الجيش التونسي يفرض على ” الفتيات ” آداء الخدمة العسكرية

تجنيد الفتيات في الجيوش العربية من الموضوعات المطروحة في معظم الدول العربية، ولكن هناك الكثير من المعوقات التي تحول دون تجنيد الفتيات، منها معوقات إجتماعية ودينية وعادات وتقاليد للمجتمعات.

تونس تدرس آداء الفتيات للخدمة العسكرية

آداء الفتيات للخدمة العسكرية

خرج وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني بتصريحات في هذا الشأن حيث أكد أنه قد حان الوقت من أجل مناقشة مشاركة الفتيات في آداء الخدمة العسكرية، معللا ذلك بأن تونس لديها الكثير من التحديات في الوقت المقبل والتي تتمثل في الصعوبات الإقتصادية والإعتداءات الإرهابية، وجاء على لسان الحرشاني: ” الدستور التونسي في الفصل التاسع يقول إن الخدمة الوطنية واجب على كل مواطن، يجب تنظيم هذا الواجب ليطبق على كل المواطنين ومعناها بنات وأولاد، بالتالي حان الوقت لنعمق هذه المسألة وندرسها “، وقال مضيفا أن تونس لديها تحديات قوية وإمكانيات محدودة، لذلك حان الوقت من أجل إيجاد حلول توافقية معقولة ومتأقلمة مع الواقع التونسي.

ويأتي رد فعل الشارع متضاربا في كل مرة يطرح فيها هذا الموضوع حيث يري البعض أنها إحدي طرق المساواة بين الرجل والمرأة وأن المرأة ستتحمل المسؤلية مثل الرجل معللا ذلك بأن المرأة تشارك في بعض الألعاب الرياضية التي تعتمد على البنية الجسمانية وتحقق أرقاما أحيانا تفوق الرجل، ولكن رأي البعض الآخر أن المرأة لها مسؤلياتها الأخرى التي تحتاجها مثل بيتها وتربية أولادها بعيدا عن هذه التحديات.

تضارب آراء المجتمع العربي حول آداء المرأة للخدمة العسكرية

تختص الخدمة العسكرية بالرجل لما تتطلبه الحياة في الجيش من جلد وصبر وقوة جسمانية لمناسبة الظروف التي يعيش فيها رجال الجيش من خوض المعارك والتدريبات البدنية القوية، إختصت المرأة فقط ببعض الأعمال الإدارية والطبية بعيدا عن ممارسات الرجل.

وتتختلف وجهات نظر المجتمع من حيث أفراده في هذا الشأن، فالرجال سواء كان أب أو أخ يرفضون تماما أداء المرأة للخدمة العسكرية معللين بأن بيتها وأولادها يحتاجون إليها أكثر حيث تتمتع بالصبر والنظام وهذا ما يحتاجه البيت.

أما الفتيات فجاءت آراؤهن متفاوتة في هذا الصدد، فبعض الفتيات يوافقن على آداء الخدمة العسكرية حيث أنها إحدي أشكال المساواة بين الرجل والمرأة، ويثقون في قدرتهم على مجاراة الرجل في كل ما يتحمله من صعاب في هذا الصدد، كما يري البعض أن المرأة غير مضطرة لآداء الخدمة العسكرية فلها عالمها الذي يحتاجها أكثر من أي مكان آخر فهي نصف المجتمع حيث أن تربية أبنائها مهمة شاقة وتحتاج للتفرغ، كما جاء رأي الفتيات المراهقات داعما للمشاركة حيث تري الفتيات في هذا السن أنه سيساعدهن على حماية أنفسهمن من أخطار الزمن وسيتعلمن الإعتماد على النفس والشجاعة.

أما من الناحية الجسمانية، فقد ذكرت بعض مدربات اللياقة البدنية والتربية الرياضية أن الأقاويل بأن جسم المرأة غير مناسب يعتبر غير صحيح حيث أن المرأة تشارك في ألعاب رياضية تضطرهن لأداء تمارين قوية ومرهقة، وأن المرأة جديرة بالمشاركة في الخدمة العسكرية.

أما من الناحية الدينية فالشعب العربي يعد بطبعه متدين وهذا يخالف لمشاركة المرأة في أي خدمة عسكرية وذلك طبقا لما ذكرة بعض رجال الدين بأنه في حالة تعرض المرأة للأسر في إحدي حالات الحرب فذلك لا يناسب تعاليم الإسلام ولن يسمح به المسلمون، كما أن الإسلام يؤكد أنه لا ضرورة لمشاركة المرأة في الخدمة العسكرية حيث أن بيتها وزوجها وأولادها يعادل ذلك حيث قال عليه الصلاة والسلام: ” إن الرجال ذهبوا بالأجر كله يجاهدون في سبيل الله ونحن لا نجاهد، فقال لهن رسول الله: إن حسن تبعل المرأة لزوجها يعدل ذلك كله “.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد