أنت إنسان وإنسانيتك قرارك

الإنسانية جموع التناقضات التي بنا من صفات ومشاعر وقدرات، هكذا يفترض. أما الآن وفي هذا العصر الذي كثرت به القيم السلبية، يربطون الإنسانية بمجموع الفضائل والأخلاق والقيم الإيجابية. أن تكون إنساناً أي أن تعود للفطرة كما يقول البعض بينما يرى البعض أننا حيوانات ليس إلا عن طريق بعض الغرائز التي تعتبر من أصل حيواني كالعنف والجنس، فالعنف ضروري للدفاع عن النفس في بعض الأحيان والجنس مهم للتكاثر وحفظ النوع، ولكن كبشر يفترض أن نكبت هذه المشاعر لكي نتعايش مع فروقاتنا بسلام، لذلك أوجد الإنسان الحكومات والقانون والأعراف المجتمعية بل وحتى الأديان.

هل استغربت ذلك؟

كل ما عليك لكي تصبح إنساناً في زمن أفقدنا فيه للأمور معانيها، أن تفهم تناقضك، أن تعلم أن كل  متكامل متناقض ليس فيك شيءاً مطلقاً فلست إيجابياً بالمطلق ولا سلبياً بالمطلق لا طيب ولا شرير لا غني ولا فقير.. الخ.

الإنسان نسبة وتناسب فمن الممكن أن تكون لطيفاً بالتعامل مع الآخر بنسبة 90% وأن تكون شريراً ببعض التصرفات بنسبة 10%.. ولكن أغلبنا لا يعي وجود النسبة الأصغر فهو يظن أنه مطلق.

من المهم أن تدرك طبيعتك البشرية بأنك مخلوق يميل للضعف بجسده والقوة بفكره في العموم، أنك تحب المال والمنصب، وتثيرك مختلف الأمور من سلوك عدواني إلى مشاهد جنسية، أن لك مميزات عن بقية المخلوقات كحرية الأرادة والحكمة والانفتاح الذهني والطمأنينة والإيمان.

من المهم جداً أن تقرر العودة لفهم ما أنت عليه.. العودة لإنسانيتك بكل ما فيها.. أنت كل وليس جزء.. تناقض وليس جانب.. نسبي وليس مطلق.. أنت إنسان وإنسانيتك قرارك

 


قد يهمك:

عن الكاتب:

التعليقات مغلقة.