مالكوم إكس مواجه التطرف الذي تغيرت حياته بعد رحلة الحج | حياته وسيرته الذاتية

 

اغتاله العنصريون البيض بعدما ذاعت شهرته كداعية إسلامي وسطي أمريكي، من أصل أفريقي إنه مالكولم إكس المولود في 19 مايو 1925، والذي دافع عن العقيدة الإٍلامية في أمريكا، ودعا للوسطية، وكان مدافعًا كبيرًا عن حقوق السود، ومهاجمًا شديدًا للأمريكيين البيض الذين ارتكبوا أفظع الجرائم في فترة حياته.

 

البداية

Mural_Malcolm_X_-_Ella_Baker_-_Martin_Luther_King_-_Frederick_Douglass

في بداياته كان مالكولم اكس الذي أيضًا عرف باسم الحاج مالك الشباز، منضمًا لحركة أمة الإسلام، ودخل السجن بسببها وأطلق سراحه عام 1952 وأصبح متحدثًا إعلاميًا لها.

وسافر إلى الدول العربية، وافريقيا، وأدى مناسج الحج ثم عاد للولايات المتحدة الأمريكية وأنشأ المسجد الإسلامي، ومنظمة الوحدة الإفريقية الأمريكية، وأغتيل في فبراير عام 1965 على يد ثلاثة من أعضاء حركة أمة الإسلام بعدما انفصل عنها.

حيث تبنى مالكوم أفكارًا جديدة فبدلًا من التفرقة بين الأمريكيين البيض والسود إتجه إلى المذهب السني وابتعد عن العنصرية بالكامل حتى أنه قال: ” لقد قمتُ بالعديد من الأمور التي آسَفُ عليها إلى الآن، لقد كنتُ شخصاً متبلد الإحساس آنذاك، أُوجَّه نحو طريق معين وأسير فيه”.

تغيير اسمه

Malcolm_X_NYWTS_4

في البداية لم يكن اسمه مالكولم إكس بل كان مالكوم ليتل وكان يطلق “ليتل” على العبيد السود بسبب عنصرية البيض، لذلك اختار حرف الاكس بدلًا من ليتل قائلًا: ” إن إكس ترمز لما كنت عليه وما قد أصبحت، كما يعني ـ في الرياضيات ـ المجهول وغير معلوم الأصل”.

مالكولم إكس ومارتن لوثر كينج

640px-MLK_and_Malcolm_X_USNWR_cropped

عاشا في نفس الفترة، وكانوا شجعان لا يخافون من أحد، حتى أنهما اشتركا في نفس المصير حيث اغتيلا في النهاية.

كان هدفهما واحد لكن الطرق وفحوى الكلام مختلف فلوثر كينج كان يؤكد أن المجتمع الأسود هو جزء من الولايات المتحدة الأمريكية، بجانب الجنس الأبيض، أما مالكولم فكان يعتقد أن السود الأفارقة هم السادة قبل أن يتحول فكره إلى الوسطية ورفض العنصرية وقد قال مالكوم معلقًا على دعوة لوثر كينج: “إن منهج الدكتور كنج منهج غير واقعي إنه منهج مشكوك فيه وأنا متأكد أنه لن يصل إلى الهدف الصحيح بهذا المنهج”.

 

الحج

مالكوم_صلاة

أصبح مالكوم حاجًا حينما أسلم، وقرأ عن فريضة الحج وتمكن من ذلك عام 1379 هجريًا، الموافق عام 1964.

واتجه إلى العالم الإسلامي، وانطلق من القاهرة إلى المملكة العربةي السعودية، وكان مؤمنًاأن الإسلام ليس دين الرجل الأسود فقط، بل هو دين كل البشرية.

مكث في مكة المكرمة 12 يوم وأعجب بعدم وجود عنصرية بين البيض والسود، فالكل سواسية كأسنان المشط أمام عبادة الله، فالجميع يرتدي الملابس البيضاء، ويتوجهون إلى وجهة واحدة.

حتى أنه قال: “في حياتي لم أشهد أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس، إن أمريكا في حاجة إلى فهم الإسلام لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها”.

والتقى مالكوم بالعديد من الشخصيات الإسلامية منها الدكتور عبد الرحمن عزام، صهر الملك فيصل ومستشاره، حتى أنه غيّر اسمه إلى الحاج مالك الشباز وقال: “إدانة كل البيض يساوي إدانة كل السود” ليعود إلى أمريكا متسلحًا بالإيمان، ويتابع نضاله ضد التمييز العنصري في أمريكا.

 

ضد العنصرية

بعد الحج رفض مالكوم إكس العنصرية البيضاء، أو العنصرية السوداء، وعاد لأمريكا وأعلن براءته من مباديء حركة أمة الإسلام العنصرية، وحاول إقناع زعيمها إليجاه محمد، ودعاه لزيارة مكة والكعب لكنه رفض وطرده.

فشكل مالكوم جماعة جديدة تحت اسم جماعة أهل السنة وبدأ يدعو بحماس إلى المنهج الوسطي، واشتد الصراع بينه وبين إليجاه، رئيس حركة أمة الإسلام وهدده بالقتل حتى أن حركة أمة الإسلام أشعلت النار في منزل مالكولم.

عملية اغتياله

كفن

صعد الحاج مالكوم إلى منصة قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية في فبراير 1965 ليتحدث عن الإسلام، وفجأة نشبت مشاجرة مفتعلة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناس إليها.

وفجأة خرج رجل من بين الحاضرين وأطلق النار على مالكوم وأصابه في صدره، ثم تقدم رجلان آخران من المنصة، وظلوا يطلقون النار على مالكوم حتى فقد حياته، حيث أصيب بـ 16 رصاصة في صدره، ولقى مصرعه على الفور.

وبعد القبض على القتلة اتضح أنه من رجال منظمة “أمة الإسلام” المتشددة، الذين قالوا أنهم فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم وليس من أوامر من إليجا محمد قائد المنظمة العنصرية.

ورغم ذلك عملية اغتياله جعلت الكثير من حركة أمة الإسلام تنضم لجماعة أهل السنة والفكر الوسطي، الرافض للعنصرية كافة، وأقر الرئيس الأمريكي جونسون بعد اغتيال مالكوم إكس بعام قانونًا ينصف على حقوق التصويت للسود وإنهاء الاستخدام الرسمي لكلمة نجرو، والتي تعني الزنجي وتعتبر إهانة في أمريكا.

 

والتقطت صورة لمالكوم وهو في الكفن قبل الدفن وظهرت على وجهه هذه الابتسامة منذ حادثة قتله إلى اليوم الذي دفن فيه، وأثناء قتله رفع اصبع السبابة بعدما انزرعت الطلقات الستة عشر في جسده.

 

السينما الأمريكية

ملصق_فيلم_مالكوم_إكس

أخرج المخرج سبايك لي فيلمًا عام 1992 تحت اسم “مالكوم إكس” يدور حول سيرة حياته وكان هذا الفيلم هو أول فيلم أمريكي يتم تصوير بعض مشاهده في مكة المكرمة بتصريح من الدولة، وتم تصوير مشاهد منه في مصر، وجنوب أفريقيا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد