عندما تصبح وظيفة احلامك هي سبب ضياع مستقبلك

البطالة مشكلة يواجهها شباب العالم بأكمله ليس فقط وطننا العربي، هذا الوحش المفترس الذي يهابه الشباب والاهل.

عندما تجد انك تفني حياتك من اجل وظيفة، فقط للحصول على وظيفة تضحي بحياتك بأكملها، هل فكرت عن ماهية هذه الوظيفة، وما ستشعر به عندما تحصل عليها، هل خوفك من البطالة جعلك دائما تشعر بالهلع والخوف.

بعض الاسئلة ننسي أن نسألها لانفسنا، فماذا نحن نريد بالتحديد، فعندما اجد هذا الشاب يحارب العالم ليجد وظيفة، يضحي من اجلها بعمره، ليجد نفسه في النهاية، هذا العجوز الذي وجدوه لم يعد قادرا على القيام بعمله بنفس الكفائة، فأبدلوه بأخر اصغر منه في سن، لتجد انك تهرب طيله حياتك من شيءوهمي يسمي الفشل.

يزعمون أن الفشل سوف يفتك بك، ادعوا أن الفشل سوف سأكل جثتك بالكامل، وانت من اجل هذا تفعل كل ما يطلبوه منك، انت تتحول الي اداه لحفظ البيانات، لفترة تتعدي الستة عشر سنة فيما يسمي بفترة التعليم، ثم تتحول الي رجل ينفذ جميع الاوامر يهرع وراء الترقية ولو كان هذا سوف يكون على حساب وقته.

بعض منا لا يقدر قيمة الوقت، بعض منا لا يعرف أن الوقت هو كل ما نملك في اساس، نحن هذه الكائنات الفانية، الضعيفة والضئيلة، نتناسي أكثر ثروة يملكها كل شخص فينا، وهي الوقت، هل لو كانت عدد سنوات حياتي هي عشرون عام وهي نفس السنوات التي احتاجها للانتهاء من فترة التعليم، فاذا كنت قد افنيت هذا العمر في تحقيق أكبر قدر ممكن من الدرجات، فهل هذا يعتبر أفضل استثمار لهذه العمر.

شئ اخر اتسائل بشأنه هل تلك السنوات التي اقضيها في تعليم لاحصل على شهادة، هل لتلك الشهادة إضافة لي، فانا اري انها اثبات لنجاحي الدراسي، هل هذا يثبت شيءاخر غير نجاحي في مناهج وضعوها لي، ولو كانت تؤهلني للانضمام لسوق العمل. هل للانضمام عبيد رؤساء الشركات واصحاب الثروات  ليزيدوا من ثرواتهم يستحق كل هذا العناء، ولكن اتمني أن يكون هناك مقابل لكل ذلك، فقط مقابل توفير مأكلي وملبسي، مع امنية حين اكون هذا العبد المطيع، لأستطيع فيما بعد الحصول على مسكن.

البعض يتناسي الوظيفة هي عبارة عن الوجود تحت امر صاحب المشروع، هل انت بالفعل ترغب أن تتحول الي اداة لتحقيق اماني هذا الشخص الاعتباري وهي الشركة الذي يستفيد منها صاحب الشركة، هل بالفعل انت تريد أن تحصل على وظيفة، هل ترغب أن تحصل على خبرة  في تنفيذ الاوامر بحزافيرها، هل كنت تتمني أن تحصل على مال، هل مالك جعلك حر.

اجد صعوبة في تصديق أن المال الذي يحصل علية الموظف حقيقي، فهذا المال يأتي مقابل تعب وجهد ووقت وهو اغلي من اي شيءأخر، فهل هذا المال يعطي لك بالمقابل حياة كنت تتمناها، بخلاف هذه الاساسيات التي لا تسطيع أن تعيش الا بها، حتى انك تجد أن كل رغباتك تتحول الي كماليات.

يمر كل يوم كل شهر كل سنة ثم تجد نفسك بعد كل هذه المعاناه، ترغب في شيءواحد وهو الحصول على نهاية من الذهاب كل يوم لتلك الوظيفة، لم تكن تلك الوظيفة هي وظيفة التي افنيت عمرك من اجلها.

فقط نصيحة واحدة يمكن أن اقدمها لك ولنفسي ابحث عن عمل حر، يجعل نتاج مجهودك لك ليس لغيرك فإذا لم تفعل، فلا تتأفأف لشعورك الداخلي بالضياع.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد