عامًا على مجزرة بحر البقر.. والصهاينة لازالوا يسعون في الأرض فسادًا

“أيها الأخوة المواطنون، جائنا البيان التالي.. أقدم العدو في في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم على جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشر تحت جحيم من النيران”.

بحر البقر

رغم مرور 47 عامًا على مجزرة مدرسة بحر البقر، إلا أن المصريون لم ولن يسنوا ما حدث من “خسة” الصهاينة، وقيام القوات الجوية الإسرائيلية، صباح يوم 8 أبريل عام 1970، حيث قصفت 5 طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، وقتل 30 طفلًا وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تمامًا. الحادث الوحشي يتنافي تمامًا مع جميع الأعراف والقوانين الإنسانية، إلا أن إسرائيل قامت بذلك للضغط على الدولة المصرية لوقف حرب الاستنزاف.

وكعادة إسرائيل دائمًا الكذب والخداع وطمس الحقيقة، أدعت وقتها أنها كانت تستهدف أهدافًا عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت عبارة عن منشأة عسكرية مخفية.

وصرح موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها، أن المدرسة التي ضربتها طائرات الفانتوم هدف عسكري، وأن المدرسة كانت قاعدة عسكرية وأن المصريون يضعون الأطفال فيها للتمويه. تفاصيل الهجوم في صباح يوم الأربعاء 8 أبريل 1970 حلقت 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم الثانية على الطيران المنخفض، ثم قامت في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة من صباح يوم الأربعاء بقصف المدرسة بشكل مباشر بواسطة خمس قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدى هذا إلى تدمير المبنى بالكامل.

انتقلت على الفور سيارات الإطفاء والإسعاف لنقل المصابين وجثث الضحايا، وبعدها أصدرت وزارة الداخلية بيانًا تفصيليًا بالحادث وأعلنت أن عدد الوفيات 29 طفلًا وأكثر من 50 مصايًا بينهم حالات خطيرة، وأصيب مدرس و11 شخصًا من العاملين بالمدرسة. وقامت الحكومة بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب.

في حرب أكتوبر 1973، بعد أن أسقطت قوات الدفاع الجوي طائرة فانتوم إسرائيلية فوق بورسعيد، كان من بين الأسرى الإسرائيليين كابتن طيار تدعى “آمي حاييم ” اعترفت أنها شاركت في قصف مدرسة بحر البقر، كما جاء في أقوالها، وأقرت بأنهم قصفوا المدرسة عن عمد وأنهم كانوا يعرفون أنهم يستهدفون بقنابلهم وصواريخهم مجرد مدرسة ابتدائية.

تناولت السينما المصرية أفلامًا خالدة عن هذه الحادثة الدموية منها فيلم “العمر لحظة” عام 1978، الذي قامت ببطولته الفنانة ماجدة، وأحمد زكي والتي أذيعت فيه أغنية “بحبك يا بلادي” والتي تحدث عن ضحايا الحادث، وفيلم “حكايات الغريب” عام 1992 بطولة محمود الجندي ومحمد منير وشريف منير.

من أهم القصائد التي عبّرت عن هذه المجزرة، القصيدة التي كتبها الشاعر صلاح جاهين في كلماته التي غنتها شادية، والتي تقول كلماتها: “مجزرة بحر البقر الدرس انتهى لموا الكراريس.. بالدم اللى على ورقهم سال.. في قصر الأمم المتحدة مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك في البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزى.. دى لطفلة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذى.. دمها راسم زهرة.. راسم راية ثورة، راسم وجه مؤامرة، راسم خلق جبابرة.. راسم نار راسم عار على الصهيونيو والاستعمار.. والدنيا عليهم صابرة وساكتة على فعل الأباليس.. الدرس انتهى لموا الكراريس”.

ضرب مدارس قطاع غزة والأونروا رغم مرور 47 عامًا على مجزرة مدرسة بحر البقر، إلا أن “خسة” الصهاينة لم تنتهي بعد، ومستمرة في ضرب مدارس قطاع غزة والأونروا، التي يلجأ إليها أهالي القطاع والنازحين لحمايتهم من قصف قوات الاحتلال.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد