مازالت حياة الفنانين تتسم بالدراما الشديدة التي هي في الواقع أشد وأقصى من دراما التليفزيون والسينما، فمنهم من انتهت حياته بشكل مأسآوي بعد أن كان نجما ساطعا، ومنهم من مات وحيدا، ومنهم من مات فقيرا لا يجد قوت يومه ومصاريف علاجه، ومنهم من مات مقتولا بيد أحبائه، إنها دراما الحياة يا سادة والتي تأتى بما لا يتخيله بشر ولا يتوقعه انسان.
و هكذا كانت حياة الفنان الكبير عبدالعزيز مكيوي، والذي انتقل من حياة النجومية ليسير في شوارع المحروسة كأى متسول يلتقط قوت يومه، لتنتهى بعدها حياته داخل أحد دور رعاية المسنين وقد لاقى رب كريم، هو محمد عبدالعزيز أحمد شحاته والذي عرفه الجمهور المصري والعربى باسم عبدالعزيز مكيوي واشتهر باسم طه في فيلم النجمة سعاد حسنى القاهرة 30.
ولد الراحل عبدالعزيز مكيوي في 29 يناير من عام 1934م، وهو حاصل على بكالوريوس فنون مسرحية في عام 1954م، كان عبدالعزيز مكيوي عإلى الموهبة ولذلك أصبح بسهولة واحدا من كبار نجوم عصره في ذلك الوقت، وشارك في العديد من الأعمال الفنية التي كان أشهرها القاهرة 30 في دور طه أمام سندريلا السينما المصرية سعاد حسنى، فيلم (لا وقت للحب )، السلسلة الخماسية الشهيرة (الساقية )، وكانت آخر أعماله على شاشة التليفزيون هو مسلسل (أوراق مصرية )، وذلك في عام 2003.
و برغم اجادة الفنان الراحل لثلاث لغات بطلاقة وثقافته الكبيرة الا أن مصيره كان التشرد في شوارع الاسكندرية طالبا العطف من المارة، حيث تخلى عنه الأهل والأصدقاء والمعارف لينتهى به الحال في شوارع المنشية.
