تعرضت لعاصفة هجومية بسبب 4 مشاهد ونال «السرطان» منها.. محطات في حياة كريزة السينما «معالي زايد»

ملامحها وتقاسيم وجهها وعينيها الجريئة وبشرتها السمراء وقوامها المنسجم، جعلها تتأهل لأدوار بنت البلد في العديد من الأفلام السينمائية، وليس ذلك عنا ببعيد، فقد جسدت دور “طعمة” مع الفنان عادل أدهم في فيلم “الفرن”، وكذلك دور “حميدة” على المسرح من خلال مسرحية “زقاق المدق”، ونجحت في مثل هذه الأدوار وأبهرت المخرجين، وإستطاعت أن تحتجر لها مكانة عند الجمهور بين عملاقة الفن، وخلفت وراءها بصمات متميزة لدي المشاهدين، وبقدر ما وصلت إليه من شهرة ونجاح، إلا أنها ذاقت النهاية المأساوية في أخر حياتها، إنها صاحبة البشرة السمراء وكريزة السينما “معالي زايد”.

 

نشأتها

في الخامس من شهر نوفمبر عام 1953، ولدت الفنانة معالي زايد، وإسمها الحقيقي عند الولادة “معالي عبد الله المنياوي”، وولدت في محافظة القاهرة، وبطبيعة تواجدها وسط عائلة فنية، أحبت مجال التمثيل بشكل خاص، والفن بشكل عام، فوالدتها هي الفنانة “آمال زايد” التي جسدت دور “الست أمينة” في فيلم “قصر الشوق”، وأيضاً خالتها هي الفنانة “جمالات زايد”، وكذلك إبن خالها يعمل في الوسط الفني وهو المنتج “مطيع زايد”.

والدها “عبد الله المنياوي” كان واحداً من الضباط الأحرار وممن شارك في ثورة يوليو مع الرئيس السابق جمال عبد الناصر، لذلك نشأت على طريقتها والدها العسكرية، لترث بعد ذلك حب المؤسسات العسكرية.

 

وفي عام 1975 تخرجت من كلية الفنون الجميلة، وعشقت فن الرسم بجانب عملها في مجال التمثيل، ثم إلتحقت بعد ذلك بالمعهد العالي للسينما وتخرجت منه وحصلت على البكالريوس.

 

الخطوات الأولي نحو الفن

وفي يوم من الأيام شاءت الأقدار أن يشاهدها المخرج نور الدمرداش، والذي رشحها لإحدي الأدوار في مسلسل «الليلة الموعودة»، وكان ذلك في عام 1976، وظهرت في إحدي البرامج التليفزيونيو كشفت عن أجرها الأول وكان 75 جنيه مقابل الحلقة الواحدة في المسلسل.

 

وكانت خطواتها الأولي الفعلية نحو عالم الفن من خلال مشاركتها في مسلسل «دموع في عيون وقحة» مع الفنان عادل إمام، وذات مرة تم دعوتها من أجل حضور الإحتفال بمناسبة ذكري حرب أكتوبر، وبالفعل حضرت إلى مكان الحفل، وجاش عبها الدور كي تلقئ كلمتها من على المنصة، ولكن لهولة الموقف بسبب وجود الرئيس السابق محمد حسني مبارك وبعضا من الضباط، فشعرت بحالة من الإرتباك والخوف، وأمسكت الميكروفون وقالت

 “أحب أشكر الرئيس السادات والأستاذ حسني مبارك”، فهاجت القاعة بأصوات الضحك والسخرية، ثم عادت مرة أخرى لتقول: “آسفة والله.. باحيي الرئيس الراحل أنور السادات وفخامة الرئيس حسني مبارك”، ثم تركت الميكروفون وخرجت مهرولة إلى الشارع حتى وصلت إلى منزلها، وفق ما روته في لقاء تليفزيوني.

وإستطاعت معالي زايد أن تجسد أدواراً متميزة وتركت بها أثر عند الجمهور والمشاهدين، مثل دورها في فيلم الشقة من حق الزوجة مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز، وكان ذلك في عام 1985، وأيضاَ دورها في فيلم “سيداتي آنساتي سادتي”، وفيلم “السادة الراجل” الذي حصلت على الجائزة من خلاله كأحسن ممثلة في عام 1987، وإختتمت مشوارها الفني لعالم السينما في عام 2001 من خلال دورها في فيلم “عنبر الألوان”، ليكون رصيدها 80 فيلم خلال مشوارها الفني.

 

ولا سيما أنها برعت أيضاً في عالم الدراما، ومن أبرز المسلسلات التي شاركت فيها، “شفيقة ومتولي” في عام 1992، ومسلسل “حضرة المتهم أبي” في عام 2006، ومسلسل “الدم والنار” عام 2007، وفي عام 2013 شاركت في مسلسل “موجة حارة” ليكون هو ختام أعمالها التليفزيونية.

 

عاصفة هجومية

في عام 1997 شاركت في فيلم “أبو الدهب” وقدمت فيه مشاهد غير مألوفة وجريئة مع الفنان الراحل ممدوح وافي، فتوالت عليها الهجمات من كل حدب وصوب، وقام أحداً من المحامين بتقديم بلاغ ضدها يتهمها فيه بالتحريض على الفجور والفسق، وتم الحكم عليها بالسجن لمدة سنة، مع دفع كفالة قدرها 500 جنيه.

زيجاتها

أما عن حياتها الزوجية، فكانت الزيجة الأولي لها من مهندس، وإستمر زواجهما قرابة الثلاثة أعوام، وبعد ذلك إنفصلا، والزيجة الثانية كانت من طبيبها الذي أجري لها عملية “الزائدة الدودية”، وتزوجا بعد قصة حب نشأت بينهما، ولكن زواجهما لم يستمر كثيراً، وإنفصلا في عام 1992، ومن بعدها عزمت على ألا تتزوج مرة أخرى قائلة:

“لست فأر تجارب بالنسبة للرجل”.

 

من خلال التويتات التي كانت تدونها على حسابها الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي “الفيسبوك”، ظهر إنتمائها السياسي نحو البلاد، فقد أيدت حكم المؤسسات العسكرية، ورافضة حكم الإخوان، وكانت تتواجد في المقر الذي فيه الإنتخابات الرئاسية، ورشحت الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعندما فاز أطلقت “زغروطة” تعبر بها عن فرحتها، ونشرت تدوينة على الفيس بوك:

“فخورة بيك يا جيش بلادي ربنا يحفظكم يا خير أجناد الأرض”.

أخر أيامها

وفي عام 1996إشترت مزرعة كبيرة، وقررت أن تتفرغ لإدارتها، خاصة أنها كانت مصدر رزقها الوحيد، بعدما عزفت عن مجال التمثيل، وقبل ثلاثة أسابيع من وفتها أصيبت بأزمة صحية بشكل مفاجئ، وعلى الفور نقلت إلى إحدي المستشفيات، وتحديداً مستشفى السلام الدولي بالقاهرة، وتلقت علاجها داخل إحدي غرف العناية المركزة، وبعد ذلك نقلت إلى مستشفى المعادي العسكري، وفي يوم 10 من شهر نوفمبر عام 2014 صعدت روحها إلى خالقها، وصرحت الفنانة “هالة صديقي” التي كان تربطهما علاقة صداقة، بأن معالي زايد قد توفيت بسبب إصابتها بالمرض الخبيث (السرطان)، الذي تمكن منها وأودي بحياتها.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد