نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام منتدى الحوار العام



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




نهاية العظماء ...

 

سوف أقوم أن شاء الله بالحديث عن أخر يوم من حياة بعض عظماء هذه الأمة، عن آخر أقوالهم و وصاياهم. و لأن الموضوع طويل ارتأيت أن أقسمه إلى عدة حلقات و سأخصص الأولى لوصف آخر أيام رسول الله صلى الله عليه و سلم. على أن ان يتم الإنتقال بإذن الله إلى الخلفاء الراشدين و الصحابة و بعض التابعين من السلف الصالح.



بسم الله و على بركة الله

الحلقة الأولى : وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ...
في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم ، و سرت أنباء مرضه بين أصحابه ، و بلغ منهم القلق مبلغه ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم ، حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة .
و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ، لم يفاجئهم و هم يصلون إلا رسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة ، و نظر إليهم و هم في صفوف الصلاة ، فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يخرج للصلاة ، فأراد أن يعود ليصل الصفوف ، و هم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ، فرحا برسول الله صلى الله عليه و سلم فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أومأ إلى أبي بكر ليكمل الصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد رسول الله إلى حجرته ، و فرح الناس بذلك أشد الفرح ، و ظن الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أفاق من وجعه ، و إستبشروا بذلك خيرا ...
و جاء الضحى .. و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فدعا فاطمة .. فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا .. فبكت لذلك .. ، فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله ، فضحكت ... و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم .. و بلغ منه مبلغه ... فقالت فاطمة : واكرباه ... فرد عليها رسول الله قائلا : لا كرب على أبيك بعد اليوم
و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراش موته : الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم ...... الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم .... و كرر ذلك مرارا ...... و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ، فنظر إليه رسول الله ، قالت عائشة : آخذه لك .. ؟ ، فأشار برأسه أن نعم ... فإشتد عليه ... فقالت عائشة : ألينه لك ... فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له ...
و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ، فيمسح بالماء وجهه و هو يقول : لا إله إلا الله ... إن للموت لسكرات ...و في النهاية ... شخص بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ... و تحركت شفتاه قائلا : .... مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين ، اللهم إغفر لي و إرحمني ... و ألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلىاللهم الرفيق الأعلىاللهم الرفيق الأعلىو فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما.






المقال "نهاية العظماء ..." نشر بواسطة: بتاريخ:
خياله
الحلقة الثانية : أول الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق رضي الله عنه



ورد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لمّا ولي أبو بكر خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: "أما بعد أيها الناس قد وليت أمركم ولست بخيركم، ولكنّ الله أنزل القرءان، وسن النبيّ صلى الله عليه وسلم السنن فعلمنا، اعلموا أنّ أكيس الكيّس التقوى، وأن أحمق الحمق الفجور إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق، أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني".

و إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد شار إلى المسلمين إشارة كي يتولى أبو بكر الخلافة فإن أبا بكر قد أوصى بها وصاية إلى عمر بن الخطاب – رضي اللّه عنه – وكان أبو بكر قد استشار الناس في ذلك فوكلوه لاختيار خليفة له
ودعا أبو بكر عثمان بن عفان فقال: اكتب بسم اللّه الرحمن الرِحيم، "هذا ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجاَ منها، وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها، حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر، ويصدق الكاذب. إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا وإني لم آل اللّه ورسوله ودينه ونفسي وإياكـم خيراً، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه، فإن بدل فلكل امرىء ما اكتسب من الإِثم، والخير أردت ولا أعلم الغيب، سيعلم الـذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته "
و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا , و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.

ولما احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد .
و قال لعائشة :
انظروا ثوبي هذين , فاغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كانت في السنة الثالثة عشرة عن ثلاث وستين سنة من عمره وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وثلاثة عشر يوما. ودفن في بيت عائشة ورأسه عند كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولمّا توفي جاء علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه باكياً مسرعاً مسترجعاً حتى وقف بالباب وقال: يرحمك الله أبا بكر لقد كنت والله أول القوم إسلاما، صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذّبه الناس وواسيته حين بخلوا، وقمت معه حين قعدوا، وسماك الله في كتابه صديقا فقال: { وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ** سورة الزمر.
ويذكر أن أبا بكر توفي نتيجة لسم وضعه اليهود في طعام أهدي إليه وأنه قد علم ذلك من الطبيب الحارث بن كلدة الذي أخبره أن الطعام الذي تناولاه مسموم وأنهما لن يعيشا أكثر من عام
خياله
الحلقة الثالثة : الفاروق عمر رضي الله عنه


كان من سياسة عمر أن لا يدخل الأعاجم إلى جزيرة العرب فدخل بعضهم متسترين بالإسلام دخلوا فأقاموا فكان منهم الحاقد الفارسي المجوسي فيروز غلام المغيرة بن شعبة ويلقب [أبو لؤلؤة] الذي قال لعمر متوعدا لأصنعن لك رحى يتحدث بها الناس فقال عمر توعدني العبد.
وبعد أيام اختبأ له وراء باب المسجد في الظلام في صلاة الفجر فلما سجد عمر قفز عليه فطعنه بخنجر له رأسان طعنه به ست طعنات أحدها تحت سُرَّته وهي التي قتلته وكان ذلك في صلاة الفجر عندما كبر للصلاة من اليوم الثالث والعشرين من ذي الحجة من السنة الثالثة والعشرين من الهجرة فقال عمر قتلني الكلب.
وهرِب فيروز وأخذ يطعن بخنجره كل من يمر به من المصلين ينحر يمينا وشمالا فقتل فيها ستة من الصحابة.
وحمل عمر مطعونا وجعلوا يشربونه اللبن فيخرج من الجرح فعلموا أن الأمر قد انتهى.
وجاء عبدالله بن عباس , فقال : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض .
فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض فقال عبدالله : فوضعته على الأرض .
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز وجل
وقد غسّله وكفّنه ابنه عبد اللّه وصلى عليه ثم دفن بجانب صاحبيه، وكانت مدة خلافته عشر سنين وستة أشهر رضي اللّه عنه وأرضاه وجزاه عن الإِسلام والمسلمين خير الجزاء.
خياله
الحلقة الرابعة : عثمان بن عفان رضي الله عنه



كان الخليفـة عثـمان- رضي اللّه عنـه- ذا صفـات كريمة وأخلاق فاضلة، فقـد كان- رضي اللّه عنـه- ليّنا رحيما وعطوفا كريـما فطمع فيه أصحـاب الأنفس الضعيفة والكارهون لدين اللّه القويم فمن هؤلاء: عبد اللّه بن سبأ وهو يهودي أسلم زمن عثمان نفاقاً فبدأ يطوف في بلدان المسلمين وكان كلما وصل إلى بلد يحكي كذباً عن ظلم عثمان للبلد الآخر حتى ترك كل قطر يظن أنـه بخير وأنه أفضل حالا من القطر الآخر وأقنعهم أن علياً- رضي اللّه عنه- أحق بالخلافة من عثمان فجاءت وفود من البصرة، والكـوفة، ومصر قائدهم عبد اللّه بن سبأ وقابلهم الخليفة عثمان وعلي- رضي اللّه عنهما- وواعداهم خيراً إذا هم دعوا إلى بلادهم فبدأت هذه الوفود بالخروج من المدينة إلا أنهم رجعوا مرة أخرى إلى المدينة بحجة أن عثمان كتب إلى والي مصر يأمره أن يقتل الوفد الذي جاء إلى المدينة من أهل مصر.
وقالوا: قد أحل اللّه دمك.
فحاصروه في داره ( عشرين أو أربعين يوماً ) ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم ، ولكن المتآمريـن اقتحموا داره من الخلف ( من دار أبي حَزْم الأنصاري ) وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه -رضي الله عنه- فسال دمه على المصحف
و قال و الدماء تسيل على لحيته :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها
بسم الله الرحمن الرحيم .
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله .
ومات شهيدا ودفن بالبقيع وكان مقتله بداية الفتنة بين المسلمين الى يومنا هذا
خياله
الحلقة الخامسة : علي بن أبي طالب رضي الله عنه



بعد أن طعن علي رضي الله عنه
قال : ما فعل بضاربي ؟
قالو : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , و إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا
و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم.

قتل الإمام علي في 21 من رمضان سنة 40 للهجرة بعد ضربة بالسيف وهو في حالة السجود عند صلاة الفجر في مسجد الكوفة صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان ، قتله الخارجي عبدالرحمن بن ملجم المرادي ، و كان عمر الإمام علي 63 سنة، أي بعمر النبي محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) حين توفي. و كانت مدة خلافته خمس سنوات و ثلاثة أشهر ومدة إمامته 30 سنة . و تولى غسله و تجهيزه أبناءه الحسن بن علي و الحسين بن علي ..
و المعروف عند أهل العلم أنه دفن بقصر الإمارة بالكوفة ; و أنه أخفي قبره لئلا ينبشه الخوارج الذين كانوا يكفرونه و يستحلون قتله
خياله
لحلقة السادسة : الحسن و الحسين سيدا شباب الجنة


الحسن بن علي
ولد الحسن بن علي رضي الله عنه في النصف من رمضان سنة ثلاثة من الهجرة،وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحبه حبا شديدا حتى كان يقبل رقبته وهو صغير وربما مص لسانه واعتنقه وداعبه، وربما جاء ورسول الله ساجدا في الصلاة فركب على ظهره فيقره على ذلك ويطيل السجود من أجله.،مما رواه البخاري في صحيحه: أنه يقول اللهم إني أحب حسنا فأحبه وأحب من يحبه. تدليلا على شدة حبه له.

وبعد وفاة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بويع بالخلافة وكادت الحرب أن تضرم بين المسلمين فتنازل لمعاوية عن الخلافة حقنا لدماء المسلمين وقد حقق بذلك نبوءة سيد المرسلين عندما جلس على المنبر والحسن إلى جانبه، ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة، ويقول: ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.

في يوم من الأيام رأى الحسن رضي الله عنه في منامه أنه مكتوب بين عينيه قل هو الله أحد ففرح بذلك فبلغ ذلك سعيد بن المسيب فقال: إن كان رأى هذه الرؤيا فقل ما بقي من أجله، وهذا الذي وقع فقد سقي الحسن السم مرات، حتى قطع السم أمعاءه.
وهو في آخر أنفاسه قال :
أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال :
اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها !
فجاءه أخوه الحسين، فقال له: من سقاك السم؟ فقال: و لما يا أخي؟ قال: أقتله والله قبل أن أدفنك، ولا أقدر عليه أو يكون بأرض فأتكلف الشخوص عليه، فقال: يا أخي إن الدنيا فائتة دعه حتى التقي أنا وهو عند الله، وأبى أن يسميه.

الحسين بن علي

هو الابن الثاني لعلي بن أبي طالب من فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولد الحسين بن علي رضي الله عنه لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ،
رأى الحسين أن الخلافة حق لبيت علي، وانه أحقّ من يزيد بها، فلبّى نداء أهل الكوفة الذين طالبوه بانتزاع الخلافة من الأمويين واعدين إيّاه بنصرته.

نزل الحسين ومن معه من أصحابه وأهل بيته في كربلاء، فلما أحيط بجيوش الأمويين قال: ما اسم هذا الموضع؟ قالوا كربلاء. قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلّم هي كربٌ وبلاء.

وبالرغم من الحصار والجوع والعطش وقلّة الناصر همّ الحسين بمقاتلة العدوّ لكنهم أصابوه بالنبال، وسقط على الأرض وهم حوله، وترددت كل قبيلة في قتله. فتقدّم إليه زرعة بن شريك، فضربه على عاتقه، وطعنه سنان بن أنس في ترقوته ثم في بواقي صدره ثم رماه بسهم في نحره، وطعنه صالح بن وهب في جنبه.
ونزل إليه أحدهم وضربه بالسيف اثني عشرة ضربة واحتزّ رأسه.

و قيل لما قتل الحسين بن عليّ رضي الله عنهما اخذوا رأسه، وقعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ ويلعبون بالرأس
ولما أتيَ برأس الحسين بن علي إلى عبيد الله بن زياد وكان عامل يزيد على العراق ومن أشدّ الناس عداوة لأهل البيت جعل ينكث بقضيب في يده ويقول: انه كان لحسن الثغر. فصاح به احد الرجال أن لا يفعل ذلك قائلا: "لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقبّل موضع قضيبك من فيه".
ثم وصل رأس الحسين إلى يزيد بن معاوية فردّه ليدفن مع الجسد في كربلاء.

فإلى رحاب الجنة يا سيدا شباب أهل الجنة، فلقد قال الرسول في حقهما: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.
خياله
لحلقة السابعة : عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين



كان عمر بن عبد العزيز زاهداً فلم يقرب ما تركه الخليفة السابق، وما عُرف له من ممتلكات عند استخلافه. ورفض الدوابّ والسرادقات والجواري والثياب. وأعاد هذه الأشياء إلى بيت مال المسلمين.
وكان يحرص على عدم تبذير أموال بيت مال المسلمين حتى أنه كان يقرأ القرآن على ضوء شمعة حتى لا يأخذ ثمن الزيت من بيت المال لإنارة السراج. ومما يروى عنه أنه قال لزوجته فاطمة، ابنة الخليفة التي أورثها أبوها الحلي:
"اختاري إمّا أن تردّي حليك إلى بيت المال وإمّا أن تأذني لي في فراقك". فقالت: "بل أختارك".
ومما يروى عنه أيضاً، انه أبطأ يوماً عن صلاة الجمعة قليلاً، فعوتب في ذلك، فقال: "إنما انتظرت قميصاً غسلته أن يجفّ".
ازداد في فترته عدد الذين اعتنقوا الإسلام وقد أثّر هذا سلبياً على خزينة الدولة. ولم تعجب هذه السياسة بني أمية لأنهم خافوا على ملكهم من بعده.
كان عمر بن عبد العزيز عادلاً حتى إن الناس سموا هذا الخليفة العادل "الخليفة الراشدي الخامس" وذلك من كثرة عدله وحب الناس له ولأسس حكمه. كما أنه عرف بتقشفه، وباتّباعه سياسة التسامح حتى مع أعدائه وأعداء بني أمية.

وكان قد جرّد بني أمية من امتيازاتهم الخاصة، فطلبوا منه إعادتها فرفض. فدسّوا له السم وهو في دير سمعان من أرض المعرة، فأرسل له ملك الروم رئيس أساقفته ليعالجه، فرفض ذلك، واستدعى المتّهم بسمه، وسأله: "ما حملك على ما صنعت"؟ قال: "خُدِعْتُ وغرِّرْتُ" فقال عمر: "خُدعَ وغُرَّ... خَلُّوه"، وتركه حراً .
و هو على فراش الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك حاضرا :
يا بني , إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين و أهل ذمتهم إلا رأو لكم حقا .
يا بني , إني قد خيرت بين أمرين , إما أن تستغنوا و أدخل النار , أو تفتقروا و أدخل الجنة , فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي , قوموا عصمكم الله ... قوموا رزقكم الله ...
قوموا عني , فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن و لا إنس ..
قال مسلمة : فقمنا و تركناه , و تنحينا عنه , و سمعنا قائلا يقول : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين
ثم خفت الصوت , فقمنا فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى

ومات عمر بن عبد العزيز، وقد حكم مدة سنتين وأربعة اشهر وعدة أيام... ولو امتدّ العمر بالخليفة الصالح مدة كافية من الزمن، فلربما كان استطاع إصلاح أحوال الدولة الأموية وإعادتها إلى ثوابت الحكم الراشدي ونشر العدل في أرجاء الدولة الإسلامية وإنصاف الموالي وأهل الكتاب.
خياله
الحلقة الثامنة : معاذ بن جبل



اتفق أهل التاريخ أن معاذًا ـ رضي الله عنه ـ مات في طاعون عمواس بناحية الأردن من الشام سنة ثماني عشرة، واختلفوا في عمره على قولين: أحدهما: ثمان وثلاثون سنة، والثاني: ثلاث وثلاثون.
حين حضرته الوفاة..
و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. :
يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر , و مكابدة الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم .
ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله ...
روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ.

الحلقة التاسعة : بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه


مُؤَذِّنُ رسول الله مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ الَّذِيْنَ عُذِّبُوا فِي اللهِ، شَهِدَ غزوة بدر
. يُقَالُ: إِنَّهُ حَبَشِيٌّ وَقِيْلَ: مِنْ مُوَلَّدِي الحِجَازِ, اسلم في مكة ، كان أمية ابن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة ويطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا والله لا تزال هكذا حتى تموت، أو تكفر وتعبد اللات والعزى فكان يردد أحد أحد, رآه ابو بكر الصديق فأشتراه وأعتقه. وكان أول من أذن الاذآن , وقد أمر الرسول يوم الفتح بلال أن يؤذن فوق الكعبة.
ولما رحل رسول الله إلى الرفيق الأعلى ، ونهض بأمر المسلمين بعده أبو بكر الصديق ذهب بلال إلى أبو بكر وقال له : " يا خليفة رسول الله .. إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله " ، قال له أبو بكر : فما تشاء يا بلال ؟ قال : أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت ، قال أبو بكر : ومن يُؤذن لنا ؟ قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع : إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله ، قال أبو بكر : بل ابق وأذن لنا يا بلال ، قال بلال : إن كنت أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد ، وإن كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له ، قال أبو بكر : بل أعتقتك لله يا بلال ..
و يقال أنه لَمْ يُؤَذِّنْ لأَحَدٍ بَعْدَ وفاة رَسُوْلِ اللهِ.
حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه ..
فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه , و قولي وا فرحاه
ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه
ومات بلال بن رباح مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بدمشق، وهو ابن بضع وستين، سنة عشرين في خلافة عمر
خياله
لحلقة العاشرة

أبو ذر الغفاري رضي الله عنه و أرضاه

لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ...
فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه ..
فقالوا : من هو ؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى
و صلى عليه عبدالله بن مسعود
فكان في ذلك القوم
رضي الله عنهم أجمعين.

سلمان الفارسي رضي الله عنه

عن أبي سفيان عن أشياخه قال: ودخل سعد بن أبي وقاص على سلمان يعوده فبكى سلمان فقال له سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله توفي رسول الله وهو عنك راض وترد عليه الحوض؟ قال فقال سلمان: أما إني ما أبكي جزعًا من الموت ولا حرصًا على الدنيا ولكن رسول الله عهد الينا فقال لتكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب وحولي هذه الأساود، وإنما حوله إجانة أو جفة أو مطهرة، قال فقال له سعد: يا أبا عبد الله، اعهد الينا بعهد فنأخذ به بعدك، فقال: يا سعد، اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند حكمك إذا حكمت، وعند بذلك إذا قسمت.
وعن الشعبي قال: أصاب سلمان صرة مسك يوم فتح جلولاء فاستودعها امرأته فلما حضرته الوفاة قال هاتي المسك فمرسها في ماء ثم قال انضحيها حولي فإنه يأتيني زوار الآن ليس بإنس ولا جان، ففعلت فلم يمكث بعد ذلك إلا قليلا حتى قبض.
قال أهل العلم بالسير: كان سلمان من المعمرين وتوفي بالمدائن في خلافة عثمان وقيل مات سنة ثنتين وثلاثين.
الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام
المطهرة : إناء يتطهر فيه
خياله
الحلقة الحادية عشر : عبدالله بن مسعود رضي الله عنه

عبدالله بن مسعود صحابي جليل من أعلام الصحابة (رضي الله عنهم) ومن قراء القرآن الماهرين، ولحب الرسول (صلى الله عليه وسلم) قراءته قال يوصي اصحابه (من سره ان يقرأ القرآن رطباً كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد(...
لما اسلم عبدالله من مسعود عرض نفسه على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليخدمه، فوضعه الرسول (صلوات الله عليه) في خدمته.
ومنذ ذلك اليوم انتقل الغلام المحظوظ عبدالله بن مسعود من رعاية الغنم الى خدمة سيد الخلق والأمم.
لزم عبدالله بن مسعود رسول الله (صلوات الله عليه) ملازمة الظل لصاحبه، فكان يرافقه في حله وترحاله، ويصاحبه داخل البيت وخارجه، حتى دعي بصاحب سر رسول الله.
فاهتدى بهدي النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتخلق باخلاقه واتصف بصفاته، حتى قيل عنه: انه اقرب الناس الى رسول الله (صلى الله عيله وسلم) هدياً وسمتاً.

عاش عبدالله بن مسعود الى زمن خلافة عثمان رضي الله عنه، فلما مرض مرض الموت جاءه عثمان عائداً، قال له: ما تشتكي؟
قال: ذنوبي.
قال:فما تشتهي؟
قال: رحمة ربي.
قال: الا آمر لك بعطائك الذي امتنعت عن اخذه منذ سنين؟!
قال: لا حاجة لي به.
قال: يكون لبناتك من بعدك.
قال: اتخشى على بناتي الفقر؟ اني امرتهن ان يقرأن سورة الواقعة... واني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة ابداً).
ولما أقبل الليل لحق عبدالله بن مسعود بالرفيق الاعلى ولسانه رطب بذكر الله، ندي بآياته البينات.
رضي الله تعالى عن عبدالله بن مسعود، فقد كان من العلماء العاملين والمؤمنين الصادقين.
tito policeman
موضوع جميل
شكرا لمجهودك



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
من روائع اقوال العظماء
من اقوال العظماء
الصمت لغة العظماء....
حكم العظماء
ملف نهاية العظماء

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية