تابوت الأسكندرية يفجر خرافات وأوهام الزئبق الأحمر في عقول العوام!

منذ أن أعلنت وزارة الآثار عن أكتشاف تابوت ضخم في محافظة الأسكندرية والجدل لا ينتهي حول هذا التابوت وما يحويه من أسرار فتارة قيل أنه للإسكندر الأكبر وتارة أنه يحتوى على مومياوات لكاهن أمونى كبير وأسرته وتارة أخرى أن هذا التابوت الذي يزن حوإلى 35 طنا يحتوى على جثث عدد من العسكريين في الجيش المصرى. لكن ما أن تم فتح هذا التابوت العملاق وظهرت فيه مياه لونها أحمر حتى انتعشت قوى الخرافة والسحر التي تعشش في أذهان العوام وقيل أن هذا السائل الأحمر المختلط بمياه الصرف الصحى ما هو إلا السائل السحري الذي يطلق عليه “الزئبق الأحمر”.

تابوت الأسكندرية

منذ كنا صغار تداعب أحلامنا الطفولية البحث عن القوى الخارقة والثراء الفاحش ونحن نسمع عن هذا السائل الخرافي وقدراته الهائلة على مد عمر الجن والعفاريت وأنه غذائهم وعلاجهم الوحيد بل أنه الوسيلة الوحيدة للسيطرة عليهم وتطويعهم لتحقيق رغبات البشر في الغنى والقوة.

في البداية قيل أنه موجود في حناجر مومياوات الملوك “الفراعنة” لحفظ أجسادهم من الفناء ومقاومة البكتريا ولذلك كلما عثر بعض الناس على مقبرة فرعونية أسرعوا بالبحث عن هذا السائل السحري فيها وسمعنا حكايات كثيرة عن بيع جرامات قليلة منه بأسعار خيالية تتجاوز عدة ملايين من الدولارات. أن من اشتراها هم بعض الملوك والأمراء العرب لتمد في أعمارهم وتزيد من فحولتهم الجنسية..طبعا كلها حكايات لا تستند إلى دليل من أرض الواقع..إذن ما هي حقيقة الزئبق الأحمر؟

ما هو الزئبق الأحمر؟

عندما بحثت عنه في الشبكة العنكبوتية وجدت الكثير من الحكايات والفرضيات والمزاعم المنسوبة لبعض كبار العلماء في العالم حول هذا السائل النفيس منها على سبيل المثال أن الفيزيائي العالمي صموئيل كوهين صاحب القنبلة النيوترونية في تسعينات القرن الماضى قال أن الزئبق الأحمر يدخل في إنتاج القنابل الاندماجية ويستخدم كمحفز أو مفجر بدائي بديلا عن الوقود الانشطاري.

ويقال أيضاً أن الزئبق الأحمر الذي تتصارع عليه أجهزة الأستخبارات العالمية يستخدم بديلا عن أجهزة الطرد المركزى ضمن عملية تخصيب اليورانيوم مما يصعب عملية تعقب أسلحة الدمار الشامل المهربة دوليا.

أما صحيفة البرافدا الروسية فقد نشرت عام 1993 في صدر صفحتها الأولى أن الزئبق الأحمر يستخدم كطلاء للطائرات الحربية لمنع الرادار من تعقبها بالإضافة إلى استخدامه في صناعة الرؤوس الحربية ذاتية التوجيه..طبعا في تاريخ نشر هذه الأخبار كان النظام الشيوعي في الاتحاد السوفيتي السابق يلفظ أنفاسه الأخيرة على يد جورباتشوف..والجميع يعرف أن هذه الآنظمة الشمولية تلجأ إلى بث الأكاذيب والخرافات في وسائل الإعلام لكي تلهى الناس وتسيطر على عقولهم.

الطريف في الأمر أن عام 2009 سيطر الزئبق الأحمر على مانشيتات الصحف وأحاديث الناس في الشارع السعودي بعد أن شاع أن ماكينات الخياطة من ماركة “سنجر” تحتوى على الزئبق الأحمر مما أدى إلى تهافت الناس على شرائها وتضاعف سعرها.

لكن أقوى سبب يكمن وراء تهافت الناس خلف وهم الزئبق الأحمر أنه يستخدم في استخراج الكنوز الذهبية وفتح المقابر الملكية وتكتيف “الجن المكلف بحراستها”.

لكن تبين فيما بعد أن كل ماسبق مجرد أكاذيب نشرتها عصابات النصابين في أنحاء العالم لخداع الطامعين في ثراء سريع بدون جهد أو عرق..ولعل هذا هو السبب الذي دفع الدكتور زاهى حواس إلى الضحك بشدة عندما سألته في لقاء سابق معه حول حقيقة الزئبق الأحمر ومدى صدقية وجوده في المومياوات الملكية الفرعونية..قال بحسم العلماء ياعزيزى “لا يوجد ما يسمى بالزئبق الأحمر” لا علميا ولا حتى أثريا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد