مِنْ جَنِينِِ المَطَـرِ ...
جَاءَتْ تُدَغْدِغُ صَمْتَ العَصَافِيرِِ
عَلَى الشَّجَــرِ
سَمْرَاءْ ...
تََقُـومُ مِنْ قَبْرِِِهَـا
إِلَى الطُّوفانْ
لِتَرْتَدِي أَسْمَالَهَا فِي ضَجَـرْ
سَمْرَاءٌ هيَ ...
الآتيََة مِنْ قُشُورِِ الرَّمَادْ
مِنْ أَكْفَانِ الحَجَـرْ .
سَمْرَاءٌ...أَيَا سَمْرَاءْ:
كُلَّمَا نَادَتْكِ أَوْرَاقُ تَمُوزْ
تَأْكُلِينَ عَيْنَيْكِ ..
تَزْحَفِينَ فَوْقَ وَجْهَكِ ..
فَهَلْ هَذَا سِحْـر؟
أَمْ مُجَرَّدُ لَيْلٍ يَنْهَارْ
وَتَنْهَارُ فَوْقَهُ السُّدُود
والأَنْهَـارْ.
سَمْرَاءُ...أَيَا سَمْرَاءْ
مَا بَالُ وَجْهُكِ مُغْلَقٌ مِنَ الذّبَائِحِ
يَلِدُ هَالَةًً مِنَ الفَوَارِِس ْ
يَمُوتُ عَلَى كَفّ عُشْتَارْ
فِي هَزِيعِِ الحَجَـرْ ،
وَأَنَا ...
المُقِيمُ الأَبَـدِي فِي العَالَمِِ السُّفْلِي
مِنْ جُنُونِكِ ..
أَسْرَقُ المَطَـرْ ..
مِنْ آَلِهَة الشَّمْسِِ وَ القَمَـرْ.
سَمْرَائِي...يَا التِي خَلّتْنِي
للرِّيحِ
للمَوْتْ
للبَحْـرْ..
أَنْ يَنْشُرََ الأَكْفانَ زٍُرْقاً للعَبِيدْ
أَنْ يَكْشفَ عـوْرَةَ القصيدْ
سَمْرَاءْ....يَا وجْهَ القمـرْ
يَا مَنْفَىً تَحْتَ قَاعِ البَحـْرْ
أَبْعدِي عَيْنَيْكِ عَنْ قُشُورِِ الحَدِيدْ
عَنْ سُقفِ الصَّخْـرْ
فَاللَّيْلُ مَا زالَ يشكُو لُهَاثَ الشّمْسِ
صُبَيْحَة الاِنْبِعَاثْ
وَأنَا أُزْعِزِعُ بِكَفِّي بَقـايَا الأَثـرْ
سَمْـرَاء...
يَا أَميـرَةَ القبـرْ
هَلْ لَكِ أَنْ تدِلّينِي ..
عَلَى عَفَنِ التّاريخِ...والعِبَـرْ
لأَتَجَرَّعَ مَاءَ الصَّدِيدِ .
وَأَرْتَشِفَ عُيُوبَ المَطَـرْ
ادْفنِي سُورَةََ الثَّلْجِ
فِي عَيْنَيْكِ ،
فَقَدْ فَاضَ المَاءُ عَنْ عَتْمَةِ القَبْـرْ
وَ بِِتْنَا نَلْهُو فِي صمتْ..
وَنعِيشُ فِي صَمْتْ ..
وَنَمُوتُ فِي صَمْتْ
إِلاَّ مِنْ خَرِيرِ البَحـرْ.
سَمْرَاءْ...
يَا عَيْنَ الشَّمْسِ
إِنّي أُحِبُّ المَوْتَ فِي عَيْنَيْكِ
وَأتَحَدَّى مِِحْنَة الكَونْ ،
يُسْعِفُُنِي كَأْسُكِ ذَاكَ ..
المَلِيءُ بِسَخَافَاتِ الغََجَـرْ
يَا بَدَوِيَّة الأَقْسَـامِ
أُحِبُّ حُدُودِِي..
وَأَكْرهُ أنّي أَعِيشُ فِي الشَّهْـرِ
الثَّالثِ عشرْ ،
وَأنّي مَا زِلْتُ مُنْذُ ولادتِي
أَمْشِيِ فِي طَرِيقٍ مُبْتَلٍّ بِِنَدَى قُبْلةِ ..
الفَجـرْ.
سَمْرَاءُ ...سَمْرَاءْ
إنّي أغرَقْ ..
أَغـرَقُ فِي عتَْمةِ المَدِينَة
وَأرْقُدُ –الآن- فِي أَقَاصِي الجَنُوب
حَيْثُ يَسْتَلْقـِي وَجْهُكِ الأَسْمـرْ.
يَا سَمْرَاءَ
انْحَنِي كي يظهرَ نهُدكِ في الصحيفَة
وَ أَغْلِقِي كُلَّ النَوَافذِ ...
التِي تُُطِلّ عَلَى البَحَـرْ
وَاحْمِلِي جَوفَ عُشْتَارَ بَيْنَ كَفّيْكِ
وَ امْضِِي....
إمْضِي...
فِي رِحْلَةٍ إِلَـى القَمَـرْ
وَابْصَقِي مَدِينَةً مَلامِحُهَا رُحىً
وَدُرُوبُها نار ْ.
فَالوُجُودُ..وَالقَـدرْ
حَتّمَ عليّ أَنْ أَرْقُصَ فِي وِلاَدَتِكِ
مِنْ جَدِيدْ.