أيمن حامد يكتب:- “الدمية الماريونيت” من كتالوج البشر

كثيرا ما نشاهدها في المسارح أو في السيرك أو في بعض البرامج.. إنها “الدمية الماريونيت” أو “العروسة المتحركة”، وكثيرا ما نعتقد نحن أنها شخصيات خيالية مصنوعة من خشب أو قماش..لكن ليست هذه الحقيقة، فالحقيقة أن تلك الدمي هي نوع من البشر الذي يعيش بيننا، ونتحاكي ونتعامل معها، فإنها تكون دائما تتحرك بواسطة شخص من خلال التحكم بأحبال أو أسلاك، ويكون الشخص المتحكم بها غير مرئي حتى يوهم الناس بأنها شخصية حقيقية كوميدية أو غريبة الأطوار، ومع علم هؤلاء الأشخاص بأنها شخصية خيالية يتحكم بها شخص حقيقي؛ فأنهم يحاولون إخفاء معرفتهم بذلك من خلال ضحكة تنبعث من قلوبهم أو حتى يتظاهرون بها.

 

كذلك بعض أنواع البشر “عشاق العبودية” الذين يحاولون قدر المستطاع أن يكونو “دمية ماريونيت” يتحكم بها مدعي العظمة، ويحركهم كما يشاء من خلال أحبال غير مرئية تتمثل في مصلحة، أو خدمة، وبعدها من الممكن أن يظل دمية للتعبير عن شكرة وامتنانه، أو تنقطع أحباله ويصبح “شبه إنسان” ولهذا النوع من البشر مميزات أهمها هي أنهم يستطيعون الحصول على مصالحهم بسهولة تتمثل في عبوديتهم والتي هي بالنسبة لهم لا شيءلكونهم لا يعرفون معني “الحرية”.
إن الحرية هي الهبة الربانية التي أعطاها الله -عز وجل- لمن يطلبها وحرم أخرون منها، فلماذا لا ننظر لبعض الدول والمجتمعات التي تهالكت وتتمني أن تستنشق نسمات هوائها الصعبة وتتمتع بخيرات بلادها بحرية.

 

كما تتمني شعوبها المستعبده أن تتحرك وتتجول في أراضيها بحرية دون قانون ظالم، أو حظر تجوال وإن لم يلزم الأمر، تتمني أن تكون بلادها مصدرا للخير ولكن.. إنه قدر الله -عز وجل-، إنظروا إلى سوريا وبورما وفلسطين التي تهالكت مجتمعاتهم بعدما كانت سوريا عروس العرب، وفلسطين أرض المقادس.

 

لقد أصبحت تلك الشعوب ” عروسة ماريونيت ” دون أن تطلب ذلك، ولكن طلب الطامعين يلزم أن تتحول دولهم إلى أماكن متهالكه وحواري مهشمه، فلماذا تختار أنت تلك الطبيعة القذرة وقد منحك الله -عز وجل- حرية كي تمارسها وتحافظ عليها، فلا نتحدث عن أحوال دول، أو أحوال منظمات ومجتمعات، بل أحوال أشخاص إختاروا العبودية من كتالوج البشر، تلك الأشخاص هم من يقوموا بتأسيس مجتمعات فاسدة ومفرط فيها، والسبب الأول والأخير هم.

أيمن حامد مؤلف الرواية
أيمن حامد كاتب المقال

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. غير معروف يقول

    لن يتحرر الانسان من عبودية الاخرين حتى يتحرر من عبوديته لشهوته