأمنية، كما امتلكت الترابين السلاح منذ أيام حكم مبارك.

قبيلة الترابين والتسليح عالي المستوى

يستكمل ” م.م.ح” شهادته حول الوضع في سيناء ومعلوماته عن قبيلة الترابين، بأنها امتلكت السلاح الكثير، والذي وصل إلى الأسلحة الثقيلة، وأنه لا يختلف عن تسليح الجيوش إلا في الطائرات والدبابات.

وتمتلك قبيلة الترابين أكبر عدد من السكان سواء داخل سيناء أو خارجها، حيث تمتد القبيلة وفروعها إلى معظم محافظات الجمهورية، سواء بالنسب أو المصاهرة، حيث تمتد جذورها بين البحر الأحمر والفيوم وحلوان والأقصر وأسوان والمعادي، والجيزة ودهشو، ومناطق أخرى كثيرة، وهم متعارفون ومتواصلون ويهبون لنصرة بعضهم البعض عند أول نداء.

ولا يخفي ” م.م.ح” سرا بأن الداخلية  والجيش تعمل مليون حساب للقبيلة، بل أن بينهم كثير من المصالح المشتركة يعلمها الجميع بدون توضيح.

الجيش والشرطة يطلبان مساندة “الترابين” وهي تتمنع لهذه الأسباب

ونظرا للمكانة الكبيرة لقبيلة الترابين خارج سيناء وداخلها، وما تتمتع بع من عتاد وعدة ووفرة في العدد وخبرة التعامل داخل طرق سيناء الخفية، فقد سعى الجيش والشرطة لاستقطاب شيوخ القبيلة إلى جانبهم، والاستعانة بهم في مقاومة الإرهاب الذي فشلوا في قمعه على مدار أربع سنوات دون تحقيق تقدم ملموس، إلا أن الفبيلة فضلت أن تكون بعيدة عن ذلك الصراع لسبب هام، وهو أن هؤلاء الخارجون على القانون، والذين أصبحوا الآن بؤرا إرهابية، يضمون بين صفوفهم الكثير من شباب القبيلة وباقي القبائل السيناوية الذين خرجوا على الكبار وناصبوا الداخلية تحديدا العداء بعدما تعرضوا لممارسات الداخلية التعسفية  والبطش والتنكيل بهم على أيدي أمن الدولة  على مدى سنوات ومنذ تولى حبيب العادلي وزارة الداخلية، فبدؤا في خطف السائحين لضرب السياحة انتقاما من الداخلية، وهربوا إلى الجبال حيث انضم إليهم العديد من الشباب ممن تعرضوا لغسيل المخ، وآخرون من الأفارقة وكانوا نواة لما عرف بعد ذلك بالدواعش بعدما تواصلوا مع من هم على شاكلتهم من خارج البلاد، الذين انتهزوا الفرصة ومولوهم بالمال والسلاح والتكنولوجيا ليزداد خطرهم الذي نراه الآن.

وقد قام العادلي في ذلك الوقت بعدة محاولات لاستمالة القبيلة بعقد العديد من الصفقات معها ووافق شيوخ القبيلة بينما عصى الشباب واعتصموا بالجبال على نحو ما سبق، وبذلك أصبح مساندة القبيلة للجيش في هذا الموقف يعني مواجهة أبائهم بالسلاح وهو ما كان صعبا تحقيقه.

الفتنة تنجح في جذب الترابين إلى جانب الجيش

يستطرد ” م.م.ح” شهادته عما يحدث في سيناء فيقول أن عزوف القبائل عن المشاركة في مواجهة الإرهاب ظل قائما إلى أن نجحت قوات الجيش في زرع الفتنة بين قبيلة الترابين وقبيلة السواركة، والتي تلي الترابين من حيث الهيبة والمكانة والمال والسلاح بين القبائل، حيث سقطت قذيفة على أهالي الترابين مجهولة المصدر أصابت عددا من شباب القبيلة وتسببت في قتل عدد منهم، وانتشرت الشائعات أن مصدر تلك القذيفة كان قبيلة السواركة، وهكذا أصبح هناك ثأر بين القبيلتين وصل إلى حد الدم، ومن هنا غيرت قبيلة الترابين وللمرة الأولى أن تعلنها صريحة في أنها قد انضمت فعليا إلى الجيش المصري في معاركه ضد الإرهاب في سيناء، وقد نشرت بالفعل على صفحتها على فيس بوك صورا لعمليات نجحت فيها ضد الإرهاب في سيناء.

مخاوف من حرب أهلية بين الترابين والسواركة

ويعلن ” م.م.ح” عن مخاوفه من أن حربا أهلية من الممكن أن تندلع بين القبيلتين قد تمتد لسنين طويلة، وقد تؤدي لتقسيم سيناء ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بنتائجها خصوصا وهي تمس منطقة غالية من أرض الوطن، لطالما كانت مطمع للدول الغربية بسبب موقعها الاستراتيجي، وأن ذلك يتوقف على مقدرة الجيش على جمع السلاح من تلك القبائل بعد القضاء على الإرهاب، فهل يستطيع؟

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

3 تعليقات
  1. غير معروف يقول

    حياك الله اخوي محمد الحويطي

  2. محمد الحويطي يقول

    السواركة اكثر عددا من قبيلة الترابين عندها سلاح قوي جدا وهي كانت تدعم حماس السلاح لهذا اذا اندلعت حرب بين السواركة والترابين تمتد سنين طويلة السواركة قوية جداوالترابين قوية وثم السواركة يسكرون الاقتصاد على الترابين

    1. شهناز شوقي يقول

      لن يتم تسوية الأمر بين القبيلتين الا قي إطار كامل لتعمير سيناء