إذا كنت نسرا فلا تقبل أن تعيش دجاجة

تكلمنا في مقالات سابقة عن نماذج لنجاحات أبهرت العالم في قوة تحديها للظروف التي فرضت عليها، فبالرغم من عدم امتلاك أي مقومات للنجاح إلا الإضرار عليه، فقد حقق هؤلاء الملهمين ما لم يتوقعه احد، وفي هذا المقال سنتكلم عن الأسباب والظروف التي قد تحبطك وتجعلك لا تحقق شيأ بالرغم من امتلاكك لكل شيء، فاسمح لنا عزيزي القارئ أن نستعرض معك هذه القصة الخيالية المثيرة قصة “النسر الدجاجة” التي ستجعلك تدرك جيدا ما نعنيه من مقالنا هذا.
تبدأ قصتنا عزيزي القارئ بهذا النسر الضخم الذي اتخذ من قمة احد الجبال عشا له، فكان يضع به بيضه ويرعى فيه فراخه الصغار حتى يكبروا ويستطيعوا التحليق والطيران، إلى أن هبت عاصفة وأمطار شديدة جرفت بيضة من عش النسر وأخذت تجرى بها حتى استقرت بجوار إحدى عشش الدجاج، فلما رأت الدجاجة هذه البيضة الكبيرة أخذتها إلى عشتها وقررت أن تضعها مع بيضها وترعاها كما ترعى بيضها، وبعد بضعة أيام فقصت هذه البيضة مع بيض الدجاجة الأم لتخرج فرخ صغير مختلف الشكل عن باقي أخوته من الدجاج، إلا أن الأم اعتبرته ابنا لها وأولته الرعاية التي توليها لأبنائها، ومع الوقت كان هذا الفرخ يزداد اختلاف عن أخوته، فريشه أكبر وأجنحته أفوي ونظره اثقب من الدجاج الذي يعيش معه، إلا انه كلما أراد الخروج من هذا الحيز الضيق الذي يعيش به هو ورفاقه من الدجاج، منعوه وقالوا له يجب أن ترضى بحياتنا فنحن دجاج ضعاف كل ما نستطيع أن نقوم به هو أن نأكل ونبيض، وانت وان كنت مختلف عنا في الشكل إلا انك مثلنا.

حكاية النسر الدجاجة

إلى أن جاء يوم ورأى هذا النسر الصغير نسرا كبيرا يطير فوق الجبال وكأنه يمتلك السماء، ولاحظ أن له نفس أجنحة هذا النسر القوى ويستطيع أن يطير مثله، وحينما هم بالطيران وجد رفاقه ينظرون إليه ويسخرون منه ويحذروه من مصير ما يفكر في القيام به، فالطيران خطر كبير وانت لن تستطيع أن تفعل مثل هذا النسر الضخم، فأنت دجاجة حتى وان كنت تمتلك شكل وقدرات نسر، فاستسلم النسر الصغير أمام كلمات رفاقة، فعاش دجاجة ومات دجاجة.
هكذا هي الحياة عزيزي القارئ إذا لم تصغى لصوت روحك الداخلي وتؤمن بقدرتك على الفعل، فستعيش بجسد لا يشبه روحك، وإذا استمعت للمحبطين حولك واستسلمت لما يزرعونه فيك من يأس، فلن تكون إلا دجاجة تأكل وتبيض، حتى وان كنت نسرا يمكنه امتلاك السماء.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد