تخلت عن طفولتها لكي تنفق على أسرتها وتعرض ابنها الوحيد لأزمة صحية كادت أن تصيبه بالشلل.. «صابرين» محطات مؤثرة من الكفاح

الكثير من المشاهير المتواجدين الآن على الساحة الفنية، قد بدأوا حياتهم الفنية منذ الصغر من خلال الإعلانات أو الصدفة أو ما شابه ذلك، وإختلفت الأهداف وراء ذلك الخوض في عالم الفن، فمنهم من دخله بحثاً عن المال لأنه بحاجة إليه بالإضافة إلى بعضاً من الشهرة وهذا ما يكون هدف أغلبهم، وهناك من دخله حبه فيه وعشقه له، ومنهم من دخله لأنه ورثه عن أبيه، وكانت الفنانة “صابرين” من الفنانات التي أرغمتها الظروف أن تكد وتتعب في صغرها حتى تستطيع أن تحصل على “لقمة العيش”، وتساعد أسرتها على المعيشة الحياتية، لذا سوف نعرض عليكم محطات من حياة الفنانة “صابرين”، والتي على الرغم من تعدد مواهبها إلا أنها كان أقل نجمات جيلها شهرة.

 

صابرين

في يوم 4 أكتوبر عام 1967 ولدت الفنانة صابرين لعائلة تنتمي إلى الفن، فوالدها قد لمع في عالم السيرك، والفنانة الراحل نعمية عاكف هي خالة الفنانة صابرين، ومدربة السيرك الشهيرة فاتن الحلو هي إبنة خالها.

عندما بلغت من العمر عامين سافرت إلى أسرتها في دولة تركيا التي كان والدها يؤدي فيها فقرات سيرك، وفي إحدي الحلقات التليفزيونيو لبرنامج “واحد من الناس” مع المذيع عمرو الليثي كانت ضيفه فيه وأوضحت بأن مضيفة الطائرة التي إستقلتها لكي تسافر إلى تركيا إندهشت لهدوء صابرين مع أنها طفلة، ورغم ذلك لم تصرخ وتنادي على أحداً من أهلها.

وصلت صابرين إلى تركيا، وأثناء مشاهدة العرض وتستمتع بعروض والدها وإذ فجأة سقط والدها وهو يؤدي إحدي الفقرات، وكانت المسافة التي سقط منها عالية لدرجة أنه أصيب بشلل مؤقت إثر تلك الحادثة، مما إضطر أن يمكث في البيت دون العمل في السيرك ثانية.

ضاقت بهم الحال بعدما أصبح والدها بدون عمل نتيجة الإصابة، فقررت صابرين أن تستغل موهبتها التي وهبها الله إياها وتصبح دخلاً لها ولأسرتها، وبالفعل إستطاعت أن تكون فرقة ولقبتها بـ “فرقة صابرين وعمو ياسين”، وبرغم صغر سنها إلا أنها قد تسللت إلى قلوب الناس بسرعة لدرجة أن فقرتها التي تقدمها في الأفراح والحفلات من غناء وتقليد فنانين كان ينتظرونها في شوق، وكان لديها موهبة في تقليد مطربي الشعبي في ذلك الوقت مثل أحمد عدوية ووردة وبعض من الفنانين الآخرين.

إتسعت شهرة صابرين كثيراً حتى وصلت إلى مدرستها أيضاً، فبرغم أنها تسهر طوال الليل بحكم عملها، إلا أنه متلزمة في ذهابها إلى مدرستها “الفلكي” الإعدادية، وفي إحدي المرات وهي في مدرستها رأتها ناظرة المدرسة وحاولت التعرف عليها ولكن في البداية لم تكاد تتجمع الرؤية واضحة، وظلت تراقبها حتى تعرفت عليها وتحدثت معها وأثنت عليها وعلى مواهبها التي ذيع صيتها في الحفلات والأفراح وأكبر الفنادق، وأصبحت صابرين هي الراعي الرسمي الخاص لنشاط المدرسة بكافة أنواعه.

بدأت تدب قدمها على أعتاب عالم الفن فعلياً عندما إكتشفها أحمد السبعاوي ورشحها لدور في فيلمه الذي أخرجه زميله حلمي رفلة بعنوان “حب أحلي من حب” من إنتاج عام 1975، وشاركت في هذا الفيلم باقة من ألمع النجوم من بنيهم محمود يس، والفنان نجلاء فتحي.

صعدت سلم المجدة والشهرة أكثر من خلال دورها في مسلسل “ليلة القبض على فاطمة” والتي جسدت فيه دور “رواية” في عام 1982، الذي كان لها محطة إنتقال كبيرة جعلها مؤهلة لتعمل مع كبار السينما والدراما التليفزيونيو من خلال مشاركتها في مسلسل مع الفنان محمود مرسي بعنوان “أبو العلا البشري” في عام 1986.

وبرغم من كونها أصبحت علامة مسجلة وعرفها المخرجين وتردد وجهها على مشاهديها ومحبها في السينما والدراما، إلا أنها لم تنسي موهبتها الغنائية، وفي عام 1997 أصدرت أول ألبوم لها بعنوان “إعتذار”، ولكنها عادة مرة أخرى تهتم بالتمثيل وتفرغت له بشكل أكبر.

في عام 1999 شاركت صابرين في دور نقلها إلى أوائل الفنانين وفرق معها كثيراً في مشوارها الفني، ألا وهو دورها في مسلسل “أم كلثوم” والتي جسدت شخصية الست، ولا سيما أن الكثير حينها قد ظن بأنها لن تستطيع أن تحقق النجاح بذلك الدور نظراً لصعوبته، إلا أنها خيبت ظنهم جميعاً، ولفي دورها نجاحاً باهراً لم تتخيله هي، وكتبت عنها المواقع الإلكترونية والجرائد وحصلت على الكثير من الجوائز في ذلك الوقت.

ولكن كان للصحفيين رأي أخر، فقد طالبوا صابرين أن تعتزل بعد ذلك المسلسل، لأسباب غامضة لم يكشف عنها، وفي هذه الأوقات شاء الله أن تنفصل عن زوجها “ياسر عبد اللطيف” رجل الأعمال المصري، بعدما عاشا سوياً حياة زوجية دامت لقرابة 15 عام، ولديهما إبناً يدعي “نور”، ومع تلك الأحداث أعلنت أن ترتدي الحجاب معتزلة عن عالم الفن.

أقرأ أيضاً من موضوعات الكاتب

 

ويشاء الله عزوجل أن يبتليها في إبنها لحكمة هو يعلمها، فقد تعرض إبنه نور إلى أزمة صحية كادت أن تلحق به الشلل في وجهه، وتفكرت صابرين في هذا الإبتلاء أن ذلك خطوة للتقرب بها من الله عزوجل.

توالت الأعوام مراراً على تلك الأحداث الأخيرة التي ذكرناها، وفي عام 2008 فاجئت صابرين جمهورها من جديد بعودتها إلى عالم التمثيل، مرتدية “باروكة” على هيئة شعر مستعار، وذلك كي تتناسب مع متطلبات الدور الذي تجسده في مسلسل “الفنار” وكذلك مسلسل أخر بعنوان “شيخ العرب همام”، ولا سيما أن ذلك لم يمر على الجمهور ووسائل الإعلام والسوشيا ميديا مرور الكرام، فقد ألفي إليها وابلاً من الهجمات متهمين إياها بأنها تستهزء بالحجاب، ومنهم من قال بأنها خلعته، ولكنها ردت على كل ذلك قائلة:

“أنا مش محجبة ومفيش محجبة بتحط المكياج ده، أنا محتشمة ومش بلبس كت ولا نصف كم، وده مش حجاب، بس على الأقل خطوة كويسة ليه”.

مختتمة ردها بأن ذلك فعلته بعدما توجهت إلى إحدي رجال الدين تستفيه في ذلك الأمر.

الزيجة الثانية

“صادق جلال” رجل الأعمال المصري الذي كان هو الزوج الثاني في حياة صابرين، والذي يقيم في أمريكا، ووافقت على أن تتزوجه برغم أن متزوج قبل ذلك، وزوجته الأولي لازالت على ذمته، وعللت ذلك موضحة بأنه وافقت لأنه يحترم زوجته، وذلك وفقاً لتصريحات لها في برنامج “الستات ما بيعرفوش يكدبوا” الذي يبث على قناة “CBC” الفضائية.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد